الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة الانسان في الثورة البيولوجية المعاصرة

عمران سفيان

2012 / 12 / 23
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



اهتمت الفلسفة منذ القديم بالإنسان واعتبرته مركز الكون ، واستمسك الفيلسوف بـه ، معلناً على الملأ أنّه ميدانه الخاص الذي لا يجوز أن ينازعه فيه منازع ، وأطلق الفلاسفة على الإنسان أحكامََا مختلفة عبر العصور ؛ منها : أَنّه كائنٌ أخلاقي ، تاريخي، اجتماعي ، ديني ، وفوق ذلك كله فهو كائن روحي .
هذه الأحكام اعتبرت على أنها حقائق مسلّمة لا تقبل الجدل ، لا سيما تلك التي تتعلق بأخلاقيته وروحانيته لكن فيما يبدو إِنَّها بدأت تتآكل تدريجيا ، وتتجه نحو عالم مجهول الهويَّة تحت وطأة مكتشفات العلوم التجريبية بصفة عامة والبيولوجيا على وجه الخصوص ، باعتبار أبحاثها أكثر التصاقا بعضوية الإنسان ، وكيانه البيولوجي كجزء لا يتجزأ من الطبيعة وباعتبار ما قد شهده هذا العلم من ثورة اصطلح عليها في قاموس تاريخ العلم اسم :"الثورة البيولوجية " .
وليست الثورات التي تحدث في ميدان العلم مجرد اكتشافات تخرج من دهاليز المختبرات والمصانع ، بل هي حقائق جديدة تحمل معها إعادة نظر للمفاهيم ، وقلب للتصورات وقولبةِِ للحياة ، وهذا ما حدث فعلا مع الثورة البيولوجية عندما أذنت لعقول بشرية أن تنتقل من دراسة العالم الطبيعي إلى دراسة عالم أكثر التصاقا بالإنسان ؛ إنّه كيانه البيولجي .
وليس من الغريب أن يشيد كثير من العلماء بهذه الثورة ، بناءا على الآمال المعقودة والمنتظرة من نتائجها على الإنسان في جميع المجالات ، لكن التجربة الإنسانية أثبتت أن العلم سلاح ذو حدين فهو يبني ، وكذلك يدمر ، وحين يحدث ذلك تقع المشكلات والأزمات وأحياناً الكوارث ؛ التي يقع على عاتق الفلسفة السعي إلى مناقشة مدى خطورتها ، على خلفية أنَّ الفلسفة كان ولا زال أحد موضوعاتها الرئيسية الإنسان ، فهي حاضنته بين نظرياتها ، وهي التي دفعت العلم إلى الاهتمام به مما ولد مفاهيم جديدة ، الأمر الذي يتيح للفلسفة أن تُسَائِل العلم عن الكرامة والأخلاق والقيم والدين ، ما من شانه أن يحدث جدلا عميقا بين العلم والفلسفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل كان حزب الله يخطط لتكرار -السابع من أكتوبر- على الحدود ال


.. اللبنانيون يهرعون إلى المستشفيات للتبرع بالدم بعد القصف الإس




.. عاجل| حزب الله: ننعى القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل


.. حرائق في الجولان المحتل بعد إطلاق صواريخ من لبنان




.. تحقيقات جارية فى 4 دول والكل يتبرأ من تورطه في -هجوم البيجر-