الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصمة صدام حسين وشحت صدور لاعبي المنتخب!!

بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)

2012 / 12 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أني هنا لا أعكف على تحليل مباراة لكرة القدم، اذ اترك ذلك لاصحاب الشأن من الصحفيين الرياضيين, ولكني أعرج على شكل العلم العراقي الذي زين صدور لاعبي المنتخب الوطني العراقي والذي ربما أدى الى خسارة شبابنا في المباراة النهائية لبطولة غرب آسيا بكرة القدم والتي جرت عصر هذا اليوم الخميس العشرين من شهر ديسمبر 2012 أمام المنتخب السوري في البطولة التي اقيمت في دولة الكويت. اذ ما أن بدأ عزف النشيد الوطني العراقي حتى أظهرت الكاميرا، وبشكل واضح جدا ملأ الشاشة، العلم الذي زين جهة القلب من صدوراللاعبين العراقيين وقد كتبت عليه عبارة (الله اكبر) بنموذج خط صدام حسين والذي اختطه على العلم العراقي في عام 1991 واصبح فيما بعد أشبه ببصمة له على العلم الى حين قرر البرلمان استبدال الكتابة بالخط الكوفي. كما اني هنا لا اعرج ايضا على رفع علم صدام من قبل حفنة من الصداميين الموكولة اليهم رفعه في ملاعب دول الخليج العربية وخصوصا دويلة قطر التي اختار الاتحاد العراقي ملاعبها بديلا عن الملاعب العراقية بسبب الحظر الذي يفرضه الاتحاد العالمي (الفيفا) على المباريات الدولية في الملاعب العراقية منذ عام 1980، ان ذلك شأنا لدول الخليج نفسها ولا راد لما تضمره من شر بالعراق وأهله, ولكني ألوم, بل وأتهم، الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم ووفد الاتحاد المرافق للمنتخب بتقصيرهم, أو بتعمدهم، توشيح قميص المنتخب بهذا العلم الموسومة عليه بصمة صدام حسين. ولربما أثارت هذه الحالة آخرين فأدلوا أو ربما سيدلون بدلوهم في هذا الموضوع ولكنني أعرض هنا المأساة الأكثر مرارة, اذ أخذت على عاتقي، كمواطن، أن اخبر الاتحاد المركزي بالحالة فورا لكي يتمكن من تلافيها قبل بدء المباراة أو في الفترة مابين الشوطين, فأرسلت برسالة الكترونية مقتضبة لموقع الاتحاد المركزي لكرة القدم أخبرتهم فيها بالحالة النشاز وانذرتهم بعواقبها فيما لو جرى رفع دعوى قضائية ضدهم عند المدعي العام العراقي لتزويرهم العلم لاسباب سياسية في مناسبة رسمية عالمية وعدم ترويجهم للعلم الرسمي لجمهورية العراق والذي يحتفظ الاتحاد الدولي لكرة القدم بنسخة منه، ومن الطبيعي فان الاتحاد الدولي متهم أيضا بنفس التهمة لاشرافه على البطولة من خلال اتحاد غرب آسيا للعبة. ولقد حولت الرسالة مباشرة الى البريد الالكتروني لموقع اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وموقع شبكة الاعلام العراقي ولمحررها ومديرها العام وتلفزيون العراقية, عسى أن يتدارك أحدهم الموقف، أو حتى أن يجيبني بعذر. وللتأكيد أكثر اتصلت مرات عديدة برقم هاتف الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم فكان مغلقا! واتصلت بكل هواتف اللجنة الاولمبية المذكورة في موقعها الالكتروني ولكن من دون جدوى حيث كانت كلها مغلقة! انتهت المباراة بخسارة المنتخب العراقي ولم يصلني أي رد عبر بريدي الالكتروني لحين كتابة هذا المقال فيما أعلمني برنامج الديمون في بريد الياهو بأن بريد موقع شبكة الاعلام العراقي وبريد محررها غير فعالين!وان بريد تلفزيون العراقية غير فعال! وهنا أقول: بأي معنويات يلعب الشباب الذين تزينت صدورهم ببصمة صدام حسين وقد تهيأ لهم بانهم ماعادوا يتذكرون المقابر الجماعية والقتل الجماعي واستخدام السلاح الكيمياوي والأنفالات؟ انهم جيل لم يدرك الحروب والحصار الاقتصادي وكم الافواه وتقييد الحريات وامتهان كرامة الانسان وهم بالغي سن الرشد، لأنهم كانوا في حينه أطفالا, فلماذا تعكرون مزاجهم في أدق ظروف يواجهونها وهم يمثلون شعبا ينتظر منهم فوزا كي يزيح عنهم شيئا من هموهم، ولو مؤقتا، وهي الهموم التي جلبتها لهم الكتل السياسية الحاكمة والمتصارعة والارهاب المعشعش في أرض الوطن؟ أو كيف لهم أن يفوزوا؟ و لكن من هو المسؤول الأول عن هذا ونحن نقرأ في الوثائق المنشورة في الاعلام عن ارتباط رئيس الاتحاد العراقي بالمخابرات الصدامية؟ وماهي الاجراءات التي سوف تتخذها وزارة الشباب ومن خلفها الحكومة العراقية في التصدي لهذه الجريمة المزدوجة، الاخلاقية والوطنية؟ أليس حريا بالاتحادات الرياضية المنضوية تحت هيكلية اللجنة الاولمبية أن تتخذ موقفا من هذه الفعلة الشنيعة؟ أليس من واجب الجمهور الرياضي أن تكون له كلمة الفصل في هذا؟ ثم أليس من الواجب مسائلة من شارك في هذه الجريمة قانونيا فضلا عن الاجراءات الادارية الواجب اتخاذها من قبل اللجنة الاولمبية أو وزارة الشباب؟ هذه كلها اسئلة ننتظر لها جوابا من الحكومة العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد