الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منجزات بشار

مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)

2012 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


على مرِّ عقودٍ أتخمَ الأب والإبن المناهج الدراسية السورية والبرامج الإعلامية وصحافة النظام الأمني الحاكم بتعداد منجزات صورية واهية كخيوط العناكب, مع التطبيل والتزمير والتهويل والتضخيم اللازم, فكلُّ كائنٍ على الأراضي السورية كان يتم حشره إما في خانة ثورة 8 مارس / آذار ( لم تك ثورة, بل عملية انقلاب عسكرية نفذتها اللجنة العسكرية لحزب البعث ), أو في خانة الحركة التصحيحية المجيدة !!! ( انقلاب الأسد الأب على ما تبقى من رفاقه في اللجنة العسكرية والتأسيس لجملوكية أمنية مرعبة ).

واقعُ الحالِ أن ثورة الكرامة السورية رمت أوراق التوت الأخيرة عن عورات النظام, وكشفت بنيته التحتية الهشة المتهافتة, فمنذ أشهرٍ يواصلُ التيار الكهربائي الانقطاع وأصبح أشبه بالضيف العابر, يرافقه في الغيبة شبه الدائمة والإطلالات العابرة الماء, إذ أن بينهما حبل سرة أو تابعية من نوع ما, أما شبكة الهاتف الخلوي فقد بقي منها الاسمُ, ويبدو أنها أسيرة الاعتكاف خارج التغطية.
كما أنَّ الوقود ( الديزل, البنزين, الغاز ) لا يُعثرُ عليها إلا في السوق السوداء, فهي متواريةٌ عن الأنظار, وكأنها مُدرجة على إحدى قوائم الإرهاب العالمية.

تحولت كل المنجزات التي تشدق عنها النظام وأدواته وأجهزته إلى الرفوف مع الصراع على البقاء الذي انتهجه النظام رداً على الثورة الشعبية العارمة, ثمة منجزٌ جديدٌ يبدو هو الأهم الآن : النظام يقاومُ ما يفترض أنه شعبه بكل ما أوتي من قمع وتدمير وقتل وتهجير واعتقال واختطاف.

سبذكر التاريخ الكراكوز بشار على أنه الحاكم الذي أعاد سوريا والسوريين القهقرى, وجرَّدهم من كل أوجه التحضر والتمدن والخدمات, يمكنُ معه القولُ أنهم يسيرون بفضل منجزه القمعي خلال ثورة البلاد ضده إلى حقبة الإنسان البدائي, وليست منطقة واحدة بعينها محكومة بالرجوع إلى سالف العصر والأوان, بل كل سوريا من فروة رأسها إلى أظافر قدميها.

في مناطق الشمال السوري المتاخمة لحدود تركيا أصبح الاعتماد كاملاً على خطوط الانترنت التركية وشبكة الخلوي التركية في الاستخدامات المحلية والخارجية, ولأن المشتقات النفطية صعدت إلى السماء السابعة, فإن استخدام الحطب أصبح عنواناً دالاً, مع ارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية بفضل بشار الأسد الممانع !!!, كما أدى ذلك إلى تعرف السوريين للمرة الأولى على مادة النفط وكانوا يسمونه يوماً في المدارس بالذهب الأسود, وتعرفوا على المازوت الأخضر ( هل هو من المذهب الشيعي ؟!. ), والبنزين الأحمر ( يمكن استخدامه يوم فالنتاين ), وأصبحت العديد من العوائل تلجأ إلى استخدام اسطوانات الغاز التركية وهي قابلة للاستخدام مرة واحدة ولا يمكن تبديلها بأخرى, أي أنها كالحفاضات تماماً.

سوريا مرشحةٌ اليوم للانتقال إلى مرتبة أفغانستان أو أدنى, فلا ينقصها في هذا الصدد شيء, وكل مواصفات ( إيزو تورا بورا ) موجودة في سوريا اليوم : جماعات جهادية, الميليشيات المسلحة, أمراء الحرب, المصالح الدولية, الانهيار الاقتصادي, انهيار البنية التحتية, شبه النظام السياسي الحاكم, مزارع الحشيش, الاتجار بالسلاح, وتدخلات القاصي والداني .. إلخ.

يدين السوريون للنظام الساقط في تعرفهم على الأعاجيب التي يمكن إحصاؤها الآن, وإذا ما استمر في ممانعة ومقاومة الأوجه العديدة للثورة السورية فقد تتحول سوريا إلى بلاد العجائب التي لا تحصى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة