الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الرزاق عيد وأسواقه الطائفية

محمد جمول

2012 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


عبد الرزاق عيد وأسواقه الطائفية
صفعة من الغارديان البريطانية

لو أعدنا النظر في الظروف والأسباب التي أدت إلى انتكاسات الحركة الماركسية في الوطن العربي في العقود الماضية، فلا بد من الاعتراف أن أحد هذه الأسباب كان وجود متاجرين رخيصين يتخذون من أي فكر إنساني نبيل سلماَ للتسلق إلى مآربهم الصغيرة. وهذا ما ينطبق على عبد الرزاق عيد البروفسور الذي ظل ينظر ويتاجر بهذا الفكر إلى أن وجد تجارة أكثر ربحا في الدفاع عن أفكار أخرى تتناقض مع كل ما سبق أن طرحه في الماضي.
كل من كان يشاهد عبد الرزاق عيد على الشاشات الفضائية التي قدمت لنا مثقفيها المعلبين، قبل أن يأفل نجمه ونعرف خلافاته المالية مع رياض سيف والاتهامات المتبادلة بينهما، لا بد أنه أدهش لكمية الزبد التي كانت تتطاير من فمه والشرر المبعث من عينيه وهو يتعثر بالمفردات والجمل التي لم تكن تقول شيئا سوى الاستغراب والدهشة مما يفعله" رعاع الريف وحثالة المدينة" - وهذه عبارته المفضلة لوصف كل من يختلف عنه منذ وقت طويل قبل اندلاع الأزمة في سوريا . كل ماكنا نفهمه من كلام عبد الرزاق عيد هو أنه غاضب وعلى كل المخلوقات أن تغضب لغضبه.
هناك عدة نقاط يجب التعرض لها كي نفهم فضائل عبد الرزاق عيد. وعلى رأسها أنه لم يتعرض بأية إدانة لكل ما قام به ثواره من جرائم القتل والخطف والتدمير، مصرا على ما يبدو على تنزيه هؤلاء الثوار عن كل خطأ، على الرغم من أن تطور الأحداث أثبت أنهم يمارسون أبشع أنواع الجرائم وأنهم مرتزقة جاؤوا من 29 دولة وأن عددهم يتجوز ال65 ألف مقاتل ( حسب تقرير الأمم المتحدة). فهل نتوقع من هؤلاء نشر الديمقراطية والتسامح وإرساء الأسس الصحيحة لحقوق الإنسان؟
عبد الرزاق عيد الذي خان جيلا بكامله من الشباب التقدمي في سوريا حين يتحول مثل كثر غيره من اليساريين إلى داعية من دون لحية أو عمامة حين يقول في إحدى مقالاته إن شهادة" لا إله إلا الله محمد رسول الله " هي حكر على السنة. وبمعنى آخر لا يجوز لغيرهم النطق بها. فهل هناك تكفيري يقول أكثر من ذلك؟
والأهم من ذلك ما أتحفنا به عبد الرزاق عيد من معلومات عن أسواق السنة التي يقيمها العلويون لمنهوبات المناطق السنية. وقبل أن أقدم له الرد على لسان صحيفة الغارديان البريطانية، أحب تذكيره بأن الأطفال الصغار فقط هم الذين يطلقون أحكاما عامة على فئة معينة بانها كلها أشرار وأخرى كل من فيها هم الأخيار، وأن هذا منطق طائفي متخلف ينتمي إلى ما قبل تحضر بعض البشر.
سأكتفي بالرد على عبد الرزاق عيد باقتباس ما جاء في تحقيق أجرته الغارديا من داخل مدينة حلب. في هذ التحقيق يقول القائد الميداني من ثوار عبد الرزاق عيد " وحسب أبو اسماعيل، وهو قائد ميداني ينحدر من أسرة غنية، وكان يدير شركة ناجحة قبل أن ينخرط في القتال ضد بشر الأسد: كثير من الكتائب التي دخلت حلب الصيف الماضي جاءت من الريف. وهم فلاحون يحملون حقدا عمره مئات السنين تجاه أبناء حلب الأغنياء الذين لم ينتفضوا ضد بشار الأسد. لقد أراد هؤلاء الانتقام من أبناء حلب". فهل يجوز لنا لفت انتباه البروفسور الشيوعي سابقا والملا غير المعمم حاليا بأنه كان من الأصح اعتبار هذه الممارسة تعبيرا عن صراع طبقي عابر للطوائف وليس حكرا على طائفة بعينها، مع ضرورة إدانة أي عمليات قتل أو نهب، كائنا من كان القائم بها.
وأخيرا نورد لعبد الرزاق عيد ما جاء على لسان بطله المفضل عبد الجبار العكيدي، نائب رئيس المجلس العسكري في حلب، في هذا التحقيق إذ يقول" المعركة بدأت تراوح في المكان. ولم يعد هناك أي تقدم. وحتى الشعب سئِمنا. جئنا كمحررين له، لكن الناس بدأو يرفضوننا، ويتظاهرون ضدنا".
لقد أوشكت حفلة التدمير الذتي في سوريا على الاكتمال. وأخذ " دعاة الثورة" يبشروننا ببدء مرحلة تطبيق أحكام " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". فهل حان وقت استعادة العقل عند من تخلوا عن عقولهم؟ أما الذين خدعونا بأنهم عقلاء فليهنأوا بتحريضهم على القتل والتدمير بكل أشكاله، ومنه الطائفي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش