الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجتماع الخبير مع لجنة حقوق الإنسان

ناجح شاهين

2005 / 3 / 19
حقوق الانسان


حسناً، يجب أن نبدأ بالقول بأن إيماننا بحقوق الإنسان هو من النوع الراسخ الذي لا يتزعزع. وهو لذلك يسبق الحملة الأمريكية الدموية من أجل فرض حقوق الإنسان عن طريق قتل المعارضين لحقوق الإنسان كما تفهمها الولايات المتحدة بالجملة واجتثاثهم جميعا من الدنيا: إما فيزيائياً كما جرى لسكان أمريكا الأصليين، وإما مجازاً كما جرى للشيوعيين الذي فقدوا نظامهم الرسمي عام 1990.
تمت دعوتنا في الجامعة لتشكيل لجنة حقوق إنسان بسبب من الميل العارم لطرح الموضوع بوصفه أحد عناصر اديولوجيا نهاية التاريخ حسب القصة الأمريكية تحديداً مع توافق أوروبي طوعاً أو كرهاً. لكن لجنتنا العتيدة كشفت عن تركيب فريد في عدم انسجامه مع مبادئ الإنسانية الأصيلة. ومن هذه الناحية فإننا نستطيع أن نتيه على الأمريكيين بأننا مثلهم نتحدث عن الإنسان وحقوقه دون أن نعني شيئاً على الإطلاق. رئيس اللجنة اعتبرته المؤسسة خبيراً في الموضوع دون أن يتهيأ لنا معرفة أسباب خبرته المشار إليها فهو يحمل درجة عليا في اللغة العربية ويلتزم بهوية العرب المتفوقة على غيرها من الهويات بسبب من رسالة العرب والمسلمين..الخ ولذلك فهو بالطبع لا يمكن أن يعد الآخرين على قدم المساواة معنا ومن نافل القول أنه ينظر إلى الملاحدة والشيوعيين والعلمانيين والآسيويين والأفارقة والغرب باعتبارهم فئات ضالة أو في أقل الآحتمالات لا تحوز الحقيقة الرائعة التي نمتلكها نحن العرب المسلمين. ولما كان الأمر كذلك فقد أتحفنا بكلام كثير عن رغبته في مجاراة الضغط " الدولي " مع ملاحظة أننا سوف نحتفظ بحقنا في فهم عروبي إسلامي لحقوق الإنسان. وبهذا المعنى فإن لائحتنا الخاصة لحقوق الإنسان سوف تمنع دون أي تردد الأفكار الهدامة من قبيل حق التعبير أو حرية الأديان. ولم أسأل الرجل ماذا يعني إذن بحقوق الإنسان لسببين: الأول أن القصد غدا واضحاً تماما،ً والثاني أنني أدركت أن إمكانية التواصل غير واردة ومن البدهي بالفعل أن حقي في التعبير غير مطروح ما دام الرجل قد أوضح أن لا مكان للحريات في حقوق الإنسان طبعة لجنتنا الموقرة.
لن يدهش القارئ عندما أخبره أن اللجنة سرت أيما سرور بفكرة خبيرنا عن حقوق الإنسان. وقد تصدى أحد أعضاء اللجنة الأصوليين لبند آخر من بنود حقوق الإنسان متهكماً على من يدعون لحرية المرأة بينما هم يدعون إلى حرية الزنا. وقد وضح الرجل أن أمريكا إنما تريد تخريب الإسلام..الخ وهو ما يذكره باقتدار محمود درويش الذي لخص هذا الموقف بشكل مذهل في إحدى قصائده عندما قال: الآن يجتمع الملوك من المحيط إلى الخليج ليناقشوا خطر اليهود على...... وجود الله" أما الإنسان وأرضه ومستقبله وحياته وثرواته واستقلاله ونهضته ونموه وسعادته واحترام حقوقه كافة فهي ليست بيت القصيد لدى الفكر العربي وهم لا يظنون الاستعمار طامعاً في شيء منها باعتبار أنه إنما يطمع في تدمير الدين فحسب. وواضح هنا أن كل الكلام عن قصف اليابان بالأسلحة النووية أو الحرب الباردة أو إبادة سكان أمريكا أو إبادة فيتنام لافائدة منه جميعاً لأن أهلينا متأكدون أن خطة ماسونية ماكرة تتظاهر بإبادة الهنود الحمر بينما هي تريد القضاء على الإسلام. فالحرب أولاً وأخيراً هي بين الإسلام والكفر. ولذلك فإن علينا أن نتظاهر بتشكيل لجنة للدفاع عن حقوق الإنسان بينما نحن في الواقع سنعمل على فعل كل ما بوسعنا من أجل مقاومة مبادئ حقوق الإنسان الغربية الهدامة والمحافظة على تراثنا و.. عن طريق كل الوسائل بما في ذلك قتل المعارضين إذا لزم الأمر. وهكذا انفض اجتماعنا المخصص لمناقشة جدول النهوض بحقوق الإنسان في أوساط الطلبة. وطار الطير الله يمسيكم ويمسي حقوق المواطن الفلسطيني بالخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سموتريتش يرفع صورة ليحيى السنوار مؤكداً على رفضه صفقة الأسرى


.. تغطية خاصة | جيش الاحتلال يطارد النازحين بالأحزمة النارية في




.. أفراد أمن الكنيست الإسرائيلي يطردون بالقوة شقيق أحد الأسرى ف


.. قيادي في حماس: الحركة وافقت على إطلاق سراح الأسرى بدون وقف د




.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية المصري ومفوض وكالة الأونروا | #عاج