الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بحاجة لتحالف القوى الديمقراطية

جواد الديوان

2012 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



تتكرر الازمات في العراق بعد تسليم السيادة للساسة العراقيين مثل قضية كركوك والعلاقة مع اقليم كردستان، واشكاليات العلاقة بين الطوائف والاديان وكذلك اشكاليات الامن والقضاء، ويرافق ذلك تحريض اعلامي بشتى الاشكال. واذ تتعثر الخدمات وتتزايد البطالة ويتنامى الفساد وتنشر وسائل الاعلام غسيله الوسخ، الى تقديم قانون البنى التحتية للاعمار بالاجل! للحد من انتشار الفاسد.
وربما تؤشر تلك الازمات والاشكاليات فشل ساسة العراق، وضيق الافق في استحضار الانتماء الطائفي والعراقي في التعامل بين مكونات الشعب العراقي. وتنتشر لغة التهديد والوعيد واستحضار المثالب لكل طائفة. ويصاب بالاحباط من صوت بنعم للدستور دون الاشارة لالغامه.
ان غياب القوى الديمقراطية عن المشاركة في صناعة القرار في المحافظات ومجلس النواب له تاثير سلبي، فتراكمت الازمات وطغت لغة ذات اتجاه واحد لكل كتلة، وتتعمق اشكاليات الطائفية بدل من العمل على تجاوزها. وظهرت حلول ودعوات لتعزيز ادوار للطائفة والعشيرة حتى في الدعايات الانتخابية (مثال اذا كنت من عشيرة ........ انتخب .............). ان ما يطرحه ساسة العراق عن الديمقراطية لا يتعدى حرية راي عرجاء، فيتحدد النقد وينحسر عن القادة.
خاضت القوى الديمقراطية الانتخابات مرات لم تقدم فيها تحالفا واسعا، وفي ظل قانون انتخابات تجاوز الدستور في اليات توزيع الاصوات (قرارات عدة للمحكمة الاتحادية). وبما خذلها الناخبون لغياب التجمع الواسع لتلك القوى. وتحدد عملها طيلة سنوات في الشارع كقوى معارضة لا تمتلك من ادوات الاعلام سوى الصحف وامكانيات بعض كوادرها الاعلامية في البرامج الحوارية. وقدمت تضحيات غالية في اجواء العراق المشحونة (لم يسمع سياسي مشهور بالهادي المهدي قبل اغتياله).
وفي ظاهرة اشار اليها العديد من الكتاب، تقدمت بالسن كوادر الديمقراطيين، وهي صفة واضحة في اغلب تجمعاتها السياسية، وهناك فجوة بين تلك القوى والشباب. ويتشبث الديمقراطيون باحداث محددة وببطولات عاشت معنا في قلوبنا، ولكن لا يستحضرها الشباب جيل الانترنيت والهواتف الذكية. وتوفر المناسبات في العراق للاحزاب الحاكمة فرصة للانتشار بين الشباب. ورغم ان بعض مشاريع القوانين تحدد من حرية الشباب (يؤمن بذلك احزاب السلطة ومن قدمه) ومنها قانون الاتصالات حيث يحوي عقوبات بالسجن المؤبد لمخالفات بسيطة.
من مخلفات حكم البعث عزوف الشباب عن المطالعة والتخوف من متابعة العمل السياسي، وهذا يحدد من انتشار الحركات الديمقراطية بين الشباب. ظاهرة بحاجة لمعالجات عديدة ليتمكن الديمقراطيون من الانتشار بين الشباب ونقد ممارسات الحكومات الخاطئة وكذلك الكتل السياسية. وهذه مهمة بحاجة لكفاءات سياسية غير تقليدية، ومشاركة واسعة من كافة الديمقراطيين.
الديمقراطيون في العراق طيف واسع، ولم تعد صفة للاحزاب التقليدية في الساحة العراقية في النصف الاول من القرن الماضي. ومؤخرا يحمل هكذا صفة من يمتلك امكانات اعلامية (صحف وفضائيات وراديو). وبالامكان تجاوز اي خلافات بين الديمقراطيين بسهولة ويسر. ومن العقبات بعض الاحداث التاريخية في العراق، وكذلك تعريف بعض المفردات التقليدية في الفكر السياسي العراقي. ويستلزم التعاون تحديد المشتركات في الديمقراطية او الليبرالية، وما يتبع ذلك من امال للعراقيين. وتلك مهمة غير تقليدية، صعبة على النفس، ولكنها يسيرة على العقل.
يؤرخ الجواري الكبير لاحداث العراق السياسية واذ تبهره بطولات الشباب واحزاب العراق وقتها بقيادات معروفة بالصلابة والنزاهة وسلامة الفكر، تبهره تلك الاجواء فيبدع ومنها
سلام على جاعلين الحتوف جسرا للموكب العابر
ويضيف لها الجواهري الكبير الامل في التطور والبحث عن الافضل بقوله:
سلام على خالع من غده فخارا على امسه الدابر
وهذه دعوة للديمقراطيين الافاضل في العراق لجمع طيف الديمقراطيين، وبانتظار مبادرة لهذه الافكار اتمنى اغناء هذا الامر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال


.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟




.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ


.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول




.. شبكات| دموع رونالدو واحتفال نيمار