الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جداً (أنا ومارتن لوثر، أنا وكونفوشيوس، أنا وألبير كامو)

نهار حسب الله

2012 / 12 / 27
الادب والفن


أنا ومارتن لوثر
1.
أحتج مارتن لوثر مؤسس المذهب البروتستانتي المسيحي بحكمته (إذا كان الضحك ممنوعا في الجنة فلا أود الذهاب إليها) بعد ان أدرك ان هناك من يشيد معابد للدموع والعويل.. ويعمل على انتزاع شفاهنا وأسناننا عنوة ويُكفر أي وجه يبرز تعابير البسمة، ويخفي وجه الله الجميل حتى يحيل أيامنا الى مجلس عزاء دائم..
الغريب في الأمر بأني سمعتُ هذا الكلام كله أكثر من مليون مرة وتمنيت ان امارس ما يدعو إليه لوثر ولكني لم أجد ما يدعو للضحك في كوكب المهمشين، ورضيتُ ان أبقى اضحوكة لأسيادي..

2.
أثارتني لا بل أرهقتني مقولة مارتن لوثر (ما يتعلق به قلبك ويثق فيه فهذا إلهك الحقيقي).. فكرتُ ملياً بهذه الحروف ، وبدأت أعوم بأسئلتي، حتى توقف عقلي تماماً، رافضاً الاجابة نيابة عن القلب، وهو الامر الذي أرغمني على استدعاء قلبي التائه، عساه يعوضني خسارة العقل؛ عله يعرف بمن يتعلق ويؤمن..
إلا انه وصلني على حافة الهلاك هو الآخر.. ولم أعِ الاجابة إلا بعد توقفه عن النبض، وعلمتُ لاحقاً بأنه كان يستمد الحياة من حبيبتي، حيث كان مقيماً في قفصها الصدري.

أنا وكونفوشيوس

1.
كثيراً ما كنتُ استنزف أوقات عمري بخُطب وجلسات لا جدوى منها إلا الثرثرة وفوضى الحديث، ولم أكن لأفهم وقتذاك معنى الاصغاء، لولا تنبيه الفيلسوف الصيني كونفوشيوس بمقولته التي قرأتها ذات صدفة (الصمت هو الصديق الوحيد الذي لن يخونك أبداً)..
أرغمتُ نفسي على مصاحبة السكوت لقراءة نفسي وفهم ما يدور حولي على نحو فعلي، غير اني لم اجد للصمت وجود في حياتي المتشعبة.. وبدأت أشعر بخيانة الجميع.. لحظتها فقط اقتطفت لساني كأي زهرة في حديقة عامة..

2.
جالست عدداً من البسطاء الذين يظنون انفسهم فلاسفة في شؤون الحياة وما بعدها... مما أرغمني على اقتباس حكمة الفيلسوف الصيني كونفوشيوس (إننا لم نعرف شيئا حتى الآن عن الحياة، فكيف نعرف عن الموت؟)..
أصغى الجميع إليّ وصار الصمت مالك الجلسة.. غير ان أحدهم أجابني وهو يغادر الثلة بازدراء:
وكيف لا نعرف الموت، فهل تعتقدنا أحياء..

أنا وألبير كامو
1.
ظلَ راسخاً في ذهني تعريف المؤلف الفرنسي ألبير كامو للثائر بأنه (رجلٌ يقول لا)، وعلى الرغم من استفحال ورم الصمت المستشري بداخلي والذي توارثته عن أجدادي.. احتفظت بهذا التعريف عله يساندني في مراحل عمري العلاجية.. غير انهم اعتقلوني وقطعوا لساني بدافع الجاسوسية والإلحاد!.

2.
منذ صداقتي الاولى مع القلم ، بدأت أسطر ما أؤمن به من وجهات نظر وآراء أزعجت السلطات، وهو الأمر الذي عرضني للملاحقة والتشرد..
لم أكن خائفاً مما قد يواجهني من متاعب، لا بل كنت أجد متعتي وجل سعادتي ساعات الهروب، لا لأني أحد أبطال هذا الزمان، ولكني كنت مؤمناً بمقولة المؤلف الفرنسي ألبير كامو (الثقافة هي صرخة البشر في وجه مصيرهم)..
ويوم انتهت اللعبة، وجدت نفسي ماثلاً أمام المشنقة أردد المقولة ذاتها لأخيف المصير الذي ينتظرني، إلا انه ما من شيء تغير سوى حبل الاعدام الذي ألتف بإرادته حول عنقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى