الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد أن سكتت الصواريخ

رفعت السعيد

2012 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


سكتت صواريخ حماس وقصفات العدو الصهيونى.. ولم يتبدد غبار المعارك. فقط انزاح من غزة إلى سماء مصر. الكل كسبوا إلا مصر بفضل حكمة القائمين على الأمر.. كيف؟

إيران كسبت فقد أزاحت مؤقتاً خطر ضربات كانت تتهددها، ثم استمتعت بمديح متكرر ومعد سلفاً من جانب حماس بما أظهرها بأنها ظهير العرب والمسلمين المقاتلين ضد الصهاينة.. هى وليست تركيا ولا قطر ولا حتى مصر.

وإسرائيل كسبت فقد قتلت ودمرت البنية الأساسية ومخابئ أسلحة حماس وسط تعاطف أمريكى غربى ثم خرجت من الغبار بأقل خسائر، ولم تقدم لحماس شيئاُ ملموساً.

وحماس هللت لانتصار ساحق حققته على العدو قتلت فيه أربعة وجرحت بضع عشرات مقابل نهر من دماء سالت من مناضلى غزة وسكانها. والأهم عندها هو بقاء الأنفاق التى تعد شريان حياة لحماس وليس لغزة وتعد كارثة بالنسبة لمصر. فهل يصدق أحد أن الأنفاق تحولت من مهرب ثورى لغزة إلى مصدر رزق هائل لقيادات حماس. أما القضية الفلسطينية فهى أيضاً إلى حين، ويكفى حماس أنها تفوقت على محمود عباس فى صراع فلسطينى - فلسطينى مجدب لا تمحوه مودة زائفة.

أما مصر فحدودها ممتهنة عبر الأنفاق، وسيناؤها مهددة بالضياع إن لم تكن قد أوشكت على التحول إلى قاعدة تنطلق منها لتضرب فى أنحاء مصر حيثما شاءت. والمديح الذى انهال على د. مرسى لدوره الماهر فى إنجاز إسكات الصواريخ يحسب عليه وليس له. فأوباما مدح برجماتية مرسى ولا أدرى هل هو مديح أم ذم. وليبرمان مدح «رجل الدولة» مرسى ويا د. مرسى عندما يمتدحك أشد الصهاينة عدوانية تكون حتماً فى الطريق الخطأ. والصحافة العالمية تتندر على من سلم البضاعة ثم تلقى الثمن المتمثل فى السكوت الأمريكى المريب على مراسيم د. مرسى. وتتندر بأن كل خطوة إخوانية مهمة يسبقها بالحتم قدوم زائر أمريكى. وإذ تم التفاهم على تسليم البضاعة كان الثمن السكوت على مراسيم تعطى د. مرسى سلطات مطلقة واستفتاء ملعوباً فيه. وإذا كانت الترتيبات الإخوانية توحى بأن بعضهم يعتقد أن فى ذلك تحقيقاً لضمان توحد قواهم فى مصر وغزة ثم فى غيرها بما يمهد لاستقواء الجماعة على الجميع، فإن كل هذه الحسابات خارج الإطار العاقل لأنها تستبعد العنصر الأهم وهو شعب مصر الذى تحرك رافضاً للمراسيم. والشعب ذكى ولا تخدعه مثلاً تحايلات د. ياسر على بأحاديث معسولة عن فهم غائم لنصوص الإعلان الدستورى وهى تصريحات لا يمكن تقبلها لأن النص الدستورى هو الحاكم وعندما يتحكم فيه المتحكم لن تكون لتفسيرات المتحدث الرسمى قيمة فعلية. وخلاصة الأمر أن الضجيج حول الدور المصرى فى الصراع ليس قادراً على حجب الحقيقة المخفية وهى الخوف المصرى من ضياع سيناء أو جزء منها. وننسى أن الجيش المصرى هو آخر ما تبقى من جيوش العرب، وراجعوا معى أحوال جيوش تونس - ليبيا - السودان - اليمن - سوريا - العراق وتتركز الأمنيات الأمريكية - الإسرائيلية فى أن يلحق الجيش المصرى بمن سبقوه لتتسيد إسرائيل كل المنطقة ولتخضع كل المنطقة لأمريكا . فهل نقبل ذلك أو حتى بعضاً منه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اما آن لهذا الفارس أن يترجل
يوسف ابو شريف ( 2012 / 12 / 30 - 03:34 )
سيد رفعت السعيد
لو كنت مكانك ومكان الرفاق في (الجبهة)ـ لأخذت استراحة محارب طويلة جدا ، لم يعد أمر السياسة بالأمر الهين بعد تلك الثورات العربية فلقد اعادت الشارع الى واقع كان الحاكم القديم يغيبه عنوة ، والرفاق يتحاشوه لكي لا يقتلوا أحلامهم بنصر لم يجهز ولم يصنع لهم ،،،، لو أن الرفاق القدامى طلبوا مني نصيحة في هذا الزمن الأغبر عليهم لنصحتهم بالرحيل الى كوريا الشمالية تلك هي بلاد اليسار التي ما زالت تحافظ على عذريتها ، هناك وفقط هناك تستطيعون اكمال الحلم
تحية لك ولنضالك

اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا