الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم حافل بالبلاغة قولا وفعلا المالكي وخطيب جمعة (الشرف) في الفلوجة

عمار طلال

2012 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


يوم حافل بالبلاغة قولا وفعلا
المالكي وخطيب جمعة (الشرف) في الفلوجة

عمار طلال
اصغيت بشغف، للانفعالات الايمانية التي تبكي انهيار العراق.. مهملا، بينما الساسة يتصارعون على مزيد من مناصب ومال، خلال خطبة امام جمعة الفلوجة، التي اسموها جمعة الشرف.
خطب الامام بلغة بليغة شيقة، كلاما مفوها ينطق عن عقل واع لحقيقة ما يحدث، من قبل السياسيين، الذين انشغلوا عن العراق، بالمغانم، وراحوا يصدرون مشاكلهم، من تحت قبة مجلس النواب، وعلم مجلس الوزراء، وفخامة الدولة، الى الشارع، يلوون ذراع بعضهم البعض، من خلال السيارات المفخخة وتعطيل المشاريع الخدمية، كي لا ينعكس اثرها خيرا من المواطن الى الحكومة.
اعجبتني دقة اختيار الأمام لمفرداته، وحساب معانيها التداولية؛ كي تعطي انطباعا اتهامية لطائفة ما او تنسب ظلما لبريء؛ خاصة وان نسبة كبيرة ممن يخطب فيهم، كانوا شبابا ومراهقين، يمكن ان يندفعوا في فهم خاطئ، ينحرف بالمواقف عن مقاصدها، يسحبنا من محاورة القضاء في اجراءاته، الى صراع ينفلت فيه الشباب من عقال الحجى.
أكد خطيب جمعة (الشرف) من الفلوجة، قبل صلاة الظهر من هذا اليوم، على انه حين يتحدث عن مظلومية الشعب، فهو يتحدث باعتباره اماما لكل مسلم عراقي، سواء أكان من طائفته ام الطوائف المتآخية في الاسلام لقاءً ربانيا عند منطلق اللا اله الا الله.. محمد رسول الله؛ داعيا الى رفع الظلم عن الشعب، من شمالي العراق الى جنوبيه، من دون ان ينسب الظلم الا الى مصادره، تكاثفا، لم يسمح له ان يشتت الطروحات بتهم طائفية واحقاد فئوية .
أثرت تلك الخطبة العظيمة في الملايين الحاضرة من انحاء الرمادي والموصل وبغداد وديالى، ايجابا في التقصي التأملي لحقيقة ما يجري، وأفلح في تشذيب عوالق الانفعالات الهوجاء التي (تثرد بصف اللكن) من حيث تبعية الاجراءات المتعلقة بحماية وزير المالية د. رافع العيساوي، الى تداعيات طائفية وليست قضائية، موضحا بان الاعتداء على حرمة الانسان مرفوض من اي طرف بحق طرف آخر.
تحاشى ان ينطقها، لكنه وضع النقاط على الحروف، بتشخيص الخلل الفاضح في اداء الحكومة، منذ تسلمت امر البلد واهملته، كله، من دون ايلاء اية طائفة عناية على حساب سواها.
كان اماما في الناس جميعا، وليس في من حضروا الخطبة مصلين وراءه، ملء رحاب الفلوجة الطاهرة، لكن اللافتة المعلقة وراءه، انفصلت عن حكمته بونا شاسعا، وهي تحدد (أهل السنة) تؤشرهم مرتين، في حين الامام والخاشعون لله بحضرته، اتفقوا على ان (الضيم) يشمل المذاهب الخمسة بكابوسه، على حد سواء.. الشيعة بمذهبهم الفرد، واهل السنة بمذاهبهم الاربعة.
ولأنها جمعة حافلة بالخطب، فقد سرني الاصغاء لخطبة رئيس الوزراء نوري المالكي، في مؤتمر (المصالحة والسيادة الوطنية) تحدث دولته خلالها بمنطق سياسي لا يتنافى مع الحكمة الدينية لطروحات امام (الفلوجة).
اذن النوايا الوطنية الحسنة، المخلصة لله والشعب، تلتقي مهما تباعدت المسافات وتباينت المناسبات، فالمنطلقات الموحدة، تصب في نتائج متقاربة، لا يختلف فيها منطق رئيس وزراء عن امام المصلين، وكل منهما في حيز (1؟) لكن توافق النوايا والهمم يؤدي الى اتفاق في التوجهات.. كلاما... وفعلا، إن شاء الله.
لم يدافع رئيس الوزراء عن اداء الحكومة، لكنه اوضح ان المعوقات سياسية.. بسبب أؤلائك الذين يعوقون اي قانون او مشروع يخفف من تعب الناس.. توافقا ولم يختلفا، لكن كلاهما يرى القضية من زاويته.. الشعب بفئاته كلها، نظير الحكومة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح