الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلاح العصيان

ساطع راجي

2012 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


على عكس ما سرب المقربون ومدعو القرب من أصحاب القرار، تدحرجت الأزمة بين رئيس الوزراء ووزير الماليةالى مزيد من التصعيد مكذبة كل الادعاءات التي أطلقت مساء السبت عن صلح هاتفي بين الاثنين والاغرب ان هناك من يريد القاء اللوم على مجلس القضاء لانه رفض احالة قضية حمايات وزير المالية للمخابرات وكأن من واجب القضاء أن يتكيف مع مشتهيات السياسة ويغير نفسه كلما تورط الساسة بأزمة يفتعلونها في حرب المناكدة التي لاتنقطع بينهم.
أشهرت الانبار سلاح العصيان بوجه الحكومة الاتحادية التي اكتفى رئيسها بخطاب آخر عن الوحدة ألقاه لخطباء وأئمة جوامع، لكن الانبار هذه المرة تريد وضع جميع الملفات على الطاولة وأن لايقتصر الامر على افراد حماية رافع العيساوي، انها تصفية حسابات جديدة في مرحلة خطرة وحساسة أشر فيها مراقبون دوليون عدة مفاصل حساسة وموجعة للعراقيين منها غياب رئيس الجمهورية جلال طالباني وافتقاد العراق لرجل الاعتدال والتهدئة، انتشار حمى الدعاية الانتخابية المبكرة لمجالس المحافظات، تزامن الازمة مع بحث الموازنة المالية، ذيول ورواسب الازمة بين بغداد وأربيل، تدهور الوضع في سوريا واتجاهه لمزيد من العنف الطائفي مع دخول القاعدة على خط الصراع، تصاعد الازمة الايرانية النووية، مسارعة رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان في التعليق على مسار الازمة في العراق، وهي كلها مفاصل لم توجع صناع الازمات.
للعصيان المدني في وسائل الاعلام وهج وله في مسامع الدول وخاصة الغربية رنين هائل وهو ما دفع ايران وأمريكا للاسراع في محاولات التهدئة عبر دبلوماسيي الدولتين في بغداد، وجاء العصيان في الانبار ليكون الاول من نوعه تقريبا في العراق بهذا المستوى والتنظيم الذي ترافق مع قطع الطريق الدولي والتهديد بالزحف الى بغداد ومواصلة العصيان، وقد لايكون هذا العصيان الاخير.
طرفا الازمة يعرفان انهما تورطا كثيرا واندفعا بعيدا لكن ذلك ليس بدون ارادتهما تماما فهناك مقربون من رئيس الوزراء سارعوا للحديث عن اعترافات للحماية بتورط العيساوي في قضايا ارهاب وهي اعترافات مشوبة بالسرعة الخارقة في التسجيل والاعلان مثلما يحصل في كل عمليات التحقيق، وهو أمر يورط المسؤولين دائما بمزيد من الازمات ولم تتم معالجته رغم التقارير الصحفية التي قالت إن عناصر الجماعات المسلحة يسارعون أحيانا باغراق المحققين بالكثير من الاعترافات بقصد ارباك القضاء والساسة غير مبالين بعواقب تلك الاعترافات التي قد تقودهم الى منصة الاعدام.
طرفا الازمة يبدوان وقد إنزلقا بسرعة الى حافة الاحتراب لكن هناك من يقول انها مجرد حملة انتخابية ساخنة لن تتطور أكثر مما يريد لها طرفها لكن الخطر هذه المرة هو ذلك الظهور المكثف لرجال الدين والحماس الشعبي المتسارع لطرفي الازمة ويسيطر على المتحمسين من الجانبين شعور بالاضطهاد وضرورة الانتقام والثأر وهو ما تكشفه بوضوح تعليقات الفيسبوك رغم إن مستخدميه لاغراض سياسية يعتبرون من النخبة المتعلمة، و شهد عصيان الانبار رايات وشعارات ومطالب خطيرة لكنها جاءت في سياق المخاطرة التي يقاد بها العراق كله، هناك عبث يومي بأخطر الاسلحة ولا يفكر صناع الازمات الا بالحصول على أكبر الارباح الشخصية منها لكنهم في الحقيقة يدفعون البلاد الى الهاوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24