الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مختبر السرد السياحى 3 : السياحة الطريق العملى للقومية العربية

احمد قرة

2012 / 12 / 21
الادارة و الاقتصاد


هناك مقولة لرئيس الوزراء البريطانى السابق ونستون تشرشل تقول : دعونا فى البداية نذكر الحقائق ، لاننا جمعيا سوف نشرع بعد ذلك فى تشويهها " ، ومن الحقائق الثابتة ان اختقاء السرد السياحى العربى داخل الادبيات المهنية منفصلا بذاتة ، وليس مدمجا فى ادبيات اقتصادية مختلفة ومتنوعة، يرجع هذا الى سببين رئيسين الاول تاريخى يرتبط بسياسات استعمارية غربية ، التى رغم رحيلها على الارض الا انها تركت من الافكار ما يعزز تحقيقها لاهدافها ، والثانى هيكلى معلوماتى يرتبط بالطبيعة المؤسسية للبنية العربية ، التى تدير امورها وهى لاتعرف ما لديها من موارد وما تكتلك من خصائص ، لذا لم يكن غريبا على دولة مثل مصر ، الا يعرفوا الى الان ما هى مساحة الارض المزروعة فى مصر ، او ان فى مصر اكبر بحيرتين فى العالم ، او ان فيها اكبر سلسلة من الجبال الذهبية ، او انها بلدا لم يستثمر بة ، وهنا يكون السرد السياحى لابد من تجاهلة كونة لايذكر المعالم فقط بل يحدد اوجة الاستفادة منها وتطويرها ، وليس هذا قاصرا فقط على مصر ، بل ايضا فى كافة الاقطار العربية ، لذا كان صدور مفاهيم القومية العربية ، صادما للغرب الاستعمارى الذى ادرك ان تلك القومية العربية ، هلا بديهية على الارض وحقيقة تمثل تهديدا كبيرا لة ، ذلك انها بيست مصطنعة ، مثلما فعلت اوروبا التى ارادت بعد نهاية حقب الاستعمار ان تظل تعيش فى رفاهية اعلى بكثير مما تقدمة للعالم من سلع وخدمات ، ولذلك ظهرت الكوارث والافلاس فى اليونان ، والبرتغال وايطاليا واسبانيا الذى هم على نفس طريق اليونان ، وقد ساعد العرب الغرب كثيرا فى سعية الى تفتيت تلك القومية ، ذلك انهم قد جعلوها مجرد شكليات لفظية بعيدا عن ممارسات واليات على الارض تحقق ذلك ، واستمرت على هذا المنوال باشكال غير منطقية ، وكان لمصر النصيب الاعظم بحجم التاريخ والمكانة والبعد الحضارى المغاير لما يعرف بعصر البترودولار،
فربما لايكون من المنطقى فى قطاع الضيافة المصرية مثلا مع التطور الذى يشهدة العالم الان/ التمسك بالفنادق من فئة الخمس نجوم، طالما ان تلك الفنادق لاتستهدف بشكل اساسى جذب شريحة معينة من رحلات المسافرين ،وهم مسافرين الاعمال وليس كل الانواع الاخرى ، لكن تمسك المستثمرين السياحيين بهذة الفنادق الغاخرة ، ما هو سوى تحقيق غرض وحيد وهو زيادة اصولهم الراسمالية ، بقدر اعلى من سعيهم لدعم ودفع القطاع السياحى بصفة عامة ، وهذا امر طبيعى فى الدول الفاشلة التى تتحور فيها الاشياء لتخرج عن الاغراض الحقيقة لها الى اغراض خفية يدعمها ذلك العالم السفلى للفساد المالى والادارى لتلك الدول، بل انة من الامور المتعارف عليها عند سؤال اى مدير لادارة المبيعات والتسويق فى اى من تلك الفنادق المتراصة على النيل فى القاهرة ، عن اى عقود مبرمة فيما يتعلق بالمسافرين لقضاء الاعمال ذات التكالبف الكاملة التغطية من قبل الشركات العالمية والعربية ،ستجد الاجابة تكون معدومة ، ذلك ان اغلبية المسافرين لقضاء الاعمال بمصر يقومون برحلات الاعمال ذاتية التغطية ،بما يجعل المسافرين للاعمال فى النهاية بدخلون فى دوامة كاملة من ان تكون ثمار رحلاتهم والانتاجية المتوقعة منها محبطة الى اقصى الحدود ، ولعل هذا السبب ما يدفع الشركات العالمية ان تتم صفقاتها فى دبى ، لمشاريع فى مصر ، لعدم امكانية توافر الاحتياجات الضرورية لما يحتاجة مسافرين الاعمال من خدمات سياحية ولوجستية تتجاوز مجرد الاقامة فى حجرة فى فندق تطل على النيل المصرى العظيم ، فاصبحت القاعدة ان يذهب الطرف المصرى الى دبى لاتمام الصفقة مع مسافرين الاعمال، بدلا من حضورهم الى مصر وقضائهم الساعات الطوال فى البحث عن اشياء وتجهيزات ، تستهلك من اوقاتهم واعصابهم مما يجعلهم يمرون بتجربة شديدة السخف ، لذا فان الاهتمام بتوفير مسارات فندقية وخدمية لقطاع المسافرين للاعمال فى الفنادق المصرية ، بالشكل الذى يحفز مستقبليا دخول مصر فى قطاع سياحة الحوافز والمعارض التجارية ، على نفس الطريقة التى اتبعتها دولة مثل البرازيل ، التى تعانى ظروف اقصى بكثير من مصر من حيث الزحام المرورى والمعدلات العالية فى الجريمة، والتى اصبحت الاكبر فى سياحة الحوافز والمعارض فى العالم ، رغم ان الامريكى لا يدخولها الا بتاشيرة دخول مسبقة ، وهى تستعد الان الى الارتقاء بالسياحة الرياضية على نفس الطريقة بتنظيم مونديال كرة القدم 2014 والدورة الاولمبية 2016 ، ومازالت مصر فى دولة الصفر الشهير، ذلك ان اخطر ما يدعم ايجاد الروابط المتشابكة لاظهار قوة النشاط السياحة ، هذا النوع من السياحة الذى يدعم مزايا التعاون المدعم لاواصر القومية وبطريقة عملية وهذا احد الوظائف الفير مباشرة للصناعة
لذا لم تخرج القومية العربية الى الان ما تدعية من نزاعات بوحدة العرق والاصل والهدف والمصير ، عن انها لم تكن سوى مجرد نباح وطموحات شخصية لزعيم يريد التحايل على شعبة ببيع احلام لا وجود لها او تدعيما لقبائل توهم شعوبها انها اصبحت دول لديها قضية ولديها انتماء يعزز هويتها فى العالم ، حتى تلك التكتلات والمنظمات التى اسسها الاحتلال وتمسك بها القادة والزعماء العرب لم تكن سوى انعكاسا على مدى فشل تلك الفكرة وعدم خروجها لتكوين نسيج انتماء جمعى عربى ، بل كانت تلك المنظمات مجرد هياكل مجوفة تدفع الى الكفر بالفكرة وعدم الايمان بها وحفلت بعنتريات سخر العالم منها واستهزء بها الدانى والقاصى ، فالجامعة العربية مثلا لم تكن سوى تجميع للرشاوى الوظيفية للمحاسيب والشمرجية فى الدول العربية ، وكافة المنظمات التى خرجت منها لم تكن سوى على شاكلتها وجزء معبر عن فشلها ، فلناخذ مثلا المنظمة العربية للسياحة ، وماذا فعلت مع الدول العربية فلا سياحة قد نمت ولا توافق او اهداف استراتيجية استطاعت ان تخطط لها وتعمل عليها ، بل اتخذت نفس الانماط الشكلية الجوفاء من اجتماعات او عقد مناسبات مثل عاصمة السياحة العربية وغيرها من تلك التقاليع التى لم تجد لنفسها الاليات الحقيقة والنيات الصادقة لتحقيها ، لذا فقد اصبح بعدما انطلقت عاصفة الربيع العربى لتعرى الحقائق وتكشف التاريخ المذل والمهين لهؤلاء اللذين قادوا اممهم الى هاوية الضياع واطاحوا بقضايا العرب ، ان يحاولوا ان يسكلوا طريقا اخر فى نطاق العمل العربى، طريق لايبدا من القمة بل يجب علية ان يبدا من الشعوب ويكون لة ارضية حقيقة للنمو بفاعلية حقيقة ملموسة لهذا المواطن العربى بما ترسخ هويتة، ولعل المجال الصحى للمواطنين العرب هو من المشتركات التى جعلت العرب ليسوا فقط فى وحدة وهوية الدين واللغة والعرق بل وايضا المرض ، فوجود مثلا كارت لتامين صحى عربى موجد لكافة مواطنين الدول العربية، يعزز ويحدث تكامل بين الدول العربية فى التغطية الصحية ، ويرتقى بها مجتمعة هو من الامور الممكنة ، فيمكن للمواطن العربى ان يقوم باعداد تحاليلة الطبية بالامارات ويجرى جراحتة فى القاهرة ، والنقاهة فى العقبة بالاردن ، ويستكمل علاجة فى الرياض ، ويعود الى مكان اقامتة واسرتة فى الكويت، دون ان يتحمل اى تكاليف تذكر ، بل وايضا يمكن اضافة تركيا الى هذا الكارت الصحى بما انها خارج المنظومة الاوربية للتامين الصحى ، ومن هنا يمكننا التحول التدريجى فى جعل القومية العربية لها مكان على ارض الواقع وتزيد الايمان بها بين الشعوب التى قد امنت ان مصيرها واحد وان مصائرها يجب ان تظل بايدها وانها لن تترك لمغامر او غبى او مريض نفسيا يضحى بها من اجل ان يبقى على كرسى حكم قد توحد بة، لذا فان اعادة قراءة الواقع العربى الاقتصادى والاجتماعى من خلال مفاهيم تعتمد على الحقائق دون تشويها ، وبالسرد العلمى لما من اين نبدا حتى نعرف الى اين نبتغى الوصول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. أحمد غنيم لخالد أبو بكر: كلما تقدمت الدول كلما تحولت من ا


.. كل يوم - د. أحمد غنيم :الدولة تقدم الدعم النقدي لأصحاب المع




.. د. أحمد غنيم لخالد أبوبكر: الظروف الاجتماعية والتضخم يحولان


.. حمد بن جرحب: سباقات الهجن تشهد حركة اقتصادية انعكست إيجابا ع




.. كل يوم - خالد أبو بكر عن تصريحات الخبير الاقتصادي محمد العري