الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف وقلق الواقع والحلم

حذام يوسف طاهر

2012 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


يقول المفكر علي شريعتي "إذا لم تكن شاهدا على عصرك ،ولم تقف في ساحة الكفاح الدائر بين الحق والباطل ، وإذا لم تتخذ موقفا صريحا من ذلك الصراع الدائر بالعالم ، فكن ماتشاء ، مصليا متعبدا في المحراب ، أم شاربا للخمر في الحانات ، فكلا الأمرين يصبحان سواء " ، كلمه غاية في الدقة ، وهو يصف الإنسان بشكل عام ، دون أن يحدد هل هو المثقف ، أم السياسي ، أم المواطن العادي ، أم القائد ، أم رجل الدين ، وهو بهذا إنما يريد أن يدعو الى الحركه والعمل ، أن لانتوارى ، ولاننحسر عن الانظار لانها ستلاحقنا في كل مكان ، وننظر الى المثقف عادة بأنه مستقل ويمتاز بإعتزازه بنفسه وبما لديه من فكر وتوجهات ، لكنه منشغل بتقديم الملاحظات والانتقادات للحكومه ، دون تقديم مقترحات ، وهو ينظر بتوجس لماحوله يصحبه خوف من ردة فعل السياسي ، فينشغل أكثر بالتنظير لينقسم الى مثقف يقف حاسد لما لدى السياسي من سلطه ومال ، وآخر يقف محايدا ، وليس لديه موقف من اي شيء ، ويكتفي بالتأمل والسباحه في بحر ملكوته الخاص ، وآخر ينظر بعين ويغمض أخرى ، بل في أحيان كثيرة يغمض الاثنتين معا ، طلبا للسلامه ! ، ومن أكثر الحالات حرجا بل ربما تصل حد الخطورة ، عندما يكون المثقف ، موظفا ، حينها يتحول الى أجير ، وعند هذه النقطة تنقطع الصله بين المثقف وبين المواطن ، الذي يفترض أن يكون هو الممثل الشرعي له من دون إنتخابات ، لانه (المثقف) ،وكما يحلم المواطن صادق وصريح وبعيد عن المراوغه والتلاعب بالاقوال ، لكننا وبنظرة سريعه لما يدور حولنا ندرك فشل المثقف في أن يكون قائدا لمجتمعه او حتى قائدا لنفسه ، لأنه ومن دون أن يعلم (أو ربما يعلم ويتغاضى) أصبح تابعا وليس متبوعا ، عبدا اذا جاز لنا التعبير لكل ما يحيط به ، فهو عبدا لمدير دائرته ، او رب العمل ، هو عبدا لتقاليد مجتمعه التي لايجرؤ على انتقادها حتى ، فكيف يجرؤ على الخروج من سجنها؟ ، وهنا يخسر مصداقيته ويفقد توهجه ومشروعية كلامه ، ويصبح حاله كحال السياسي الذي يستر أخطائه ويشوه أفكاره بدلا من أن يوضحها .. بدبلوماسيه ممسوخه ، وهو هنا قلق حد الخطيئة ، أقول هذا وأنا أؤمن وبشده أن هذا الطرح ينطبق على المثقف والسياسي معا ، عندما ينحصر إهتمامهم بمصالحهم الشخصيه مبتعدين عن مصلحة أسمى واعمق هي مصلحة الوطن والمواطن ، الذي ينظر لهم بعين الترقب والأمل ، وأؤمن أيضا أن للمثقف سلطةً معرفيةً ذات أثر سلوكي في مجتمعه ، مدركا لأهمية دوره في البناء وتشخيص الداء ليساهم بذلك في صنع حاضره ومستقبله ، ولايمنعه الخوف من قول الحق صونا لكلمته ومايعلنه عن فكره وعقيدته ، والا فليعلن استقالته فورا من ساحة عمله ، سواء كان مثقفا ، او سياسيا ، حتى لايسمى منافقا ، أو مثقفا خائفا ، أو سياسيا خائنا ، لان التأريخ سيكون شاهدا على سلبيتنا أو إيجابيتنا ، خسارتنا أو ربحنا ، فماذ سنختار ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا