الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات كونيّة..في الوجود والعدم!

سنان أحمد حقّي

2012 / 12 / 24
الطب , والعلوم


تأملات كونيّة..في الوجود والعدم!
لستُ أدري لماذا يُصرّ أغلب الباحثين على التقصّي عن أصل الوجود في العدم؟ أي إعتبار العدم هو أصل الوجود ، وما داموا لا يعلمون كيف يتحوّل العدم إلى وجود فهم سيظلّون في منآى عن القناعة والفهم الراسخ ولو إفترضنا أن أحجية تلك الكيفيّة قد تم حلّها فما هو السبب والمسبّب الذي تسبّب في خلق الوجود من العدم أي لماذا ومن؟ وهكذا...
ماذا لو فكّرنا بقلب الفكرة تماما رأسا على عقب أي أن نفكّر بأن العدم ليس هو الأصل بل الوجود وأن العدم تم خلقه من الوجود أي ما معناه أنه كان هناك وجود وحالة غيابه هو العدم أفلا تكون المعادلة أسهل والفكرة أوضح وأكثر واقعيّة؟
ثم أن وجود شئ هو معرفة وهو شئ محدد ومعروف أمّا العدم فلا معنى لمثل هذا الفرض أبدا إذ أننا نفهم أنه قد يوجد شئ ما محدد أو لا يوجد، ولكن لا نستطيع أن نفهم معنى عدم وجود أي شئ أي بدون تحديده فهذا أمر غير منطقي تماما وقد ذكرنا أنه في الرياضيات المنطقيّة هناك عمليات معروفه منها أن كميّة أكبر من الأخرى أو أصغر منها أو تساويها أو تكون على علاقة مشروطة بالأخرى أو أن تكون موجودة أو وجودها منفي فنقول الكميّة (A ) أونقول أنها( Not A ) ولا نقول العكس أي لا نقول أن الكميّة غير الموجودة هي (Not A )لأننا في حالة عدم الوجود لم نكن نعلم ماذا سيكون موجودا بعد حالة العدم .
ولو نظرنا إلى أي محتوى خالي لا نستطيع أن نحدد ماذا سيوجد فيه لذا لا نستطيع أن نقول أنه لا يوجد شئ إذ أنه يوجد دائما شئ محدد ولا يوجد شئ يتطلّب تحديد ماهيّة هذا الشئ وتمييزه فالأفضل أن نقول لا يوجد برتقالة أو لا يوجد قلم أو لا يوجد كتاب وهذا مرتبط بوجود هذا الشئ وأن عدم وجوده هي عمليّة منطقيّة أمّا عدم وجود كتاب على الطاولة قد تعني وجود شئء آخر كأن يكون موجود هواء أو موجود ضوء أو حتّى موجود فراغ أو فضاء خالي ولكنه في النهاية وجود شئ ولهذا فإنه يوجد دائما شئ وعندما يختفي هذا الشئ فإننا نجد أنه أصبح لا شئ محدّد ومميّز أي أن الأصل هو وجوده ولا معنى منطقي إطلاقا للعدم في الوقت الذي نجد أن الوجود في سبقه للعدم وكونه مسبّبا له يحلّ معظم الأسئلة المحيّرة لأن الوجود سيكون لا نهائيا ومسبوقٌ بوجود يُمثّل ما قبل هذا الوجود القائم وبذلك تكون الموجودات قد تحوّلت عن بعضها البعض وتطوّرت عبر سلسلة طويلة من التحولات وأن العدم حالة أو عمليّة منطقيّة للوجود يُمثّلها منطق النفي .
يؤيّد كلامنا هذا أن عمليّة العدّ كما بيّنا في مقال سابق لا تبدأ من الصفر كما يزعم كثيرون إذ أننا لا نقول الآن لا توجد أيّة كميّة ثم نقول والآن أصبحت واحدا ثم إثنين وهكذا بل يجب أن نتعرّف على تمييز المعدود قبل البدء بالعدّ فنقول يوجد الآن برتقالة واحدة ولا نقول قبل ذلك أنه الآن لا توجد برتقالة ! فمن أدرانا أنه ستوجد برتقالة ؟ ربّما توجد بيضة ثم توجد برتقالة وهذا يُعدّ من العمليات غير المنطقيّة إذ لا يمكن أن نجمع البيض إلى البرتقال ولهذا يجب أن نعلم المعدود في وقت العدّ وقبل العدّ لا يمكننا أن نقول لا يوجد شئ إذ أن الشئ نكرة ولا يمكن تمييزه وأن عملية العدّ لا تبدأ إلاّ بعد تمييزالمعدود وهكذا.
لو نظرنا بهذه الطريقة إلى الوجود والكون سنرى أنها فكرة أقرب إلى الصواب من فكرة أسبقيّة العدم على الوجود، ولو كان العدم أسبق لكنّا نبحث ليس عن الكيفيّة التي خرج فيها الوجود فقط بل سنبحث عن ما قبل العدم ماذا كان هناك وما هو فضاء العدم علما بأن العدم والصفر مقادير غير معرّفة رياضيا، أي بتعابير اللغة العربيّة نكرة والنكرات كما نعلم متعدّدة فإن قلنا كتاب فإنه قد يكون أكثر من كتاب هو المقصودولا يُفيد في توضيح الكتاب المطلوب ولكننا لوقلنا الكتاب فإن كتابا محدّدا هو ما نقصده فقط ولهذا أيضا يُصبح قول لا شئ يعني ما لا نهاية له من الأشياء وهذا لا يمكن أن يكون منطقيا إذ أننا مقبلون على عدّ شئ معرّف أي معرفة وأستشهد لغويّا هنا بقول للخليفة عمر بن الخطّاب ( رض) حيث قال يوما: لا يغلب عُسرٌ يُسرين. وهو يُشير بهذا إلى قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم.فإن مع العسرِ يُسرا . إن مع العسرِ يُسرا..صدق الله العظيم .
ويعني أن كلمة عُسر جاءت معرّفة أي أنها نفس العسر لأنه معروف لهذا جائت معرّفة أمّا اليُسر فلقد جاءت نكرة أي بمعنى أنها غير محدّدة بتعريف أي أنها يُسرٌ آخر وبهذا يكون لدينا يُسران ولهذا إستبشر بوجود يُسرين مع كل عُسر وقال مقالته هذه.
إننا لو وضعنا الأمر مقلوبا تماما أي لو جعلنا الوجود أسبق من العدم فإننا ربّما نجد أن البحث عن معظم المعضلات يمكن أن يكون لها حلّ أي أن نفكّر بالطريقة التالية : إن الوجود هو الأصل وأنه كان دائما هناك وجود أمّا العدم فهو مجرّد عمليّة منطقيّة تمثّل حالة أو مظهرمن مظاهر الوجود وأنه كان قبل الوجود وجودٌ سابق له وكل وجود له وجود سابق له أيضا ولم يكن هناك عدم وجود الوجود لأن عدم وجود شئ مع كون شئ نكرة يعني عدم وجود شئ مميّز( خالٍ من تمييز العدد) وليس كل شئ تماما بسبب من كون نفي وجود أي مقدار أو كميّة يجب أن يكون معرّفا وليس نكرة حيث أن النكرة تحتمل تعدد الوجود ونفيه يعني نفي كميّة مميّزة وليس نفي كميّات غير مميّزة ولا معروفة
كنت في مقالات سابقة قد قدّمت لهذه الأفكار ولكنني للأسف لم أحظ بمن يرى رأيا فيه وقوف على دحضٌ من تقييمٍ لما قدّمته بأسس علميّة.
إن العلوم الطبيعيّة تدخل فضاء جديدا من المعرفة لا تتوفّر فيه المعلومات الكافية ولا الوسائل التي تسمح باختبار الأفكار الجديدة المطروحة ولهذا فإنها تقترب من الفلسفة كثيرا ومن علوم ذهنيّة وأفكار لا يُمكن أن نبتّ بواقعيتها من فنطازيّتها وإن أطرف ما قرأت هذه الأيام هو ما ذكره الأستاذ جواد بشارة في مقال له مازال منشورا على موقعنا المرموق موقع الحوار المتمدن حيث يقول: أن البابا عندما إستقبل العالم هوكينك قال له :إننا متفقون أيها العالم الكبير فكل ما بعد البك بانك لكم وكل ما قبله فهو لنا.
لهذه الأسباب وأسباب أخرى تتعلّق بالمعطيات المتوفّرة حاليا عن الوجود فإن المناقشة تخرج عن فضاء العلوم وتدخل فضاء الفلسفة ويبدو على ما ذكر الأستاذ بشارة من أنه ربّما تم تصميم وعمل هذا الكون بيد عالم رياضيّات أن هذا العالم لم يستغنِ عن زميله الفيزيائي أبدا إذ أن قليل من الناس لا يعلمون مثلا أن إضافة سرعة الضوء إلى سرعة الضوء هي سرعة الضوء نفسها أي أنها لا تزداد أي بمعنى أنها لن تتغير بعد إضافة أي مقادير من سرعة أخرى وهذا يُشبه مفهوم المالانهية أي عند إضافة أي كميّة إلى المالانهاية فإنها تبقى ما لانهاية وفي الرياضيات نبحث في الكميّات ولكنّنا في الفيزياء نبحث في الكيفيات وأن مقدار سرعة الضوء مقدار معلوم وهو كما ذكر الأستاذ جواد بشارة تماما ) 299.792458 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة) ومع ذلك لا نتمكّن من إضافة أي سرعة له لأنها ستبقى نفسها مع أنها ليست كميّة المالانهاية له غير المُعرّفة كما نفعل في الرياضيات وهذا يُشير إلى أن عالم الفيزياء كان موجودا إلى جانب عالم الرياضيات دائما في تفسير عمليّة الوجود الكوني كمّا وكيفا
ونجد أن الرياضيات باعتبارها علم الكميّات لا غنى لها عن الطبيعة لأن أبسط تعامل مع الكميّات يتطلّب التمييز والتمييز بأنواعه ، تمييز نوع المعدود ولا معنى للأعداد بلا تمييز وكذلك الطبيعة فإنها يمكن أن تظللنا دون أن نركن إلى كميّات التحولات النوعيّة وهذه أمور يعلمها أهل التخصّص ولهذا فإن هذا الكون موجود كمّا وكيفا بنفس الأهمية وعلى ما يحقّق نواميس وقوانين الطبيعة والرياضيات معا.
إن مقالنا هذا مجرّد تأملات في الوجود والعدم والكون ولم نتطرّق لأي أفكار ميتافيزقية أو غيبيّة أو دينية وأرجو أن تتم مناقشته أو تقييمه على الأسس العلمية والفلسفيّة فقط لو كان فيه ما يدعو إلى ذلك على أننا لا نعارض وجود تفسيرات أخرى أو من وجهات نظر أخرى لها مكان أو وقت آخر
وللحديث صلةٌ والسلام عليكم.
سنان أحمد حقّي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لك الشكر
نيسان سمو الهوزي ( 2012 / 12 / 24 - 07:10 )
سيدي الكريم هو نظام معقد .. اي الموضوع اصعب من ان تصل اليه لأنك وببساطة سوف لا تصل ابداً .. ولو فرضنا وصلت فيجب ان لا تتوقف لأن هناك ما هو التالي ..وبالتالي من وجه نظري يجب على الانسان ان لا يرحل ويتعمق كثيراً في مثل هذه الامور ( انظر الى السيد مرسي وتَعَلّم منه ) .. لأنه لا يمكن ان لا يكون شيء ومن ثم وجِد الشيء ..فلا يمكن اثبات ذلك ابداً ..وحتى الوجود الدائم ( الابدي ، الازلي ) لا يمكن التأكد منه لأنه سيأتي السؤال التالي وماذا كان قبل ذلك ؟ او من اين وكيف وهكذا .. ولهذا انا مع رأيك بأن الوجود ( قد ) يكون هو الاول ( لستُ متأكداً ) ولكن هكذا من المفروض ان يكون علمياً .. من وجه نظري الشخصية هناك اولويات في البحث عن مثل هذه الامور مثل القضاء والتخلص من المذاهب والاديان ( بعدها يحلها الحلال ، مثلاً ) ومن ثم البحث في هذه الامر .. لك التحية والتقدير ..


2 - ليس هذا أول مقال
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 24 - 08:24 )
الأستاذ نبسان سمو الهوزي المحترم
ليس مقالي هذا أول مقال يُكتب في هذه المحاور ولا أدري لماذا توصيني وحدي بهذه الوصايا ؟
ولو قرأت المقال جيدا لرأيت أنه لأول مرة يتعرّض أحد لأولويّة الوجود على العدم واعتبار العدم عملية منطقيّة فحسب
لقد طلبت في مقالي عدم التطرّق للقضايا الميتافيزيقيّة أو الغيبيّة أو الدينيّة بل مناقشة فحواه علميّا فقط ولكنكم يا أستاذنا العزيز ما لبثتم وأن سارعتم بزج الأمور في خانق التعرّض للأديان ورأيتم ضرورة التخلص من الأديان والمذاهب وهذا كلّه لا علاقة له بجوهر مقالنا لا من قريب ولا من بعيد كما نوّهت في متنه .
لا أدري ما جاء بمرسي وغير مرسي في موضوع كهذا؟
إن همّتي يا أستاذ ليست أضعف من همم غيري وما أروم الوصول إليه قد لا أصل له ولكنّني من الأوائل الذين يُحاولون وهذا يغيض الكثير ولكنّه هو بالضبط ما يجب أن يفعله كل إنسان لو استطاع
أشكر لكم مروركم وكنت أودّ كثيرا لو أن تعقيبكم تناول جوانب تتعلّق بالموضوع ولم تخرج عنه
أرجو لكم الموفّقيّة


3 - طلب أو التماس
نعيم إيليا ( 2012 / 12 / 24 - 10:59 )
ماذا تروم على وجه التحديد؟
أتروم أن تثبت أن الوجود أسبق من العدم؟
إذاً فأنت تعتقد بوجود العدم، من حيث أردت أن تنفي وجوده أغلب الظن.
إن كنت تعتقد بوجود العدم على ترتيب أو صورة ما، فأنت إلهي
وإن كنت لا تعتقد إلا بوجودٍ لا يخالطه عدم، فأنت مادي دهري
ولكني أراك متردداً بين ذا الاعتقاد وذا. ولعل هذا أن يكون السبب في أن جاءت مقالتك مفككة الأوصال في أكثر من موضع
فسر لنا - من فضلك! - قولك هذا:

ماذا لو فكّرنا بقلب الفكرة تماما رأسا على عقب أي أن نفكّر بأن العدم ليس هو الأصل بل الوجود
وأن العدم تم خلقه من الوجود أي ما معناه أنه كان هناك وجود وحالة غيابه هو العدم أفلا تكون المعادلة أسهل والفكرة أوضح وأكثر واقعيّة؟


4 - سيدي الكريم سنان احمد
نيسان سمو الهوزي ( 2012 / 12 / 24 - 11:35 )
في البدأ لا اقصد نهائياً ( صادقاً ) ما ذكرته او ادركته من كلمتي هذه بتاتاً .. فقط رغبت ان امازح قليلاً وإدخال السيد مرسي في الموضوع هو ( حسب اعتقادي ) لوضع القليل من الابتسامة على وجهك المطل ليس اكثر ولا اقل ..واعلم ليس له علاقة بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد ولكنها كانت مزحة وقد اخطأتُ في التقدير .. لك المعذرة ..
اما موضوع الاديان فقصدتُ ( صادقاً ) بأن الهم الاول والاخير والمشكلة الرئيسة تكمن فيهم واقصد من هذا الكلام بأن الكلام الجميل والرائع الذي قلته سوف لا نستفاد منه ولا يستفاد منه المجتمع العربي والاسلامي ما دامت المذهبية هي المسيطرة على العقل .. هنا اقصد بصورة عامة لأن التفسير العلمي والرائع والذي ذكرته جنابك وانا متفق معك 100% سوف لا يجد القبول الكاف من هذا المجتمع إلا إذا قلت جنابك ليس للمجتمع علاقة بما اكتبه !!
وفي النهاية متفق معك في كل كلمة لا بل اكثر من ذلك ولكنني ( وهذا رأي شخصي ) ارغب في اللاتعقيد اكثر مما هي معقدة ..
مرة اخرى حاولت المشاركة معك والتوافق على ما ذكرته والباقي كان من باب المزح العراقي ولكن احياناً يكون المزح ثقيلاً ..آسف مرة اخرى ..كل التحية والاحترام ..


5 - العلم يلف ويدور ويرجع لنقطة الصفر
مروان سعيد ( 2012 / 12 / 24 - 12:08 )
تحية لك وللجميع
ما اصعب التفلسف باشياء لاندركها
ان كل شيئ وجد بالكون يدل على يد صنعته لاان كل شيئ محسوب ومدروس رياضيا وعلميا
ونظرة اولى على ماوجد حولنا ونراه ونقدر على حسابه هو موضوع مئة بالمئة لوجود الحياة
بعد الارض بالنسبة للقمر والشمس والنجوم وكمية الحرارة ونسبة الماء ووووووووووووووووووووووو
وياتي احدهم ويقول الكون ولد من شيئ حجمه اقل من الذرة واعطانا هذا الكون القريب من الانهاية وعدد النجوم بعدد حبات الرمال الموجودة على شواطئ البحار
وما ينفعنا اذا وجد الكون من العدم او من الوجود ونحن لم نقدرالى الان صناعة ابرة بدون الاستعانة بالات الغرب
واقول لمن لايؤمن بوجود خالق انه سيدوخ الى الابد ولن يصل لنتيجة
وللجميع مودتي


6 - 1طلب
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 24 - 13:01 )
حضرة الأستاذ العزيز نعيم إيليا المحترم
تحيّة معطّرة وبعد
في علم المنطق الرياضي والذي يجري تدريسه في المدارس باسم الرياضيات الحديثة وفي الجامعات باسم الرياضيات المتقطّعة وبالذات ( الجبر البولياني) ،توجد عمليات رياضيّة أساسيّة تنتمي لها أهم العمليات والعبارات المنطقيّة في الرياضيات وهي عمليّة أكبر من أو أصغر من أو إذا الشرطيّة والأخرى هي عمليّة نفي الكميّة فنقول الكميّة A ونفيها هو Not A فنجد هنا أن نفي أي كميّة هو عدم وجودها فكيف ندرك وجودها؟ وكيف ندرك عدم وجودها فوجودها معرّف بالكميّة ِA وهذا مفهوم أمّا نفي وجودها فهو عدم وجودها أي أنها شئ وعدمها لا شئ وهنا نفهم أن وجود الكميّة كان أسبق من عدم وجودها بل لا نستطيع إدراك عدمها أو عدم أي وجود إلاّ بالوجود وليس العكس
من كل هذا نفهم أنه لا يوجد شئ إسمه عدم بمظهر النكرة أي عدم وجود أي شئ بل يوجد عدم وجود شئ ما محدد وبهذا يكون العدم هو مظهر للوجود ومجرد عمليّة منطقية ( نقصد إحدى العملبات المنطقيّة التي ذكرناها آنفا)
يتبع رجاء


7 - طلب2
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 24 - 13:03 )
أي أنه نفي وجود كميّة معرّفة وبالتالي نتوصّل إلى أن الوجود هو فقط التعبير الصادق لوحده ولا يوجد شئ إسمه العدم ولا نعترف بمفهوم العدم الذي يُقابل الوجود بل ان مفهوم العدم موجود كعمليّة منطقيّة كما قلنا (الكميّة ونفي الكميّة)
أمّا تفسير العبارة التي أشرتم لها فيكون أن تتبّع الوجود واعتبار أصله العدم يتطلب حدثا أو تحولا نوعيا لبيان كيفية تحوّل العدم إلى وجود ؟ ولكن قلب المفهوم رأسا على عقب يجعل الوجود لا متناهي وأن هناك دائما تحولات من طور إلى آخر وتتبّعه يرجع بنا إلى أجزاء أصغر أو عوامل أولية وهكذا بشكل لا متناهي فقط ولا يُضطرنا لمواجهة سؤال كيف تم وجود الوجود من العدم؟
يتبع رجاء


8 - طلب3
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 24 - 13:04 )
وهذه العلاقات ليس لها علاقة بالأفكار الفلسفيّة القديمة أو الوسيطة بقدر علاقتها بالمنطق الرياضي الحديث وكمحاولة لتفسير أصل الوجود باعتبار العدم ليس نقيضا للوجود بل هو مجرد عمليّة منطقيّة ( مظهر من مظاهر الوجود وكأننا نقول عندنا غرفة وهذه الغرفة يوجد فيها فلان أو لا يوجد فهذه حالة أو مظهر وليست نقيض لفلان).
تقبّلوا وافر تحيّاتي وتقديري
إنتىرجاء


9 - وما الفائدة من دراسة العلومالنظرية؟
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 24 - 13:29 )
حضرة الأستاذ نيسان سمو الهوزي المحترم
تحيّة معطّرة وبعد
ليس كل ما يُطرح على قرّائنا هو بالضرورة يُعالج موضوعا إجتماعيّا أو سياسيّا بل هناك الكثير من المواضيع العلميّة او النظريّة الصرفة يتم طرحها على صفحات الحوار المتمدن بالخصوص فالبعض يطرح مواضيع في الطبيعيات أو العلوم أو الطب أو الحاسوب وهذا مبرّر لتوسيع الثقافة العامّة من ناحية وإحاطة القارئ بالمنجزات العصريّة وآخر الأفكار وإلاّ ما معنى عرض مقال عن نظرية آينشتاين أو المادة السوداء أو غيره ولماذا لا نقول ما فائدة نظريّة آينشتاين أو ما فائدة نشر كتاب عين الإعصار للراحل عبد الجبار عبد الله ؟
ستبع رجاء


10 - وما فائدة دراسة العلوم النظرية2
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 24 - 13:30 )
عندما ندرس الهندسة المستوية في المدرسة لا نجد من يسأل عن جدوى دراستها خصوصا من حيث بُعدها عن معالجة الأوضاع الإجتماعيّة والإقتصاديّة
وعندمال يقرأ كاتب ما كتابا عن نظريّة الأدب أو الفن لا نجد أحدا يتصدّى لنا ليقول ما فائدة هذا الكتاب
إن المعرفة تتصل ببعضها البعض وتكمل بعضها البعض ونحن كبشر نعيش في هذا الكون الفسيح علينا أن نحاول فهم كل شئ وتسخير معارفنا على إختلافها لخدمة الإنسان
إنتهى رجاء


11 - الوجود والعدم
نعيم إيليا ( 2012 / 12 / 24 - 14:18 )
أشكر الأستاذ المحترم سنان حقي على ما قدمه من توضيح للمسألة
وليس ينازعه عقلي فيما قدم من توضيح، بيد أن القول الذي أشرتُ إليه منكراً، لا يشمله هذا التوضيح الوافي الجميل. وقد لا أكون جانياً على الحق، إن أنا اتهمته بأنه على نقيض من ذلك القول.
فلنتأمل القول بروية:

العدم ليس هو الأصل بل الوجود وأن العدم تم خلقه من الوجود العدم ليس هو الأصل بل الوجود

والقول هذا هو لبّ المسألة. وهو يتألف من أركان: الأصل، الوجود، العدم، الخلق.
واجتماع هذا الأركان في عبارة واحدة على النحو الذي اجتمعت عليه، يتأدى عنه أن الوجود أصل، وأن الوجود حين يكون أصلاً فلا بد له من فرع.
وما هو هذا الفرع؟ إنه العدم!
وهذا إقرار منك بوجود العدم حقيقة - وإلا فقد خانتك دقة التعبير - وهو من جنبة ثانية يخالف رأيك في أن العدم مجرد ((عملية منطقية)) ه
فإن يكن العدم عملية منطقية أو مفهوماً أو تصوراً غير واقعي، فلم جعلته ((مخلوقاً)) من الوجود؟


12 - الزميل سنان حقي: حول الوجود والعدم
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 12 / 24 - 15:02 )
الزميل سنان حقي المحترم
مقال ممتع ومحاولة جيدة لتناول موضوع الوجود
لا تدع القاريء يشعر بالملل
اعتقد ايها الزميل ان قولك بان العدم ياتي بعد الوجود، او اسبقية الوجود على العدم هو
افتراض مرتبط بالذات الانسانية وليس بذات الحقيقة الموضوعية، بادراك الانسان لوجود المادة وليس بحقيقة وجود المادة
اي ان العدم هو الاحساس باللاشيء، لذلك اعطيته تعريف التصور المنطقي وقلت الاصل هو وجود الكتاب بينما يمثل غياب الكتاب عدمه، لكن هذا التصور هو مثالي النزعة، هو مثل قول كانت انا افكر اذن انا موجود
العدم لا يمكن ان يكون احد مظاهر وجود المادة حتى منطقيا، بالطبع نحن هنا نتكلم عن الحقيقة الموضوعية وليس عن قابلية الانسان على ادراكها، لان هذا الادراك مرتبط بقوة وقابلية وقدرة الانسان ، نحن نتحدث عن الحقيقة الموضوعية بمعزل عن نسبية الادراك الانساني التي بنيت عليها فرضيتك
الوجود كلمة لها نغم ديني او ميتافيزيقي، خاصة في اللغة العربية، اذ انها مرتبطة بالفعل اوجد وهو فعل متعد يرتبط بفاعل ومفعول وليس بجوهر بذاته. الافضل استخدام المادة الموضوعية
ان الوجود هو تمظهر المادة في اشكالها، والنقيض ليس العدم، انما اللاوجود


13 - 1طلب العلم
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 24 - 15:20 )
حضرة الأستاذ مروان سعيد المحترم
تحيّة معطّرة وبعد
تُرى هل سأل الناس في أوربا أو أميركا أو روسيا في البدء لماذا الفضاء؟
وانظر اليوم ما عاد به من منافع.
أم هل سأل الناس جدوى فتح مئات الجامعات ومراكز البحث التي يعمل فيها آلاف بل مئات الآلاف من المتخصّصين لدراسة الرياضيات؟
أم تُرى أحد سأل عن سبب الحملات العلميّة للغوص في أعماق البحار وتصوير أحياء لا يعرف الإنسان عنها شيئا.. لماذا؟
أم سأل أحد عن سبب تعليم علم التحليل الرياضي ( البحث في معاني العمليات الرياضيّة وتفسيراتها وما إلى ذلك)
أم سأل أحد عن سبب تسلّق قمة جبل أفرست؟
أم..أم..أم ؟
أستاذي العزيز نتعلّم ونبحث لإغناء معارفنا وتطويرها بكل إتجاه متاح وهذا هو سر تخلف أممنا عن الأمم المتقدمة ، ولا يوجد أي مانع إجتماعي أو ديني أو سياسي يمنعنا من ذلك سوى الكسل وتفضيل كل ما كان سهلا ويسيرا امّا هم فقبلوا الصعب والمعقد وشاعرنا يقول: ـ
ذريني أنل ما لا يُنالُ من العلا ....فصعبُ العلا في الصعب والسّهلُ في السّهل ِ
يتبع رجاء


14 - طلب العلم2
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 24 - 15:21 )
أمّا المؤمن فإن طلب العلم فرض عليه وأنا لا أريد أن أحوّل المقال إلى مواعظ ولكنك لا بدّ تعرف بم أوصانا الله ورسوله وما جاء بالقرآن أكثر منّي فلا تعتبر أن مقالنا هذا يقع في دائرة الكفر أو الإلحاد أعوذ بالله فقد إعتاد كثيرون أن يصموا ما لا يفهمون بذلك فأصابوا الأمة بالعمى للأسف ، فلا نكن منهم فنعين أعداءنا على أنفسنا.
إنتهى رجاء


15 - مثال
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 24 - 15:40 )
أستاذنا العزيز نعيم إيليا المحترم
دعنا نأخذ مثالا لغرض التوضيح :
لو كان لدينا غرفة وكان هناك رجل ولنقل أن إسمه ( X) وهو معرّف بالإسم وموجود أمامنا فإن حضر في الغرفة كان موجودا فيها وإن غاب عن الغرفة تلك كان غير موجود(NotX ) ٍفيها وحالته في الوجود لا تناقضه في الغياب أي في حالته ( غير موجود ) ولكن الحالتان مظهران لوجوده وليس عدم وجوده في الغرفة نقيض وجوده ولا ظهوره في الغرفة حدث من العدم إذ ليس هناك عدم إنما هناك وجود وللوجود ظهور في الغرفة أو عدم ظهور ولا يعني أن السيد (س) قد ظهر من العدم امّا البحث عن أصل ( س) فيمكن أن نقول أنه كان صغيرا أو وُلد لأبٍ وأبوه لأبٍ وهكذا إلى ما لا نهاية له من كميّات الموجودات كما نعدّ الأرقام وغيرها ولكن لا يوجد عدم بل توجد حالة أي عمليّة منطقيّة ( نعني بعمليّة منطقيّة مثل المقارنات أو الإشتراطات أو ما إعتمدنا عليه وهو حالة ( غير موجود في الغرفة )أي نفي وجوده في حيّز محدد وهذا لا يناقض كونه موجود أصلا وهو السيد ( س) ونعرفه حقّ المعرفة.

إنتهى رجاء


16 - يجب التفرقة
مهدي علوش ( 2012 / 12 / 24 - 15:47 )
الاستاذ سنان أحمد حقي
تحية طيبة
اتفق معكم ان موضوع مقالتكم ليس بأقل اهمية من باقي الموضوعات الجادة الاخرى . وارجو ان تسمح لي ببعض الملاحظات :
بناءً على قانون عدم التناقض ، وهو قانون اساسي في المنطق الشكلي ( والرياضي بحسب صيغته الحديثة ) ، لا يمكننا ان نقول عن شيء انه ابيض واسود في نفس الوقت . اذ هنا نحن ازاء قضيتين احداهما فقط هي الصحيحة .
اما علاقة مفهومي الوجود والعدم فهي من اختصاص الديالكتيك ، وبالذات قانون وحدة وصراع المتناقضات . فالموت والحياة ، والعسر واليسر ..الخ تتواجد معاً ، بل ان كلاً من احد الثنائي يفترض الآخر .
ودمتم مع اطيب تمنياتى .


17 - الوجود والعدم 1
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 24 - 15:57 )

حضرة الأستاذ العزيز مالوم أبو رغيف المحترم
إن سبب إستخدامي مصطلحي العدم والوجود دون الواقع الموضوعي والوعي يعود إلى أن أغلب الباحثين في علوم الطبيعة ( الفيزياء) هذه الأيام لا شغل لهم سوى البحث في أصل الكون وأصل المادّة والوجود وكيف أنها نتجت عن العدم وأن نظريّة البنك بانك المعروفة يُستعان بها على القول أن الكون كان نقطة متركّزة فيها المادّة فانفجر وانطلقت المادة وحدث الوجود وهذا ليس تفسير متكامل لعدة أسباب أولا ان المادة الكونيّة لكوننا ليست هي مادة الوجود كلّه حيث طلع علينا كثيرون يقولون أن هناك عدّة أكوان وهناك نظريات تقول أنه يوجد عدد من انواع الوجود متداخل مع بعضه البعض وكلها تخرصات لا دليل عليها كما أن
يتبع رجاء


18 - الوجود والعدم 2
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 24 - 15:59 )
محاولات تصوير الكون الذي نعيش فيه وكأنه هو الوجود كله قد سادت حقبا طويلة ولكن التساؤلات الكثيرة اليوم هي كيف ظهر هذا الوجود كله بأكوانه المتعدّدة من العدم؟ وما ذا حدث وكيف ؟
مقالنا هذا يضع على الطاولة إحتمالا آخر وهو أنه ليس هناك عدم بل وجود دائم وأن العدم لا معنى له إلاّ كعمليّة منطقيّة كأن نقول أكبر من أو إذا الشرطيّة أو نفي أيّة كميّة
وللتوضيح أرجو التفضّل بالرجوع إلى المثال الذي ضربته للأستاذ نعيم إيليا أعلاه
تقبّلوا وافر تقديري وشكري على مروركم واعتزازي
إنتهى رجاء


19 - تعليق
الآشوري الحر ( 2012 / 12 / 24 - 17:21 )
هل هذا الطرح هو ترجمة لنظريات هوكينج ؟ ومالفرق ان لم يكن؟

أدهشني المقطع الاخير من المقال، فانا استغرب كيف يقف احد على سلم ويحاول قصه من تحته!! ، ماذا تكون الأفكار التي طرحت ان لم تكن ميتافيزيقيا؟! فهوكينج مثلا يبني نظرياته على نظريات غير مثبتة (اي انه فقط يؤمن بها) ، والأسئلة الميتافيزيقية التي تدور في راسك هي التي دفعتك لتكتب في هذا الموضوع بالأساس ، ام أنا مخطئ؟

على كل حال، هناك نظرية جديدة ل((Lawrence Krauss))، لا اعلم مدى قبولها، تقول انه في الانفجار الكبير انفجر العدم (الفراغ/ الفضاء الخارجي) الى مادة وجاذبية، كأن تقول انفجر الصفر الى موجب واحد وسالب واحد (لاحظ انه يحافظ على التوازن)، اي انه يتفادى إشكالية الوجود من العدم بقوله ان المادة هي عكس الجاذبية.. ولا اعتقد شخصيا انها افضل من النضريات الميتافيزيقية الاخرى، لانه ببساطة لا يوظح كيفية حدوث الانفجار خصوصا انه لا يتكرر رغم وجود الفضاء الخارجي الذي هو العدم، وانا هنا لا أناقش تفاصيل النظرية لأني لست بمرتبة علمية تؤهلني..

وعيد ميلاد سعيد وكل عام وانتم جميعا بخير


20 - الديالكتيك!
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 25 - 07:28 )
الأستاذ العزيز مهدي علوش المحترم
في الحقيقة أن مقالنا فعلا قد أخرج الوجود والعدم من مفهوم المنطق الديالكتيكي أي لم نعدّ الوجود نقيضا للعدم لأننا ببساطة وضعنا العدم كمظهر من مظاهر الوجود وليس نقيضا له وحجّتنا في هذا ان العدم نفي مطلق بينما الوجود واقع خاص أي بمعنى أن لاشئ ليس نقيضا لشئ محدد فنحن نقول كتاب وعندما ننفيه نقول لا كتاب هنا ولكننا لا نقول لا شئ هنا لأن شئ يمكن أن تكون منضدة أو دواة أو كتابا آخر فإن نفينا بشكل مطلق نفينا وجود الهواء والضوء والمنضدة والدواة وهكذا ولكن من الصواب أن نقول لا كتاب هنا فقط وهكذا نرى أن لاشئ ليست نقيض كتاب ونستدل على صواب وجهة نظرنا على أننا عندما نقول لا شئ هنا ثم نضع أمامنا كتابا فلا نستطيع أن نقول إلاّ هنا كتاب وكان الأجدر أن نقول قبل ظهور الكتاب لا كتاب هنا فالنفي هو عمليّة منطقيّة ( كالمقارنات مثلا) وليست نقيضا للوجود ونُسمّيها مظهرا
من مظاهر الوجود
تقبلوا وافر تقديري وأشكر لكم مروركم وتعقيبكم


21 - الديالكتيك
نعيم إيليا ( 2012 / 12 / 25 - 10:48 )
((الوجود كلمة لها نغم ديني او ميتافيزيقي، خاصة في اللغة العربية، اذ انها مرتبطة بالفعل اوجد))
هذا ما يراه الرفيق مالوم أبو رغيف
وليأذن لي الأستاذ حقي بأن (أصفي حسابي) مع الرفيق أبو رغيف غير متكدرٍ.
يا رفيق، الوجود ليس من (أوجد) ولفظ الوجود هذا هو أكثر دقة من لفظ المادة؛ لأن المادة كما أثبت جسيم هيغز هي جزء من الوجود وليست الوجود كلّه. كما أن الوجود لا نقيض له
لماذا؟
لأنه مطلق كلي.
وما كان مطلقاً كلياً لا يخضع لقواعد الديالكتيك بخلاف ما يرى السيد مهدي علوش
ولي في النهاية سؤال أحب أن أتقدم به إليك أخي الأستاذ حقي المحترم:
ما الفرق في النتيجة بين أن يكون الوجود صادراً عن العدم، أو يكون العدم صادراً عن الوجود؟
وأحب أيضاً أن ألفت عنايتك إلى أن ((الغياب)) لا شأن له بالعدم؛ فالتفاحة إذا رأيتها على المائدة عند دخولك المطبخ، ثم خرجت فعدت فلم ترها، فهل يعني اختفاؤها أو غيابها أن التفاح معدوم؟
مع احترامي وتقديري


22 - مواصلة
مهدي علوش ( 2012 / 12 / 25 - 11:57 )
الاستاذ العزيز سنان أحمد حقي .. مواصلة للحوار
تعلم ان الموضوع المدروس يحدد العلم الذي يدرسه . وأسئلة كونية حول الوجود والعدم كانت تدخل ، فيما قبل كانط ، في حيز الميتافيزيقا . لذا قام بأخراجها من دائرة المنطق ، منعاً للوقوع في مغالطاته الاربع الشهيرة . هيغل بدوره ابتدأ الديالكتيك بأشمل مقولتين واكثرها تجريداَ وهما : الوجود والعدم ، في تناقض واختراق متبادل منتج للصيرورة . ولكي يتم الوصول الى مفهوم الواقع الفعلي ، لابد من المرور بسلسلة من التحديدات هي : الكيف والكم والمعيار ، ثم الماهية والظاهرة ، وعند ذاك يمكننا ان نصل الى الواقع الفعلي ( اوما سميته انت الوجود الواقعي ).هذا من جهة .
ومن جهة اخرى ، اشكال الفكر التي يدرسها المنطق الكلاسيكي والحديث على السواء هي : الفاهيم والقضايا واشكال الاستنتاج . وعملية النفي تصلح للقضايا فقط . فلا نقول كتاب - لا كتاب ، وانما : هذا كتاب ، وهذا ليس كتاب . قضيتين لايمكن الجمع بينهما .
مع اطيب تمنياتي


23 - الفرق !
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 25 - 11:59 )
أشكرك أولا لأنك أشرت إلى أن الوجود لا نقيض له وأن الوجود ليس هو المادّة بل هو أوسع معنى ومراماولأنه مفهوم مطلق
وأؤيّد أن الغياب ليس هو العدم إذ أنني أعتبر نفي الكميّة مقابل وجودها ولا يوجد شئ إسمه العدم بل يوجد النفي
أمّا الفرق بين أن يكون العدم أصل الوجود أم الوجود لا نهائي وليس أصلا للعدم فهذا يوفّر علينا البحث والتفكير في كيفيّة إنبثق أو وُجد الوجود من العدم؟ وهو يتطلب تفسيرا نوعيا وفيزياويا يوضّح هذا ويُعلّله،أماّ إعتبار الوجود لم ينطلق من العدم فإنه يجعل الوجود كمّيّة رياضيّة لا نهائيّة تصغر إن صغرت فتتّحد مع المالانهاية له السالبة أو تكبر فتكبر حتّى تتّحد مع المالانهاية له الموجبة ولكنّها كانت وستظل موجودة ولهذا نجد أن عدّ الأعداد يبدأ بالعدد واحد وهو أول شكل من الوجود ولا معنى لأن نبدأ بالعدّ من الصفر لأننا سنكون بدأنا من كميّات لا تمييز لها أي كمن يقول جملة غير مفيدة ( لا يوجد) ولنا أن نتسائل : لا يوجد ماذا؟
أرجو أنني حاولت أن أجيب على سؤالكم وأشكر لكم متابعتكم وتقبّلوا تقديري


24 - الفرق
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 25 - 14:06 )
حضرة الأستاذ نعيم إيليا المحترم
أودّ أن اوضّح أن توجيه التعقيب تسلسل 23 موجّه إلى الأستاذ العزيز نعيم

كان تعقيبه بالتسلسل 21 وقد فاتني سهوا أن أذكر ذلك فله منّي أصدق إعتذار وللقراء الكرام أيضا


25 - مواصلة أيضا1
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 25 - 14:26 )
الأستاذ العزيز مهدي علوش المحترم
لقد نحت علوم الفيزياء الظريذة منحى تجدها هذه الأيام تخوض في الفكر الفلسفي وتبعد شيئا فشيئا عن المواضيع محل اهتمامها كما كان الأمر سابقا وأقصد أن الأفكار المطروحة للمناقشة لديهم هي أفكار ليست تجريبيّة في الغالب بل هي تفسيرات ذهنيذة حتّى أصبحنا نجد بينهم من يتطرّق لمعالجات فلسفيذة خاطئة فهناك من يتعرّض للمنطق الجدلي ويستخدم تفسيراته وتعليلاته وهو ليس من الملمّين بالمنطق الجدلي بشكل صحيح فيخلط بين مفهوم المادّة والكتلة مثلا وغني عن الحديث أن المادّة لها مفهوم فيزيائي يتعلّق بالكتلة ولكنها ليست الكتلة والمادة عند الفيزياويين هي كل مايشغل حيّز في الفراغ وله كتله والكتلة تثقاس بمعدّل السرعة المتحقّقة عند تسليك قوّة عليها
لكننا نجد أن الفلسفة وبالذات الفلسفة الماركسيذة الحديثة والتي هي فلسفة علميذة تعتبر المادّة هي الواقع الموضوعي الذي يقع خارج وعينا ومستقل عن إرادتنا
فالقيزياويون يريدون اليوم أن يختزلوا الفكر الفلسفي في معارف تجريبيّة وأفكار مخلوطة بالخيال والظن وبذلك يبتعدون عن الفيزياء ويُسيئون إلى الفلسفة
يتبع رجاء


26 - مواصلة أيضا2
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 25 - 14:37 )
لقد داب الفيزياويون على تصوير الكون وكأنه كل الوجود وعندما واجهوا حقائق تجريبيّة محددة خرجو علينا بأكوان متعددة وبالتالي فإنهم يقترحون إقتراحات من شأنها أن تعتّم على الجهد الفلسفي الكبير والذي عمل عليه كثير من الفلاسفة السابقين وهذا يؤدّي إلى إعطاء صفة ميكانيكيّة للفكر افلسفي بدلا من الصفة العضويذة الحيّة
إن تجنب إستخدام الإصطلاحات الفلسفيّة مثل الواقع الموضوعي والوجود وغيرها تسطيح للفكر الفلسفي وقد حاولت مرارا أن أعقّب على بعض تلك المحاولات ولكن الحجج دائما أنهم أي الذين يتحدّثون أو يكتبون إنما هم متخصّصون ودكاترة وهكذا
إن إضفاء المصطلحات التخصّصيّة على المباحث والمصطلحات الفلسفيّة أمرٌ خاطئ بسبب من أن الفكر الفلسفي معني بالكليات وليس بالتخصّص وأن الفيزيا ويين وغيرهم عليهم أن يكتشفوا القوانين والمفاهيم التخصّصيّة ويطرحونها أمام المفكرين الآخرين والفلاسفة هم وحدهم المعنيون بصياغة المفاهيم الكليّة وليس الفيزياويين
هذا يحدث هذه الأيام في غمرة إختفاء الأسماء الفلسفيّة اللامعة وموجة التنكّر للفكر الفلسفي خوفا من أفكار غير مرغوب فيها
يتبع رجاء


27 - مواصلة أيضا3
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 25 - 14:49 )
امّا موضوع الكتاب فجنابكم تعلمون أن المنطق الرياضي قد تقدّم كثيرا بالشكل الذي لم يعد متابعته أمر بسيط والمقصود أن في المقارنات والعمليات المنطقيّة يوجد منطق النفي أي أن أي كميّة مثل
A
يمكن نفيها بعبارة منطقيّة مقل
Not A
ولا نستطيع أن نقول
ِA Not
لاعتبارات تخص منطق اللغة المستخدمة ودلالاتها
ومعناه أننا لا نضع العبارة كما هو أمرنا مع الإشارة الموجبة أو السالبة وهذا لا فرق فيه لو أخذنا باللغة الأنكليزيّة عند وضع التعابير المنطقيّة
أرجو أن تتقبّلوا وافر إحرامي وأسمى تقديري


28 - مواصلة اخرى
مهدي علوش ( 2012 / 12 / 25 - 16:52 )
الاستاذ العزيز سنان أحمد حقي .. مواصلة اخرى
ما أردت قوله : ان تساؤلنا عن الاسبقية في علاقة الوجود بالعدم يدخلنا بحكم طبيعة هذه المفاهيم - الشاملة جداً - في دائرة الفلسفة .
اما فيما يتعلق بالمنطق فأن الرموزالواردة في المقال تستخدم غالباً على انها قضايا ( تشمل كل قضايا العلوم وتطبيقاتها العملية ) وليست لكميات . مثلاً :
1-الكرة حمراء A
2-الكرة ليست حمراء NOT A
في (1) الكرة تدخل في علاقة مع مجموعة اللون الاحمر .
بينما في (2) تدخل في علاقة مع مجموعة كل الالوان عدا اللون الاحمر .
من هذا يتضح ان القضية 2 التي تنفي القضية 1 تعبر في نفس الوقت عن علاقة موضوعية ايجابية مغايرة .
وشكرا لك على اتاحة الفرصة للحوار .




29 - الاخ نعيم ايليا: حول الوجود
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 12 / 25 - 17:16 )
زميلي العزيز، لو قرأت مشاركتي ستجد في اخر سطر منها اني عرفت الوجود بانه تمظهر المادة باشكالها، اي ان الوجود هو الشكل الذي تتخذه المادة عبر تطورها، وليس هو كينونتها ، والشكل كما تعرف متغير ومتبدل: فمن مادة الى طاقة الى اي شيء اخر، ولان الوجود فهو متغير ومتبدل لذلك لا يمكن ان يكون ادق من المادة، تعرف ان بعض النجوم التي يصل ضوئها الينان الان، قد تكون انتهت وتلاشت واتخذت اشكالا اخرى او قد تحولت الى طاقة كونية
واود ان اشير واوكد ايضا بان الوجود مشتق من اوجد،، الاختلاف هنا هو بين تصورين
الاول يقول ان الموجد، اي الفاعل هو الله
بينما انا اقول ان الموجد هي قوانين المادة الداخلية وتلك التي تربطها مع غيرها بقوانين عامة هي التي تحتم اشكال تمظهر المادة كوجود موضوعي

تقبل تحياتي




30 - إلى الأستاذ مالوم أبو رغيف
نعيم إيليا ( 2012 / 12 / 25 - 23:47 )
الوجود مصدر وجد. أما أوجد فمصدره الإيجاد
والوجود ممتلئ بالمادة والطاقة والفراغ الذي يتكون من شيء مظلم داكن لم يعثر عليه العلماء بعد ويسمونه (المادة الداكنة المظلمة) على الرغم من أنه لا يشبه المادة التي نعرفها؛ ومن هنا فمصطلح الوجود أعم من مصطلح المادة
ونحن متفقون بلا شك على أن الوجود موجود أزلي مطلق غير مخلوق حاضر لا بداية له ولا نهاية
مع تحياتي لجميع الأخوة


31 - الزميل نعيم ايليا: حول المفاهيم الفسلفية
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 12 / 26 - 19:50 )
العزيز نعيم ايليا المحترم
المفاهيم الفلسفية هي غير علوم طبيعية، فالمادة في الفلسفة مثلا هي ليست المادة التي يشير اليها العلماء، المادة في الفلسفة مقولة فلسفية ، والفلسفة هي منهج الادراك للوصول الى حقيقة الاشياء وليس الوصول الى ماهيتها كنت اعتقد اننا هنا نناقش مواضيعا فلسفية وليس علوم طبيعية
تحياتي للجميع


32 - (؟؟؟؟؟؟؟)
ضايع ( 2012 / 12 / 31 - 02:05 )
تحية استاذ سنان . إذا إفترضنا وجود الوجود قبل العدم يصبح العدم حالة وجود أي وجود العدم . كالصفر نكرة وعدم ولكن بوجوده مع الموجود أو الوجود الذي هو الرقم أصبح ذو قيمة وموجود . العدم مع الوجود أصبح وجود .ولكن الوجود كيف أصبح وجود من العدم . ؟ لفتني في إحدى ردودك بأنك تستغفر الله .فإذا كنت مؤمن بوجوده فهو كما يقولون علة الوجود . ( كلها افتراضات فلسفية غير مؤكدة ) . لا نستطيع أن نهرب من السوأل . من أوجد الموجود حتى وإن كان الله موجود فكيف وجد .؟؟؟


33 - في العدم
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 12 / 31 - 17:16 )
مقالنا يطرح رفض فكرة العدم باعتبارها نقيض الوجود بل أن النفي هو أحد مظاهر الوجود ولا وجود للعدم مثلما نقول أن الصفر هو نفي وجود شئ ولكنه لا يعني انه نفي وجود كل شئ وكما وضّحنا سابقا نقول كتاب ونقول لا كتاب ولكن لا نستطيع أن نقول لا كل شئ لأن نفي الكتاب نفي لخاص ومعرّف أمّا نفي كل شئ هو نفي لعام ومطلق وهو متعذّر ولهذا إعتبرنا أن المفهوم البديل هو النفي لأنه عمليّة منطقيّة وليس بمعنى العدم
طبعا أن ما نطرحه شأن كل الطروحات النظريّة يبقى وجهة نظر ولا تُصبح أو تبلغ مستوى الحقيقة إلاّ ما تأكّد بالأدلّة والقرائن والتجارب والبراهين وهذا ما زال بعيدا عن أفضل النظريات وأرصنها حتّى اللحظة
أمّا التساؤل عن من أوجد الوجود ففكرتنا تطرح كون الوجود لا نهائي وجميع الكميّات اللانهائيّة تًعتبر نظريا وعلميا غير معرّفة أي لا تعريف لها شأن كثير من المقادير وهذه حقائق مجرّبة فمثلا سرعة الضوء كما أوردنا ثابتةولو عملنا مثلث قوى لمركبات تسير بسرعة الضوء فإن محصّلة السرع كما نفعل لمعظم المتجهات لن تكون أكبر من أي من السرعتين التين تركبانها بل تبقى نفس سرعة الضوء ولا تزيدوإضافة سرعة ضوء إلى أخرى ينتج سرعة ضوء

اخر الافلام

.. تفاعلكم | غوغل تطرح جديدها في عالم الـ -AI- ، والحرب على الت


.. المصابات بسرطان المبيض في لبنان يناشدن الحكومة مساعدتهن




.. الكادر الطبي النسائي يلعب دوراً أساسياً في المستشفى الميداني


.. نشطاء يعرقلون مؤتمر غوغل ويحتجون على العلاقات التجارية مع إس




.. أميركا.. غوغل تطلق تجارب تقنية جديدة في المؤتمر السنوي للمطو