الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيبة أمي

محمود عبد الغفار غيضان

2012 / 12 / 26
الادب والفن


حقيبة أمي

استأذنت المنتظرين في الصالة دون كلامٍ، ثم دخلت إلى الفناء الخلفي للدار.. ودعت كل ما وقعت عليه نظرتها الخاطفة هناك.. وبنبضٍ آخذٍ في التزايد، تأملت الحوائط والجدران، قبَّلت صورة زوجها، ودسَّت وجهها في جلبابه الذي ما زالت تحتفظ به عدة مرات.. أوصت بناتها أن يظل باب البيت مفتوحًا.. ودعت كل الجيران ومنحتهم ابتسامتها الطيبة، وقدرت بعناية معهودة وهي تلوح لهم من الشباك أن تخفي دموعها عن الجميع.. روَّضت توترها الشديد بقبلة لحفيدها الجالس بجانبها، ثم فتحت حقيبة يدها الصغيرة كثيرًا لتتأكد من محتوياتها قبل أن تبلغ السيارة نهاية القرية: جواز سفرها، منديل لأبي، صورة لي ولابنتي وبعض أحفادها، بعض النقود التي تحسن طيها دون أن تهتم بعدِّها قط. أما صندوق ذكرياتها باتساعِ مدىً بينها وبين كل أحبَّتها، فقد تركته مفتوحًا على مصراعيه بغرفتها الواسعة؛ ليس لأن الطائرة لن تقدر على حمله، وإنما لفزعها الشديد من أنْ تسطو عليه العتمةُ إنْ أغلقته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة