الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحرين وأنصاف المثقفين وأدعياء اليسارية

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

2012 / 12 / 28
الادب والفن



إستضافت مملكة البحرين الأسبوع الماضي فرق فنية من الوطن العربي لإحياء مهرجان أوبريت القدس، في إيحاء من المملكة التي تعمل على قمع الحراك الشعبي البحريني من خلال قوات درع الخليج على توجهات قومية تضع فيها القدس على سلم الأولويات.
نذكر النظام الرجعي في البحرين، الذي يحاول التغني بالقدس من خلال مهرجانات فنية بكلمات الشاعر العظيم مظفر النواب " القدس عروس عروبتكم فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها؟ و وقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها"
أولاد القحبة، هل تحتاج القدس إلى المؤتمرات والمهرجانات الفنية لحمايتها من الإستيطان والتهويد اليومي؟ هل تحاولون تغطية عوراتكم السياسية وقمعكم لجماهير الشعب البحريني الذي ضاق ذرعاً بهمجيتكم من خلال التغني بالقدس؟ هل تحتاج القدس للغناء لتحريرها؟ وهل تكفي رقصة بكل ما تحمله من جمالية في إقناع المحتل بجدية مواقفكم إتجاه إحتياجات القدس وفلسطين عموماً.
القدس بحاجة إلى مدافع وطيارات ودبابات تكدسونها في مخازن السلاح لقمع المتظاهرين المطالبين بالحرية والعدالة الإجتماعية، وتوزعوا بعضها على العصابات التي تعمل على تدمير سوريا، القدس بحاجة إلى السبعة مليارات التي تعتزمون صرفها على شراء الأسلحة الصاروخية من الإمبريالية الأمريكية لتغذية خزينتها التي باتت أقرب إلى الإفلاس بعد فشل كل سياسات الإنعاش التي قمتم بها مع سائر أنظمة الريع الخليجي التي ضخت الصناديق السيادية في الإقتصاد الأمريكي بعد الأزمة الإقتصادية التي عانى وما زال يعاني منها الإقتصاد الأمريكي نتاج الأزمات الطبيعية للإمبريالية المترافقة مع فشل المغامرات العسكرية للكاوبوي في افغانستان والعراق.
لن تستطيعوا تغطية الشمس بغربال أنشطتكم التي لا تتعدى حدود المسرح الذي حمته قوات درع الخليج لتأكد على ضعف نظامكم وتهالك قيادتكم التي تعتمد على التواجد العسكري الخارجي في تثبيت أركان النظام الذي عقد العزم على مواصلة إرتهانه على الإمبريالية وأدواتها في المنطقة.
لو قُدِّر للحراك الشعبي التواصل دون تدخل الرجعيات الخليجية وصولاً إلى تحقيق نظام ديمقراطي في البحرين، كنا سنواصل الليل بالنهار نرقص فرحا وأملا في أن تحمل رياح التغيير بدايات لتوظيف إمكانيات ومقدرات هذا الجزء من الوطن العربي في خدمة قضايا الأمة العربية، وفي المقدمة منها قضية فلسطين .
لقد إستطاع النظام هناك إستقطاب قطاعات من أشباه المثقفين وأدعياء اليسار للمشاركة في مهرجان القدس، لكنهم لم يستطيعوا إقناع طفل عربي واحد بإمكانية إسهام هذا النشاط بدعم صمود أي مقدسي، حيث لا يمكن لنظام يقمع أحلام شعب ويتآمر على القومية العربية، ويغذي النزعات الطائفية، أن يكون داعم لصمود الفلسطينيون الذي يشكل إنتصارهم بداية لتداعي وإنهيار النظم الرجعية التي تآمرت على الأمة وتحالفت مع أعدائها في كل الحروب التي أدارتها الإمبريالية في الوطن العربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - الفنان أيمن الشيوي مدير المسرح القومي يوضح استع


.. كل الزوايا - هل الاقبال على المسرح بيكون كبير ولا متوسط؟ الف




.. كل الزوايا - بأسعار رمزية .. سينما الشعب تعرض 4 أفلام في موس


.. رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة يوضح الاستعدادات لعرض افلام




.. سعيد زياد: الجيش الإسرائيلي أمام مأزق كبير والمخرج الوحيد هو