الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضامن مع طلاب البصرة

نجاح يوسف

2005 / 3 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عندما تحدى الملايين من العراقيين رجالا ونساء تهديد الإرهابيين وشاركوا في الانتخابات الأخيرة , لم يخاطروا بحياتهم من أجل الخروج من دوامة القتل والاضطهاد والتهديد الذي عانوا كثيرا منه في ظل النظام الدكتاتوري المقبور , وعلى أيدي جلاوزة وقطعان أمن ومخابرات النظام, من أجل أن يدخلوا مجددا في دوامة اخرى مشابهه وبأيادي عراقية لا تريد لهذا الشعب وهذا الوطن أن يخطو نحو التقدم الحضاري والتطور العلمي والتكنولوجي .. وقد جاء الهجوم الوحشي على طالبات وطلاب جامعة البصرة , كلية الهندسة يوم الثلاثاء 15/3/2005 ليبرهن من جديد بأن العقليات الدينية المتخلفة , قد ترك لها العنان للهيمنة على المجتمع العراقي وتدجينه لكي يخلو لها الجو لإمرار مخططها وتحويل العراق إلى دولة اسلامية وامتداد للجمهورية الإسلامية الإيرانية ..

ووصلت الجرأة والوقاحة بهؤلاء المتوحشين بالتحريض والدفاع عن هذا العمل اللاأخلاقي المشين ومن قناة الفيحاء التلفزيونية. حيث صرح الشيخ أسعد البصري وهو احد مسئولي مكتب الشهيد الصدر في البصرة بأن (مجموعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) التابعة للمجلس المذكور قد قامت بهذا الإعتداء السافر , حيث وصل الأمر بهم بضرب الطالبات ورميهن على الأرض وأخذ الطلاب إلى مكتب الصدر لغرض اقامة الحد عليهم..ودون تدخل من قوات الأمن والشرطة المتواجدة هناك !! وكل الذي فعله هؤلاء الطلاب هو القيام بسفرة إلى متنزه الأندلس..يا لها من جريمة!!

ونحن نتساءل أين هي القوانين الرادعة وأين هي حقوق الانسان ودولة القانون التي خاطر العراقيون بانفسهم من اجل بنائها ؟ وكيف يسمح لشرذمة من المتخلفين اخذ الأمور بيدها وفرض اسلوب تفكيرها المتخلف على المجتمع بأسره؟ ولماذا لم تتدخل الشرطة وتلقي القبض على الفاعلين لكي يلقون جزاءهم العادل على اعتدائهم السافر هذا؟ واين الحكومة واجهزتها للدفاع عن حقوق وسلامة المواطنين؟ لقد صدق الرصافي حين قال:

علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرّف
أسماء ليس لنا سوى ألفاظها أما معانيها فليست تعرف

ومن اجل عدم تكرار مثل هذه الأفعال التي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان , يتطلب الأمر من جميع الأحزاب السياسية شجب هذه الجريمة النكراء وتقديم فاعليها إلى المحاكم لنيل العقاب الذي يستحقونه.. كما يتطلب كذلك من الحوزة العلمية والسيد السيستاني بالذات التنديد بها وإيقاف فاعليها ومحرضيها عند حدهم والكف عن السكوت عن هكذا جرائم.. فالعراق الجديد والعراقيون يرفضون دكتاتورية جديدة وبوجه كالح آخر !! ولا بد من التضامن مع الطلبة في دفاعهم عن حقوقهم , والوقوف بحزم ضد كل من تسول نفسه فرض آرائه ومعتقده على الشعب باستخدام القوة او التهديد بها .. فالحكومة المقبلة عليها استحقاقات يجب الالتزام بها ومن ضمن أهمها هي حماية المواطنين وضمان حرياتهم التي نصت عليها القوانين, إلى جانب شل يد الارهاب والارهابيين مهما كان شكلهم..

فإذا كان الشيخ أسعد البصري يعتقد بأن تحريضه على القتل سيمر مر الكرام ودون حساب فهو على ضلال أكيد.. فإن شعبنا الذي ضاق الأمرين على أيدي جلاوزة البعث , لا يسمح ابدا لأسعد هذا ومن هم على شاكلته من الإرهابيين أن ينالوا مبتغاهم ويحجرون على شعبنا في كهوف الظلمة والتخلف الفكري والحضاري.. لقد نفض المارد العراقي غبار الدكتاتورية عن كاهله , ولم يبق امامه إلا السير قدما نحو الحرية والتمدن.. وبناء عراق ديمقراطي خال من العسف والظلم ومصادرة الحريات..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر