الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية الفلسطيني

على سمودى

2012 / 12 / 21
أوراق كتبت في وعن السجن


حكاية الفلسطيني
جنين –على سمودى
الاسير حسام عابد محكوم بالسجن المؤبد 3 مرات اضافة ل50 عاما
معاناة عائلته مستمرة رغم مرور 9 سنوات على اعتقاله وهدم منزلها
ليس اعتقال نجله حسام (31 عاما ) وحكمه القاسي بالمؤبد فقط ما يؤثر ويثير مشاعر الحزن والمرارة لدى الوالد عدنان توفيق عابد من بلدة كفردان قضاء جنين ، فالاشد مرارة عدم قيام الجهات المعنية باعادة بناء منزلي عائلته اللذان هدمتهما سلطات الاحتلال خلال ثواني معدودة وحتى عدم تسديد قيمة الايجارات التي تراكمت عليه بعدما استاجر منزلا لايوائهما بعدما شردتهما قوات الاحتلال ، فظلم الاحتلال يقول " يمكن ان نصبر عليه ونتحمله ونقاومه بالصمود لانه يسعى لعقابنا والانتقام منا ولكن ماستي بسبب الظلم الكبير المستمر بحقي وعائلتي لان الكثير من المنازل التي هدمت اعيد بنائها وتعويض اهلها بينما ما زلنا ننتظر دون أي بارقة امل ؟".
استحقاق وواجب ولكن ..
منذ اعتقال حسام وعقاب الاحتلال للعائلة بهدم منزلها لم تبقى جهة الا وطرق المواطن عابد ابوابها لمساعدته في تنفيذ حق هو كما يقول " استحقاق وواجب ، قدمنا كافة الاوراق والمستندات وراجعنا كل المكاتب وتنقلنا بين الدوائر وارسلنا مئات المناشدات ولكن دون جدوى"، ويضيف " فالى متى ستستمر هذا الماساة الكبرى التي تعتبر عقوبة اقسى من سجن ابني والتي يضاف اليها المنا وحزننا على اعتقال ابننا الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد 3 مرات اضافة الى 50 عاما ؟".
بداية الحكاية
في بلدة كفردان ولد الاسير حسام ليكون الخامس في عائلته المكونه من 11 نفر ، انهى دراسته للصف العاشر ثم عمل في الزراعة وبسبب الظروف الصعبة في في مطعم في حيفا لمدة عام حتى اندلعت انتفاضة الاقصى وفرض الحصار والاغلاق .، ويقول والده " لم نعلم بنشاط ودور ابني خلال الانتفاضة حتى اعتقل ، فقد كان التحق بشكل سري في حركة الجهاد الاسلامي وفي يوم زفاف شقيقته سهام في 25-9-2003 داهمت قوات الاحتلال منزلنا واعتقلت حسام وابني الاكبر علام الذي قضى 38 شهرا بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الاقصى "، ويضيف " تحول الحزن لالم وبكى الجميع لان حفل الزفاف انتهى باعتقال ابنائي ، واقتيد حسام لاقبية التحقيق والتعذيب لفترة طويلة ".
الحكم والهدم
ويضيف الوالد عابد " حوكم حسام بالسجن المؤبد 3 مرات اضافة ل50 عاما بتهمة العضوية في قيادة سرايا القدس والضلوع في عمليات والتخطيط لاخرى ، وبينما كنا نعيش صدمة الحكم فوجئنا وبعد 10 شهور من اعتقاله،وبتاريخ 14/7/2004 باقتحام الاحتلال لمنزلنا لهدمه"، ويضيف " شعرت بحزن ومرارة من هذا الاجراء الظالم فقد افنيت عمري اعمل واكدح وابنائي لتوفير وبناء منزل ولكن خلال 14 دقيقة هدموه بشكل كامل رغم انه يتكون من طابقين ويسكن فيه 14 نفرا" .
ويكمل عابد " احتسبت ما حدث عند الله ، وصبرت وكل ما يهمني في تلك اللحظة منع تاثير الصدمة ووقع الخبر على ابنائي علام وحسام ومن الله علينا بالصبر لاننا متوكلين عليه دوما ونفخر بحبنا للوطن ".
خلف القضبان
لم ينتهي العقاب ، فاستمر الاحتلال باستهداف عائلة حسام ، ويقول والده " تعمدوا نقله بين السجون وعزل عدة مرات لفترات مختلفة كعقاب ، وفي السنوات الثلاثة الاولى من اعتقاله منعنونا من زيارته ، وبعد شكاوي واحتجاج يسمح لنا حاليا انا ووالدته بزيارته رغم ان هناك مشقة كبيرة بسبب سفرنا مسافات طويلة وسط اجراءات قاسية لمنعنا من التواصل مع اسرانا "، ويضيف " اشقاءع ممنوعين من الزيارة وكل عام يحصلون على تصريح لمرة واحدة باستثناء علام كونه اسير سابق فهو ممنوع امنيا ".
محطات المعاناة في رحلة العذاب اثرت على والدي حسام ، فالوالدة رمزية "ام علام" البالغة من العمر ( 56 عاما ) لا تتوقف عن الحزن والبكاء مما ادى لاصابتها بالضغط ، بينما والده يعاني من السكري الذي اثر علي عينه حتى امتدت مشاكله للبصر ، ورغم ذلك يقول " نحن مستمرين في زيارة ابني والتواصل معه لان الجميع ممنوع وهذه وسيلتنا الوحيدة للاطمئنان عليه ورفع معنوياته والشعور بالامل لان حياتنا دون حزنه الم وعذاب مستمر ".
ويفخر الوالد عابد بارادة ابنه وما يتمتع به من معنويات عاليه ، ويقول " رغم الحكم والمعاناة هو صامد ويؤدي واجبه مع الاسرى وناشط ويحب ويخدم الجميع ، وتابع تعليمه حتى حصل على شهادة الثانوية العامة والتحق بالجامعة العبرية المفتوحة تخصص علوم سياسية وتاريخ ، لكن حاليا محروم كباقي اخوانه من التعليم".
معاناة بعد الهدم
في ظلال هذا الواقع ، وبعدما استاجر عابد منزلين لايواء اسرته الكبيرة في قريته كفردان استمرت جهوده لاعادة البناء ، ويقول " تلقيت الوعود اولا بتسديد اجرة المنازل ولكن لم يساعدني احد وللاسف نسمع الكثيرين يمجدون الاسرى وصمودهم ويعلنون دعمهم وتعزيز ثبات اسرهم ولكن لم تمد لنا يد المساعدة في اعادة بناء منزلنا "، ويضيف " حتى عندما وعدوني بتغطية نصف قيمة ثمن المنزل مخصوما ما قدم لنا من مساعدات لم ينفذ الوعد لذلك وبعد 8 سنوات من المعاناة قمت ببناء منزل والله يعلم كيف دبرت اموري وانتقلت واسرتي اليه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية