الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يسوع الطفل الحزين

جميل حنا

2012 / 12 / 27
الارهاب, الحرب والسلام


ميلاد السيد المسيح كان حدثا عظيما للبشرية جمعاء,لأنها أظهرة محبة الله لبني البشر.فرسالة المحبة تكمن قوتها في مغذاها الإنساني الدائم والراسخ في وجدان البشر منذ الأزل وهي تلامس ضمير كل إنسان منفتح على الأخر الذي يتقبل القيم الإنسانية- المحبة والسلام والتسامح-
بالرغم من إبتعدنا زمنيا عن ميلاد السيد المسيح قبل أكثر من ألفين عام, وكذلك إبتعدنا روحيا عن مغذى ولادة السيد المسيح من مريم العذراء بإعجوبة إلاهية.ألا أنه تبرز اليوم أكثر فأكثر حاجة البشر للتمسك بميلاد الطفل يسوع رمزمحبة الله للبشر.لأن المنظومة الأخلاقية للكثيرين في هذا العالم تحتاج إلى ترميم وإعادة البناء ووضعها في المسلك الصحيح, لكي يسود السلام على الحروب والقتل والدمار,ولكي ينتشر نور المحبة الحقيقية على كل الأنوار الزائفة, وعلى السلاطين أسياد الشرور والبغضاء والكراهية. وأن يوضع حدا لطغيان الحكام الفاسدين والمجرمين القتلة الذين ينشرون الأحقاد والقتل بين البشر في كل مكان.
عيد ميلاد الطفل يسوع حاجة ضرورية لكل البشر لأن كل شخص في هذا العالم له مخزون من طاقة المحبة في قلبه عليه إظهارهذه المحبة بدون خوف, بكل جرأة لكل الناس بأختيلاف أعراقهم وأعتقاداتهم ومذاهبهم وإنتماءاتهم الوطنية.التجرأ على إظهار المحبة الساكنة في القلب من أجل أن يسود روح التسامح والمساواة والعدالة بين الشعوب ويتم سحق البغضاء والكراهية والإجرام.ولكي يسود السلام بين البشرجميعا ليتمكن الجميع من بناء عالما يمنح الإنسان الحرية والكرامة والحياة اللائقة بعيدا عن كل أنواع المظالم والعبودية بشكلها الروحي والجسدي.
فرحة ميلاد الطفل يسوع لا تقتصر على الروحانيات والتعبد وسماع التراتيل التي تمجد المولود الجديد والذهاب إلى الكنائس والأديرة ,بل يرافق كل هذا تحضير أحتفالي يشمل تزيين البيوت من الداخل والخارج وتكون شجرة الميلاد التي أصبحت تقليدا منذ بضعة قرون هي درة الزينه المادية أثناء فترة الأعياد.شجرة الميلاد التي تعبر عن فرحة الميلاد للإطفال والكبار.ولكن شجرة الميلاد ليست كما كانت بالنسبة للمسيحيين في بلدان الشرق الأوسط عامة وخاصة في العراق وسوريا.حيث تضاء شجرة الميلاد بشموع على أرواح ضحايا العنف والحروب, ونور الطفل المولود يسوع يضيء على شرور الطغاة والقتلة المجرمين وخاصة في سوريا حيث الدمار وقصف الأفران بالصواريخ وخطف الأبرياء وإرتكاب المجازر وقتل الأطفال وتدمير البيوت وتشريد الناس والسكن في الخيم و العراء والكهوف.
الطفل يسوع حزين من أجل أطفال سوريا وعذاباتهم وإنتهاك مقدسات الطفولة, ومن أجل المشردين والمسجونين وكافة الأسرى,ومن أجل أطفال العالم من الجائعين والعراة والفقراء الذين يعانون من الأمراض ويتعرضون لكل أنواع الأضطهاد والاستغلال الجسدي والنفسي, والذين يقعون ضحية طمع وجشع النفوس المريضة.
والطفل يسوع حزين من أجل اليتامى والمحرومين من رعاية الوالدين في كنف الأسرة الذين يفتقدون إلى العطف والحنان .الطفل يسوع موجوع من أجل الفقراء والمحرومي والمرضى والجائعين في العالم الطفل يسوع يتألم من أجل آلام كل الناس.الطفل يسوع يتألم بسبب ظلم الطغاة الظالمين والقتلة والمجرمين.
الطفل يسوع هو ملك لكل البشر ولأجلهم لأنه رسالة للجميع وكلمة محبة وسلام للعالم أجمع.يسوع الطفل أتى للعالم ليكون بشارة لإنهاء الاستبداد والعبودية بعيدا عن العنف النفسي والجسدي,وغطرسة السلاطين والحكام بكل تسمياتهم.ومن أجل المساواة بين الفقراء والأغنياء بين النساء والرجال بين الضعيف والقوي المساواة بين الرؤساء والمرؤوسين والعلاقة بينهم أن تقوم على المحبة والألتزام بالقوانين وتحمل المسؤوليات والواجبات,لا على التسلط والظلم والنهب وسلب الأموال وزهق الأرواح ونشر الجهل والفقر والخوف وترهيب الناس لفرض الهيبة والسلطة بالقوة.
الطفل يسوع حزين من أجل مأساة الشعب السوري.فليكن عيد ميلادك القادم يا طفل المحبة والسلام يا كلمة الله خلاص لكل البشر من براثن الشر.وأن يحل السلام في كل العالم وأن يتوقف الدمار والقتل في سوريا ولتصبح سوريا لكل السوريين بكل مكوناتهم الدينية والمذهبية والإثنية في سوريا حرة تحافظ على كرامة الإنسان وتحقق العدل والمساواة بين الجميع بدون تمييز, من أجل السلام الدائم والراسخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يسوع موجوع موجوع
مريم نجمه ( 2012 / 12 / 28 - 11:17 )
الأستاذ جميل حنا المحترم

مقالك جميل جداً , يجسّد العيد ومعنى رورحية العيد الميلاد - ولد المسيح هللويا ..

يسوع موجوع لأجل كل الذين ذكرتهم صديقي العزيز كل عام وأنت بنشاط وقلم نظيف وحس إنساني رهيف ..

مع محبتي وسلامي


2 - يسوع وعيسى ابن مريم
عبد الله اغونان ( 2012 / 12 / 29 - 01:06 )
يسوع كما تصوره الأناجيل شخص شقي في مولده ومماته
فلم يعترف به أهله من اليهود بل قذفوا أمه في شرفها ولم يعترفوبه الى الان
وشقي في مماته اذ حكموا عليه بالصلب فهذا الاله ابن الله لم يستطع ان يخلص نفسه بل نادى أباه عاتبا
الهي لم تركتني؟
عيسى القراني رسول ابدى معجزات باذن الله لكن قومه كذبوه وعزموا على قتله لكن الله انقذه وشبه بعض اعداءه به فصلب بينما رفع المسيح الى الله وسيعود اخر الزمان مع المهدي المنتظر ليتحالف المؤمنون ضد ماجوج وياجوج والمسيح الدجال

اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح