الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاملنا المتوقفة .. مصانعنا المشلولة .. إنتاجنا المحلي المؤجل !!

عادل علي عبيد

2012 / 12 / 24
الصناعة والزراعة


لطالما سمعت من السيد صبيح الهاشمي رئيس اتحاد رجال الأعمال في البصرة ، وأبان استقباله وفود وشركات ومؤسسات اقتصادية عربية وأجنبية ، أن أكثر من ثلاثة آلاف شركة مختلفة التوجه تنضوي تحت جناح اتحاد رجال الأعمال في البصرة . وان أصحاب هذه الشركات هم من رجال الأعمال والصناعيين والتجار والمستثمرين ورؤساء الشركات وأصحاب المعامل والمصانع وغيرهم ، من الذين ينتمون ويشاركون في صناعة برنامج الاتحاد ، والذي سبق أن بينا انه يتكفل بالتمهيد للمشهد الاقتصادي ، وتعريف رجال الأعمال والشركات الأجنبية على الصورة الحقيقية لطبيعة اقتصاد محافظة البصرة .
ولقد سمعت يوما في معرض او ندوة للسيد (ماجد رشك) رئيس اتحاد الصناعات في البصرة ، أن أكثر من كذا ألف مصنع ومعمل إنتاجي (متوقف) عن العمل في الوقت الحاضر ينتشر على طول خريطة محافظة البصرة ولأسباب مختلفة ندرك بعضها ونفهم شيء من معاناتها . فمنها قد توقف لأسباب كثيرة ومختلفة مثل : عدم تأمين المادة الخام ، او أن هذه المواد قد فاقت أسعارها الاستيرادية أضعافا مضاعفة عمل وإنتاج هذه المعامل ، او أن السيولة النقدية والتي عادة ما تتكفل بإنعاش سير هذه المعامل غير متوافرة ، او أن منتجا أجنبيا آخر قد حل بديلا عن منتجنا المحلي بعد أن استغل مرحلة الركود والفتور والكساد والعزل التي مر بها العراق . ويجب أن ندرك هنا أن هذه الشركات الإنتاجية والمعامل الصناعية والمصانع (متعددة التوجه) كان لها يوما ماركات معروفة أفصحت عن جودة في صناعات توزعت بين الأخشاب والزيوت والغطاء البلاستيكي والمعادن والمساحيق والصوابين ومواد التنظيف والحديد وأدوات المنزل والالآت الخفيفة والثقيلة والتمور والموبليا والأصباغ والحلويات .. وشركات ومصانع تخصصت بالنقل البحري والبري والسياحة والتخليص السلعي والكموكي وغيرها .
ولقد عرف عن بعض هذه الصناعات جودة ومتانة مشهودة ، وحتى منافستها لكبرى الصناعات المعروفة في المنطقة والعالم العربي ، وخضعت جميع هذه المنتجات إلى برامج خاصة بالسيطرة النوعية ومراقبة المنتج الجيد ، وألزمت منتجاتها ببرامج التحسين والتطوير والتقييم من خلال جهات رقابية كانت ترصد المنتج المحلي وتراقبه و تسجل ملاحظاتها في معرض الجودة والتحسن والرداءة والتخلف . وأعود إلى مستهل قولي باني قد طلبت مرارا من السيدين (الهاشمي ورشك) إيجاد شراكة بين مؤسستيهما ومد قنوات فيما بينها ، وإلزام عمال وموظفي وإداريي هذه المعامل بالمشاركة بدورات تطويرية ، وإقامة ورش تأهيلية لتحسين الأداء وتعضيد الفعاليات الإنتاجية وتحفيز الجودة .. ولكن إحباطا أصابني وأنا أجد أن اغلب هذه المؤسسات قد أصيبت بتمام الشلل ، وعموم الوهن ، وهي تفصح عن ركودها ، وحتى خوائها من ابسط متطلبات ومقومات الصناعة البسيطة والأولية ، لاسيما بعد العجز الكبير التي الم بمؤسساتنا التمويلية الرسمية ومعاملنا الإستراتيجية الحكومية وغيرها ، ممن كان يشكل عونا وسندا لهذه الشركات الإنتاجية ، او المعامل والمصانع الفاعلة في القطاع الخاص . والانكى من ذلك أن البرامج المالية والتي تصرف لتطوير مثل هذه المؤسسات ماتت بالمرة او لم نجدها البتة ولطوال ما يقارب عشرة سنوات . إذ لم نر والى حد هذه اللحظة أن معملا للبتر وكيمياويات او للصلب والحديد او الغاز السائل قد حل بديلا عن تلك المؤسسات العملاقة ، وحتى لو فكرت الحكومة بإعادة تأهيل هذه المعامل الضخمة والكبيرة ، فستقوم بذات العملية القديمة ، وهي استكمال الأجهزة المعطوبة والمتوقفة والتالفة او المستهلكة ، وبقاء الهيكل الأساسي للمعمل قائما الأمر الذي يؤلف حالة من تجدد العطلات والتوقفات .
وعلى الرغم من متابعتنا للمناشدات الملحة والمخلصة التي يطلقها السيد (ماجد رشك) بين الفينة والأخرى ، والتي وصلت بالرجل إلى أن يتوسل ويستدر عطف الجميع أملا منه بتعزيز دوره وانتماءه الوطني والتأثير بحس وإحساس أصحاب القرار وصنّاعه ، وهو يعيد ذات (القوانة) المبكية عن حال وأحوال المصانع والصناعيين فما زال أصحاب هذه المصانع المساكين يتوجهون يوميا إلى أعمالهم في الصناعيات التي تملآ ارض البصرة بعد أن خلت من مشهد الإنتاج وفعل العمل ، ولم يكن توجه أصحابها الشكلي إلى مصانعهم الواجمة لا لشيء سوى أنهم جبلوا على مواصلة أعمالهم وتحدوا بطريقة واضحة زحوف شلل البطالة الذي راح يدب وينسرب إلى مصانعهم .
والسؤال الذي يطرحه العقلاء قبالة هذا الأمر الذي يصيبنا بالوهن حيال حالة خطيرة وراهنة ، لاسيما وان عشر من السنوات خلون والدولة لم تفكر بإعادة حياة هذه المعامل والمصانع المتوقفة ، او تحقيق نسبة من ميزانيتها نحو تحريك الحياة في أروقة هذه المعامل ، او يبعث روح الحياة بأوصالها المشنجة الواهنة والتي عراها وكساها غبار المتغيرات الثقيل الذي أصبح كابوسا ثقيلا تنعم به .
إن ايلاء هذا الأمر أهمية ودراية وعناية خاصة يؤلف موقفا تحتاجه هذه المدينة في الوقت الحاضر ، لاسيما والبصرة تحتاج منا بذل لمزيد من الجهود المضاعفة على أمل تسيير حركتها الوئيدة هذا إذا ما سلمنا أن ميزانية مثل ميزانية البصرة تحتاج لأن توجه بوصلتها إلى إحياء هذه المؤسسات وبث روح الحياة والأمل فيها ، وان هذه المعامل والمصانع تشكل رديفا أساسيا وظهيرا قويا لمعاملنا الحية والعاملة وتكون عونا لها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض