الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة

احسان السباعي

2012 / 12 / 25
الادب والفن


زيارة
تلقيت دعوة لزيارة دوي الاحتياجات الخاصة
باعتباري مشرفة اجتماعية علي الالمام بشتى حالات الاعاقة
ترددت كثيرا قبل الدهاب
جلست أتخيل المشهد كيف سأبدأ الكلام؟
أكيد سأتحدت عن القسمة والنصيب أكيد سأقول نحن أتينا الى الدنيا فو جدنا أنفسنا هكدا
لم نختر قدرنا ولا مصيرنا لا الاب ولا الأم ولا الصحة ولا المرض ولا الفقر ولا الغنى
تم أبدي بعض العزم والارادة واقول ,,أن الحياةعسيرة وعلينا أن نعيشها بمرها وحلوها ونؤمن بقضاء الله بخيره وشره ,,
فتراجعت أحسست أنها أقرب الى اعطاء دروس وفيها بعث للملل والشفقة واليأس والأسف على الحظوظ
علي أن أختار كلمات أكثر روحا وحياة تبعث البهجة والسرور
لما فشلت في التفكير والتشخيص قلت أترك الأمور لطبيعتها
فأنا مشغولة ولن أضيع وقتي كثير ا علي أن أغير ديكور الصالون غدا ابني عنده عيد الميلاد ولم أشتري الحلوى ومشاغل كثيرة تؤرقني
ابنتي خطبتها الشهر المقبل .....
ركبنا السيارة ومر وقت قال السائق قد وصلنا الى المركز
وقفت أتأمل للحظات وأتنسم أريج الزهور يعبق بالمكان
الباب كبير ونظيف القرنفل يعانق الريحان والياسمين يرمي علينا السلام
دخلنا قاعة كبيرة تمتزج فيها أبهى الألوان
تارني منظر الأطفال وهي تحبو على ركبها ويدها ويسيل اللعاب من فمها
تضحك ,,تبتسم حروف غير مفهومة تنطق بها
أطفال تكاد بصعوبة تقف في رجلها شبه اعوجاج تحرك أيديها بحركات مستمرة بشكل غير ارادي رؤوسها تدور وتتلوى تراقب السماء وتضحك بين الحين والحين
اعاقات بشتى الحالات والأشكال ...لما دخلنا صفقوا لنا وقفوا لنا .,ورحبوا بنا
احسست بالفرحة تشع من عيونهم
اختنق الكلام بحلقي
وجاءت هناء بكرسيها المتحرك كانت امتسامتها ,,هادئة تغني المكان ,وشعرها أشقر مسرح بعناية مدت الي الوردة
والقت الكلمة
اهلا وسهلا بالحضور الكريم وبدت نشيطة تستدفئ بشمس الحياة
تم تقدم علي مشيته متتاقلة جدا ورجله به كساح واسعدنا بالنتكت والطرائف ضحكاته الرنانة هزت المكان أضاعت كل أسئلتي واستعاداتي في الأسئلة
وتقدمت ليلى وهي تلقي بتقلها على عكازين المنفرجين الموضوعين تحت ابطها تتشبت بهما بأصابع من حديد
مفاصلها بارزة بنتوءات حادة بعض الشئ
ساكتة أنظر تنبهت على صوت صداح على المكان وقد وضعت عكازها الى جانبها والابتسامة المشرقة لا تفارق ثغرها سأغني لكم ؟
وتعالى الصوت في ارجاء المكان
لام كلثوم يا حبيبي كل شئ بقضاء
نبض المركز بالفرحة والكل انسجم مع الأغنية والرؤوس تتمايل نشوانة والضحكات تتعالى بشكل هستيري
كل بطريقته وكل حسب اعاقته
لم أشعر الا والدموع تنهمر وانا اصفق بحرارة وأضحك مثلهم على همومي التي بدت كأنها حبة رمل
بقلم احسان السباعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة