الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في البدء كانت تايتانك

حسن إسماعيل

2012 / 12 / 28
الادب والفن


الإهداء
لهذا النوع من الجنون
للضفة الأخرى ...


تايتانك
إمرأة الكمال العجوز
في قلب المحيط
تحكي عندما كانت بـُرعم وحيد
فراشة حزينة
قمر يسكن ظلام السماء الموحشة
جزيرة مجهولة رغم ضوضاء السفينة
وجاذبية الانتحار الأنثوي جداً
في هذه اللحظة العاقلة المجنونة
ظهر البرق فجأة
وجه ملاك مجنون أيضاً
خارجاً تواً من البحر مبللة جناحاه بشبق الأحلام الموقوتة
وبريشة رسام لم يبع لوحة من لوحاته أبداً
فظل فقيراً إختيارياً مـُحلقاً
نظر إليها وعرف أنها هي
من ستقرأ عليه أبانا الذي في السماوات .. أو الفاتحة
عرف أنها هي .. هي من ستودعه
لا يوجد أجمل من روح تعرف من تحب
ومن سيودعها
وكان اللحظة الفارقة
وهي تقرر الإنتحار بعفوية طفل لا يفقه سر المخاطرة القصوى
أمسك بها في اللحظة التي تفوق اللحظة المناسبة
شجيرة في مهب الريح
تنقذ عصفورة ليس لها وطن
وكان صباح وكان مساء
البدء الذي لا يمكن أن تنساه
ولادة جديدة نبض جديد ضخ لم تعرفه من قبل
وسبب وحيد للوجود يخترقك دون إذن
وشلال من الأحلام تكاد تغرقك
انتشلها من الإنتحار لجنون الحياة
من الرتابة للمغامرة الفجة
من عالم الأثرياء المحنط
لعالم العفوية المـُطلقة
من الطعم العادم للأيام
للطعم اللاذع والمالح والحلو والحار
انزلها من البرواز الذهبي المعلق على الحائط الأصم
إلى البهو والطرقات وأسطح الأقمار وموج البحار
إنتشلها من أوثان محبي المال
إلى محبي الإنسان
الضفة الأخرى من الحقيقة
كان يحمل كل ما يحتاج إليه رئتيه وبعض الأوراق البيضاء
وهم يحملون كل الأثقال التى تهبط بهم للقاع بسرعة فائقة
من يعرف كيف يخفف أحماله
احتمال كبير أن يطير
سلمت لروحه روحها فصارت تحمل حيث تشاء
وها رقصات الجنون في الدرجة الثالثة لــ تيتانك
وخمراً يطلق كل المارد منك
ويحول كل العمر الضائع للحظة ممجدة
لمعابد الآلهة القديمة آلهة الرقص
التي كانت تجهل حكمة الوقار
وفظاظة الأتقياء
واستعلاء الأنبياء
وجبروت الآلهة
هو وهي قبل أزمنة الوصايا
ولوحي الشريعة
والحلال والحرام
في البدء كانت تيتانك
وقوارب النجاة لنصف الركاب
حكمة بعض الأثرياء
أن الفقراء أشياء
يمكن فقدهم بكل ضمير صالح
مرحباً جاك
لقد بدلت رأيي
اغمضي عينيكي واصعدي إلى السياج
أتثـقين بي ؟ أثـق بقلبك
جاك إني أطير.. أطير
إله الطيران يرتفع فوق السماوات الآن
جاك .. هل يحتاج الرسامون للضوء ؟
في بعض الأوقات الملتبسة
ارسمني
ارجعي ذراعك للخلف
واتركي قلبك ينبض بكل جدية
فاجمل لوح الكون ..
هي اللوحة العفوية
لا تبالوا بنا إنكم تقومون بعمل عظيم
إلى أين ستذهبين سيدتي
إلى النجوم
عندما سترسو السفينة سأذهب معك
هذا جنون
يا إلهي جبل جليد أمامنا
سنرتطم
أوقفوا المحركات
تراجعي
يغلقون الأبواب
الفقراء أول من غرقوا حتى قبل غرق السفينة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس