الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف الثوري-(مقتطف من البرنامج السياسي)

محمد علي الماوي

2012 / 12 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


سادسا : العنف الثوري.
إن تاريخ المجتمعات الطبقية هو تاريخ الصراع الطبقي الدائم بين الطبقة أو الطبقات الحاكمة وبين الطبقات المضطهدة. وقد دأبت الطبقات المسيطرة على استعمال شتى أشكال العنف الرجعي ضد الطبقات الشعبية.

و ما انفكت الامبريالية ترتكب أبشع الجرائم ضد الشعوب. فكانت الحربان الامبرياليتان الأولى و الثانية اللتان خلفتا عشرات الملايين من الضحايا.
وعلى مستوى الوطن العربي تفاقمت جرائم العنف الامبريالي الصهيوني الرجعي و تعددت المذابح و جهزت الأنظمة الرجعية الجيوش والمليشيات والأجهزة القمعية المختلفة لقمع نضال الجماهير و جندت جيشا من الموظفين الكبار ورجال الدين لتمرير شتى الإجراءات والخطط الرجعية. هذا فضلا عن أشكال العنف الرجعي الأخرى مثل مصادرة الحريات والتجويع والتجهيل والتهجير.
إن نفي ضرورة العنف الثوري تحت أية تعلة كانت يعني الاستسلام للعنف الرجعي كما يعني نفي الصراع الطبقي ونفي حتمية ديكتاتورية البروليتاريا. لذلك يتحتم على حزب الطبقة العاملة التصدي للتنظير الإصلاحي الاشتراكي الديمقراطي وإلى كل محاولات تمييع النضال الوطني و الصراع الطبقي و دحض أكذوبة التحول عبر"التنافس البرلماني" و تحقيق الوفاق الطبقي.
إن التجارب الثورية الظافرة والتجارب الحالية مثل تجربة الدرب المضيء في البيرو أو تجربة الحزب الشيوعي النيبالي(الماوي) تبين أن الصراع ضد الامبريالية لن يحسم بالطرق السلمية أو عبر الانتخابات المعروفة نتائجها مسبقا بل بالحرب الشعبية كأرقى إشكال الصراع الطبقي فالحرب الشعبية تعني نضال الجماهير المسلح ضد الامبريالية وعملائها وهي تعني خاصة التوصل إلى افتكاك السلطة في أي شبر تسيطر عليه الجماهير و لو وقتيا و تتعلم الجماهير من خلال الحرب الشعبية كيفية الحفاظ على نفوذها والقدرة على إدارة شؤون المناطق المحررة ولو لفترة وجيزة للغاية. وقد بينت التجارب أن تواصل الحرب الشعبية ومرورها بمراحل عدة لا ينفي تواجد الأشكال التنظيمية الأخرى مثل الإضراب أو المظاهرة أو الانتفاضة أو حتى التفاوض حسب موازين القوى مع الإشارة إلى أن كل هذه الأشكال تدعم الشكل الأساسي وتعد عمليا لانطلاق الحرب الشعبية التي تسعى دوما إلى تركيز السلطة الديمقراطية الشعبية كلما سنحت الظروف بذلك و بتوسع رقعة سلطة العمال والفلاحين و باقي الطبقات الثورية وبتحول موازين القوى من الدفاع الاستراتيجي إلى توازن القوى فالهجوم الاستراتيجي تقترب ساعة التحرر.
إن هذا التوجه الاستراتيجي الذي عرفته العديد من التجارب في أشباه المستعمرات يتجسد بإشكال مختلفة من بلد إلى آخر حسب التطور اللامتكافئ لتجارب الشعوب ولواقعها المعيش. إن الشعب العربي يعيش الكفاح المسلح في فلسطين منذ أكثر من نصف قرن كما أن انتفاضات الفلاحين والحروب التحريرية مازالت راسخة في الأذهان إلى جانب انتفاضات الخبز المتعددة التي شهدتها العديد من الأقطار العربية. وتشهد الجماهير العربية الآن ما يحصل في العراق فالاستعمار يستعمل العنف ويشرع كل أشكال التعذيب لفرض سياسة النهب واحتلال الأرض ودوس الكرامة الوطنية والجماهير تواجه العنف الرجعي المتوحش بالعنف الثوري. إن العنف المعتمد من قبل قيادات رجعية أو انتهازية لا يؤدي إلى التحرر بل إلى استبدال سلطة رجعية بسلطة رجعية أخرى. غيران العنف الجماهيري الثوري بقيادة برولتارية ترسخ المكاسب وتتقدم نحو المزيد من تحرير الأراضي وتركيز المجالس الشعبية يظل الحل الوحيد أمام تحرر الشعوب.
جانفي 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات بتل أبيب والقيسارية ضد نتنياهو هي الأضخم منذ بدء الح


.. الناصرية 1 حزيران 2024 - مشاركات الحضور - ندوة سياسية لمنظم




.. الناصرية 1 حزيران 2024- اجوبة على مداخلات الحضور- الندوة الس


.. شاهد: احتجاجات ضخمة واشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهر




.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على صحفيين وتعتقل متظاهرين في تل أب