الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى السيد بنكيران

رضا الهمادي

2012 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تحية و بعد

بادئ ذي بدء؛ أرجو أن أجد عندكم سعة الصدر اللازمة حتى تكملوا قراءة رسالتي دون تمزيقها والتي لم أكن لأكتبها لولا وصول السيل الزبى
.
سيد بنكيران، لقد صوت عليكم المغاربة في نونبر 2011 بعد أن توسموا فيكم الخير و ظنوا أنكم قادرون على انتشالهم من حالة اليأس والقنوط التي انتابتهم بعد خمس سنوات قضاها عمي عباس الفاسي على رأس حكومتهم الموقرة و بعد أن اعتقدوا أن دستور 2011 كفيل بتغيير بعض قواعد اللعبة و إعطاءكم وضعية مريحة بالمقارنة مع سابقيك مما يمكنكم من الوفاء بالتزاماتكم تجاه المغاربة. لقد قلتم لنا أنكم ستحاربون الفساد و أنكم ستهزمونه و تطردونه من بلادنا شر طردة؛ لكننا اكتشفنا أن الفساد في عهدكم أصبح مؤسسا و أننا تقهقرنا و تدحرجنا مراتب نحو الأسفل في كل التقارير الدولية. بل إن الفساد تغول في عهدكم و أصبح محميا بعد مقولتكم التاريخية عفا الله عما سلف

لقد قلتم لنا أنكم ستحققون معدل نمو يناهز 7% و أنه في عهدكم سيعم الرخاء و الإزدهار لكننا صدمنا عندما طلعت علينا في قانون المالية الجديد برقم هو أقل من نصف ما وعدت به بل و صدمنا أكثر حين قالت جميع المؤسسات الوطنية و الدولية أن رقمكم هذا مبالغ فيه. لقد تعاقدت مع المغاربة على حماية الضعفاء منهم و تحصين قدرتهم الشرائية؛ لكنك بمجرد جلوسك على كرسي الحكومة رميت في وجوهنا زيادة في أسعار المحروقات عجز أكبر الإقتصاديين عن فهم دوافعها و توقيتها، فلا هي كانت بداية لإصلاح صندوق المقاصة ولا مولاي بيه. تعاقد معك المغاربة على تفعيل سريع للدستور الجديد و على احترامه لكنهم فوجؤوا بك "مجرد" رئيس حكومة يتلكؤ في إخراج الترسانة القانونية و يفوت أجزاء كبيرة من صلاحياته لجهات غير معلومة. انتظر منك المغاربة التفاعل مع المعارضة في إطار اللعبة الديمقراطية لكنك ضقت ذرعا بها ومرمدتها بمشاجراتك و شغبك الذي لا يسمن ولا يغني من جوع

سيد بنكيران، أود أن قول لك أن المغاربة ضاقوا ذرعا بتصرفاتك و أنهم فهموا أن صراخك و عويلك ماهما إلا جملة تكتيكات تخفي وراءها ضعف حجتك وقيلة حيلتك و عدم توفرك على مخطط عمل يمكنك من المضي قدما و الإيفاء بعهودك. أحار أحار حين أقول لنفسي كيف ظن رئيس حكومتنا الموقرة أننا سننساق وراء لغطه و صراخه بالجيلالة والنافخ وننسى همومنا و أوضاعنا المأساوية. لقد قلت لنا أنك ولد الناس و باغي المعقول و صدقناك كما تصدق ابنة السبع عشرة ربيعا رجلا يعدها بالزواج؛ لكنك قضيتي الغرض وضربتها بهربة. استقلت من تدبير أمورنا اليومية و دفعت همومنا بعيدا عنك وتفرغت لحروبك السياسية الصغيرة والمليئة بالعداوات والأحقاد الشخصية المغرقة في التفاهة حتى القرف

أقول لك سيدي، انك دوزتي علينا عام كحل و أنني كجميع المغاربة لا أملك إلا أن أتذكر المقولة الشهيرة "سبق السيف العذل" أو كما يقال بتامغرابيت "لقد جاءت الفاس في الراس" و لا نملك الآن إلا أن نردد اللطيف و ننتظر الإنتخابات المقبلة حتى نرد لك الصاع صاعين. سينتقم منك المغاربة و سيذكر التاريخ لك أنك هربت من ساحة الوغى و أنك رئيس حكومة الشفوي بامتياز. و آخر كلامي اللهم إنا لا نسألك رد القضاء (بنكيران و حكومته) ولكنا نسألك اللطف فيه

والسلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته


رضا الهمادي
شاب مغربي يئس من حكومة بنكيران








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة