الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث جدار الاسمنت على حدود الجولان

بدرالدين حسن قربي

2012 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



مع استمرار الثورة السورية قرابة السنتين، وذهاب المؤشرات كلها إلى أن بشار الأسد ونظامه ماضٍ إلى نهايته المحتومة مع تصاعد وتيرة الثورة وسيطرتها على الأرض، فإن السلطات الإسرائيلية متوجسة من القادمين الجدد أياً كانوا على حدودها التي بقيت آمنة لعشرات السنين بوجود قوات دولية يُجدّد لها دورياً تحرسها أعداد لاتذكر من جيش الطرفين بمثابة سد عتيد مانع ومنيع، فلا ثقة في أحد من القادمين مقارنة بالموجود المجرّب من الأب إلى الابن، الذي لم يسجل عليه خرق مهما بلغت بساطته يُقلق الجيران الأعداء، رغم أن الحدود المصرية والأردنية سُجّلت عليها خروقات دائمة ومتكررة رغم توقيع معاهدات سلام معها. أما ماكان على غير العادة لأربعين عاماً في أيار وحزيران العام الماضي في ذكرى النكسة والنكبة، والحركة الاستعراضية بالدفع بآلاف المتظاهرين فلسطينيين وسوريين للعبور إلى أراضي الجولان المحتل، فلم يكن إلا تعبيراً عن زنقة لامثيل لها للنظام، أخرجته عن طوره في ضبط الحدود وربطها، أراد فيها إعطاء إشارات ورسائل للمعنيين، وتأكيداً على كلامٍ قاله على لسان ابن الخالة رامي مخلوف: لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا. لا أحد يضمن ما سيحدث بعد حدوث أي شيء لهذا النظام. لا تدعونا نعاني، يجب أن تعلموا بإننا حين نعاني لن نعاني وحدنا، لا تضعوا المزيد من الضغوط على الرئيس، لا تدفعوا سوريا للقيام بأي شيء لن تكون سعيدة بفعله ولا تريد القيام به.
وعليه، فبتوجس الإسرائيلين من الإشارات والرسائل المباشرة وغير المباشرة، مع الحركات الاستعراضية للنظام المتداعي، فضلاً عن نشوء قناعة جديدة لدي الإسرائيلين بأن سدّ أمنهم وأمانهم الذي يقوم عليه بشار بات مشكوكاً به لسبب أو آخر، فقد توجه عزمهم إلى بناء جدار اسمنتي عملاق مجهز بكاميرات مراقبة ومجهز بدُشَم دفاعية وخنادق إعاقة ممتدة تسعين كيلو متراً على طول خط الهدنة لحدود الجولان السورية. وهو قرار أكّده الأربعاء الماضي الميجور آري شاليكار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة الأنباء الألمانية، وعلّله بأنه يأتي كإجراء وقائي تحسباً لحالة عدم استقرار محتملة عقب السقوط المتوقع لبشار الأسد، فمن الواضح أن الواقع سيتغير بطريقة أو بأخرى، وأيا كان هذا التغيير فإن الوضع لن يبقى كما كان عليه من قبل. ثم جاء ماأذاعته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي في تقرير لها مصدّقاً لكلام المتحدث العسكري: بأن البناء في السياج الجديد بدأ قبل نحو سنة وأنه يجري بوتيرة سريعة وبشكل غير عادي بهدف الانتهاء منه خلال أشهر.
إنّ بناء الإسرائيلين للجدار الاسمنتي في حديثه إلينا، يؤكد أنه بديل وتعويض عن جدار آخر، استمر أربعين عاماً كان بشار الأسد قائماً عليه ومن قبله أبوه. وإن كل صبّة إسمنت في الجدار الإسرائيلي التسعيني تشهد بلسان الحال بأن النظام السوري المتفرد في مقاومته وممانعته، كان ضامناً أمنياً وأميناً على حدود الأرض المحتلة، حقق أغراضاً عجزت عنها على حدود مصر والأردن وثائق دولية ومعاهدات سلام. وأما الإشارة الأهم في حديث الجدار، لكل أهالي سوريا الحرائر والأحرار، هي أن النظام الأسدي دنا أجله، واقتربت ساعته، فلو كان سيستمرّ النظام ورئيسه بشار، لما قام وبُني مثل هذا الجدار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار