الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سأبقى عاشقا لايران

احمد عسيلي

2012 / 12 / 27
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


في معرض نقده و استعراضه للتجربة الثورية في فيتنام نقل المثقف و المفكر السياسي السوري الكبير ياسين الحافظ عن السكرتير العام لحزب الشغيلة الفيتنامي تريونغ شينه قوله (في نفس الوقت الذي كنا نقاوم فيه السياسة الغاشمة للكولونياليين الفرنسيين لم نكن قط ننسى ان نستفيد من الثقافة الحقة للشعب الفرنسي و خلافا لتوقعات المعمرين خلال فترة الاحتلال الفرنسي كلها استطعنا ان نتعلم في حدود معينة التفكير و التصرف و العمل حسب الطرق و المناهج العلمية .ان رسامينا و أدباءنا و وموسيقيينا و نحاتينا يحملون وسم التأثير التقدمي للثقافة الفرنسية) –ياسين الحفاظ التجربة التاريخية الفيتنامية...تقديم نقدي مقارن مع التجربة التاريخية العربية-
من الاخطاء و المطبات العقلية الكبيرة التي ابتلي بها انساننا العربي هي الية التفكير الشمولية و التعميمية ........ و ان كان الكسل الفكري هو احد المسببات التي ادت بنا الى هذه الالية لكن ايضا لا يمكن ان ننكر ان هناك خلل جسيم في طرق ووسائل الاستنباط و التحليل ادت بنا الى رسم صورة واحدة جامدة او مسطرة الظواهر كلها وبالتالي اتخاذا موقف واحد بحق شعب كامل او طائفة كاملة او دولة كاملة,
فأثناء الغزو الامريكي للعراق عام ال2003 بدأت ظواهر مقاطعة الكثير من الشباب السوري (الوطني) و ال(المعادي للإمبريالية) خاصة للمجلات و الكتب الصادرة من الكويت كمجلة العربي او عالم المعرفة بحجة ان هذه المطبوعات صادرة من دولة عدوة و متأمركة....طبعا كان هذا نتيجة الخوف وقتها من تكرار التجربة في سوريا بعد العراق....و ايضا شهدت العديد من الكليات في الجامعات السورية قيام الطلبة في بعض الاقسام بتمزيق كتب تدريس مادة اللغة الانكليزية.....و هذا النمط من التفكير ليس مقتصرا فقط على بعض الشباب المتحمس بل حتى على بعض الاسلاميين الذين يرفض الكثير منهم قراءة روايات نجيب محفوظ بحجة انها مكتوبة بقلم مؤلف كافر.....و هذا ايضا ما اصبحنا نراه بكثرة في سوريا بعد ثورة 15 اذار والتي يقاطع فيها كل طرف كتاب و اعمال الطرف الاخر
فالكثير من الثوار السوريين باتوا ينظرون بنوع من الاحتقار لأعمال ادونيس و انسي الحاج و سعدي يوسف لانهم وقفوا الى جانب الاستبداد و ايضا نفس النظرة من مؤيدي الاسد لأعمال سمر يزبك او روزا ياسين حسن او ياسين حاج صالح
و لو أن هذا الامر مفهوما نوع ما بالنسبة للكتاب....و ان كان خاطئ من الناحية المنطقية....لأنه يجب دوما ان نفرق في الحكم بين الكتاب و قيمته و بين الكاتب....و ليس امر متناقضا ان نحكم بحكمين مختلفين على المؤلف من جهة و على الكتاب من جهة اخرى
فأنا احب شعر انسي الحاج....و لا استطيع ان انكر ابدا اثر ادونيس في تطوري الفكري و خاصة كتابه (الثابت و المتحول) و ايضا (موسيقى الحوت الازرق) و (الصوفية و السوريالية) التي اثرت كثيرا في حياتي و اسلوب تفكيري.....و لكن هذا لا يعني ان ادونيس انسان على الحق دائما او ان افكاره صحيحة دائما...او حتى انه انسان جيد....انا لا استطيع ابدا ان اجزم بهذا مجرد ان قرأت له شعرا جيدا او كتابا نقديا جدا.....و هذا ايضا ما يصح معكوسا.....فأن يقف ادونيس الى جانب الطغاة لا يعني ابدا ان كتبه بلا قيمة او انها ركيكة
و ايضا ليس من المنطقي ان نعتبر كاتبا او شاعرا من الكتاب او الشعراء الجيدون لمجرد انهم مع الثورة
فهناك بعض الكتاب او الشعراء الذين يناصرون الثورة لكنهم كتاب او شعراء سطحيون......و ربما احترم كثيرا و كثيرا و كثيرا جدا وقوفهم مع الثورة.......احترمهم كأشخاص و كمواطنين لكن هذا لن يغير من أرائي في كتبهم و اعمالهم......
هذا النمط من التفكير هو الذي ادعوا له في نظرتنا لإيران
فايران كنظام و ربما كدولة مشاركة في قتل الشعب السوري
لكن ايران ليست النظام الايراني........و النظام الايراني ليس المحافظين........و المحافظين ليسوا احمدي نجاد
و رغم اني اعتقد ان كل النظام الايراني من محافظين و اصلاحيين (و كم اصبحت اكره كلمة اصلاح) لهم نفس الموقف من انتفاضة الشعب السوري.....و احمل لهم جميعا نظرة عدائية .......لكني لا استطيع حمل هذه النظرة مثلا للمخرج الايراني جعفر بناهي.......او عباس كياروستامي.......او لشيرين عبادي
رغم اني اكره الساسة الايرانيين جميعا........لكني لا استطيع مثلا الا الاعجاب بالسينما الايرانية التي اعشق.........و باللغة الفارسية الجميلة
و بالرغم من ان كاتبنا الكبير ياسين الحافظ ادرك هذه العلة في العقل العربي منذ مدة طويلة......و كتب ينبهنا عن الوقوع في مطبات التعميم و خطورة الالغاء و عقلية الكل او اللاشيئ .....رغم كل ذلك مازال شبابنا يحمل بنية العقل نفسها و لم يلتفت ايضا الى هذه المشكلة المربين و الاساتذة العرب كي يخلقوا طرق تفكير مختلفة و حضارية لدى الجيل الناشئ........
كم ستكون مهمتنا صعبة في سوريا الجديدة.............؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. The Solution - To Your Left: Palestine | عركة التحرر - على ش


.. -جزار طهران- أو -نصير الفقراء- .. كيف سيتذكر الإيرانيون إبرا




.. شرطة نيويورك تعتقل بالقوة متظاهرين متضامنين مع غزة في بروكلي


.. قراءة عسكرية.. ما الذي يحدث بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاح




.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة اليمين المتطرف برئاسة