الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنبار تحرق علم إسرائيل

حسين علي الحمداني

2012 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أبرز ما يمكن أن نشخصه خلال الأزمات السياسية التي تحصل في العراق بأن الفكر السياسي لدى بعض القوى السياسية لازال خليط ما بين ( قومي – تعبوي – طائفي) ويبتعد عن الواقعية من جهة ومن جهة ثانية يبتعد عن مفاهيم الديمقراطية وبالتالي يخرج كثيرا عن نصوص الدستور العراقي التي عادة ما تقف حاجزا بين هؤلاء وبين ما يريدونه.
ولمسنا ذلك بوضوح كبير في أزمات كثيرة أبرزها قضية المجرم المدان طارق الهاشمي وكيف أراداها أن تكون في نطاق طائفي بحت لكنه فشل في ذلك والسبب بأن الحكومة عرضت إفادات المتهمين على الرأي العام وكان من بين الضحايا من العرب السنة فلم يتحرك الشارع السني حينها لأنه كما يقول المثل العراقي الشائع ( العضة بالجلال) ، لهذا أجد بأن على الحكومة عرض إفادات العيساوي لكي يعرف الناس ومنهم أبناء الرمادي ما هي الجرائم التي أرتكبوها ومن هم الضحايا ، وجاءت قضية المركز والإقليم وكيف أراد البعض أن يدخلها في نطاق الصراع القومي وأيضا فشل هذا المحور ، لأن أمريكا ما جاءت للعراق لكي تقسمه كما أكدت الخارجية ألأمريكية ذلك ، ونجد اليوم في قضية حمايات رافع العيساوي نمطين الأول تعبوي والثاني طائفي صرف ، وهذا ما يجعلنا نقول بأن العقلية السياسية الموجودة لم تستوعب بعد مرحلة التغيير بل لم تستطع الخروج من الخطاب الكلاسيكي للمدارس القومية والطائفية التي تسيدت نصف قرن من الفكر السياسي العربي وانتهت لأن عرضت بلدانها وأمنها الوطني لمخاطر كثيرة.
هذا الخطاب ( القومي) تحول لخطاب ( طائفي) يحتاجه العيساوي ، ولكن علينا أن نشير هنا هل غلق طريق بغداد الدولي يضر الحكومة الإتحادية ؟ قد يقول البعض نعم يضرها ، لكن الضرر الأكبر على أهالي الأنبار الذين يعتاشون من هذا الطريق بشكل أو بآخر.
وهل سب الشيعة ضروري ؟ الجواب يكمن بأن العقلية الفكرية لازالت متجمدة عند هؤلاء لدرجة بأنهم لازالوا يتصورون بأن الشيعة في العراق فرس مجوس ، وهو أمر مضحك ومؤلم في نفس الوقت ، مضحك لأنه ينم عن فكر ساذج ، ومؤلم لأنهم يتمتعون بثروات المناطق الشيعية بل حتى الإرهاب له موازنة خاصة من واردات النفط ، والأكثر أهمية لماذا أنتم وزراء في حكومة فارسية ؟ ولماذا يتم حرق علم إيران في مظاهرات الرمادي ولا يتم حرق علم إسرائيل أو أمريكا؟ تمنيت لو أحرقتم علم إسرائيل ولكن لن تفعلوا ذلك أبدا.
أليست أمريكا هي من أسقطت نظام صدام ، أليست إسرائيل العدو الأول للعرب وفي مقدمتهم القوميين ؟ لهذا فإن ما يحصل من مظاهرات في الرمادي هي طائفية بحته تهدف لأمرين ، ألأول محاولة جر البلد للإحتقان والإحتراب الطائفي وهذا لن يحصل لأن لا أحد يريد العودة للطائفية بعد أن جربها الجيل الأول منهم وفي مقدمتهم عدنان الدليمي والدايني وغيرهم ونالوا ما نالوه من ملاحقات ، وجربوه العرب السنة فلم يحصلوا على منصب أو مركز إلا بشق ألأنفس.
الأمر الثاني وهو الأكثر أهمية ، محاولة جر العراق لأن يكون في منطقة ومدار الربيع السلفي ، وهو الأمر الذي سيضر السنة أكثر من الشيعة ، لأسباب عديدة بأن الشيعة فيما لو حصل هذا فإنهم لن يترددوا لحظة واحدة في إعلان دولتهم في وسط وجنوب العراق ويتركوا ( السنة والأكراد) يتخبطون خاصة في ظل تنامي قدرات الشيعة ومواردهم الإقتصادية وعلاقاتهم مع أمريكا وأوربا اللتان تبحثان عن مصالحهما الإقتصادية الموجودة في وسط وجنوب العراق وليس في المنطقة الغربية أو كردستان ، فما ينتجه كردستان من النفط لا يكفي حتى لتسديد رواتب البيشمركة ، والمناطق الغربية من العراق لا ثروات فيها كما تعرفون.
لهذا أجد بأن من مصلحة العرب السنة ( صلاح الدين – الأنبار – نينوى) أن يتخلوا عن دعمهم لأمراء الإرهاب ، فالعيساوي ومن قبله الهاشمي ومن بعد آخرون لايمكن أن يكونوا الشعرة التي تقسم العراق لدويلات بعضها شحيحة الموارد والبعض الآخر غنية بكل شيء.
وإذا ما كان ثمة خلل في الخدمات المقدمة لهم فهذا يعني مجالس محافظاتهم وليس الحكومة الإتحادية ، وإذا ما كان من بينهم من قتل العراقيين فيجب أن يحاسب وهذا أمر لا نقاش فيه سواء اكان المتهم سنيا أم شيعيا أم كرديا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق لصحيفة إسرائيلية بشأن الفشل الاستخباراتي يوم السابع من


.. حريق ناجم عن سقوط صاروخ على مستوطنة شلومي بالجليل الغربي




.. قناة إسرائيلية: هناك فجوات في مفاوضات صفقة التبادل وعملية رف


.. AA + COVER.mp4




.. -يفضل انتصار حماس-..أعضاء بالكونغرس الأميركي يهاجمون الرئيس