الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق الإحتفاظ بالرد ..

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2012 / 12 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


كانا فى حالة جدل .. حول أمر يخصهما .. كانت صداقة حميمة تجمعهما فكل منهم خبر الآخر .. وحفظه عن ظهر قلب .. وفى وسط حالة الجدل تلك قال أحدهم للآخر .. ( أنت كالسودان لن تفعل شيئاً فقط ستحتفظ بحق الرد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ) .. سمعت هذه الجملة وإبتسمت .. ولكن كانت إبتسامة باهتة لمصير وطن .. خبره أبناءه لدرجة انه أصبح مضرب مثل .. ( للعجز ) و ( السخرية ) .. !!

لماذا .. وصل الوطن لهذه الدرجة .. من السخرية .. الجميع .. يتحدث بسخرية .. أو بفكاهة .. عن سياسة دولتنا الداخلية والخارجية .. حتى المسؤولون يسخرون فى الخفاء من بعضهم .. وظهرت جلياً فى تلك التصريحات التى اطلقها وزير خارجية الحكومة .. عندما إعترف بانه لا يتم إستشارته فى كثير من مهمام وزارته .. !!
والجانب الأكثر خطورة فى هذا الجانب .. كوننا نحن السودانيون أصبحنا نصدق أنفسنا بكوننا خير شعوب المنطقة .. الأفريقية والعربية .. ونرى غيرنا من تلك الشعوب أقل شأناً منا .. والغريب أننا الوحيدون من يرى هذا الأمر .. فى الوقت الذى تنظر فيه إلينا الشعوب العربية .. بدونية واضحة .. ويروننا ( عبيداً ) .. أما الشعوب الافريقية .. تنظر إلينا على اننا شعب فاقد للهوية .. فتارة نحن افارقة وتارة نحن عرب .. وفى الحالتين الشعب السوداني هو الضائع .. !!

لننظر كيف تتعامل دول العالم مع الجواز السوداني .. المطارات ترى فيه بعبعاً يجب تجنبه .. وتفتيش حامله .. والحذر منه .. فالدولة التى ينتمي إليها .. مصنفة ضمن الدول الراعية للإرهاب .. ولا ذنب هنا للشعب السوداني سوى ان حكومته لها سياسة ترفضها كثير من دول العالم .. بغض النظر بإتفاق الشعب مع هذه السياسة أو عدم إتفاقه ..

الؤسف أن الشعوب تؤخذ بذنب سياسة الحكومات .. حتى لو كانت هذه الشعوب رافضة لهذه السياسة .. وفى الدول المنظمة والمتقدمة .. الدبلوماسية هى التى تعكس ثقافة شعوبها .. عبر التعامل المتحضر .. والصدق فى تناول المواضيع .. والتصريحات المنضبطة .. أما فى حالتنا نحن فى السودان .. أصبحنا جميعاً .. نسخر من سياسة حكومتنا .. التى أصبحت معروفة فى جميع الأوساط الداخلية والخارجية .. بالتصريحات ( الكلامية ) الغير منضبطة و ( العشوائية ) .. فحتى اليوم لا نعرف لحكومتنا ( ناطق رسمي ) .. ولم نرى أي مسؤول صغيراً كان أو كبيراً .. يلقي خطاباً ( مكتوباً ) يتم الإتتفاق عليه مسبقاً .. فكل مايتم هو ( إرتجال ) كما يتم فى المؤتمرات الصحفية التى تنعقد بإرتجالية وتغلب عليها صفة ( التبرير ) الوقتي .. كما تم فى كل الاحداث العظيمة التى مرت بها البلاد .. وفى كل الأحوال نسمع جملة ( نحتفظ بحق الرد ) فى الوقت المناسب .. وبالطريقة المناسبة .. ولن يكون هناك رد ولا يحزنون .. لا اليوم ولا حتى إلى يوم يبعثون .. ( وبعد كل هذا لماذا لا نسخر على حكومتنا ) ولماذا ( لا تسخر الشعوب والحكومات علينا ) ..

ولكم ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل