الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤمن لا يلدغ بقناة الجزيرة مرتين يا سياسين ..؟

جعفر الحيدري

2012 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لخطورة المجهول وحساسية المرحلة القادمة ولكي لا نقع في بئر ألإختيارات العشوائية وبالتالي ننعى خيبة انفسنا ونلطم على صدور جهلنا ونذرف بدل الدموع عيوننا من الدماء
, لذلك لا مجال للعودة على ألأقل في هذه ألأربعة أشهر لحين موعد ألإنتخابات , فمن أرادة أن ينجو بطوق ألحياة و قارب ألنجاة عليه أن يحدد طريق واحد هو ألتغير ألجذري ألحقيقي لكل ألموجودين من ألشيعة وألسنة , لا أريد أن أذكر وأُسهب في ألمعاناة وألفساد ألأخلاقي وألمالي وألإداري لأنني أعتقد إن سيبويه نفسه لا يستطيع أن يحصرها بلفظ لغوي أو إصطلاحي , ولكن أوجه رسالتي المباشرة المستعجلة إلى قطب العملية السياسية وعرابها ألأول السيد علي السيستاني لأني أوأمن بقاعدة عقلية فلسفية ان لكل سبب مسبب ولكل أثر مؤثر وبالتالي لكل معلول عله , ولأن العملية السياسية الحالية بجميع أدواتها ودعائمها من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية هي نتاج مقدمتين ,
كبروية فتوائية تنص بوجوب الانتخابات ...
وصغروية طائفية تحصر الانتخاب بفئة دون اخرى على الاساس المذهبي ...
, ما أريد أن أعلنه وأنطلق منه بنحو الامر الطارىء هو أن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وصف النبي العربي (ص) وقال (( طبيب دوّار بطبّه قد أحكم مراهمه وأحمى مياسمه )) أي إنَّ رسول الله (ص) كان يمارس نوعين من العمل احدهما يغلب عليه طابع اللطف والشفقة والحنان وبالتالي يضع أنامله الشريفه برقه ودفىء ليعالج جسد المنكر , ولكن ما إن تصل الأمور الى الحد الذي لا ينفع بعده اللطف والمعالجة الرقيقة , نجد ان الرسول (ص) يتحول الى طبيب عملي يمارس ألأستئصال لجميع الغدد السرطانية للمنكر بالجراحة والكي بالنار , فأين نحن من هذا , فمنذ دخول ألاحتلال الغاشم على بلدنا العزيز حصل ما حصل من قبائح وأنتهاكات معروفة للجميع , كانت المرجعية الدينية في النجف وبالأخص المتصدي منهم أعلاميا كالسيد علي السيستاني يوجه سلوك الناس ويدعوهم للتريث لمعرفة خارطة الطريق التي جاء بها الاحتلال ليطبقها على ألارضية العراقية الهشة المتصدعة , ولعمري أي سد من التريث يقف أمام الموج الهادر للأية القرأنية الصارخة
(إن الملوك إذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون )
, ولكن وقع ما وقع وحدث مالم يخطر على الظنون , فمن نعتوا بقوات التحالف أو الصديقة , أعلنوها ومن على منبر البيت الابيض انهم عبروا المحيطات وقطعوا قفار القارات ليدخلوا محتلون وليس فاتحون محررون , فماتت الامال واحترقت زهرة شباب المستقبل , فلم تصبح بغداد مثل دبي أو واشنطن ونيويورك , فالحال ليس الحال والمعادلة تغيرت فأصبح ... التحرير = الاحتلال .... والحرية والديمقراطية = فضائح وجرائم ابي غريب وكل السجون العراقية ... وأن بناء اكبر سفارة في العالم بشركاتها الامنية = ألأحتلال لا يتدخل ..؟؟
سيدي السيستاني بحرقة القلب وجمرة الضمير أقولها لا مجال للعودة والمهادنة لا مجال للألتفات للوراء ولي الاعناق لسبب واحد اخلاقي شرعي وهو ان الاسلام مفطور على النظافة والنزاهة وهاتين الصفتين قد انعدمتا من هذه الحكومة الفاسدة التي يرئسها نوري المالكي , هل تعلم يا سيدي السيستاني ان تعطيلك للحوزة 17 يوما من اجل التثقيف للقوائم الشيعية وحث الناس المغلوب على امرها بوجوب انتخابها قد أوصل العراق الى افسد دولة بالعالم بعد السودان , والكارثة لم تقف عند هذا الحد بل اصبحت بغداد دار السلام والجمال أقذر ثالث عاصمة على مستوى عواصم الدنيا والعالم الثالث بل ان رائحتها تزكم ألأنوف .؟؟
المرحلة سيدي الموقر لا تتطلب جهد ومؤنة كبيرة فالمعروف عن مرجعيتك الكبيرة انها تبتعد وتنأى بنفسها عن المشروع السياسي وهي تختص بالولاية الحسبية من جمع أموال ألخمس وماشاكل ذلك , ولكن ما نشاهده ويشاطرنا الرأي اغلب الناس انك بعد كل انتخابات تمر بفترة نقاهه وسبات تستمر الى أربعة سنوات خريفية موصداً للباب بوجه ما تسميهم الساسة الفاسدين وترفض لقائهم , ولكن ما أن يأتي ربيع الانتخابات القادمة حتى نشاهد أن أبواب الجنان تتفتح بوجه السياسين أنفسهم فنرى أن خدودهم تتورد كالتفاح اللبناني , فبدلاً من أن يخشى الفاسدين عدل حكومتك بإبعادهم عن سدة الحكم والتسلط على رقاب الشعب وبالمقابل تلوذ الناس بكهف مرجعيتك وتتقوى بها , نشاهد ان الصورة معكوسة فالشعب العراقي الفقير الجائع المهدور الكرامة والشرف نراه يضع يده على قلبه عند كل موعد انتخابات لأنه يعلم أنك ستفتي بوجوب أنتخاب الفاسدين انفسهم تحت غطاءات كثيرة منها ما نشاهده اليوم على القنوات الشيعية من عملية غسيل مبرمج للعقول من قبل الابراهيمي او الصافي او المهاجر او الفالي فهؤلاء جميعا يصورون بأن العراق قادم على حرب طائفية يقودها السفياني السوري ليحارب المهدي العراقي وفعلا مهدت لهذه الاكذوبة قبل شهرين حينما اصدروا المراجع في النجف وقم فتوى تحرم بيع السلاح في جنوب العراق ولكن والحمد لله لا يحيق المكر السيء الا بأهله فسرعان ماكذب الناطق بأسم وزارة الداخلية هذه الاشاعات .
سيدي الموقر السيستاني ( دام ظله ) نريد منك ان تستمر على موقفك في أغلاق الابواب والجلوس في البيت والتفرغ للأمور الفقهية وترك السياسة لأهلها لأن الشكوك والظنون لواقح الفتن ونحن بشر كرمنا الله بالعقل وبه يثيب ويعاقب , قبل أيام زارة السيد علي لاريجاني بيتك في النجف لذلك وضعنا يدنا على قلوبنا لأن السياسة الايرانية معروفة لا تريد الخير للعراق ولا لأهله , فبقائها ببقاء الحكومة الحالية والاخيرة قد فقدت الشرعية من قبل الشعب الذي ذاق الزقوم والموت الزؤام منها وما زيارة علي لاريجاني إلا لدفعك بالخروج من صمتك والوقوف بسلاح الفتوى مع الحكومة وإعادة انتخابها من جديد وما البرقية التي بعثها مسعود برزاني إلا تأكيد لخروجك وأعطائك الصبغة القانونية الوطنية وبالتالي تركب الموج الوطني لتكون انت من حلحلة وأزحت صخرة ألأزمة بين كردستان وبغداد لتعيد لنا صورة من صور قناة الجزيرة قبل الانتخابات وسيناريوهات الحرب التي وقعت بين النجف وامريكا وقضية الخطوط الحمراء حتى اشيعة قضية مرضك وعلاجك في لندن ومن ثم عودتك الاضطرارية لتحل الازمة وبعدها ارتفعت الشعارات ( كل الشعب وياك يا سيد علي ) .
سيدي السيستاني ( ادام الله ظلك ) من الغريب ان تتكلمون من خلال ناطقكم ومعتمدكم الشيخ مهدي الكربلائي في كربلاء عن وحدة الصف والقضاء على الفساد والمفسدين في وقت نرى بأم العين كيف هناك عراقيون شرفاء يخرجون كل جمعة بمظاهرات يطالبون بها بالتغير الفعلي والحقيقي لكل الموجودين ومنذ دخول الاحتلال ويهتفون ويعتصمون ويصرخون ضد الفساد والمرتشين والحكام والسلاطين الذين سفكوا وانتهكوا الاعراف الاخلاقية والشرعية والقانونية والتأريخية ولا نجد منك دعماً لهم خصوصاً انهم ولدوا من رحم النجف ومرجعيتها العراقية العربية فالسيد المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني أصدر ويصدر منه ما يثلج الصدر وحث ويحث اتباعه بالخروج عن المألوف الاجتماعي حتى غصت بهم السجون كل ذلك ضريبة الوقوف والدفاع عن حقوق الشعب , بينما نجد انك بفتوى واحدة تهدم كل ما تبناه الوطنيون من مشروع تغييري إصلاحي من اجل العمل والانقاذ خصوصاً اننا نعيش هذه الايام في شهر محرم وصفر الدم والشهادة والمفروض اننا نقتدي بالامام الحسين وبأبيه علي عليه السلام حين قال ( ما أمرتكم بشيء إلا وقد سبقتكم بالعمل به , ولا نهيتكم عن شيء إلا وقد سبقتكم بالانتهاء عنه ) ومن يراجع التأريخ يعرف مدى صحة هذا القول وصدقيته .

بقلم : جعفر الحيدري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم