الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العشرة المبشرون بايران

نعمان الانصاري

2012 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


العشرة المبشرون بايران
لاريجاني يكشف عمالة العيساوي

نعمان الانصاري
بموجب مذكرة توقيف قضائية، ساقت السلطات التنفيذية، مائة وخمسين متهما، من حماية وزير المالية د. رافع العيساوي، مكثوا رهن الاعتقال، سويعات لاتكفي لتحقيق مع خمسة عشر طفلا برئيا، وليس مائة وخمسين متهما محنكا في لعبة المشاطرة ضد الحياة، اطلق سراح مائة واربعين منهم.
كيف تمت معجزة التحقيق الاولي مع مائة وخمسين؟ فالوقت الذي مكثوه في التوقيف لايكفي لتوقيع قاضي التحقيق على استقدامهم وتوقيفهم والتحقيق معهم ورفع نتائج التحقيق الى القاضي الذي امر باستقدامهم، ومن ثمة اطلاق سراح مائة واربعين منهم.
انها معجزة اختزلت زمنا كان يجب ان يمتد لاكثر من شهر، لا تحققها الا عصا فارس الايرانية المغروسة في خاصرة العراق.. شيعة وسنة.. مع الاسف؛ لان العمالة لا تقف عند طائفة وتتحدد بمذهب.
طيب التبرير الدبلوماسي الذي حملته زيارة لاريجاني.. سفير جمهورية ايران الاسلامية في بغداد، الى الموقوفين، هو تهدئة الاجواء.
هل يعقل مجنون هذا التبرير: هل تحق تهدئة الاجواء بتطفل دولة اجنبية على مجريات التحقيق في قضية محلية؟ من اين جاء هذا المنطق والى اين سائر بالعراق؟
كيف سمح لسفير دولة اجنبية دخول مرطكز الشرطة الذي اعتقل فيه هؤلاء المتهمون؟ هل هو محامٍ موكل من المتهمين؟ أم ماذا؟
حال سماعه بخبر اعتقالهم، توجه السفير الايراني الى العيساوي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، واعدا بتهدئة الاجواء، بالضغط على الحكومة لاطلاق سراحهم، من دون ان يراعي كون الحكومة غير مخولة باطلاق موقوف قضائيا، وان اطلاق سراح متهم قبل ان تبرئه المحكمة، يعد جريمة هدر الحق العام والشخصي للمجني عليهم، في حال كون من اطلق سراحه مجرما امام الله.
وايران دولة اسلامية يفترض بها اشد مخافة لله من سواهها، والله يجب ان يخافه الجميع، كما قال الروائي الفرنسي فلوبير : اذا لم يكن الله موجودا فلنخترعه.
وذلك لكي يشكل مقوما اخلاقيا يردع نزوع النفس الأمارة بالسوء الى سوئها.
زار لاريجاني.. سفير ايران، العيساوي؛ مبررا: للتهدئة، وزار النجيفي؛ واعدا: باطلاق سراحهم والضغط على الحكومة لتنفيذ ذلك.
نجحت مهمة لاريجاني، بهدر دم الابرياء، من خلال اطلاق سراح وجبة اولى من متهمين، اخلي سبيلهم من دون تحقيق، وابقي عشرة، لمشاغلة الرأي العام بحصر القضية بهم، ومن ثم سينشغل الرأي العام، بالابعاد المتنوعة للقضية.. تسقيط سياسي ووورقة انتخابية واستفزاز طائفي، وبين الدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة، تهرب ايران رجالها العشرة الذين أئتمنتهم على حماية العيساوي، برغم سنيته، وقتل العراقيين برغم شيعيتهم.
ما يدعو الشيعي الى عدم الاطمئنان الى كل من يعده بضمانات طائفية، والامر يصح على السني ايضا، وكلاهما يجب ان يدرك، ليس في السياسة التزام طائفي دائم، اذ تلتزم ايران سنيا وتلتزم السعودية شيعيا حسب مصالحهما السياسية.
لكن عار الخيانة العظمى الذي ينبغي ان تكون عقوبته الاعدام، هو ان يرضخ مواطن عراقي، بغض النظر عن انتمائه الفئوي، لاي اجنبي.
اكد لاريجاني ان العشرة سيطلقون خلال يومين، باستخدام ايران نفوذها، لغلق قضية العيساوي، ومنع اي اعتراض!
أليس جنونا ان تمنع ايران اي اعتراض عراقي على اطلاقها سراح موقوفين محليين بغض النظر عن جرمهم او براءتهم!؟ ومن اين.. سنة متهمون بقتل شيعة وايران رسولة التشيع الى العالم!؟
اليس ما يحدث في العراق يدل على ان سنيا مثل رافع العيساوي يشكل طابورا خامسا لايران، وان الحكومة خاضعة لايران حد التفريط بدم الابرياء؛ باطلاق سراح المتهمين من دون تحقيق قضائي، وان السلطة القضائية مخترقة من اسياد العيساوي والنجيفي في ايران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق