الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أضرار الإعتماد على نظام تحديد المواقع العالمي

عبدالرحمن الشيخ

2012 / 12 / 23
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر


نظام تحديد الموقع العالمي (بالإنجليزية: Global Positioning System) أو جي بي أس (بالإنجليزية: GPS).
هو نظام تابع لوزارة الدفاع الأمريكية تم تطويره لأغراض عسكرية باستخدام الأقمار الصناعية، بعدما أسقطت طائرة الرحلة " رقم 007 " للخطوط الجوية الكورية عام 1983 عندما ضلت طريقها مخترقة المنطقة المحرمة على الطائرات من أجواء الاتحاد السوفيتى؛ أصدر الرئيس الأمريكي "رونالد ريغان" أمراً بجعل الجى.پى.إس متاحاً ومجانياً للاستخدام المدنى، خاصة وقد تطور ليكون ذا فائدة عامة. وقد تم إطلاق أول قمر صناعي عام 1989، والقمر الرابع والعشرون والآخير تم إطلاقه في 1994.

بعد عام 2007، أتاحت وزارة الدفاع الأمريكية الإستخدام المدني لأقمارها الصناعية لخدمة تحديد المواضع بشكل أكثر دقة كما في مثيلاتها العسكرية ولكن ببعض الإستثناءات، واليوم يستخدم النظام كأداة ملاحة عالمية مفيدة تستخدم موجات الراديو في رسم الخرائط، ومسح الأرض، والتجارة، والاستخدامات العلمية، والتتبع والمراقبة، وأيضاً يستخدم كمرجع دقيق للوقت في الكثير من التطبيقات والتي تتضمن الدراسة العلمية للزلازل، وكمصدر مزامنة لبروتوكولات شبكات الهاتف الجوال. وقد أصبح الجى.پى.إس الدعامة الأساسية في أنظمة المواصلات حول العالم، داعماً ملاحة الطيران، والعمليات البرية والبحرية. تعتمد أيضاً خدمات إغاثة منكوبى الكوارث وخدمات الطوارئ على الجى.پى.إس في التوقيت والتحديد الدقيق للموقع في مهامهم الإنقاذية. كما إن التحديد الدقيق للوقت الذي توفره خدمة الجى.پى.إس يسهل الأنشطة اليومية مثل: عمليات البنوك، وعمليات الهواتف النقالة، وحتى التحكم في شبكات الطاقة. يمارس المزارعون، والمساحون، والجيولوجيون، والمزيد ممن لا يمكن إحصاؤهم – أعمالهم بطريقة أكثر كفاءة، وأماناً، واقتصادية، ودقة باستخدام إشارات الجى.پى.إس.

لا ننسى أيضاً أن تقنية الهواتف الذكية اصبحت معتمدة على هذه الأنظمة، كما أن من ناحية أخرى تستخدمها الطائرات الملاحية في تحديد المسارات والملاحة الجوية بما في ذلك الطائرات العسكرية،وتستخدمها أيضاً التكنلوجيا الحديثة للصواريخ الموجهة عن بعد و حاملات الطائرات التي تجوب المحيطات، لكن من جهة أخرى فإن النظام مدار إلى الآن بواسطة وزارة الدفاع الأمريكية التي طورته وتديره إلى هذه اللحظة، ولم تتخلى عن إدارته لهيئات وشركات أخرى، رغم التعقيد البالغ في إدارته، مما يدل على أنها لم تنتهي تماماً من توظيف هذه التقنية الحساسة، وأنه قد تكون هناك أوجه أخرى للإستفادة العسكرية منها بشكل مختلف.

أصبحت الآن وزارة الدفاع الأمريكية تستطيع تحديد مكان كل شخص منا، بل ومعرفة أين يركن سيارته المربوطة بجهاز تحديد المواقع، وأين هو الطرف الآخر الذي يتحدث معه بهاتفه النقال الذكي، بل والأدهى من ذلك، من أين سيتم إطلاق الصواريخ وأين إتجاهها، و مواقع السفن في أعالي البحار و الغواصات في أسفلها، كما أيضاً تستخدمه القوات الأمريكية في حربها ضد الإرهاب، حيث تم تحديد مكان آدم حاشي عيرو المطلوب للولايات المتحدة الأمريكية عندما دس أحد المخبرين للمخابرات الأمريكية جهاز تحديد مواقع في منزله،توفي آدم عيرو متأثرا بإصابة صاروخ أمريكي منزله في مدينة طوسمريب بوسط الصومال فجر الخميس 1 من مايو 2008 م.

وأيضاً فإن استخدام هذا العدد الكبير من الطائرات المقاتلة والصواريخ الموجهة التي كلفت ميزانيات الدول العربية مليارات الدولارات قد تكون غير نافعة إذا قررت الولايات المتحدة حجب خدمة تحديد المواقع في أمنة الحرب، أو قد تكون ضارة إذا تم التلاعب بدقة في المعلومات التي تعطيها هذه الأقمار مما يجعل الصواريخ تهاجم أماكن أخرى غير التي استهدفت بها عن طريق تبديل الإحداثيات، وأيضاً جعل طائراتنا المدنية والعسكرية ، غواصاتنا و سفننا العسكرية تضيع في العالم بنقرة واحدة.

إن إعتمادنا بشكل متزايد على التكنلوجيا المصدرة لنا من الغرب بشكل أعمى، قد يكون له عواقب وخيمة في أمن دولنا ومناطقنا، ذلك أننا لا نستطيع مجابهة هذا التطور الكبير في نظم المعلومات التي قد تُستخدم بكل سهولة للإضرار بنا وبالأمن القومي لمنطقتنا.

----------------------------------------------
المراجع:- ويكيبيديا، ومراجع أُخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشاري أمراض قلب: الجرعات البسيطة من زيت السمك مفيدة إذا كا


.. استشهاد طفل فلسطيني في قطاع غزة بسبب سوء التغذية




.. الصحة العالمية: توقف الخدمات الصحية في رفح بعد خروج آخر مستش


.. فيضانات تجتاح جنوب ألمانيا.. والطائرات تتدخل لإنقاذ المحاصري




.. مزيد من الحقوق للفلسطينيين.. تصفيق حار للممثل الفلسطيني في