الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-محاميد الغزلان - سيدي إفني ...- قمع و إعتقالات بالمغرب .

الواقع المغربي

2012 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تقرير .
"محاميد الغزلان - سيدي إفني ..." قمع و إعتقالات بالمغرب .
تعود بدايات أحداث سيدي افني الأخيرة الى الخميس 23 فبراير 2012 حين تحولت شوارع المدينة إلى ما يشبه مخيما لللاجئين بسبب الإعتصامات التي يخوضها المعطلون والكادحين أمام مؤسسات النظام القائم ووسط أحياء بالمدينة، حيث إستمرت هاته الإحتجاجات على ذلك النحو بالرغم من اغراءات عامل الاقليم (بانه سيمنح المعطلين بطائق الانعاش ان تم فض الاعتصاممن طرف المحتجين ).
و في 27 شتنبر من سنة 2012 كثف المعطلون من نضالاتهم عبر ضرب اعتصام مفتوح أمام شركة "الأعمال المغربية "مطالبين بتنفيذ التزام سابق للسلطات والشركة المشار إليها، القاضي بتشغيل عدد من الأطر المعطلة.
في هذه الاثناء تحركت الألة القمعية للنظام القائم بالمغرب بشن هجمة شرسة على جماهير مدينة سيدي ايفني ( نساء ، شيوخ أطفال ...) ممن انضموا الى المعتصم ، بشكل يذكر بأحداث سنة 2008 التي جعلت من مدينة إفني تلك القطعة من الجحيم التي تشهد أشد سفالات و حقارة و نتانة الإنسان عندما يصبح أسفل السافلين ، فقوات القمع الهمجية لم تكتف بذلك بل شنت حملة اعتقالات و مداهمات للمدارس و البيوت و مختلف اماكن تواجد المشاركين في الاحتجاج ، فتلا ذلك تقديم كل من الشابين محمد اقيدا والحسن بوالهدير امام المحكمة الابتدائية لتزنيت يوم الجمعة 5 أكتوبر 2012، حيث لوحظ في المحكمة أن اثار التعذيب بادية عليهما نظرا لما تعرضا له من أساليب همجية لايقبلها أو يتصورها عاقل ، ناهيك عن تحويل مدرسة ابن طفيل إلى ثكنة عسكرية و منع تلاميذها من متابعة دراستهم إلى اجل غير معروف.كل هاته الجرائم تتم في صمت تام من طرف أجهزة الإعلام السمعية و البصرية وكل الجرائد الصفراء التي حاولت في بعض شطحاتها تبرير عملية الجلد و سفك الدماء و تحويل الجلاد إلى ضحية .

إن الأمر لم ينتهي عند هذا الحد بل شنت قوى القمع مرة أخرى العديد من الإعتقالات فأعدت المحاضر مسبقا و نصبت المحاكم الصورية وهنا سيتم إدانة كل من عبد الله الحيحي ويوسف الركيني وزين العابدين الراضي ومحمد حمودة، بعشرة أشهر نافدة وغرامة مالية قدرها 500 درهم لكل واحد منهم، فيما حكم على عبد المولى هلاب وحسن بوغابة بثمانية أشهر نافدة .كل ذلك تم وسط صمت مطبق من جانب كل الأحزاب الإصلاحية و الاطارات و كذا الهيئات السياسية داخليا و خارجيا ، بما يكشف تواطؤها مع النظام القائم " اللعبة القديمة الجديدة "، الااذا احتسبنا بعض المواقف المعبر عنها و التي تجتزئ الصراع و تحمل المسؤولية لبعض الاطراف في الالة القمعية و ليس للنظام القائم بالمغرب . المسؤول عن المجازر اليومية التي يتعرض لها شعبنا الكادح .

وإستمرار منه على هذا المنحي في مسلسل التصفيات و الإغتيالات و الإعتقالات و في نفس سياق الهجمة الشرسة التي يقوم بها النظام القائم على كافة مكتسبات الشعب المغربي ، تعرضت ساكنة منطقة محاميد الغزلان لعمليات قمع واسعة بغية إخماد إنتفاضة الجياع و المحرومين المطالبين بأبسط شروط العيش الكريم (الماء الصالح للشرب ، الإنارة ، التعليم ، الصحة ، الشغل ...) هاته المنطقة الخالية من كل مقومات الحياة الكريمة و أبسطها تضم الألاف من الجياع و المضطهدين عمروا هناك لعقود و سنين عديدة دون أن تلتفت الجهات المسؤولة إلى أوضاعهم المزرية و الرديئة ، إذ أن كل تلك التناقضات في المنطقة كانت تبشر بتفجير الأوضاع وهنا كانت البداية ، إنتفاضة باسلة خرجت فيها الجماهير عن صمتها فلم تعد ترى أمام عينك سوى المسيرات الألفية تتقدمها النساء و الأطفال منددين باوضاعهم المزرية و الواقع الجهنمي الذي يعيشونه ، وككل مرة كما عودنا هذا النظام الخائن لقضايا الشعب ستعرف المنطقة تطويقا عسكريا لكل مداخلها و مخارجها ليبتدأ فصل الهجمات ، الواحدة تلو الأخرى ضد إرادة الجماهير الشعبية و نضالاتها البطولية فتكون النهاية ، مئات المشردين الهاربين و الفاريين إلى الخلاء خوفا من بطش قوى القمع ( الدرك ، الجيش ، قواتهم القمعية المساعدة ...) و مئات الجرحى و المعطوبين حيث أستعمل كافة أنواع الأسحلة ( القنابل المسيلة للدموع ، هروات ، رصاص مطاطي ...) بالإضافة إلى عشرات المعتقلين تعرضوا لشتنى أنواع التعذيب ( إستعمال أدوات حادة في مخافر الدرك من أجل إمضاء محاضر مزورة ، الإغتصاب ، إدخال ألات حادة في دبر المعتقلين ، التهديد بإغتصاب أمهاتهم في حالة عدم الإمضاء ...) بمعنى أدق أن كل مالايخطر على بال فقد تفننت الجهات القمعية في فعله على أجساد نحيفة و نحيلة همها الوحيد هو لقمة العيش الكريم .
في هذا الإطار قضت المحكمة الصورية يومه 12 يوليوز الماضي 2012 في حق المعتقلين السياسيين سنتين سجنا نافذة و 10 ألاف درهم غرامة لكل معتقل .

حيث وجهت لكل من لحبيب بوبكر، عبد الوهاب نور الدين، لبطاح عمر، الكديمي بلغيث تهم صورية تتعلق بإهانة موظفين عموميين أثناء مزاولتهم مهامهم ، والرشق بالحجارة وحرق العلم الوطني وتخريب المنشآت ذات المنفعة العامة، وهي ملفات مفبركة سلفا داخل مخافر الدرك.
.
إن هاته الإعتقالات هي نتيجة دفاع المعتقلين السياسيين عي قضايا و نضالات الجماهير الشعبية وحقوقها العادلة و المشروعة ، وإعتقالهم هو من أجل إخضاع ساكنة سيدي إفني و محاميد الغزلان وطمس ملفاتهم النضالية العادلة و المشروعة منذ مايزيد عن الأربعة عقود من النضال دون جدوى، حيث أن الجهات المسؤولة تصم الآذان عن كل مطالبهم ، و تتعاطى معهم بسياسة القمع و الإحتواء و الزج بأبناء الشعب في الزنازن الرهيبة و المظلمة، بدل حل المشاكل المرتبطة بالمنطقة منذ عقود ( لا ماء ، لاكهراء ...) أي غياب أبسط شروط العيش الكريم.
كل هاته الجرائم يتم طمسها تحت واقع التعتيم الإعلامي و تواطئ الأحزاب و الإطارات الصفراء التي فضلت الصمت و بالتالي التخندق و الإصطفاف إلى جانب النظام القائم و هجماته الجبانة في حق الشعب المغربي على طول خارطة هذا الوطن الجريح .
إن الجماهير الشعبية لم تعد تملك سوى القيد القادرة على كسره بفعل قوتها و صوتها ، فهي صانعة التاريخ ونور العالم فلا القمع و لا إرهاب الذولة الطبقية سيثني الجماهيرو المناضلين الشرفاء ( عمالا ، فلاحين ، كادحين ، معدومين ، طلبة ، تلاميذ ...) في خوض النضال و تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الدفاع و بقوة عن قوت و مكتسبات الشعب ضد من باعوا المغرب أرضا و شعبا في معاهدة "إيكس ليبان الخيانية "
عاشت نضالات الشعب المغربي .
أعتقل الثوار عاشت الثورة أستشهد الثوار عاشت الثورة
الواقع المغربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النصر حليف شعبنا
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2012 / 12 / 30 - 11:26 )
التحية كل التحية لكل الرافضين للذل والاستغلال المواجهين لهما في مختلف جبهات النضال التي يخوضها شعبنا المغربي البطل...سياسة التجهيل والتضبيع التي يمارسها النظام منذ عقود وكل إيديولوجيات التوفيق بين الكادحين ومستغليهم التي تصرفها الأبواب الانتهازية والرجعية الدائرة في فلك النظام لن تثني أحرار شعبنا من مواصلة زحفهم نحو الحرية من سيدي إيفني إلى محاميد الغزلان من فكيك الصامدة منذ أسابيع إلى الحسيمة وبني بوعياش من 20 فبراير إلى اعتصام إميضر كلها تراكمات وتضحيات موصلة حتما إلى الغد الذي ننتظره جميعا واستشهد من أجله المناضلون والقادة العظام أمثال عبد اللطيف زروال ويعتقل من أجله خيرة أبناء شعبنا. وإن
النصر لقريب وهو حليف شعبنا
تحية للكاتب على مجهوده للتعريف بنضالات شعبنا والتحية موصولة لكل المناضلين في كل الجبهات ونخص منهم أبطال محاميد الغزلان وسيدي يوسف بن علي بمراكش

اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة