الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق والقفز نحو المجهول !!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2005 / 3 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ الغزو الامريكي للعراق وحتى اليوم ، سارت الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيه من سيء الى اسوء ، يوما بعد يوم يزداد الوضع تفاقما وتعقيدا دون ان يكون هناك بصيص امل او ضوء في نهاية النفق ، فمنذ فترة الحاكم كارنر ووصلا الى بريمر ومجلس الحكم وانتهاء بحكومة اياد علاوي لم يشهد المواطن العراقي سوى القتل والدمار والخراب، ولولا الوعي الذاتي لدى جماهيره التي تنظم حياتها اليومية بنفسها في ظل غياب شبه تام للاجهزة الحكومية ، لتحول البلد الى جحيم لا يطاق .
امريكا وحليفاتها هللوا للانتخابات الاخيرة وكذلك فعلت القوى الدينية والقومية ، عربية كانت ام كردية ، واعتبرت ذلك بداية مرحلة الخلاص من هذه الاوضاع المزرية ، الا ان الواقع يثبت يوما بعد يوم بان هذه الانتخابات ربما تدفع بالاوضاع الى التعقيد اكثر من الحلحلة ، فبعد مرور شهر ونصف على اجراء هذه الانتخابات ، وبعد فرز الاصوات واعلان النتائج ، لا زالت القوى الحائزة على الاغلبية تتصارع من اجل تامين اكبر قدر ممكن من مصالحها وفرض استحقاقاتها متمثلة بتوزيع المناصب اولا ومن ثم فرض وجهات النظر .
الجلسة الافتتاحية البروتوكولية للجمعية الوطنية يوم 16/3/2005 والخطب التي القيت فيه تبرز بشكل لا يدعوا الى الشك مدى الهوة العميقة بين هذه الاطراف من جهة وتطلعات الجماهير من جهة اخرى ، كما وتكشف عن الاجندة السياسية لهذه القوى بصورة اكثر وضوحا .
اذا وقفنا عند كلمة عبدالعزيز الحكيم رئيس الكتلة الشيعية ، والتي كانت اقرب الى خطبة الجمعة منها الى كلمة في البرلمان ،حيث امتزجت كلمته بصيحات " التكبير " من قبل مؤيديه .هذه الكلمة جعلت من المستمع والمشاهد يشعر وكأن خطيبا اعتلى المنبر ليئم في جمع من المصلين أكثر منه في صالة البرلمان ، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على صورة البديل الذي يطرحه الاسلام السياسي متمثلا بالكتلة الشيعية في الجمعية الوطنية وتصورها لمستقبل العراق وفق دستور يتم صياغته على المباديء التي تؤمن بها هذه الكتلة الا وهي الشريعة الاسلامية . لقد كانت الكلمة ناقوس خطر يعلن فيها الحكيم ،وان بصورة غير مباشرة ، سياسته الرامية الى صياغة دستور يفتح الباب لقيام حكم اسلامي في العراق .
النقطة الاخرى والابرز في معظم كلمات الخطباء هي عدم تطرقهم الى موعد رحيل قوات الاحتلال عن العراق ، فهذه القوات التي أمنت لهذه القوى الوصول الى دفة الحكم لا بد وان رحيلها سيزعزع من الموقع السياسي لهذه القوى خصوصا واذا ظهرت في الساحة القوى العلمانية والاشتراكية .

ان البرلمان العراقي الذي تعول عليه امريكا وحليفاتها الكثير، سوف لن يكون الا ميدانا لصراع الاطراف المجتمعة في داخله من اجل فرض رؤاها وتامين مصالحها دون الاكتراث لابسط طموحات العراقين ضاربة عرض الحائط ما يتطلع اليه العراقيون من أمن واستقرار وعيش كريم.
ان المطالبة والاصرار على صياغة دستور علماني يحقق شعار فصل الدين عن الدولة ويؤمن قيام حكومة علمانية غير قومية توفر الحريات السياسية و تنهي الاحتلال وتوفر العيش والامن للمواطنين هو المطلب الاكثر الحاحا في هذه المرحلة بالذات.
17-3-2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية: حماس والفصائل جاهزة لإبرام اتفاق يتضمن وقفا دائما لإطل


.. مؤتمر صحفي في ختام أعمال قمة سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا




.. الحرس الثوري أعلن في وقت سابق عدم التدخل في انتخابات الرئاسة


.. انتخابات الرئاسة الأميركية.. في انتظار مناظرة بايدن وترامب ا




.. جيك سوليفان: وسطاء من مصر وقطر يعتزمون التواصل مع حماس مجددا