الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الربيع العربي الى الربيع الاسلامي!!!!!

محمد فريق الركابي

2012 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ان شهد العالم بأسره ما حدث في الدول العربيه من الثورات التي اطاحت بأنظمه حكم عتيه كان اقصرها عمرا احدى و عشرين عاما و التي كانت تعرف بالانظمه البوليسيه و لكنها سرعان ما انهارت امام الحشود المليونيه السلميه منها او الحشود المسلحه في بعضها الاخر و التي كانت تأمل شعوبها التي ضحت بدمائها من اجل اشعال فتيلها (الثوره)او من اجل انجاحهاهذه الشعوب كانت تتطلع الى ان تصل الى اقل ما وصلت اليه شعوب الدول الديمقراطيه لا نقول السياسيه منها بل على الاقل ما يأمن لها حفظ انسانيتها و على هذا الاساس قامت هذه الحشود التي اسست لقيام الثوره بأنشاء احزاب و تكتلات شعبيه كي تأمن مطالب الشعوب المحرومه على مدى عقود لكن سرعان ما تحولت هذه الثورات الى نقمه على شعوبها التي سرعان ما تمنت لو انها لم تقم بهذه الثوره و السبب هو ان بعض التكتلات او الجماعات كما يسميها البعض قفزت لتكون في المقدمه على الرغم من انها لم تشارك في هذه الثوره اساسا او انها شاركت لكن من بعيد و سرعان ما قامت هذه الجماعات التي احسنت استغلال الفرصه و استطاعت ان تغري و توهم الجماهير بأنها السبيل لتحقيق اهداف الثوره حيث ان هذه الاحزاب عمدت الى تأسيس دوله تحمل الهويه الدينيه الاسلاميه و هنا اشدد على انها اسست للحكم الديني و سبب تشديدي هو ان جميع الاحزاب التي تولت زمام الامور و السلطه في الدول العربيه الثائره هي محسوبه على التيارات الدينيه المتشدده و ان كانت بصوره غير مباشره عن طريق تأسيس اذرع سياسيه متمثله بالاحزاب التي اصبح ظاهرها سياسي و باطنها اسلامي متشدد و كنتيجه منطقيه و واقعيه للكبت الذي عانت منه هذه الجماعات الاسلاميه من قبل الانظمه السابقه و الذي طال عده عقود من الزمن و مكوث مؤسسيها و اعضائها بل ان اغلب الرؤساء الجدد كانوا انفسهم معتقلين في السجون و المعتقلات التي طالما امتلئت بهم بعد كل ذلك القهر الذي تعرضوا له سابقا و ما هم عليه اليوم خصوصا و هم اصبحوا بين ليلة و ضحاها على قمه الهرم السلطوي فبدل من التعاون الجاد بين الاحزاب الاسلاميه المتشدده التي هي بطبيعه الحال واجهه سياسيه لجماعات اسلاميه مع الاحزاب الاخرى التي كانت مناوئه للسطه السابقه و التي عانت ما عانت جراء معارضتها لها قامت هذه الاحزاب الاسلاميه على عكس ما كان متوقع منها بل انها في اغلب الاحيان مارست ذات الممارسات التي استخدمها النظام السابق في القضاء على معارضيها سواء الطرق السياسيه منها او غير السياسيه و هو امر بديهي فمن سجين ومعتقل ومطارد الى صاحب نفوذ و سلطه فكان من الواجب على اصحاب السلطه الجدد من الاسلاميين ان يحافظوا على ما وصلوا اليه بشتى الطرق و ايا كان الثمن و لكن هناك امر اشد غرابه من ذلك بكثير هو ان الشعب الذي كان في الامس القريب يهتف بنفس واحد و يسعى الى تحقيق هدف واحد هو الخلاص من الظلم و القهر و الاستعباد الى ان ينقسم على نفسه هو الاخر ما بين مؤيد لممارسات الحاكم المحسوب على التيار الاسلامي و معارض له و بأعتقادي ان هذا الانقسام هو سبب حصول هؤلاء الاسلاميين على هذه المكاسب الثمينه ومن الغرابه ايضا ان يؤسس رجال السلطه الحاكمه دستورا لا يحافظ الا على حقوق الفئه او النخبه الحاكمه و من يوافقهم الرأي كي يضمنوا ولائهم الدائم لهم واعتبار الاخرين معارضين او حسب تعبيرهم خارج عن اطار الشريعه الاسلاميه و هذا جاء على لسان خطبائهم الذي اعتبر من يعارض قرارات الحزب المحسوب اصلا على التيار الاسلامي فاسقا و احل البعض منهم قتله فهل هذا هو الربيع العربي حقا ام انه ربيع الاحزاب الاسلاميه التي اصبحت صاحبه قرار و التي بدأت بأعداد العده منذ اليوم الاول لوصولها الى كرسي الحكم تهيأ نفسها لعدم الخروج منه فبعد ما كان الشعب موحدا نحو هدف الخلاص من الظلم صار مشغولا بالقتال فيما بينه و هكذا تستمر معانات الشعوب العربيه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العاهل الأردني يستل سيفه تحية للأجهزة الأمنية والعسكرية


.. غانتس: يجب أن نعمل معا من أجل الوصول إلى انتخابات نشكل بعدها




.. وزير الخارجية الأميركي يبدأ جولة جديدة في المنطقة لبحث سبل ا


.. مصادر يمنية: مهمة إيصال الأسلحة إلى الحوثيين تنفذ عبر جماعات




.. تحقيق أمريكي يفضح فظائع الاحتلال في معتقل سدي تيمان