الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى تأسيس الحوار المتمدن والتغييرات الفكرية والصحفية

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 12 / 21
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


ذكرى تأسيس الحوار المتمدن والتغييرات الفكرية والصحفية
من الجميل أن يكون الانسان صادقا وخاصة مع نفسه, والقائمين على موقع الحوار المتمدن صادقين مع الناس ومع أنفسهم بتأكيدهم, بعد أحد عشر عام, على الهوية اليسارية لموقعهم بالرغم من الهجمة القاسية على اليسار في العالم بشكل عام وفي الدول العربية بشكل خاص وفي العراق بشكل أخص. وفي هذه المناسبة أود التطرق لمحورين هما اليسارية والصحافة الالكترونية.
فاليسارية تعرف بأنها ( تيار فكري وسياسي يسعى لتغيير المجتمع الى حالة أكثر مساواة بين أفراده) وهي بالتالي تضم جميع التيارات الفكرية المادية والمثالية, وما يتمخض عنها من فعاليات مجتمعية كحركات وأحزاب وجمعيات ونقابات مهنية, التي تداعي بالمساوات بين افراد المجتمع بغض النظر عن العرق والجنس والدين والطبقة الاجتماعية, وتسعى كذلك لتطبيق العدل الاجتماعي ونصرة المظلوم, وبالتالي فهي من الناحية الزمنية موغلة في التاريخ ومن امثلتها في تاريخنا العربي ظاهرة الصعاليك وخط الامام علي (ع) وأصحابه أبوذر وسلمان وعمار في صدر الاسلام وحركة القرامطة وحركة الزنج.....الخ. فهي اذا لا تبدأ بظهور الاشتراكية والفكر الماركسي ومن بعده اللينينية والماوية أو الديمقراطية الاشتراكية. ومن الناحية الفكرية هي مرتبطة بالعدالة الاجتماعية والعلمانية, ولكن ليس بتفسير العلمانية كانكار للدين وانما بتفسيرها بمعنى أدارة الدولة بشكل سياسي وغير ديني مع احترام كافة الاديان التي يعتنقها المواطنون. ولذلك على المفكرين والمنتديات الفكرية أن توسع من مفهوم مصطلح اليسارية ولا تقصرها على الحركات والاحزاب الاشتراكية والشيوعية, فهناك مثلا كتب وبحوث عديدة حول اليسار في الاسلام وكذلك هناك حركة انهاء التمييز العنصري التي قادها مارتن لوثر كنغ في امريكا وهي حركة يسارية ذات مرجعية مسيحية. وبالتالي علينا أن نوسع مفهوم مصطلح اليسارية ليضم كل حزب وحركة وانسان يؤمن بالديمقراطية والمساواة وحقوق اللانسان ويقف سياسا وفكريا الى جانب الطبقات الفقيرة والمعدمة من الشعوب ويعمل على تلبية مطالبها وحقوقها المشروعة والمظمونة بواسطة القانون الانساني الدولي.
المحور الثاني وهو الصحافة الالكترونية وتطورها وعلاقتها بالفكر ونشر المبادئ والاراء المختلفة والاسهام في ثقافة الرأي والرأي الآخر, ومما لا شك فيه ان التطور التكنولوجي في مجال المعلوماتية والانترنت أعطى للانسان امكانية هائلة للتواصل الاجتماعي وتبادل الافكار والآراء على مستوى العالم ككل فلا تحده أيت حدود ولا يمنعه أي رقيب, ولكن بالنسبة للمواقع الثقافية والفكرية هناك مسؤلية أخلاقية وأدبية, منبعثة من الخط الفكري والانساني الذي تتبناه, تحتم عليها الرقي بمستوى الحوار بحيث يصبح حوار بناء يساهم برفع المستوى الفكري للقارئ والمحاور في نفس الوقت. وهناك مسؤلية أخرى على هذه المواقع وهي العمل على اشاعة ثقافة التسامح وايجاد القواسم المشتركة بين الثقافات المختلفة على أساس أن الحضارة الانسانية واحدة وقد بنيت من قبل هذه الثقافات المتعددة. اضافة الى حث الكتاب الى الرقي باسلوب النقد والوصول به الى الموضوعية بعيدا عن الشخصنة, والحث على استعمال المفردات الراقية في التحاور والنقد. وبالنسبة لمستقبل الصحافة الالكترونية فهو باهر ويخطو خطوات سريعة جدا, ولو ان هذه الخطوات بطيئة جدا في عالمنا العربي لكثرة الامية وتردي الخدمات الاساسية ولكثرة الفقر.
ولأكون منصفا فان موقع الحوار المتمدن يعمل جاهدا من اجل عكس المفهوم الصحيح لليسارية والحث على التركيز على القواسم المشتركة بين دعاتها, ويحث على الرقي في اسلوب الحوار وطرح الافكار بحيث لا تخدش مشاعر الطرف الآخر, ويتلمس الموضوعية في النقد. فأتمنى للقائمين على ادارته كل الموفقية وأشكرهم على جهودهم في سبيل رفع راية الحرية والتحرر وراية الثقافة عاليا.
د. رعد عباس ديبس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟