الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آلام السيد المسيح !

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2012 / 12 / 26
كتابات ساخرة



لم يكن يدر بخلد السيد المسيح (ع) أن أنصاره سيقعون يوما فريسة جماعات مدعية للدين مرائية، بعض ممثليها يضع العمامة البيضاء وآخرون يفضلونها سوداء ظلما وعدوانا وبالنسب الذي لا ينقذ من أن يلقى مدّعوه مصير أبي لهب. ولو كان (ع) يعلم بذلك لما خاطب ربه قائلا "إنك أنت علام الغيوب".

كان على السيد المسيح أن يفتدي اتباعه لعله بذلك ينقذ من في أصلابهم من صلبهم وإضطهادهم، ونشر الرعب في نفوسهم لترتجف أوصالهم، وإجبارهم على التخلي عن الاحتفال بمولده الشريف بطقوسهم المألوفة، أو "اختصار احتفالاتهم بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية على اقامة الصلوات والقداس في الكنائس المنتشرة في مختلف مناطق محافظة البصرة، لتزامنها مع واقعة الطف واستشهاد الامام الحسين"، وهو النص الذي تناقلته وسائل الاعلام المحلية!

الجماعات المسلحة وفرق الموت، وبعد أن انكسرت شوكتهم في البصرة في عملية "صولة الفرسان"، عاد الكثير منهم مرة أخرى للظهور بعد الافراج عنهم أو عودتهم من إيران حيث كانوا لجؤوا، لممارسة نفس الأدوار السابقة في البطش وبث الرعب والبلطجة لكنهم طبعا، غيروا من أساليبهم القديمة، وصاروا مثل البزازين، رزقها عالمعثرات. وأبويه مايقدر الا على أمي.

في السنة الماضية، بثت قناة "العراقية" الرسمية خبرا مماثلا عن الغاء إحتفالات مسيحيي البصرة، ولكنها عدّلته بعد إعتراضي الذي نشرته على صفحتي في فيسبوك، قلت فيه إن الامام الحسين (ع) استشهد سنة 61 للهجرة أولا، وان عيد الميلاد ورأس السنة لا يتزامنان لا مع واقعة الطف ولا مع ذكراها في العاشر من محرم، ولا حتى مع الأربعين.

فمن الذي يقف وراء هذا "التطوع الاجباري" من المسيحيين لالغاء أو تقييد احتفالاتهم، التي يجب أن تكون في رأس اهتماماتنا خصوصا ميلاد السيد المسيح (ع)؟

ومن يقف خلف "تجهيل" الشيعة وعموم المسلمين، ومنعهم من الاحتفال بمولد نبي من أولي العزم، جاءت ولادته مختلفة عن بقية الولادات، وهي لوحدها آية عظيمة الى جانب آياته ومعجزاته (ع)؟!

"وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ".

قبل "صولة الفرسان" كنت أعمل على إنتاج أفلام وثائقية عن البصرة. وذات يوم كنت أصور داخل الجامعة، وكان يرافقنا، رغم أنفنا! "عسعس" كان عضوا من لجنة أمنية فرضها مكتب الشهيد الصدر في الجامعة.

كنت أجري حوارات عفوية مع الطالبات والطلاب، والتقيت طالبة "محجبة" بيضاء رفقة صديقتها السمراء المحجبة أيضا، وكانت تريد أن تقول لي شيئا يكاد يفجر صدرها، ولكنها خشيت من مرافقنا الأمني، ومن عواقب ما بعد بث الفيلم فيما لو تحدثت لنا.

أما "العسعس" فقد تخلصت منه برفق بعد أن عرف أنني اعتقلت في زمن صدام، في بيت الشهيد الصدر الأول، و"استحى وانسحب" مفضلا المراقبة عن بعد، وتخويف من يرضى بالتصوير معي، بعينيه بالريموت كونترول. وأما "الطالبة المحجبة" فقد وعدتها بألا أبث شيئا يضرها، مرددا في نفسي لقيس بن الملوح:

"ومفروشة الخدين وردا مضرجا / إذا جمشته العين عاد بنفسجا".

تقدمت صوبي وأنا أرى فيها "أختي أو ابنتي" وعيناها تكادان لا تخطئان "العسعس" بينما كان يحضرني "الأعشى" وهو يقول:

"كأنّ مشيتَها من بيتِ جارتِها / مرّ السحابِ لا ريثٍ ولاعجلِ"

وحين استقرت أمام الكاميرا (لنعطي إنطباعا للعسعس أننا نصور) قالت وقد سلخ ابتسامتها الأسى إنها مسيحية وغير محجبة في الأصل لكنها ارتدت الحجاب لأن تهديدا بالقتل وصلها من أعضاء مكتب "العسعس" في الجامعة في خضم الحديث يومذاك عن قتل الفتيات في البصرة.

أستذكر تلك الواقعة وأنا أعلن هنا رفضي جملة وتفصيلا الادعاء أن المسيحيين هم أنفسهم من "قرر اختصار احتفالاتهم.."، وأطالب الحكومة بتأمين الأجواء المناسبة لهم ليحتفلوا دون اختصار!

وأقول لهذه الجماعات التي أوجدت فضاءات الخوف في البصرة تحديدا بما يحول دون إقامة الاحتفالات على نطاق واسع:
من يحفر هوة يقع فيها ومن ينقض جدارا تلدغه حية.
ويا حافرالبير لا تغمج مساحيها خاف الفلك يندار وانت التكع بيها
أين الطالب بدم المقتول ليطيح بعمائمكم؟

والعاقل يفهم.

مسمار:
المسيح (ع) "ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب. فكونوا حكماء كالحيّات وبسطاء كالحمام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى السيد نجاح محمد
مريم رمضان ( 2012 / 12 / 25 - 23:54 )

السيد المسيح هو خالق الكون يعرف الغيب منذ الخليقه، وهو الذي قال في إنجيله سيأتي يوماً سوف يقتلونكم فيه ،ويظنون أنهم يقدمون خدمه للّله.
هو يعرف أن الشيطان سوف يأتي بدين يحاربه به متمثلاً بمحمد.
لكن رب المجد جاء لكي يفدي وليس ليحارب ،من يحارب أولاده؟ وهو الذي خلقهم وتجسد وصلب من أجلهم ليفديهم من براثين الشيطان ،وهو الذي حررنا من عبوديتة (الشيطان) وأعطانا الإختيار أن نكون معه ونتبعه، رغم أنه قُتل من أجل البشريه جمعاء . لكن الشيطان وَجَد طريقه الى البشريه خلال محمد وأتباع محمد .
لكن رب المجد يعطيهم وقت للخلاص والذي لم يأتي للخلاص لا يلوم إلا نفسه.


2 - التاجر فاجر وناظم فاحش بذيء يحيى يرتزق
غريب بصري ( 2012 / 12 / 26 - 10:07 )
التاجر فاجر إذا اهتبل سانحة السلطة الملعونة المزجاة باسم دماء الدعاة وكذلك الرئيس المالكي والشاعر، في أعوام ريف دمشق الشام سقاها الله فأينعت وأجدبت ونعت على من لم يذعن لإختلال صدام وللإحتلال، المالكي والشاعر تزوجا علوية، سوى أن الثاني دفن معها في مقبرة الغرباء بحي السيدة زينب، بعد أن قابلتنا هناك بوجه مكفهر خلافا لوجهها الباسم في دارتنا مصدر الخمس لأبيها الميرزا الإخباري أمه علوية ويعتمر عمة سوداء إمام مسجدنا في البصرة القديمة جوار جامع الفقير سيد عصام شبر الذي قطع صدام رأسه عندما اتهمنا بحزب الدعوة ولم نك سوى قراء أصدقاء لمكتبة دارتنا التي أوقفت على مسجدنا لاحقا، ليجمعنا آخر أيام الصيفية 1983م أوردكاه/ ملجأ كرج شمالي عاصمة جمهوري إسلامي إيران - تهران، في مسجد
الملجأ شاب مولود بشط العرب 1957م أعور كريم وهاب/ عينه كريمة وهبها لله يدعو للولي الفقيه ولبقرة وحمار الحكيم بأسلوب الأديب الراحل توفيق الحكيم: أن الحكيم ورثنا من صدام أرقاما أرقاء لنزيد سوادته..، مسؤل وحدة العلاقات الخارجية في مجلس الحكيم الأعلى بشارع ميدان فردوسي جنوبي تهران، د. أكرم الحكيم أيضا يقال له كالمالكي: أبا إسراء!.. سمح للفتى البصري غريب بالمبيت ثلاثة شهور في وحدته بمبنى المجلس الأعى مزودا بباج مازال للذكرى و مازال أكرم الحكيم شاهدا حيا يرزق، وسبحان الذي أسرى بعبده ليلا من تهران إلى الشام المبارك حوله حيث بيت لحم مولد نبي السلام السيد (فعلا) المسيح (ع)، إلى مدينة السلام باغ داد!.


3 - مازالت عورة إطلاعات جمهوري إسلامي في إيران
مصطفى جمال ( 2012 / 12 / 26 - 11:27 )
مازال في إطلاعات إيران كهل 57 عام مغولي المحيا يحيى شاعرا يقابلنا بابتسامة صفراء فاقع لونها كبقرة الأديب
الراحل توفيق الحكيم، بسحنته الصفراء كمروان بن الحكم (مروان الحمار)، لكنه ضئيل نحيل يطالعنا بعينه الكريمة الموهوبة لله بقصيد:
باغ داد ما اشتبكت عليك الأعصر إلا وذوت ووريق عمرك أخظر/ مرت بك الدنيا وصبحك مشمش ودجت عليك ووجه ليل مقمر/ قصي فنحن وراء( ألفك) ليلة أخرى يطول بها الحديث ويقصر/ بغداد استقصي الحوادث واكشفي غبشا يطوف بصبحها فيغير/ حذار أن تثقي براي مورخ للسيف - لالضميره - ما يسطر..


4 - شكرا للكاتب
وسام يوسف ( 2012 / 12 / 28 - 15:41 )
مع تحياتي للكاتب المبدع السيد نجاح محمد علي
كم نحتاج الى مثل قلمك الانساني الاصيل خاصة وان العراق تلتف حوله اليوم اذرع التخلف والجهل اكثر فاكثر

اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_