الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناعور السلطان !

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2012 / 12 / 24
كتابات ساخرة


ناعور السلطان ! 
نجاح محمد علي 
 أصبح من نافلة القول أن يشهد العراق أزمة جديدة تكاد تعصف بالعملية السياسية( ياريت تنهار العملية السياسية ودفعة مردي وعصا كردي وروحة بلا رجعة ..)  بعد كل اعتقال لارهابيين أو متهمين بالارهاب ممن يعمل في طاقم هذا المسؤول الحكومي أوذاك. وأصبح أمرا عادياً اندلاع صراع سياسي جديد بين الكتل والجماعات المشاركة في الحكم ، ينتج عنه في الغالب تفجير انتحاري هنا أو مفخخة هناك عندما يتصرف رئيس الوزراء نوري المالكي وفق صلاحياته الدستورية، كما حصل بالضبط مع طارق الهاشمي وكل أولئك المتهمين بارتكاب أعمال ارهابية خطيرة بدعم وتحريض من مشاركين في العملية السياسية.  

أعرف أن الوضع في العراق بات معقداً جداً في ظل تراكمات مابعد سقوط نظام صدام، وطريقة انخراط من يسمون أنفسهم ممثلي " السنّة" في هذه العملية التي سميت " نظام المحاصصة " أو التوافق، وهي في الواقع تفكيك للمجتمع العراقي وتقسيمه على أسس طائفية وعرقية مقيتة.  

وأعرف ايضاً  أن الراعي الأمريكي الذي " ساق " المعارضة العراقية سابقاً بالعصا ليجمعهم تحت لوائه في مؤتمر لندن 2002، هو من صاغ معادلة إنضمام من أصبحوا اليوم  ممثلي  " السنّة " الى العملية السياسة، وفق أسس تجعل من الصعب التفكيك في حال صدور مذكرات اعتقال ( على الأقل لدى الرأي العام المحلي والعربي) بين "السنّة" الشرفاء الوطنيين الأغيار، ونفر قليل جداً جداً من قتلة وارهابيين معظمهم بعثيون ملطخة أيديهم وضمائرهم بدماء العراقيين ( يسميهم المقاولون السياسيون : مكونات) .. 

إنها بالفعل معادلة صعبة وهي فخ نصبه الراعي الأمريكي للذين حجّوا له في لندن وقبلها في واشنطن، يستجدونه الخلاص من صدام ولو بتحويل العراق الى مسلخ للبشر، وحمام دم يفتح بعد كل خلاف على " الحصة" ، وساحة بغض وكراهية بين " المكونات".. 

والله أستحي أن ألفظ كلمة " مكونات " على العراقيين لأني أشعر أنني أتحدث عن أي شيء تافه يخطر في الذهن الا " العراقي الانسان " .. 
ماعلينا .. أصبحنا مجرد " مكونات " وأرقام وحصص يتلاعب بنا " المقاولون السياسيون " الذين لايفكرون الا بطريقة سلخنا، لتحقيق مكاسب سياسية : حزبية وشخصية (وهي حتى ليست طائفية أو عرقية لأنهم يستخدمون هذه الورقة لأهداف إنتخابية وللاستحمار ليس إلا )، في مسلخ أطلقوا عليه جزافا" العملية السياسية". 

نعم ..فان اعتقال أفراد من حماية وزير المالية بتهمة الارهاب، وهو أمر تكرر مثله في قضية طارق الهاشمي ( كان يزور السجون ويبكي أمام مصوره المرافق بدموع التماسيح على حقوق الارهاب) ، يكشف كم هو مظلوم نوري المالكي( في هذه المسألة ) برغم أن أكبر وزر يتحمله المالكي، هو التأخر في كشف ملفات المتهمين بالارهاب خصوصاً طارق الهاشمي حتى بعد صدور خمسة أحكام الاعدام غيابياً عليه(غراب يكول لغراب وجهك اسود).  
   

مشكلة المالكي أن الكثير من السنّة والكرد وغيرهم لا يصدقونه. وأن خصومه يشككون  بنواياه في مسألة محاربة الارهاب وفرض سلطة القانون، وقد نجحوا في إظهار القضاء بعد كل مذكرة اعتقال تصدر بحق متهم بالارهاب ، بأنه حربة بيد المالكي للتخلص منهم ، وأن المالكي يُصفي خصومه السياسيين لأسباب طائفية ليكرس قبضته الديكتاتورية  وغير ذلك من الاتهامات التي يصدقها  معظم الرأي العام المحلي والعربي ، وذلك بالطبع لأن مستشاريه فاشلون في تسويق " جهوده " التي أدعمها وأؤيدها نحو فرض القانون، وتركيع المحاربين الذين كانوا يزعمون أنهم مقاتلون مقاومون من أجل دفع الاحتلال ، وهم جميعهم دون إستثناء، سماسرة دماء لتعزيز نفوذهم ووجودهم حول طاولة " تقاسم الحصص ".

مسكين المالكي ..هو لدى خصومه سلطان مستبد ، لكنه لدى تحالفه وإئتلافه ومستشاريه مثل "الناعور بس يترس ويبدي" .. فهم من يحصد ثمار جهوده، وبعضهم يتآمر عليه، سراً وعلانية كالتيار الصدري ، وبعض يعقد صفقات سياسية من ورائه سواء مع الكورد أو مع حلفائه الايرانيين. وهو يحتاج قبل كل شيء الى تحسين صورته في محيط العراق الاقليمي، لكي يصفي الارهاب المحلي داخلياً بمعادلة جديدة تفصل بين " السنّي " والارهاب، دون أن يتهم بأنه طائفي وديكتاتور . 
وإنني إذ أدرك أن الأمر بالغ التعقيد لأن المالكي لم يحسن سابقاً  التصرف مع ملفات متهمين بالارهاب، وتحالف مع بعضهم " إنتخابياً" ، فانني أنصحه أن يبدأ من الآن مرحلة إيجاد ثغرة في جدار الشك بينه وبين " المكون السني" المحلي والعربي، ولن يفلح بالطبع، إذا فعل ذلك على أساس " شيلني واشيلك "، فلا مشعان الجبوري ولا حارث الضاري  وأشباههما قادران على إصلاح ما أفسده الدهر.
فالتوازن- ياجلالة السلطان - لايعني غض النظر عن الارهابين وجرائمهم  والجلوس معهم في حكومة وبرلمان. 
والعاقل يفهم.
  
مسمار  :
 "سرتُ على رصيفٍ ممطر فزلت قدمي.قلتُ : ما أصعبَ الزلل. قال الرصيف : بل ما أصعبَ التوازن ".   
محمد سعيد الصكّار 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عَقد عراقي مِن أصل ثلاثة خلت
أبُ م. غريب ( 2012 / 12 / 24 - 15:52 )
عَقد عراقي مِن أصل ثلاثة خلت كرجع وجع وادي الرافدين حتى عشية عيد ميلاد نبي السلام المُخلص السيد المسيح (ع)، الذي حددته حضارة المايا الفلكية (مع غيبوبة الرئيس العراقي جلال طالباني) نهاية (قيامة) العالم!.

أخي ابنُ مدينتي أول حاضرة في الإسلام البصرة الطيبة، التي ضربت رقما قياسيا في طيبتها على كل أخواتها محافظات حضرة الغائب العراق نازف راعف مُرغم عقول بنيهِ، بصرة الخير بنت الخليل اُخت كركوك العراق المُصغر ومذاق التآخي العراقي؛ سوى أن اُمنا - أُميم أخي - بصرتنا الحبيبة أكثر انفتاحا لأنها ميناء العراق الأوحد على العالم عنوان هذا المِنبر النير، حر وجه العراق وثغره الباسم قبل 33 حول جيل مِسخ ولد ليُعذب ويتعذب، ثلاثين حولا وحول وحجة لا أبا لكَ يسأمِ، مِن أصل ثمانين الرئيس الغائب طالباني 1933- 2013م.

قبل 30 حول مسخ كل العراق الأصيل، كنت عرفت على شط العرب، صديقنا المشترك الشاعر المُفلق المُلفت اللافتة أحمد حسن مطر حميميا ودودا، صاحب قريب الأهل نسيبنا الأخ محمد الشقيق الأصغر للسيد حسين الموسوي، قبل أن تتفرق بنا السبل بنبل وتقفز بنا عنوة المشارب الشتى إلى ما وراء الأكمة وكلكل شتاءات الشتات،


2 - تتمة 1 عَقد عراقي مِن أصل ثلاثة خلت
أبُ م. غريب ( 2012 / 12 / 24 - 15:57 )
مِن شط العرب، يوم كان الفتى أحمد مطر يرسم بالحبر الصيني بإبداع كاريكاتير (حلويات الشكرجي) في شارع الوطني بالعشار، وكان ابن الشكرجي صديقنا وزميل مقعد الدرس معا وفي آن من أوان الشد زيمُ!..

أخي ابن اُمنا فيحاء الكاتب المُحب لمهوى رأسه وفؤاده البصرة (نجاح محمد علي) ومولود طيبة البصرة، الذي لهُ دالة أخرى كونه من مواليد عام قرينتي رفيقة غربتي اُم محسن 1965م، وددتُ (بعد إذن المحرر
الكريم) بث تجربة إرهاصات الإختلال التي أفضت إلى الإحتلال وغربة ثلاثة عقود الشؤم 1983- 2013م لسندباد البصرة، ونقمة نعمة كنز قارون تِبر ترب أجداث الأحبة كقناطر جذوع نخل مُنقعر كفنها ضوء القمر في ليل أبرد من جباه الخاملين ومنار الأجداد في أكبر مقبرة في العالم لدى منظمة اليونسكو العالمية (وادي السلام) التي تضم ضحايا جرائم صدام (عنوان مؤتمر شهدته في فندق القدس بالعاصمة الإيرانية) وضحايا اُخت هارون حُرة وعاصمة الدنيا الدنية (مدينة السلام) بغداد الأوغاد.. صدام ربنا ماخلقته باطلا سُبحانك ولا الذباب الذميم ولايهود الشتات خلافا لرأي خاله طل وفاح!، في حين مِن الناس، وقد تلفت القلب الذكي يقلب الطرف الخاسىء لاحمي ولا حمى كأبينا آدم المنفي إلى مهجعنا عند اقتران الرافدين دجلة الخير والعذب الفرات في القرنة هِبة شط العرب وبندقية العرب، كما نحن في مهجرنا المنفى المنسى ربي كما خلقتني!، بيد بيضاء بغير سوء أو برص، نعذب ونستعذب استطالة غربة المهجع والمهجر في آن قصير بعمر الزمن طويل منذ مقتبل عمر الإنسان، مهجع ومهجر أحلاهما مر!..


3 - 2 مِن أصل ثلاثة خلت
غريب عراقي ( 2012 / 12 / 24 - 16:04 )
..سوى بيئة الرحم الرحيم نحن أضيع من شط العرب وأيتام مكرمات اللئيم صدام وخلفه الرئيس المالكي واهب مالايملك إلى مَن لايستحق من خيرات أيدبنا منها صفرات لعرصات الهلال الشيعي بين الحزبين القائدين للسلطة الملعونة: الدعوة وسلفه العودة!..

نحن بقية صَل سَل نصل السيف على الحيف طرا والحُر الحرف فردا، كنورس شط العرب يتعفف صياما حد الموت وفاء لذكرى أليفته ومنازل لها في القلوب منازل يعشقها الفتى كاُحد رغم واقعته قال فيه للركبان الحديث الشريف: (اُحد جبل أحببناه فأحبنا، أشهد أنك خير أرض الله)، نبي في موطنه مُهان مُهاجر لا هاجر، خائف يترقب ودموعهُ على رمالها لا على سواد أرض الحضارات والمقدسات، عراقنا السليب!.. نورس في سِرب حزين يمتد مِن بغداد إلى بيروت إلى برلين إلى بكين، يطلب العلم ولو في الصين فطمه منهُ خراب البصرة الحلوب ضرعها، رُغم أنامل الرجاء وأذرع تتضرع وقلب قائح دام وقدم دام قائح سائح يسجل بثه عِظة وعبرة عبر هذا المِنبر العراقي (العالم) الغراء في حلقات مِن فصول مواسم الهجير والرمضاء المهجع والمهجر والهدم الهدم والنار النار (الحديث)!.. على هامش مقال مقام الأخ نجاح حصرا، وعلى جناح التعليقات

اخر الافلام

.. أنا والست والجيران?? علاقة ممتعة بين مزاج صلاح عبدالله وصوت


.. كل الزوايا - الفنان أيمن الشيوي مدير المسرح القومي يوضح استع




.. كل الزوايا - هل الاقبال على المسرح بيكون كبير ولا متوسط؟ الف


.. كل الزوايا - بأسعار رمزية .. سينما الشعب تعرض 4 أفلام في موس




.. رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة يوضح الاستعدادات لعرض افلام