الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضجة بسبب صورة غلاف مجموعة قصصية

مصطفى لغتيري

2012 / 12 / 27
الادب والفن



بعد الضجة المبالغ فيها ، التي أحدثتها صورة غلاف المجموعة القصصية "زخات حارقة " لمصطفى لغتيري ، و التي تعد بمثابة طبعة ثانية لقصص قصيرة جدا سبق أن نشرت في مجموعتين مستقلتين " مظلة في قبر " و "تسونامي" غير الناشر صاحب دار النايا الأستاذ صافي علاء الدين باتفاق مع الكاتب صورة الغلاف، حتى يقطعا الطريق على كل من يستهويه الصيد في الماء العكر، و تحميل الموضوع أكثر مما يحتمل ، من خلال محاكمة الأدب و الفن بمعايير غير أدبية ، فالصورة السابقة للغلاف هي مجرد لوحة فنية عالمية كان من الممكن التعاطي معها بالتركيز على البعد الجمالي و الفني ، و ليس محكامتها أخلاقيا و دينيا، لأن ذلك يضع الأدب في قفص الاتهام ، و يجعل ممن يحاكمونه بهذا الشكل امتدادا لمحاكم التفتيش ، التي تجاوزتها الإنسانية منذ زمن بعيد ،و نتمنى صادقين أن لا نكررها نحن في البلدان العربية و الإسلامية بشكل مختلف .
و قد راعينا في هذا التغيير تقديم صورة إيجابية عن الأدب و الأدباء باعتبارهم لا يسعون إلى إثارة ضجة فارغة أو يتمسكون بالقشور ، فالأهم هو احترام الاختلاف و مطارحة الرأي بشكل عقلاني بعيدا عن التشنج و الأحكام المسبقة و محاكمة النوايا ، و أن الهدف الأعمق هو الاهتمام بالنصوص بدل التركيز على صورة الغلاف التي رغم أهميتها ليس سوى عتبة بسيطة ضمن عتبات أخرى قد تحبب الكتاب إلى القارئ، و لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تختزل محتواه .

ومن نصوص المجموعة نقرأ:
حذر
حاملا سلته، كان الصبي يتعثر على بساط الرمال المتراكمة..بين لحظة وأخرى يدنو من أحد المصطافبن، فيعرض عليه بضاعته .
من بعيد، لمح الصبي امرأة تتراقص أشعة الشمس على جلدها المدهون..حين دنا منها رفع صوته ،علها تشتري منه شيئا.. ببطء رفعت المرأة رأسها، لمحت الصبي متباطئا يدب نحوها..انسلت يدها نحو حقيبتها الجلدية ..بحذر سحبتها نحوها..ثم عادت إلى غفوتها.

تفوكت
في بلاد الأمازيغ ،كان تلميذ يجلس في الصف الأمامي ،يتتبع باهتمام محاولات المدرس تعليم التلاميذ اللسان العربي.
فجأة التفت المدرس ،فلمح الشمس بازغة تطل من النافذه فتنبه التلاميذ إلى وجودها ،ثم سألهم “ماهذه؟” .. رفع تلميذ أصبعه ،فأجاب “تفوكت” ..غضب المدرس ،فعقب قائلا ” إنها الشمس” ..ثم طلب من التلاميذ أن يرددوا وراءه لفظة “الشمس” مرات عدة..
تعلم التلاميذ اللفظة ،فعاد المدرس إلى درسه..حين انتهى منه ،قصد التلميذ الجالس في الصف الأمامي ..سحبه من يده ..أوقفه أمام الباب..أشار بأصبعه نحو الشمس ،ثم سأله..”ماهذه؟”
دون تردد أجاب
الطفل :
“في المدرسة اسمها الشمس نوفي البيت اسمها “تفوكت”.

الموت
على هيئة رجل ،تقدم الموت نحو شاب ،يقتعد كرسيا على قارعة الطريق..جلس بجانبه،ثم ما لبث أن سأله:
-هل تخاف الموت؟
واثقا من نفسه ،أجاب الشاب:
-لا ،أبدا ،إن لم يمت المرء اليوم،قطعا سيموت غدا.
بهدوء أردف الموت:
-أنا الموت ..جئت لآخذك.
ارتعب الشاب ..انتفض هاربا..لم ينتبه إلى سيارة قادمة بسرعة مجنونة،فدهسته..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا