الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوراق من المعتقل . أعدُكِ بالأمل

باسم الخندقجي

2012 / 12 / 29
القضية الفلسطينية


بعينْين من زيتون أمومة تبحثين عني في قاعة الزيارة .. و أنا الجالس في آخر القاعة خلف الزجاج مصنوع من أشد أمراض الإنسانية وحشية أنتظرك ..لم أنادي عليكِ لم أُلوّح بيدي بل حدّقتُ في مشهديتك الكاملة و المزدانة بالدفء و الحب واللهفة و الشوق و بعينيكِ اللتيْن تطاردان أثري في قاعة الزيارة رأيتكِ بجسدٍ منهك من تعب الطريق و الإجراءات التعسفية تسيرين ببطء و تبحثين عني كنتُ على أشد ألمي يقتلني الشوق تقتلني هذه المسافة التي حرمني منك من حضنك و أنفاسك الطاهرة لم أُلوّح لك تركتُ لي الثواني الخمس التي أرسمك بها . و أكتب و أغنيك ِ أُغني عينيك يا حبيبتي خمس ثواني تكفيني تُشفي هذا القلب المنهك من البرد خمس ثواني لأكتب في عينيْك الطفلتيْن ما لم أكتب بعد ..
عينان تبحثان عني و تسألان "أين هو طفلي ؟ "
و كل أطفال الدنيا يبحثون عن أحبتهم في هذا المتاح الزمني الضئيل متاحُ في خمس و أربعين دقيقة فقط لا غير . و من وراء الزجاج و الزمن الزجاجي الهش أؤكد لها ذاتي و أسترد عافية حبي و أملي و أقول لها : ها أنا بخير لات تخافي .. رأتني لمحتني .. و جاءت تعدو عَدْوَ نبيةٍ مُكلّلةٍ برسالة من حب و نور..جاءت تسعى إليّ أنا طفلها الذي يخشى من دمعها المقدس و هي أمي التي تستردني من الزمن لبضع دقائق لكي تبحث في وجهي عن شامة جديدة قد تشي بزينة الأمل و العناق ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذ باسم
جان نصار ( 2012 / 12 / 29 - 20:18 )
بدئت في بداية حياتك قرأة قصة حنا مينا نهاية رجل شجاع وانا اتابع مقالاتك وهي بداية رجل شجاع.واتبعت مقولة الشاعر التركي العظيم ناظم حكمت :اذا انا وانت لم نحترق في سبيل الوطن من سيفعل ذلك.اتمنى ان يفك اسرك واسر كل ابناء شعبنا الفلسطيني يا شموع الوطن .انت اديب وكاتب رائع. تحياتي لك ولجميع الاسرى.

اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص