الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جدا

علي فرحان

2012 / 12 / 29
الادب والفن


1. شاعرة

يالها من فتاة رائعة وذكية ، أنها ذكية بشكل مخيف وصغيرة لكن قلبها ينمو ويعلق بأجنحة الشعر.
تكتب الشعر ويكتبها ، تعشق خيوله والنجوم البعيدة ، دائما تناديه ياحبيبي الاليف ياحبيبي النظيف ، تكتب وتخبىء قصائدها في أماكن سرية لاتخطر على البال خشية أن تقع في يد أبوها الذي أشبعها ضربا حين وجدها على سطح المنزل تبكي وهي قابضة على القلم وتحت قدميها أوراق بيض ممزقة.
هذا المساء رأيت الشرطة تجرجر اباها وهو يبصق على الارض ويقول انها ملكي ، لقد أحرقتها لانها عفنة ،عاهرة ،..............
أسرعت الى منزلها الصغير فوجدت أخوتها بخدود مبللة وعيون جاحظة بينما الام تولول وتنوح فسألتها مالذي حدث ؟
فأجابت من بين دموعها والحسرة تخنقها ، لقد وجد هذه الورقة في أحد كتبها
فتحت الورقة وهالني مارأيت (ياحبيبي الاليف ،ياحبيبي النظيف
أنك تمنح صدري دفئا وطمأنينة
يداك تشعلان النارفي مساماتي
و............................
و............................)


2. أحلام

على غير عادته نهض مبكرا ، لم يشعل سيكارة ،أتكأ على حافة السرير وأدهشه أنه يشم رائحة أمرأة قريبة .
أهمل الهاجس الحلو ، أنه لايشعر برغبة في التبول أو عمل الشاي الذي أدمن على أرتشافه بشراهة بعد ان ترك تناول الخمر منذ يومين.
نظر الى النافذة ، شيء غريب يحدث ،................
كيف أمتدت أوراق العنب بهذا الشكل الجميل الى داخل الغرفة لتغطي الشباك وتلامس الارضية الاسمنتية المتشققة بلطف (تذكر أنه نزع الستارة القذرة في الليلة الفائتة)
- كـأنني أحلم
صرخ بهستيريا أكره الاحلام ، أكره الاحلام ، فلماذا تدفع برائحتها الى غرفتي بينما هي تتوسد الان ذراع رجل آخر؟
أستمر بالصراخ أكره الاحلام بينما أصابعه المتشنجة أطبقت على علبة السجائر وشفتاه التي غزاهما الزبد تتمتمان (التدخين حياة لايغزوها الحلم ) .
نظر الى ساعته المطروحة على المنضدة ،كانت عقاربها تشير الى السادسة صباحا
أطمئن أنه ليس بحلم فهاهو يرسم دوائره النيكوتينية ويحزنه انها تبتعد وتتلاشى ...........
شعر بذعر حين رفع بصره ليشيع أخر دائرة يرسمها ،،،،،
لقد أختفى سقف الغرفة
- اللعنة عليك ياأحلام
ترك جسده يسقط على السرير وأغمض عينيه بينما ترك أصابعه تطبق على أصابع باردة بثقل لذيذ وحميم ....................

3. صداع شجرة

لا شيء يدعو لبقاء هذه الشجرة اللعينة ، أنها شرهة وبدينة ، قد تكون عاقرا أو ذكرا عنينا، هكذا خاطب نفسه وهو يروي حديقته التي أهملها منذ سنتين .
يشعر الان بفرح طاغ وهو ينظر للنخلة الصغيرة وهي تكشف عن ثلاثة أعذاق طفرت بين سعفاتها المتشابكة .
_ يجب قلع الشجرة اللعينة او الذكر العنيين .
دخل المنزل وعاد حاملا الفأس ، ذات الفأس العتيدة التي هشم بها رأس زوجته قبل سنتين عندما أنجبت طفلا ميتا !
بدأ يضرب الشجرة ضربات مترنحة أنتشرت على أسفل الجذع بشكل متشتت ، ضربات تناغمت مع صداع أجلسه متكئأ على الفأس.
الفأس في يده بينما راحت مخيلته تسترجع أنين زوجته في الطلق وهدوء عينيها وهما تنظران اليه بلوم لذيذ حين كانت ممددة جثة هامدة .
قفز مذعورا ولوح بالفأس وبدأ يضرب النخلة الصغيرة المثمرة وهو يردد
ستنجبين أطفالا ميتيين
أطفالا ميتيين
بالتأكيد ..................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ