الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية النضال السلمي و النضال العنيف .

ناظم الماوي

2012 / 12 / 20
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


جدلية النضال السلمي و النضال العنيف .

( مقتطف من مقال " تونس – سليانة : الموقف التحريفي المخزي لبعض فرق " اليسار" من العنف الجماهيري." رابطه على الحوار المتمدّن :


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=4&aid=335397 )

...

- المطالب بالنضال السلمي و العنيف أيضا ! :

يكفى النظر إلى واقع الصراع الطبقي محلّيا وقوميّا و عالميّا ، دون نظّارات تحريفية و إصلاحية برجوازية ، لنتبيّن أنّه أثبت مئات بل آلاف المرّات أنّ المطالب ( و لسنا ضد الإصلاحات غير أنّنا على هدي لينين نستغلّ الإصلاحات و نناضل من أجلها بهدف التقدّم بالنضال الثوري مثلما شرحنا فى أكثر من وثيقة ومنها العدد الأوّل من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! ") بالنضال وحسبنا هنا أن نذكّر بأمثلة ثلاثة أولها مآل جانب من قضية المرأة التونسية فى الدستور الجديد المزمع صياغته من قبل المجلس التأسيسي فقد حاولت النهضة و من لفّ لفّها تمرير إعتبار المرأة مكمّلا للرجل و لم يقع إسقاط المشروع إلاّ بتعبئة الجماهير و النضال فى الشوارع و الصدام أحيانا مع مليشيات الحكومة وقوات القمع . و لئن كان المظهر الرئيسي للنضال فى تلك المعركة سلميّا نوعا ما فقد تخلّله إستعمال للعنف بصنوف شتّى هنا و هناك أساسا من طرف الرجعية.

و المثال الثاني هو معركة فتح شارع الحبيب بورقيبة فى العاصمة أمام المسيرات و الإحتجاجات حيث فى هذه المرّة ، كان العنف يوم 9 أفريل 2012 هو المظهر الرئيسي فى المعارك التى شهدتها شوارع العاصمة و قد واجهت الجماهير العنف الرجعي بالعنف الجماهيري بأشكاله الدنيا. و هذا النضال بمظهريه السلمي و العنيف هو الذى أجبر حكومة النظام العميل اللاوطني و اللاديمقراطي و اللاشعبي على التراجع .

و ثالثا ، فى سليانة ، هل كان الوالي ليرحل إن إكتفت الجماهير بالنضال السلمي و قبلت بدكتاتورية دولة الإستعمار الجديد و عنفها و قمعها ؟ لا، ما كان المطلب ليتحقّق فى هذا الظرف و رئيس الحكومة أعلن تمسّكه الشديد به . هل كانت قوات القمع لتجبر على إتخاذ موقع الدفاع و عدم دخول الأحياء الشعبية لولا مقاومة جماهير شعبنا - و نقولها بصوت عالى و نشدّد عليها -العنيفة بأدنى الوسائل المتاحة للمحاولات الفعلية لتوغّل هذه القوّات القمعية فى الأحياء لتنتهك المنازل و تتلف ما يطيب لها إتلافه و تروع من عنّ لها ترويعه و تنكّل بمن يحلو لها التنكيل به ... و تسوق فى النهاية أفواجا من الشباب خاصة إلى السجون ؟

لولا هذه المقاومة البطولية لوجدنا الأحياء خرابا و مئات الشباب فى غياهب السجون مثلما حصل عند هجوم قوات قمع دولة الإستعمار الجديد على أحياء فى عدّة جهات. وحينها سيتمّ اللجوء إلى المحاكم التى هي الأخرى تتحكّم فيها الحكومة الرجعية ، فى غياب إستقلالية القضاء ، فيقف شبابنا المنتفض ليحاكمه الخصم و الحكم و النتيجة بديهية !

لو إلتزمت الجماهير بنصيحة حمه الهمّامي و أضرابه من الإصلاحيين خدم دولة الإستعمار الجديد و دعوته لتجنّب العنف و التهدئة و ما إلى ذلك ، لوجدت نفسها تحت الحذاء الغليظ للحكومة الرجعية العميلة و قواتها القمعية و حينها بماذا سيفيدها التحريفيون من أمثال حمه الهمّامي ؟ باللجوء إلى القضاء و من جديد وضعها تحت رحمة الخصم و الحكم . إنّ التحريفيين يريدون وضع الجماهير الشعبية فى دائرة مفرغة و على الدوام بين أيدي و تحت سلطة دولة الإستعمار الجديد بصورة أو أخرى و هنا يجهضون الإعداد للثورة الحقيقية التى تستدعي عامة و بصفة شاملة من ضمن ما تستدعيه إستعمال الجماهير الشعبية للعنف المنظّم ضد الدولة القديمة برمّتها :

" إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى . و هذا المبدأ الماركسي- اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء ".

( ماو تسى تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجية " نوفمبر- تشرين الثاني 1938؛ المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني)

و نخلص إلى أنّه ليس بماركسي من ينكر الواقع المادي و دروسه ، ليس ماركسي من يقدّم نصائحا لخداع الشعب و تركيعه ، ليس بماركسي من يرى النضال السلمي و لا يرى النضال العنيف ؛ و أيضا ليس بماركسي من لا يجتهد لتنظيم العنف الجماهيري و الإرتقاء به و بوعي المناضلات و المناضلين و الطبقات الشعبية بأفق إنجاز الثورة المطلوبة شيوعيّا !

6- جدلية النضال السلمي و النضال العنيف :

النضال السلمي و النضال العنيف وحدة أضداد / تناقض ، لا وجود للواحد دون الآخر و الواحد يتحوّل إلى الآخر. و قد شهدنا ذلك فى مناسبات لا تحصى و لا تعدّ على أرض واقع الصراع الطبقي . فعشرات المسيرات إنطلقت سلمية رئيسيا ، مع عنف لفظي يعبّر عن جوارح المتظاهرين الساخطين على حكومة مصاصي دماء الشعب و مضطهديه و من جانب قوات القمع و مليشيات النهضة ، كان الردّ فى بداية العديد منها رئيسيّا سلميّا ، مع إهانات لفظية و تهديدات كلامية لتتحوّل المظاهرات بعد ذلك إلى مواجهات عنيفة و دامية غالبا بسبب التدخّل العنيف لقوّات القمع و المليشيات . و ما حدث فى 9 أفريل 2011 بالعاصمة و ما جدّ و يجدّ فى سليانة فى الوقت الحالي و غيرهما من الأمثلة دليل قاطع على ما نذهب إليه.

و قد بيّن التحليل الملموس للواقع الملموس أنّ من النضالات السلمية ما يفتح الباب على النضالات العنيفة و العكس بالعكس أي أن النضالات العنيفة تعبّد الطريق للنضالات السلمية . و نضرب مثالا أوّلا على ذلك . لقد عبّدت المقاومة العنيفة يوم 9 أفريل 2011 بالعاصمة و المقاومة العنيفة فى الأحياء الشعبية بسليانة الطريق لتعبئة تحرّكات إحتجاجية شعبية شارك فيها الآلاف و الآلاف و فرضت فرضا على الجهاز القمعي . و هكذا إفتكّت الجماهير الشعبية و مناضليها و مناضلاتها حقوقها و دافعت عنها و لم تنتظر أن تمنحها إيّاها أيّة جهة كانت.

و نضرب مثالا ثانيا من العالم الأرحب . إنّ رفاقنا الشيوعيين الماويين فى الهند و هم يقودون حرب الشعب الماوية هناك و ينظّمون صفوف الجماهير الشعبية و يواجهون العنف الرجعي بالعنف الثوري المنظّم الذى يسترشد بالنظرية الثورية ( الماركسية – اللينينية – الماوية ) و يكرّس سياسات ثوريّة لغايات ثورية حقّا ،هي الإطاحة العنيفة بالدولة القديمة و تشييد دولة جديدة ، دولة الديمقراطية الجديدة ، دولة الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية بقيادة البروليتاريا الممهّدة للثورة الإشتراكية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية ، ينظّمون نضالات سلمية فى المدن و القرى لوحدهم أو ضمن عمل جبهوي و هم حسب قواتهم الذاتية و الواقع الموضوعي يحمونها و يدافعون عنها بالسلاح إن لزم الأمر . و إلى جانب ذلك يقومون بعملّيات عسكرية مدروسة الأهداف السياسية لسحق أعداء الثورة فيطلقوا العنان للجماهير فى عدّة مناطق لا لتواصل النضال سلميّا وحسب و إنّما أيضا لتبني القوّة اللازمة لحمايتها من هجمات مجرمي دولة الإستعمار الجديد و لتشييد دولة جديدة تخوّل للجماهير الشعبية التحكّم فى مصيرها بقيادة الشيوعيين الماويين الذين إستوعبوا و جعلوا الطبقات الشعبية تدرك أنه " بدون جيش شعبي لن يكون هناك شيء للشعب " – ماو تسى تونغ .

و نستقى المثال الثالث من تركيا حيث عبر الشبكة العنكبوتية ، عالميّا ( و فى اليوتيوب لمن يريد العودة إلى الفيديوهات ) شاهدنا مسيرات نظّمها الحزب الشيوعي الماوي – تركيا و شمال كردستان فى 2006 فى عدّة مدن تركية فى تحدّي لدولة الإستعمار الجديد التى إغتالت بجبن فى جوان 2006 ، 17 عضوا منهم عناصر قيادية عليا من الحزب الذى يواصل حرب الشعب و رفعت خلالها صور الرفاق الشهداء و شعرات تعلى راية حرب الشعب و الماركسية – اللينينية –الماوية. و لا زال الرفاق يخوضون غمار حرب الشعب و إن ضاق نطاقها فى تركيا و شمال كردستان و ينظّمون المسيرات السلمية و يواجهون بجرأة قوات القمع و الرصاص إن لزم الأمر.

و الماركسيّون المزيّفون فى القطر و فى غيره من الأقطار العربية يغيّبون عمدا عامدين أمثلة الهند و تركيا و الفليبين و ما إلى ذلك كي لا يخلّوا بتعهّداتهم القانونية لدولة الإستعمار الجديد ب " رفض العنف" و يعمدون للدعاية للطريق السلمي البحت و الأوهام البرجوازية عن الديمقراطية و الدكتاتورية و الدولة ؛ و لا يعترفون مبدئيّا بحقّنا فى الثورة العنيفة ضد الرجعية ( و إن إستثنائيّا لجأ بعضهم إلى العنف فليفرض إصلاحات لا لتحيطم الدولة القديمة و على أنقاضها بناء دولة جديدة ) للإطاحة بالدولة القديمة و تشييد دولة جديدة بجيش شعبي حقيقة خدمة لجماهير شعبنا و قضية تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء من كافة أصناف الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي.

" تعلمنا تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية بأن الطبقة العاملة والجماهير الكادحة لا تستطيع إنزال الهزيمة بالبرجوازيين وملاك الأراضي المسلحين إلا بقوّة البنادق ."
( ماو تسى تونغ )

حمه الهمّامي و أتباعه و أضرابه يدّعون الماركسية و ما هم بماركسيين ، و يدعون الثورية و ما هم بثوريين ، و يدّعون تبنّي المادية الجدلية و هم يطبّقون المثالية الميتافيزيقية ؛ بإختصار مجدّدا إنّهم ماركسيون مزيّفون و ليسوا قطعا ماركسيين حقيقيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ستستمر المظاهرات المناهضة لحرب غزة بعد فوز حزب العمال الب


.. استطلاعات للرأي تظهر أن حزب العمال حقق فوزا كبيرا في الانتخا




.. استطلاعات رأي تكشف عن انتصار ساحق لحزب العمال في الانتخابات


.. كلمة الأستاذ محمد سعيد بناني في تأبين الراحل عبد العزيز بنزا




.. نتائج غير رسمية تشير إلى فوز حزب العمال البريطاني في الانتخا