الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تزوير الإستفتاء واجب شرعي!

رشا ممتاز

2012 / 12 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عندما أصدر محمد مرسى الإعلان الدستوري الذي قلب الدنيا رأسا على عقب وأجج نيران الغضب الثوري من جديد و نزل على أثره الملايين من الأحرار في الشوارع وحاصروا قصر الاتحادية بل وتخطوا الحواجز الأمنية ووصلوا لحديقة القصر , أدرك الإخوان ولأول مره أنهم ليسوا التيار الوحيد القادر على الحشد واستعراض القوى وان التيار المدني الثوري ليس تيار الأغلبية الصامتة ولكنه أصبح اليوم قويا وقادرا على التعبير عن رفضه بأعلى صوته فى الوقت الذي ترصد فيه كاميرات الإعلام الصورة وتنقلها للعالم .

اهتز عرش الإخوان خاصة بعدما ارتفع سقف المطالب وارتفع معه الصوت مناديا بإسقاط مرسى وفقدانه لشرعيته وظهر التيار المؤيد لهم كقطيع من الخراف الواهنة الموجهة أمام الغضب الشعبي العفوي الذي لا يوجهه إلا ضميره ورفضه للظلم والاستبداد .

كان لابد من تدجين هذا الغضب والسيطرة عليه فورا وقد لعبت رؤوس المعارضة أو ما تسمى بنخب جبهة الإنقاذ الوطني التي أنقذت مرسى باحترافية عالية وطلبت من الأعداد الغفيرة الرافضة للإخوان و الموجودة عند قصر الاتحادية بالتراجع بعدما كانوا قاب قوسين أو ادني من قلب الطاولة على النظام المستبد الفاشل .. كان لابد من السيطرة على المارد وإعادته إلى المصباح السحري أو الصندوق كما يسميه متسلقي الديمقراطية .

وعلى الرغم من أن اللجنة الإخوانو سلفية التي أعدت الدستور مطعون في شرعيتها وبينها وبين البطلان مسافة قصيرة جدا يحول دون تحقيقها ميلشيات الإخوان التي تحاصر المحكمة الدستورية العليا وعلى الرغم من أن الدستور قد تم كلفتته في زمن قصير جدا ولم تطرح مسودته النهائية التي تحتوى على 236 مادة إلا قبل يومين على بدأ الاستفتاء عليه ! مما يعنى ان المؤيد او المعارض سيذهب ليمضى بنعم أو لا على بياض دون أن يقرأ ويفهم كافة بنود الوثيقة التي يمضى عليها ليكون كشاهد مشفش حاجة ! وعلى الرغم من رفض القضاة في اغلبهم الإشراف على هذا الاستفتاء الباطل ورفض المنظمات الدولية أيضا الإشراف عليه ! وعلى الرغم من دماء الشهداء والمصابين التي أهدرتها ميلشيات مرسى , قبلت جبهة إنقاذ مرسى التي تسمى جبهة الإنقاذ الوطني دخول الملعب وخوض المباراة مع أن الخصم في تلك المباراة هو الحكم ذاته وكأنهم يهدون الماتش المعروف نتيجته مسبقا لخصومهم بين قوسين طبعا .

ترددت في الاشتراك في الاستفتاء كملايين غيري بعدما نادت جبهة الإنقاذ المزعومة بضرورة الاشتراك فيه وقسمت بقرارها هذا كتلة المعارضة التي كانت متماسكة لها رأى واحد رافض للمهزلة برمتها ! ووضعت الكثيرون وأنا منهم بين ناريين نار عدم الاشتراك وبالتالي التشتت والتفرق والتقسيم ونار الاشتراك و منح شرعية لمن لا شرعية له فأغلب الواعون يدركون أنهم ينزلون ملعب الخصم بلا أي ضمانات وان نتيجة المباراة محسومة سلفا وأن مجرد نزولنا واشتراكنا في عملية باطلة يضفى عليها شرعية ويضع المحكمة الدستورية التي أتوقع أن يفك الرئيس أسرها اليوم بعد صدور نتيجة الاستفتاء في موقف صعب إذ لم يعد في مقدورها الحكم ببطلان تأسيسية الدستور الذي ذهب الشعب في الاستفتاء عليه وهو المصدر الأول للسلطات في كافة أنحاء العالم لتمنح جبهة إنقاذ مرسى دستور مصر للإخوان على طبق من فضة .

في الواقع كنت أدرك تماما أن الاستفتاء لم يكن على الدستور وحده وكنت أثق بشكل كبير في نجاح نعم بنسبة عالية ليس ضربا للودع ولا ثقة في شعبية الإخوان المتآكلة ولكن لإدراكي التام أن نعم قدرا سيفرض علينا ! باستخدام كافة وسائل التزوير الممكنة , فنعم ليست انتصارا للدستور الإخوانى فحسب ولكن لان الاستفتاء كان على ما هو أعظم وأهم عند الإخوان وتيارات الإسلام السياسي من الدستور وما الدستور الذي تم كلفتته في السريع (إذ أن العامل الزمني هام جدا وقد يأتي للإخوان بمفاجآت لا تحمد عقباها ) إلا وسيلة لتأدية الغرض ..
الاستفتاء الحقيقي الذي تم كان على شعبية الإخوان أنفسهم وشرعية مرسى رئيسهم واستمراره فى السلطة!

فبعدما حاصرت الملايين قصر الاتحادية وحرقت الجموع مقرات الإخوان في مختلف المحافظات وبعدما تعالت الأصوات بإسقاط الرئيس والنظام والمرشد وانكسرت هيبة وشوكة الإخوان في الشارع وأمام المجتمع الدولي خاصة بعدما ظهروا بمظهر الرافض لدولة القانون و المذعور من أحكام القضاء و المحاصر له ,كان انتصار لا في الصناديق السحرية يعنى صفعة مدوية على وجه الرئيس مرسى كممثلا للإخوان ... فكان حتما ولا بد أن تنتصر نعم لحفظ ماء وجه الرئاسة إن لم يكن محليا فعلى الأقل دوليا الأمر الذي يتيح للإخوان الادعاء بأن تيار الإسلام السياسي له الأغلبية في الشارع بدليل نتيجة الصندوق .

كان دفع الغضب الشعبي المهدد لعرش الإخوان وتوجيهه لتعبئته في صناديق وتزييف صوته وإرادته هو المخرج الوحيد لإنقاذ الإخوان واستمرارهم في السلطة وتكملة خطة تمكينهم وسيطرتهم على مفاصل الدولة ...ليتحول التزوير والغش والتلاعب في مصير ورغبات الشعوب في عصر الإخوان بقدرة قادر لحلال لا ريبة فيه!! بل ليصبح على حد تعبير الشيخ ياسر برهامى الداعي لتطبيق الشريعة !!و أحد المشاركين في وضع دستور مصر ! إلى واجب شرعي !!!

يتبع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رفض الاستفتاء رفض للدمقراطية
عبد الله اغونان ( 2012 / 12 / 23 - 22:57 )

أغلب الشعب قال نعم للدستوروالفلولجية وجبهة الفاشلين تلقت درسا لاتنساه
انتصر محمد مرسي رضي الله عنه ونصره


2 - الإسلام
محمد بن عبد الله ( 2012 / 12 / 24 - 00:45 )
لولا الإسلام يا سيدتي لقام هذا الشعب من ثباته الطويل الذي تعدّى 1300 عام لم يخرج منه فيها عالم واحد أفاد الإنسانية

أفيقوا !


3 - رئيس عصابه
على سالم ( 2012 / 12 / 24 - 01:15 )
اعتقد وبدون ادنى شك ان المدعو مرسى العياط كاذب ومزور وقاتل ومن ارباب السجون ويعانى من امراض الصرع والبله والتخلف العقلى هو وافراد عصابته الاخوانيه المجرمه ,هذا العياط المجرم وعصابته الاسلاميه يجب توجيه تهمه الخيانه العظمى لهؤلاء القتلى واعدامهم جميعا ,انهم بلاء عظيم وكارثه على مصر ,كان المفروض ان يختبر شعب مصر حقيقه الاخوان المجرمون الكاذبون المنافقون القتله والخونه ,لقد تمت تعريتهم تماما وظهرت حقيقتهم القذره العفنه

اخر الافلام

.. ”شكرا للمتظاهرين في أمريكا“.. هكذا كانت رسائل أطفال غزة للجا


.. شعارات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة كاليفورنيا




.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر


.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل




.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف