الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعاج الشيعة!

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2012 / 12 / 27
كتابات ساخرة



من مِنّا -نحن العراقيين- لا يعرف "أبو دعاء فيللا" الذي كان يسكن في غرفة واحدة مع أسرته الكبيرة في "فيللا" عاش فيها لسنوات كبار زعماء حزب الدعوة الاسلامية، منهم طبعاً الراحل والمفكر "أبو ياسين" عز الدين سليم رئيس مجلس الحكم في العراق، "كل في غرفة"، وتقع في شارع فيللا أو "حنيف نجاد" في طهران، والذي كان ولا يزال "حفظه الله" يتميز بالطيبة المفرطة، وبالولاء لمدرسة أهل البيت عليهم السلام، فهو صديقي ورفيقي في طريق ذات الشوكة، وله عليي فضل كثير وعلى معظم العراقيين وحتى اللبنانيين في حزب الله، حيث عمل مع مكتب الحزب طويلاً رغم فقره المستمر حتى الآن؟!.

أبو دعاء، هذا الرجل البسيط، لديه فلسفة فطرية في حب أهل البيت، ولطالما تفوق في إيجاد "تخريجات" لها على أخيه العارف الزاهد "أبو أحمد" جعفر، وحتى على "خير الله أبو إبراهيم"، ذلك المنظر الفكري المعروف وصاحب برنامج "كيف ينمي المسلم الحس الحركي لديه"، وعشرات البرامج الدعوية التي كنا نبثها من إذاعة طهران قبل أن يعتزل السياسة مع أبي أحمد، ليستقرا في مشهد، ويواصلان السير إلى الله في مدرسة عشق فريدة.

حدثني أبو دعاء وهو ثقة، عن وجود قرية قرب مشهد، يسمي سكانها أبناءهم بأسماء "كلب علي" و"كلب العباس"، فهم يحرصون على أن يكونوا "كلاباً" لأهل البيت، أو لأسماء محددة منهم خصوصاً علي والحسين والعباس.

كان أبو دعاء يؤكد لي وهو غير معترض طبعاً، لأنه يجد نفسه من المندكين في ولاية الأئمة، والذائبين بحبهم، أن سكان هذه القرية يمارسون طقوس "العواء" عند زيارتهم أهل البيت، في مشهد أو في كربلاء والنجف، والكاظمين وسامراء.

لم أستغرب كثيراً لوجود هذه الأسماء، ففي بعض مدننا في العراق أيضاً، أعرف أن هناك أشخاصاً سماهم آباؤهم بأسماء مشابهة، أتذكر منها "چليب علي" وهو باللهجة العراقية مصغر كلب، ما دام الولاء يتناسب طردياً مع جلد الذات وإذلال النفس، و"على أهل قدر العزم تأتي العزائم".

كلاب الأئمة!
وعلى ذكر "أبو دعاء" البصري حالياً، لأنه ترك "فيللا" الهجرة إلى إيران، وعاد إلى الديار وكان ضحى بالغالي والنفيس في أثناء معارضته لنظام صدام، فهو يسكن حالياً في "خربة" في ضواحي البصرة عاطلاً عن العمل، وكل الذين كان يوماً صاحب فضل عليهم، هم في مناصب قيادية في النظام الجديد، ونسوه أو تجاهلوا ذكره، وبقي هو مع إيمانه الفطري، وعقيدته بأهل البيت عليهم السلام، غير أنه لم ينجر للطائفية القبلية، وأنجاه الله منها بإيمان "العجائز" كما كان يعرفه لي الشيخ حسين الكوراني "القيادي الكبير في حزب الله لبنان"، والذي كان من أوائل من سكنت نفسه لأبي دعاء وطريقته في التولي.

"كلاب" علي والحسين والعباس، لا يشعرون بأي غضاضة عندما تناديهم بأسمائهم، فهم يفخرون بها، وكذلك "النعاج" الذين كم تمنى الشيخ أحمد الوائلي، وأعلن ذلك يوماً على منبره، أن يضعهم في "بالوعة"، لأنهم كانوا يخططون للخروج بمظاهرة "تطبير" بالسيوف على رؤوسهم. أين؟ في لندن عاصمة الضباب، إذ لا يكفي الشيعة هذا الضباب الذي أحاط الكثيرون به مذهبهم، وهم لا يشاهدون في حياة الإمام الحسين عليه السلام الطويلة إلا مشهداً "دموياً"واحداً فيه الكثير من الدس والتحريف والإهانة له ولأهل بيته، خصوصاً أخته وبناته، وهذا المشهد الدموي عرض بعجالة خلال ساعة استشهاده في كربلاء.

نعاج الشيعة اليوم في تزايد، رغم التطور الكبير في وسائل الاتصال التي تجعل من يريد الوعي الحصول عليه دون الحاجة حتى إلى سؤال "أهل الذكر"، الذين نصبوا أنفسهم أبواباً إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وعلى أهل بيته، وهم غير العلويين في الولاء، فهم تمسكوا بخرافات لا يتجاوز عمرها العهد الصفوي، والكثير من هذه الطقوس غير الشرعية لها أصول غير إسلامية.

استحمار جديد!
والغريب أن "الاستنعاج" يستشري بسرعة في بيئة يحكم فيها الشيعة أكثر من غيرها، وكأن في الأمر مخططاً، وأن جهات ما هي التي تريد للشيعة أن يتحولوا إلى "نعاج" وكلاب على طول الخط، ليسهل ضربهم، أو ضرب وحدة المسلمين بهم.

وقد أشار المفكر الإيراني الراحل علي شريعتي إلى استشراء هذه الظاهرة في كتابه "النباهة، الاستحمار"، وهي مجموعة من المحاضرات ألقاها في حسينية الإرشاد، عندما حذر مما سمّاها قوى استحمارية مضادة للإنسانية تتسمى بأسماء كالطبقة الروحانية والطبقة المعنوية والطبقة الصوفية وطبقة الكهنوت الذين إتخذوا من الدين وسيلة لاستحمار الناس، استحماراً فردياً واستحماراً اجتماعياً.

والسؤال الذي يظل يتردد صداه دون إجابة صريحة وواضحة من المؤسسة المرجعية الشيعية: لماذا لا تتصدى المرجعية نفسها موحدة، ويجتمع المراجع المعروفون، ويوحدوا أساسيات الخطاب المتعلق بمنبر الحسين، وما يجب أن يقال وما لا يقال، في شأن ما حصل في واقعة الطف، وكيفية إحياء طقوس عاشوراء، ويعلنوا براءتهم من أي فتاوى تتناقض مع روح مدرسة الحسين النهضوية الحافظة لكرامة الإنسان وفي أحسن تقويم؟!

فتاوى في الاستنعاج!
أليس من الاستنعاج والاستحمار ما يردده "ياسر الحبيب" وأمثاله ممن يفسر "لأبكينك بدل الدموع دماً" بالتطبير والإدماء، وهو (مع آخرين ممن هم على شاكلته أو هو على شاكلتهم) يزيد ذاكراً روايات "أن النبيين آدم وإبراهيم عليهما السلام" كانا أول المطبرين على الحسين في كربلاء قبل أن يولد؟.

وأفتى أحدهم: "لما كان التطبير من مصاديق الشعائر الحسينية التي قال الله تعالى في تعظيمها: "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" سورة الحجّ: الآية32، فهي مستحبّة شرعاً وعدم تطبيق البعض لها لا يدلّ على عدم استحبابها.

وأضاف مروجاً بقوة، ربما لا يعلم، لظاهرة الاستنعاج التي حذر منها الوائلي رحمه الله فهوجم بعنف من هؤلاء: "..التطبير مواساة للإمام الحسين سلام الله عليه وتعزية لجدّه وأبيه وأمه وأخيه المعصومين سلام الله عليهم وإظهار المودّة لهم، شيء من الأشياء. والأصل فيه هو: الجواز، مضافاً إلى مؤيّدات للجواز كالتالي:

1ـ حسن المواساة، فإنّ المواساة من الأخلاق الحسنة والخصال الممدوحة.
2ـ استحباب تعزية أهل المصيبة والعزاء، وخاصة تعزية الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين سلام الله عليهم.
3ـ إرادة الله تعالى لآدم أبو البشر ثم لإبراهيم سلام الله عليه مواساة الإمام الحسين سلام الله عليه عند مرورهما بكربلاء وعثورهما في مشيهما وجرحهما وجريان الدم من رأس إبراهيم الخليل، كما في الأحاديث الشريفة، ونحن أولى بالمواساة له سلام الله عليهم منهما لمجيئنا بعده".

ويوغل في فتوى الاستنعاج وبقصد التقرب إلى الله طبعاً، قائلاً: "إنّ المتطلّع إلى الطقوس الدينية عند غير المسلمين والباحث عنها يرى أن عندهم بالنسبة إلى مظلومية شخصياتهم أكثر من التطبير، مثلاً: عند بعض طوائف المسيحيين من يضحّي بأولاده ذبحاً فداءً للمسيح، ومنهم من يُدمى جميع جسمه من رأسه إلى قدمه له، ومنهم مَن يقتل نفسه لأجله.... مع أنّ التطبير يقوم مقام الحجامة على الرأس، حيث أن النبي الأكرم وأهل بيته المعصومين سلام الله عليهم كانوا يحتجمون على الرأس في المكان الذي يكون عليه التطبير ويقولون: إنّ الحجامة على الرأس هي المنجية من الموت لما فيها من فوائد صحيّة"..
أليس هذا إلا تزييفاً لذهن الإنسان وحرف مساره عن النباهة الإنسانية الفردية والاجتماعية؟.

وما الهدف من وراء الانشغال بالحروب الوهمية والأمور الأقل أهمية عن الأمور المصيرية.
ولماذا الإصرار على هذا التخدير الديني والتجهيل والإلهاء عن قضايا الأمة المصيرية؟!.

يا معلم الشهادة الكبير!! ألا فليكن لنا في غلسنا وميض من ذلك النور, وليكن لنا من ذلك الدم قطرات تجري في عروقنا الهامدة.. لتنقذنا من الاستنعاج والاستحمار القديم والجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاتقليد في أصل التشيع ولارهبانية 1
غريب بصري ( 2012 / 12 / 28 - 13:19 )
ولارهبانية في الإسلام (حديث).. و
طبقة الكهنوت اتخذوا من الدين وسيلة لاستحمار الناس، استحماراً فردياً وجمعياً.. كلاب غير أوفياء للتشيع الحسيني الثوري الأصيل، قال شهرزادهم ذات نزوة بهيمية: -الراهبة تنعت نفسها بـ(نعجة) عيسى و أنا (خروف) محمد-!.. وبعد: حزب الرئيس المالكي، سياسي بعد مرحلة الجهاد الدعوي السلبي، الحزب القائد للسلطة في العراق، اعتمد قاعدة
(الاستصحاب) الفقهية: الوضوء ليس فرضاً بل مقدمة لفرض الصلاة التي لاتتحقق بدون الوضوء، كذلك الحزب لايتحقق الإسلام بدونه!، لكن الدعوة لله والمجد في الأعالي للمجدلية البتول وما لقيصر لقيصر وللناس المسرة لاصبر الجمال الجميل في الداخل والخارج بعد عشر 2003- 2013م، يجترون حيفاً والسنام سناماً والخف خفاً!.. الدولة مدنية بالطبع وفيها النصارى إلى الله والدعاة إلى النزو عليها مسوحاً ومسوخاً بحكم الفرد القرد.. أنتم أدرى بدنياكم (حديث) لاملكاً عضوضاً في الإسلام الحسيني صدر الدعوة الأولى، وقد حرم الصدر الأول الانتماء إلى البعث والدعوة قبل شهادته على يدي رئيس حزب البعث الذي كان قائداً ولضحاياه كأبي دعاء البصري في البصرة الطيبة الخربة الحلوب، لهم الغنم وعلى خلف صدام الطائفية السياسية (المالكي) الغرم، لا الاتجار بالشيعة!.


2 - لاتقليد في أصل التشيع 2
غريب بصري ( 2012 / 12 / 28 - 13:44 )
الإخبارية أصل التشيع تعتمد الأخبار المتواترة بعنعنات غير مقطوعة (مرفوعة) إلى آل بيت خاتم الأديان.. أسباط (ع) كأنبياء بني إسرائيل (حديث) على مدرسة الصدوقين (رض)؛ فهم شيعة إمامية جعفرية إثنا عشرية غير أصولية قبل ما يربو على ألف عام، قبل الجامع الأزهر نسبة إلى فاطمة الزهراء في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي عاصمة الأخوان الحاكمين بعد أكثر من ألف عام على الأزهر الشريف.. وقبل تأسيس الشيخ الطوسي للحوزة العلمية في النجف الأشرف قبل أكثر من ألف عام على حاكمية الشيعة في عاصمة الرشيد العباسي بغداد.. قبل
إحداث الشيخ المفيد والعلامة الحلي والمحقق الحلي لعلم الأصول والوصول
المتأخر إلى مرجعية وساطة الغرانيق العلى وشفاعتهم ترتجى إلى الله!.


3 - حجتية إيران تشيع ثوري معارض لبدعة نائب إمام خميني
صوفيا يحيا ( 2012 / 12 / 28 - 14:23 )
لامرجعية صنمية في الإسلام لدى المؤمن صحيح التدين،

لا من يديث الديانة بالدياثة لتأكل الحرة العراقية بثدييها وفتية تشرد وموطن يهدد!.

لاتغش التشيع الأصيل (حجتية) الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهم ينتظرون ظهور شرائط العدل الإلهي يملأ الأرض بعد جور لايدوم ويدوم الكفر ومشاع الأرض و ما حوت،

حجتية الحجة القائم المهدي، معارضة بدعة الوصول والأصول:

نائب الإمام الغائب،

لاتعترف بالسفياني ولا الأعور الدجال ولا الراحل الخميني ولامرشد الجمهورية الإسلامية في إيران،

رضوا بأن يودعوا سجن إيفين الرهيب حيث أودع الإعلامي البصري النير نجاح محمد علي مجايلنا المهاجر مثلنا باحثاً مبكراً في مقتبل عمر الحصاد المر عن الخلاص الروحي.. والسلام!.


4 - ماهذا التلفيق
وسام يوسف ( 2012 / 12 / 28 - 15:37 )
هذا الذي افتى بقوله
مثلاً: عند بعض طوائف المسيحيين من يضحّي بأولاده ذبحاً فداءً للمسيح
ذبحا-؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اقول له
اي طائفة هذه التي تمضرط عنها تذبح اولادها فداءا للمسيح ؟؟؟؟؟؟؟؟
رجاءا برر شعائركم الحسينية بعيدا عن الكذب والتدليس على الاخرين

اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_