الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد عصيد - كاتب وشاعر وباحث أمازيغي مغربي، وناشط حقوقي وعلماني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: كيف نستعيد الثورات المهرّبة؟

أحمد عصيد

2012 / 12 / 30
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -95 - سيكون مع الأستاذ أحمد عصيد - كاتب وشاعر وباحث أمازيغي مغربي، وناشط حقوقي وعلماني -  حول: كيف نستعيد الثورات المهرّبة ؟  .

 

كانت السنة الأولى من العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين ، فاتحة عهد جديد طبَعه مدٌ غير مسبوق من الحراك الشبابي المفعم بالآمال، والمعتدّ بوسائط الإتصال الأكثر حداثة، حاملا معه روحا جديدة شعارها الحرية والمساواة والعدل، ومنطلقها إرادة الشعوب في الحياة، وهدفها الأسمى تحقيق الكرامة الإنسانية، وبناء دولة القانون التي عمادها التداول على الحكم وفصل السلطات واستقلال القضاء وسمو القانون والتدبير المعقلن لشؤون المجتمع، وهي القيم التي أصبحت اليوم رصيدا للإنسانية جمعاء، وخلاصة تجارب الشعوب والأمم التي قدمت تضحيات جسيمة من أجل تجاوز مساوئ الماضي الذي عرف الاستعباد بكل أنواعه، والتفاوت بين البشر بكل أضرُبه وأشكاله، كما عرف الدول الدينية التي كانت نماذج للقهر باسم السماء، وللاستخفاف بالكرامة الإنسانية سواء في الشرق أو في الغرب.
أدّى هذا الحراك القوي في بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى إسقاط حاجز الخوف، وتكسير الطابو السياسي الذي يجعل من التسلط قدرا لا مفر منه، ومن التغيير أسطورة بعيدة المنال، وجعل القوى الحية تستعيد الثقة في مشروعها وخطابها، ومنح الشارع وصوت الشعب مصداقية جديدة كانت قد بدأت تتآكل وتستحيل إلى سراب.
وبقدر ما كان الأمل في هذه الانتفاضات كبيرا، بقدر ما ظهرت بالتدريج مخاوف الصفّ الديمقراطي من إجهاض هذا الحراك أو توجيهه الوجهة التي تؤدي إلى تكريس استبداد جديد باسم السماء، بعد عقود من الاستبداد باسم العسكر أو العائلة أو الشخص. وكان وراء هذا التخوف ما لاحظه الفاعلون السياسيون والمدنيون اليساريون والليبراليون من ترامي القوى المحافظة على الثورات المنجزة ومحاولة تحويلها لصالحهم، وهو أمر طبيعي تماما للأسباب التالية:

1) لأن القوى الإسلامية هي الأكثر تنظيما ، حيث استفادت من السنوات المنصرمة التي كانت فيها محاصرة ومضطهدة، لكي تتوفر على آلية انتخابية مروّضة ميدانيا.


2) لأن الإسلاميين بسبب الحصار الذي ضرب عليهم من طرف أنظمة الاستبداد توجهوا إلى العمل في عمق المجتمع، وعملوا فيما يمكن تسميته بـ "الإسلام الاجتماعي" عبر النشاط الخيري الذي سعى إلى الظهور بمظهر من يعوض الدولة في غيابها في مجالات محدّدة.


3) لأنّ الأنظمة الاستبدادية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، خلال صراعها ضدّ الشيوعيين أو اليسار الاشتراكي، عملت على احتكار الشأن الديني واستعمال العقيدة في المجال السياسي بشكل أدى إلى النتيجة نفسها التي يريدها الإسلاميون، وهي انتشار الوعي المحافظ وانحسار الوعي الديمقراطي التقدمي. فرغم أن الإسلاميين لم يكونوا يُشرفون على مجالات الإعلام والتربية والتعليم، إلا أن هذه المجالات لعبت أدوارا هامة لصالحهم بسبب عدم رغبة الأنظمة القائمة في إنجاح الانتقال نحو الديمقراطية، حيث اعتبرت أن الخطر الذي يهددها هو مطالب الحداثيين، كما اعتقدت بأن الإيديولوجيا الدينية السلفية ستظلّ دائما مسالمة، وأساسا لتكريس أخلاق الطاعة والولاء والمهادنة، ولم تتوقع أن تصير هذه الإيديولوجيات تنظيمات مسلحة وعنيفة تهدد استقرار بلدان العالم بأسره، وليس فقط الدول الإسلامية.


4) لأن القوى الديمقراطية في معظمها قوى معارضة تقاطع العملية الانتخابية باعتبارها غير شرعية، وعندما تكون الأغلبية مقاطِعة، فإن الأقلية المنظمة هي التي تستفيد من عملية الاقتراع، فقوة الإسلاميين ـ الذين يتوفرون على كتلة ناخبة منضبطة ولكنها محدودة ـ إنما مصدرها عزوف اليساريين والليبراليين وبقية الشرائح الاجتماعية التي تشكل الأغلبية الفعلية، وانقسام صفوفهم وتشرذمهم. هكذا أصبحت الفكرة القائلة بعدم المشاركة في الانتخابات لنزع الشرعية عن المؤسسات، أصبحت تلعب بعد الثورات دورا خطيرا لصالح الإسلاميين، بل إنها في مصر كانت وراء نجاح الإخوان والسلفيين بشكل واضح، وكذا وراء صعود محمد مرسي رئيسا للدولة، ووراء تمرير دستور ديني في استفتاء لم يصوت عليه إلا 11 في المائة من المصريين الذين في سنّ التصويت، بعد أن قاطع 67 في المائة العملية كلها وصوت 33 في المائة بـ"لا"..


5) لأن اليساريين والليبراليين لم يهتموا كثيرا بموضوع الدين في عملهم التحسيسي والتأطيري، معتقدين أن هدفهم المتمثل في إنجاح الانتقال نحو الديمقراطية الشاملة، يمكن أن يتحقق دون الاشتغال من داخل المنظومة الدينية نفسها، مما جعل القيم الحداثية تبدو لدى العامة كما لو أنها غربية المنزع ، وعديمة الجذور في التربة المحلية. وقد أدّى هذا إلى جعل الإسلام بمفهومه السلفي المتشدّد (الوهابي) هو السائد في الخطاب السياسي وإن لم يكن هو السائد لدى أغلبية المواطنين في حياتهم اليومية.


6) تسلح الوهابية العالمية بأموال البترول التي أصبحت عامل تخريب واحتواء لكل دينامية تسير في اتجاه التحديث والدمقرطة. وهو عامل ظهر بقوة وبشكل مكشوف خلال الثورات وبعدها، حيث لعب المال الخليجي دورا كبيرا في الانتخابات المصرية والتونسية والليبية، كما يتوقع أن يلعب دورا أكبر في الحياة السياسية القادمة لدول شمال إفريقيا والشرق الأوسط.


لهذه الأسباب ليس أمرا مستغربا صعود نجم الإسلاميين بعد الثورات، ومحاولتهم استعادة الدولة الدينية التي ناضلوا من أجلها منذ انهيار الخلافة العثمانية.


والسؤال المطروح حاليا هو كيف يمكن للقوى الثورية التي قادت الانتفاضات أن تستعيدها وتوجهها من جديد الوجهة الصحيحة ؟


أولا:
 لا بدّ من الانطلاق من مبدأ أن الثورة ليست هي الأحداث التي وقعت في الشارع لبضعة أسابيع، والتي انتهت بطرد الحاكم الفرد أو قتله، بل هي كل الدينامية التي تتمخض عنها والتي قد تستمرّ لسنوات، ومن هذا المنطلق فالثورة انطلقت ولكنها لم تنته بعد، وهذا ما يسعى الإسلاميون إلى طمسه بطيّ الصفحة والتصرف كما لو أن الثورات أعطت ثمارها بصعودهم، بينما الحقيقة أن الثورات لم ترفع شعارات دينية، ولا طالبت بحكم الإسلاميين، بل اندلعت من أجل الكرامة والحرية المساواة والعدالة الاجتماعية وغيرها من المطالب التي ما زالت قائمة ولم يتحقق منها شيء.


ثانيا:
 لقد أفرزت الساحة السياسية بعد الحراك الشعبي خريطة جديدة للتكتلات والتحالفات، منها تراجع التقسيم التقليدي يمين / يسار، اشتراكي / ليبرالي، لصالح تقسيم جديد يشمل معسكرين لا ثالث لهما، معسكر الحداثيين ومعسكر السلفيين، يضمّ الأول اليساريين والليبراليين والقوى المدنية والسياسية المختلفة لتي تؤمن بالديمقراطية كما هي متعارف عليها عالميا. بينما يضمّ المعسكر الثاني كل القوى التي ترى بأن القيم الديمقراطية غربية المنشأ وأن العودة إلى الشريعة الدينية يمكن أن يشكل أساس نهضة في العصر الراهن.


ثالثا:
 أن الخريطة الجديدة المذكورة تفرض السعي إلى تشكيل جبهة موحّدة لمواجهة التحديات القادمة، والحفاظ على المكتسبات الضئيلة التي تحققت خلال المراحل السابقة، والتي كانت نتيجة نضال وتضحيات لا ينبغي أن تذهب سُدى. وما سيجمع بين قوى هذا التكتل هو الشعور المشترك بالخطر، وهو تكتل يمكن أن يتشكل من القوى السياسية اليسارية والليبرالية، ومن القوى المدنية كالحركات النسائية والأمازيغية والشبابية، ومن الأقليات الدينية والإثنية التي يتهدّدها المشروع الوهابي.


رابعا:
 ضرورة العمل في عمق المجتمع عبر التحسيس والتأطير والتعبئة من أجل استعادة الأغلبية المقاطعة والعزوفة عن السياسة، والتي يدين لها الإسلاميون بنجاحهم، وذلك من خلال إعادة الحياة إلى المقرّات الحزبية وتنشيطها، وانتهاج سياسة القرب من السكان عبر الحملات التوعوية، وإتاحة الفرصة أمام الشبيبات الحزبية للتعبير عن رأيها و التحرك في المجتمع.


خامسا:
 سيكون على هذه القوى المتكتلة الاستمرار في مقاومة أي شكل من أشكال تفعيل الدساتير التي يضعها الإسلاميون مستفيدين من السياق الحالي، وخاصة في القطاعات التي ستمسّ مباشرة حريات الناس وحقوقهم الأساسية، دون التخلي عن استعمال ورقة الشارع واستمرار الثورة إلى أن تتحقق أهدافها الكبرى المعلنة، وترسيخ أسس الديمقراطية بشكل نهائي لا رجعة فيه.


سادسا:
 على القوى الديمقراطية كذلك الاستفادة من أخطاء التجربة المصرية، وأخذ العبرة من الطريقة التي يستولي بها الإسلاميون على الدولة باعتماد الأقلية المنظمة على حساب الأغلبية المتفرقة، والحسم في ضرورة إنهاء موقف المقاطعة الذي يجعل الأغلبية رهينة في يد الأقلية الحاصلة على أغلبية نسبية، والتحلي باليقظة من أجل الحفاظ على المكتسبات، ثم توسيعها في اتجاه الترسيخ الديمقراطي الشامل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دور القوى الديمقراطية في المجتمع
الحسين بحماني ( 2012 / 12 / 30 - 17:11 )
صحيح أن القوى الإسلامية نجحت في حشد التأييد لمشاريعها الأصولية ابتداء مما يسمى بـ-الصحوة الإسلامية- باستغلالها لرصيد التدين لدى عامة الناس وقابليتها لتقبل خطاب غير ديمقراطي ما دامت الديمقراطية غير مؤسسة في مجتمعاتنا. ولكن السؤال هو ما الذي يجعل القوى العلمانية والديمقراطية على العموم غير منظمة رغم أنها تُنازَع في شرعيتها الشعبية؟ ألأن لكل منها مشروع موجه لفئة معينة وهنا تكون غير ديمقراطية أم أن قناعاتها الأيديلوجية تمنعها من الالتفاف حول تصور معين للمجتمع المأمول والدولة التي تسع الكل؟ ثم ألا تعد الأيديلوجيات القومية الرامية إلى محو الاختلاف الثقافي والهوياتي وتوحيد الكل تحت مسمى واحد يخضع لفونتازم التفوق العرقي والحضاري، (ألا تعد) حكما بالإعدام على التعدد الديمقراطي في إطار المساواة والكرامة والمواطنة، الشيء الذي سيمنع الأصولية من كسب المزيد من -المغانم- والوقت؟


2 - رد الى: الحسين بحماني
أحمد عصيد ( 2012 / 12 / 31 - 20:11 )
شكرا السيد الحسين على تعليقك وأسئلتك الهامة، السبب الأول الذي جعل القوى العلمانية والديمقراطية أقل تنظيما هو الإنهاك الذي أصابها خلال صراع الوجود الذي كان بينها وبين السلطة على مدى عقود، السبب الثاني هو أن السياسات الرسمية كانت تعتمد استعمال الدين بشكل مكثف وبطريقة جعلت التعليم يشيع قيما مضادة للديمقراطية، ولم يكن اليسار و اليمين الليبرالي قادرين على مواجهة الخسائر الفادحة في أذهان الأجيال، المشكل كان أقل صعوبة بكثير بالنسبة للإسلاميين الذين وجدوا على عكس ذلك ضالتهم في المنظومات التربوية الرسمية. اليسسار القومي العربي كان يعاني فعلا من مشكلة إيديولوجية عويصة هي رفضه للتعددية الثقافية واللغوية، واعتماده فكرة العروبة الخالصة، لكنه في السنوات الاخيرة تراجع بشكل كبير عن هذه الفكرة اللاديمقراطية وقام بمراجعات هامة مما يسهل التقارب والتكتل.


3 - تعقيب
عبدالغني زيدان ( 2012 / 12 / 31 - 08:20 )
كيف نستعيد الثورات المهربة او التي سرقت بضم السين وتاكيدكم انها من قبل الاسلاميين ثم لا ادرى كيف لضمير ناقد مثلكم ان ينكر على الثورات التيارات الاسلامية التي شاركت بل على العكس لم يكد يمر عقد على هذه الامة لم تتحرك فيه القوى الاسلامية بل هي دائما في الطليعة
انا لي ملاحظة اخجل ان اقولها لكبار المثقفين الذين يدعون اتنتمائهم للمعسكر الاول للتصنيف الخاص بك وهم اليساريين والليبرالليين والمؤسسات المدنية ان لغة الخطاب لديكم قد تغيرت وانكم مثل عمرو موسى او الصباحي الذي قال ان شعب مصر اغبياء اوجهلة ان خطابكم فيه نوع من الالوهية لذاتكم وكانكم ملكتم السلطة على الناس اولا اي شخص يشككك بنتائج اي تصويت على الدستور فهو انسان لا يريد سوى تدمير الدولة وهذا طبعا واضح لدى الليبرالييين هدم الدولة عن بكرة ابيها اهون من ان يستلم السلطة الاسلامييون استاذي لغة الخطاب يجب ان لا تنفصل عن ماضيكم الم تكونوا في احضان مبارك وبن علي وغيره ولديكم شرعية الغاية تبرر الوسيلة ثم الاستخفاف بالناس عيب كبير حيث ان لدى اي انسان تصور ان اي دولة ليبرالية او يسارية هي من خارج حضارتنا وهويتنا
ثم المفكريين الذين انسلخو من الليبرالية واليسار اكدو في مؤلفاتهم ان جوهر الفكر الليبرالي واليساري هو بختصار انشاء مجتمع بالفعل مغرب وفاد لذاته وهويته يا رجل الناس .... صدقني ان الناس قد اعلنت كفرها بما لديكم فدعوا هذه الشعوب تعيش كما اردات يعني اختصار مقالك هذا انكم تريدون توضيح فكرة ان الثورة لم تنتهي ما دام انها لم تحقق رغباتكم ا...وان حلم وصبر محمد مرسي عراكم وسيعريكم امام ابسط الناس انكم قوم لا تريدون سوى ان تمتلكو دون اي شعية وشريعة بل ايديولجيات خاصة تفرضوها على الناس انظروا الى تحالفاتكم مع الحكومات التي ثار عليها الناس اين اوصلت انظمة التعليم والفكر العربي وغياب الهوية والحضارة .................0


4 - رد الى: عبدالغني زيدان
أحمد عصيد ( 2012 / 12 / 31 - 20:34 )
شكرا السيد زيدان على تعليقكم، لم أنكر على الإسلاميين مشاركتهم في الثورة، لكن الملاحظ عليهم تلكؤهم في الالتحاق بها، كما أن الخلاف معهم هو حول مقهزم الديكقراطية ذاتهن إذ يختزلون هذه الاخيرة في آلية الاقتراع والتصويت، بينما هي قبل ذلك قيم أساسها احترام الحريات والقبول بالاختلاف والتعددية الدينية والثقافية واللغوية، وبسمو القانون فوق الجميع، وهي امر يجدون صعوبة كبيرة في هضمها حتى الىنن ويسعون إلى وضع دساتير دينية لا تقبل بهذه القيم التي هي أساس تعايش الجميع، ولهذا سيكون صعبا ضمان الاستقرار في ظل حكمهم الذي لا يمثل بديلا حقيقيا للاستبداد السابق.
من جهة اخرى لم أقل أبدا بأن الشعوب غبية بل قلت إنها خضعت لترويض إيديولوجي في ظل الاستبداد، فالسياسات السابقة ساهمت بشكل كبير في تكييف الوعي الجمعي مع ثقافة العبودية والطاعة والاستسلام ورفض القيم الحديثة، وهذا شيء لا يمكن إنكاره. وهو الذي يفسر مقاومة الاوساط المحافظة لمبادئ المساواة والحرية والعدل كما هي متعارف عليها في العالم ، ولا يمكن القول إن هذه الشعوب لا تريد هذه القيم وتريد بدلا عنها التفاوت والقمع والحجر على العقول، فهذا ليس موقفا سليما لان الهدف من كل ثورة هو التغيير نحو الأفضل و ليس العودة إلى ما كان موجودا من مساوئ.
إن الثورة لم تنته لأنها لم تحقق أهدافها المعلنة في الشارع وهي العدالة الاجتماعية والمساواة التامة والحريات والتعددية وغيرها من المطالب الكبرى، ولكن يبدو ان الاسلاميين مهتمون اكثر بالتمكين لانفسهم والهيمنة على الدولة وهو هدف مدمّر، لأنه على حساب الاهداف المعلنة، ولهذا لا بد أن تستمر الثورة.


5 - قرن آخر من حكم الغوغاء وممثليهم الأبرار
محمد الهلالي ( 2012 / 12 / 31 - 11:32 )

يمكن أن نطرح المشكل بالصيغة التالية:
- لا وجود للشعب بالمعنى الذي يعني حركية واعية بالهدف من نضالها والمستهدفة لتحقيق توازن معين يتلاءم مع المرحلة الحالية والذي يتجسد في ديمقراطية أساسها أن الحكم من الناس وللناس.
- الحداثيون أقلية ولا يمكن لفعلها الثقافي اليوم أن يكون شعبيا. لذلك فمن المتعذر تحويل المسلمات من مذهب للمجتمع والدولة إلى قناعات شخصية. وتكمن أحد أخطاء اليساريين سابقا والحداثيين حاليا والليبراليين الذين بدلا من العمل على تحييد المسلمات الناتجة عن القرون الماضية بتحويلها لقناعات شخصية تهم الفرد وحده -جاهدوا- من أجل القضاء عليها فقضت عليهم بتحالف مقدس من الدولة الاستبدادية والجيش الجاهز للضرب والفتك والمكون من -جنود الامة المجهولين-.
- الحداثيون بناء على النقطتين السالفتين هم نخبة بدون شعب، وحتى الأحزاب اليسارية تحولت مع التقهقر الذاتي والخيانات والمصالح الأنانية إلى مجرد -زوايا- لحامية المصالح وإلى أدوات لتدبير السلطة في الأزمات تاركة الفرصة للاستبداد لكي يعيد جمع قواه.
- الجهاديون يطيحون بالاستبداد الكلاسيكي الذي عمر منذ الاستقلال الشكلي في جميع البلدان التي تتكلم العربية وتتبنى الثقافة العربية رسميا (رغم أن ثقافاتها متنوعة ومختلفة وغنية) ولكن عملهم الذي هو ضرورة الآن يهدف إلى بناء استبداد آخر. فكيف يمكن للحداثي ألا يعترف بدور الإسالميين التاريخي (أي الذي يؤثر بعمق في بناء الحدث التالريخي) دون أن ينتقد دورهم الاستبدادي الهدام فيما بعد.
- تجربة الإخوان المسلمين الذين هم جماعة غير ديمقراطية ولا تؤمن بالحرية وتهدف بصيغ مرنة سياسيا وعنيفة عمليا لفرض تصورها التيوقراطي على المجتمع، وتجربة العدل والإحسان التي توجد في خندق واحد مع اليساريين في محاربة الاستبداد وتجربة العدالة والتنمية التي تبنت سياسة التقية والموالاة من أجل التحكم ثم تصفية الحسابات... تجارب تشكل مفارقات لأنها تنتمي للمعارضة التي خاضت بأشكال مختلفة صراعا ضد الاستبداد ولكن نهايتها هي إقامة الاستبداد.
- التيارات الدينية السياسية هي في بدايتها ونهايتها وفي عمقها تيارات يمينية متطرفة بالمعنى التاريخي لكلمة اليمين المتطرف أي الذي يخدم الطبقات المسيطرة بإيديولوجية شعبوية تستغل الحمهور وتستفيد من كون قادتها صعدوا إلى الأعلى من الطبقات الشعبية وبذلك تفهم لماذا تكون أيديولوجيتهم خليطا من المشاعر والأفكار والمذاهب وهي في آخر المطاف مجرد تلفيق.
الخلاصة هي أنه كان من المنتظر أن يقود اليسار الثورات، لكنه لا تأثير له على الجمهور، وكان من المنتظر أن تقود التغيير فئة ليبرالية في الدولة لكن الدولة ظلت في آخر المطاف رجعية وتابعة. وفي غياب هذين الحلين الوحيدين جاء صوت الشارع يعكس فعلا وواقعيا الفكر السائد والتصورات السائدة والرغبات... فهنيئا لنا ولى امتداد قرن آخر بالغوغاء في الحكم عبر -ممثليهم الأبرار-.
محمد الهلالي


6 - رد الى: محمد الهلالي
أحمد عصيد ( 2013 / 1 / 3 - 16:59 )
شكرا للصديق العزيز محمد الهلالي على تعليقه القيم،:
ـ لا أقول إنه لاوجود لـ-شعب-، لكنني أرى منطلقا من النموذج المغربي على الخصوص ان ما نسميه -الشعب- قد تعرض لتصدعات كبيرة جراء السياسات السابقة، فأصبح أغلبية متفرقة من جماعات منها جمهور العامة المستهلكين وأقليات مشتتة من الفاعلين المدنيين والسياسيين الذين يتواجدون في وضعية المفعول بهم، بسبب ضعف تأثيرهم، كان المدّ العمالي ملهما في الصراع بين الحكم و والمعارضة، و كان المثال الاشتراكي موجودا، ثم انتهى كل ذلك إلى أوراق مختلطة، بسبب التحولات العالمية وكذا بسبب نجاح الانظمة في احتواء المدّ الثوري بوسائل كثيرة كان منها استعمال الدين، وتمخض عن ذلك كله واقع مضطرب وشديد القلق يصعب فيه على المواطن العادي الحسم في اختيار نهائي، حيث تتداخل القيم المتناقضة.
ـ يمكن للأقلية الحداثية أن تكون ذات تأثير إذا هي قررت أن تعيد النظر في أسلوب عملها، وأن تنتظم في أشكال جديدة تتجاوز الاشكال التقليدية، والتي يعتقد بموجبها أن لا تنظيم إلا بالذوبان في بوتقة إطار واحد موحد ومشترك، إن ما ادعو إليه هو جبهة قد بدأت تتشكل فعلا، فقد حضرت خلال السنة الأخيرة أزيد من 25 لقاءا تنسيقيا بين إطارات مختلفة، وقد بدأت تظهر تكتلات جديدة غير مسبوقة، مثلا أصبح التنسيق بين الحركات النسائية أقوى مما كان، كما توحّد الفنانون المغاربة لأول مرة من أجل الدفاع عن مكتسباتهم، وقضوا ثمانية أشهر في تدارس وثيقتهم التي تجمعهم، وضغطوا إلى أن تنازل رئيس الحكومة واستقبلهم واعتذر عن كل الكلام الصادر عنه و عن وزرائه ضد حرية الفن والفنانين، لقد أصبح الفنانون قوة، وكانوا من قبل مجرد أفراد أنانيين.
ـ الحداثيون نخبة بدون شعب، لكن جمهور الفكر و دينامية التغيير الاجتماعي دائما أقلية من الناس و لا تتعلق بالسواد الاعظم من الغافلين، عندما تمّ إقرار -التعريب- بالمغرب لم يكن الأمر يتعلق بقرار جماهيري بل بقرار نخبة الحركة الوطنية المشكلة من طبقة العائلات المدينية التي كانت بجانب السلطة، وقد احتجنا إلى خمسين سنة من النضال لنصلح ما أفسدته تلك العائلات التي لم تكن تمثل إلا أقل من الأقلية. التغيير اليوم لا يكون بالعدد، بل بالكيف و بأسلوب العمل الحديث و الناجع،مع عدالة القضية طبعا، فتنظيم العدل و الإحسان لديه الكثير من المنخرطين، تجعل منه اكبر تنظيم سياسي مغربي ، لكن بدون فائدة على الإطلاق ما دام مشروعه مصدر خوف للجميع بمن فيهم الإسلاميين الآخرين.
ـ الدور الهدام للإسلاميين مزدوج، فهم يتوجهون بمعاول الهدم للانظمة الاستبدادية القائمة، لكنهم في نفس الوقت يوجهون أسلحتهم تجاه مكتسبات الحداثة في مجتمعاتنا، فهم ضد المساواة بين الجنسين، ضد المساواة بين المواطنين بغض النظر عن العقيدة، ضد حرية الفكر والتعبير إلا لأنفسهم، ضد جرية المعتقد، ضد جرية الإبداع الفني ، ضد وضد ..
ـ أعيش النقاش العمومي يوميا بالمغرب مع كل التيارات والاتجاهات، وما يمكن أن أقوله إن قوة النظام هو في تشرذمنا، وأن الأقلية المنظمة تستأسد بسبب غيابنا، وأعتقد أننا بجميع تلاويننا لنا نفس المبادئ و الاهداف، واننا نمثل أغلبية متفرقة، ولهذا لا قيمة لها في السياسة. مما يجعل كلمة السر إيجاد -الأسلوب- الذي يسمح لنا بالتكتل.


7 - نحن في حاجة إلى دراسات مبنية على تجارب وخبرات
عبد الرحمان النوضة ( 2012 / 12 / 31 - 14:53 )
تحية طيبة، للأستاذ أحمد عصيد المحترم، وللقراء الكرام، وبعد، إسمح لي بأن أقول لك، ومنذ البداية، وبصراحة تامّة، أنك فاجأتني عندما تناولتَ مشكلا سياسيا ثوريا، عمليّا، ومتخصّصا، (ألا وهو : كيف نستعيد الثورات المهرّبة؟ ... كيف يمكن للقوى الثورية التي قادت الانتفاضات أن تستعيدها وتوجهها من جديد الوجهة الصحيحة ؟). أعرف أن السيد عصيد أستاذ يُدرّس الفلسفة، ويناضل دفاعا عن الثقافة الأمازيغية، ويساند قيم حقوق الانسان. وأعترف له بنضاله وتضحياته في هذه المجالات. لكني لا أعرف عن السيد أحمد عصيد أنه مُتخصّص، أو مُثابر، في ميدان نظرية الثورة، وعِلْمِها، أو تِقنياتها. ولا أعرف عنه أنه تحمل في السابق مسؤوليات قيادية، أو زعامية، أو مُعتبرة، في حزب ثوري، أو داخل تيار سياسي ثوري. لذا، إسمح لي بأن أتساءل : ما هي المُؤهّلات التي تمكن السيد أحمد عصيد من الأجابة على تلك الأسئلة الثورية، العملية، أو التقنية ؟ ألا تتطلب تلك الأسئلة حدّا أدنى من التجربة الثورية، ومن الخبرة السياسية، ومن الدراية بإشكاليات التكتيك والاستراتيجية في مجال النضال الثوري ؟ لا أنكر على أي مواطن حقه المُطلق في تناول أي موضوع سياسي. لكني أعتقد أن أي مواطن لا يستطيع تناول أي موضوع سياسي، أو نضالي، أو ثوري، وأن يفيد عموم المواطنين، أو المناضلين، إذا لم يكن يتوفّر على حد أدنى من التجربة، ومن الخبرة، في هذه المجالات المُحدّدة. ء
من خلال تقديم الحوار، لم أفهم هل الموضوع المقترح، والذي هو : كيف نستعيد الثورات المهرّبة؟ ... وكيف يمكن للقوى الثورية التي قادت الانتفاضات أن تستعيدها ...؟، لم أفهم هل المشكل مطروح على المناضلين في المغرب ألأقصى، أم هل هو مطروح على المناضلين في تونس ومصر. إذا كان الأشكال مطروح في المغرب، فإن الثورة لم تحدث بعد في المغرب، وبالتالي لم يحن بعد الوقت للكلام عن استعادة هذه الثورة. وإذا كان المشكل مطروحا على المناضلين في تونس وفي مصر، فما الذي يؤهل السيد أحمد عصيد المحترم لإعطاء اقتراحات، أو خُطط، أو دروس، على المناضلين في تونس ومصر، علمًا بأن السيد عصيد يعش مباشرة هذه الثورات، ولم يُساهم فيها ؟ ء
ورغم ما سبق ذكره، أتفق مع السيد عصيد على بعض مقترحاته، مثل : ء
أولا، الدعوة لبناء جبهة موحّدة لمواجهة التحديات القادمة، تشمل اليساريين، والاشتراكينن والليبيراليين. لكن المشكل هو : كيف نبني تلك الجبهة ؟ ء
ثانيا، الاستفادة من أخطاء التجربة المصرية، وأخذ العبرة من الطريقة التي يستولي بها الإسلاميون على الدولة. لكن المشكل هو : ما هو تحليلك المُفصّل لتك الأخطاء ؟ ء
ثالثا، استمرار الثورة إلى أن تتحقق أهدافها الكبرى ... وترسيخ أسس الديمقراطية بشكل نهائي لا رجعة فيه. لكن المشكل هو : كيف ننجز ذلك ؟ ء
وطرح الاستاذ المحترم أحمد عصيد : تراجع التقسيم التقليدي يمين / يسار، اشتراكي / ليبرالي، لصالح تقسيم جديد يشمل معسكرين لا ثالث لهما، معسكر الحداثيين ومعسكر السلفيين. قد تكون هذه أمنية الكاتب لتبسيط الصراع السياسي في المستقبل، لكن ألاحظ، ومع كامل الأسف، أن مجمل التناقضات الأخرى الموجودة في المجتمع لا تندتر، بل تبقى موجودة، وفعّالة، ومشوّشة. ء
وطرح الاستاذ المحترم أحمد عصيد : أصبحت الفكرة القائلة بعدم المشاركة في الانتخابات لنزع الشرعية عن المؤسسات، أصبحت تلعب بعد الثورات دورا خطيرا لصالح الإسلاميين، بل إنها في مصر كانت وراء نجاح الإخوان والسلفيين بشكل واضح، وكذا وراء صعود محمد مرسي رئيسا للدولة، ووراء تمرير دستور ديني. أتفق مع الكاتب على أن مُقاطعة الاستفتاءات، والانتخابات، أصبحت (في المغرب) عادة، أو تقليدًا آليا، وأنه قد يُشكّل نوعًا من الاستقالة غير المُقنعة، أو غير المُبرّرة. لكنني لا أوافق على أنها تشكل تفسيرًا مقبولا لنجاح الاخوان المسلمين في مصر، أو لصعود محمد مرسي رئيسًا للدولة. أتصوّر أن أسباب نجاح التيارات الاسلامية أكثر تنوّعًا، وتشابكًا، وتعقيدًا. ء
وطرح الاستاذ المحترم أحمد عصيد : 5) لأن اليساريين والليبراليين لم يهتموا كثيرا بموضوع الدين في عملهم التحسيسي والتأطيري، معتقدين أن هدفهم المتمثل في إنجاح الانتقال نحو الديمقراطية الشاملة، يمكن أن يتحقق دون الاشتغال من داخل المنظومة الدينية نفسها. قد يكون شيء من الحقيقة في هذا الطرح. لكنني لا أتفق على أن الحل السليم اليوم لإنجاح الانتقال نحو الديمقراطية يفرض على المناضلين، وعلى الثوريين، الاشتغال من داخل المنظومة الدينية نفسها. بل على عكس ذلك، أعتبر أن كل من يتقيّد بمنطق المنظومة الدينينة، فإنه يصبح أسيرًا لها، ومُسْتَلَبًا من طرفها، ولن يستطيع التحرر منها. ء
لا أنازع الاستاذ المحترم أحمد عصيد في تناول المواضيع التي تهمه. لكنني أود إثارة انتباهه، وربّما انتباه بعض القراء، إلى أنه حينما نريد خوض نقاش جدّي، في مواضيع دقيقة، ومصيرية، فإن الأمر يستوجب على من يريد أن يحدّثنا فيها، أن يتوفّر على حد أدنى من التّخصص، والتجربة، والخبرة، في المجالات المزمع الكلام فيها. مع تحياتي، وتقديري، واحترامي الخالص، للأستاذ أحمد عصيد، ولكل القراء. ء


8 - رد الى: عبد الرحمان النوضة
أحمد عصيد ( 2013 / 1 / 3 - 17:54 )
أشكر السيد المحترم عبد الرحمان النوضة على تعليقه الهام، وجوابي له كالتالي:
ـ لم أكن أعرف أن التعبير عن الرأي فيما يجري، من قبل مثقف مستقل بحاجة إلى -التخصص- و-القيادية-، أنا أكتب منذ 32 سنة في كل القضايا التي تهم الإنسان في بلدي او في البدان المجاورة، التي نرتبط معها باواصر التاريخ و الحضارة والجوار، ولأن تخصصي هو الفلسفة، فهو تخصص لم يتحدد تاريخيا في أي مجال من مجالات الفكر والعمل بالمعنى الضيق، بل هو التأمل في قضايا المجتمع والدولة وظواهرهما، وفي التاريخ والمعرفة أيضا، فليعتبر الأستاذ النوضة أنني فيلسوف متأمل في الأحداث التي جرت باسم -الربيع الديمقراطي-، وليغفر لي عدم -تخصصي- في -علم الثورات-.
ـ بحكم عملي في الحركة الأمازيغية المغربية منذ 1981 تمرست بعض الشيء في العمل التنظمي والتنظير له، وقد كنت وراء صياغة الأوراق والأرضايت التاريخية لهذه الحركة على مدى العشرين سنة الاخيرة، كما أن اللقاءات الجماهيرية التي أحضرها محاضرا و مؤطرا هي ما بين 70 و80 لقاءا في السنة، في مختلف مناطق المغرب من الشمال إلى الجنوب، وبدعوة من مختلف الفرقاء السياسيين والمدنيين والحقوقيين، دون احتساب اللقاءات خارج الوطن، ولست أدري إن كان ذلك يمنحني -الخبرة- التي يقصدها الأخ كاتب التعليق أم لا، إلا أنني لست -قياديا- و لا-زعيما- ولا -خبيرا- في الثورات، وإن كنت أستطيع ببعض الحس السليم أن أدرك نقط ضعفنا وأخطاءنا وأقترح ما أراه مناسبا، او أثير حوله التساؤلات الضرورية.
ـ من جانب آخر أجد في كلام الأخ النوضة بعض التناقض، فهو لا يجدني مؤهلا للخوض في هذا الموضوع، وفي نفس الوقت يتفق معي في أهم ما قلته، وهذا يعني أن لي بعض الفضل فيما قمت به في غياب -أهل الاختصاص-، في انتظار ان يستيقظوا ويقوموا بعملهم.
ـ العمل من داخل المنظومة الدينية مهم جدا وضروري كعنصر تكميلي فقط، لكن ليس بالنسبة للجميع، فانا أعمل من خارج أية مرجعية دينية، لكنني أشعر بسعادة غامرة عندما أجد أحد الفقهاء المتنورين ـ وهم موجودون قطعا بدليل ما كتبوه ونشروه ـ يدافع بطريقته عن نفس القيم التي نؤمن بها، وضدّ التطرف الديني و النزعات الظلامية، لقد فشلنا في التحديث من الداخل على مدى قرن كامل، وهذا جعل التحديث يبدو كما لو أنه مشروع أجنبي، كان لا بدّ بجانب العمل الثوري في نقد النسق الاستبدادي التراثي من خراجه، أن يتمّ نقض أسس التقليد والاتباع من داخل المنظومة الفقهية نفسها، وهذا يتم من قبل أقلية من الفقهاء الذين لا يظهر لهم صوت وسط غلبة أصوات الهذيان الوهابي والإخواني، وهكذا تخلى عنهم التقليديون، وتخلينا عنهم نحن أيضا وهو خطا فادح.
ـ


9 - شكرا لك ولهيئة الحوار المتمدن
ميس اومازيغ ( 2012 / 12 / 31 - 19:51 )
ازول عزيزي احمد تقبل احر عبارات تقديري واحترامي وشكرا جزيلا لهيئة الحوار المتمدن لأختيارك للحوار بشان هذا الموضوع باعتباره اهم ما يستحق ان يأخذ الكثير من وقت نخب اقطار الشمال الأفريقي والشرق الأوسط في هذا الوقت بالذات.
عزيزي اعتقد ان الحل الذي انتهيت اليه من اجل تحقيق اهداف الثورات في هذه الأقطار سواءا منها التي تحققت فيها او التي هي على الطريق للتحقق بها والتي هي توحيد صف الأتجاهات المناوئة للأتجاهات الأسلاماوية التي فرت بالطريدة بعد اصطيادها من قبل غيرها وستفعل في باقي الأقطارالمنتظر ان تشعل فيها الثورات هي من الصعوبة بمكان تحققه لسبب بسيط هو كما تعلم ان الثوارت التي اسقطت انظمتها انما اشعلها شباب غير منظوي تحت اية مظلة سياسية او نقابية حتى انها لم تفاجىء فقط الأنظمة وانما ايضا كل الأحزاب السياسية والنقابية ولسوء حظ هؤلاء الشباب الواعي المسيس والغير ممارس انه لم يختر كبرنامج له سوى مفاهيم عامة الحرية الكرامة العدالة الأجتماعية ولكونه شباب غير منظم فاقد لبرنامج مستقبلي كان مضطرا لأن يترك امر تحقيق المبتغى للغير وحيث ان الضغط وليد الأنجار وهذا الضغط لم يكن في حسبان لا النخب ولا ممارسي السياسة ان اجل ما ستولد عنه من انفجار قد حل فقد فقد الكل البوصلة ولم يكن بيد غير الأتكاليين على السماء من مبادرة لأن مشعلي الثورات لم يجدوا غيرهم طبعا لكونهم سبق وسحبوا الثقة بالكامل من الكل ما دام ان خطب هؤلاء الحنجرية والتي طال زمانها واستطال لم تأتي نفعا لهم وانه بالرغم من كل المحاولات التي تقوم بها اليوم رموز من الهد المثار عليه فانها لن يكون مآلها الا الفشل الذريع لكون نخبنا عزيزي في معظمها تجاوزها الزمن ولن تستطيع ادراك مبتغى هؤلاء الشباب.انها عزيزي ثورات لم يسبق لها مثيل حتى ان الكثيرين ما يزلون محتارين في شان تعريف هذه الأحداث. وحيث كما تعلم ان الساحة السياسية تعرف الكثير من الهيآت المعترف بها سابقا والغير معترف بها فانه ليس من السهل توحيد صفها الا مؤقتا ان هي ادركت ان خصمها واحد ليس طبعا هو الأخوان المسلمين وانما كل مستعملي الدين من اجل السلطة واعتقد ان اللحمة التي في استطاعتها توحيد صف ما اشير اليه هم الشباب المسيس الغير ممارس من امثالك. ان على هذه الهيآت السياسية والنقابية المؤمنة بالديموقراطية الحقة لا ديموقراطية صناديق الأقتراع التي يراهن عليها النصابة المحتالون منتهزوا امية شعوبنا وحسن نيتها هؤلاء المؤمنون بالديموقراطية بالصفة المذكورة مقرونة بمبدأ العلمانية بمفهوم ابعاد الدين عن السياسة عليهم فتح المجال لشباب الثورة لتوظيح طريقة تحقيق اهداف الثورة انهم الوحيدون الذين لهم النضر السديد باعتبار كونهم يعلمون جيدا من سيعتمد عليه من نخبنا لبلوغ الهدف. .بدون هؤلاء الشباب الغير ممارس الواعي المثقف العارف بخبايا امور شعوبنا لخروجه من احشائها وارتباطه المتين بها سيطول امد الثورات بما لن ينتهي الا الى انتحار جماعيي يكون سببه اساسا افلاس اقتصادي للدولة وهذا الأفلاس عزيزي هو في اعتقادي ما خيف منه من قبل المصريين المختارين للتصويت بنعم على دستور من صنع جماعة خاصة وليس من قبل ممثلين لوطن بكامله. لا زعيم بعد اليوم وانما الرأي للجماعة وهذه عليها ان تعتمد لجان متخصصة للتداول في تقاريرها واختيار الأحق بالأخذ به ويكون رئيس الدولة رمزا للوحدة فقط معبرا عن رأي الجماعة لا غير
تقبل تحياتي وسأبقى في الحوار ما دام ان لي ما سأشارك فيه رواد هذا الموقع المميز من اراء سيما الرد على بعض التعليقات مساهمة مني في التنوير وفق المستطاع.


10 - رد الى: ميس او مازيغ
أحمد عصيد ( 2013 / 1 / 4 - 13:10 )
تانميرت ميس اومازيغ
ما قلتموه عن شباب الثورة صحيح، فالمبادر بإشعال فتيل الانتفاضة لم تكن التنظيمات الموجودة، بل جماهير غير مؤطرة، ولكن ذلك لعب دورا أساسيا في تنبيه التنظيمات السياسية والمدنية إلى تقاعسها أو إلى أن تشرذمها يمثل مصدر قوة الأنظمة الاستبدادية، ولهذا بادرت هذه الاخيرة إلى الانضمام الفوري والاصطفاف وراء الشباب الثوري، لكن للأسف هذه التنظيمات الموجودة والمهيكلة هي الوحيدة التي تستطيع الاستمرار بينما تراجع دور شباب الثورة لأسباب عديدة، فالانهاك لا بد أن يصيب حركة الشارع إذا ظلت خارج أي تنظيم لمدة طويلة، وخطة الإخوان تكمن في معرفتهم بذلك، ولهذا اعتبروا أن حركة الشارع لن تدوم واستعملوا آليتهم الانتخابية لحصد نتائج الثورة لانفسهم، لكن ذلك لن يحل مشاكل الشعب المصري الذي سيكون عليه أن يستجمع قواه مرة أخرى وأن يقاوم، وسيكون هذه المرة لعمل التنظيمات أن يؤتي أكله، إذا توحدت بفضل الوعي والروح الجديدين اللذين جاءت بهما الثورات. هذا السياق الجديد و المشاعر و الأفكار التي ولدها هو الذي دفعني إلى القول بضرورة التكتل لمواجهة الخطر المشترك الذي تمثله الحركات الدينية المتطرفة.
يمكنك أخي أن تدلي بدلوك في النقاش الدائر بكل حرية.


11 - تحليل صائب وعميق
صفوت جلال الجباري ( 2012 / 12 / 31 - 20:35 )
يتقديري ان ما يسمى بالربيع العربي لاقصر من الخريف القطبي حتى,والسبب ان الاسلام لكدولة لا يمكن ان يرقى الى متطلبات العصر الحاضر لان شرنقة الشريعة لا يمكن ان يحوي مشالكل وهموم هذا الكون الانساني الفسيح في القرن الواحد والعشرين لانه وببساطة فشل في حينه ومهده فكيف يمكن ان يكون عالميا وابديا في الوقت الذي فشل في احدى الواحات في جزيرة العرب ....لان المفهوم الديني يتعارض اصلا مع ديناميكية الحياة والتطور ويمكننا الاستشهاد بتجارب السودان وافغانستان وايران والحبل على الجرار لان الاسلام هي المشكلة والعلمانية هي الحل ونستشهد بكل العالم المتطور التي ما وصلت الى ما وصلت اليه الا بعد ان اودعت الدين في ذاكرة التاريخ معززا مكرما ورحلته الى اروقة الكنائس والابرشيات المكان الطبيعي له ليرفد من يرغب ان يعتنقه الهدوء والطمانينة تحت ضلال السماء والابدية والجنان وحور العين


12 - رد الى: صفوت جلال الجباري
أحمد عصيد ( 2013 / 1 / 4 - 13:31 )
شكرا للسيد الجباري على التعليق القيم، أتفق معكم على أن الإسلام كمنظومة عقائدية وشرائعية لم يعد يمكن له استيعاب الانفجار المعرفي والسوسيوثقافي الحادث في المجتمعات البشرية، و منها الإسلامية، وهذا ما يفسر القلق الذي يعتري العقل الإسلامي المعاصر، كما يفسر الفتاوى الحمقاء و المضحكة، كما يفسر حالة الفصام و التناقض التي يعيشها المسلمون بين اجترار أفكار الماضي شفويا أو كتابيا و تفضيل العيش وفق النمط العصري عمليا، فالمواطن المحافظ في مجتمعاتنا يقبل ان تخرج زوجته او بناته للدراسة والعمل والحصول على مرتبات كبيرة، وكذا تسيير المؤسسات، لكنه لا يقبل أبدا تعديل القوانين لتتوافق مع الوضعية الجديدة للمرأة، إنه يريد الحفاظ على قوانين -الحريم- لامرأة تساويه عمليا أو تضاهيه في المجتمع.
ـ مشكلة النموذج الأسلامي الأمثل تظل فعلا هي نقطة ضعف الإسلاميينن حيث لم يستطيعوا حتى الىن بناء نموذج دولة متفوقة عادلة و متقدمة، والانظمة التي ذكرتها خير دليل على ذلك، لكن الإسلاميين في كل ملارة يواجهون بهذه الانظمة الفاسدة والاستبدادية يعتبرون أن تلك النماذج خاطئة وأنهم يمكنهم تقديم ما هو أفضل إذا وصلوا إلى الحكم. هذا مع العلم ان بعضهم وصل إلى الحكم فعلا مثل الترابي الذي تحالف مع الجيش في انقلاب عسكري على حكومة منتخبة ديمقراطيا، وانتهى بالبلاد إلى أسوإ مصير، كان من نتائجه انفصال الجنوب المسيحي.
ـ قد يكون صعبا دفع الدين الإسلامي إلى الانزواء في المساجد كما هو الشأن في بعض الدول الغربية، ولكن من الممكن تطوير التجربة الديمقراطية بالتدريج نحو نوع من حياد المؤسسات، واحترام الحريات والتعددية الدينية، ونشر ثقافة احترام الاختلاف، مع ترك الفرصة للأحزاب الاسلامية لتساهم في الحياة السياسية، لكن ليس عبر اقتراح نظام شامل للشريعة أو العودة إلى الدولة الدينية لان هذا مخالف لقيم النظام الديمقراطي الحديث ، ولكن لكي تساهم عبر قراءة منفتحة من المرجعية الإسلامية في استلهام البعد
الاخلاقي الإيجابي في الدين، و الذي لا يتعارض مع القيم الكونية، وهو ما يعني أن الإسلاميين ملزمون بتنازلات أكبر لكي يستطيعوا المشاركة في الحياة السياسية بدون خلق التوترات و الصراعات الناشئة عن رغبتهم في فرض نمط تدينهم على الجميع.


13 - الحوار المتمدن
ميس اومازيغ ( 2012 / 12 / 31 - 22:12 )
عزيزي احمد اعلم انك نذرت حياتك من اجل التنوير والتاريخ سيسجل لك هذا وابناء اقطارنا في شمال افريقيا والشرق الأوسط سوف يذكرون اسمك بكل ما يستحق من عبارات التقدير والأحترام انت لا تعرفني وانا اعرفك وعن قرب وشكرا لهيئة الحوار المتمدن فرسان التنوير الذين فتحوا لي مجال الحوار معك اليوم.
عزيزي:انني ارغب في الرد على تعليقات اطلعت على مضمونها على صفحتك ولكن بعد ان تجيب عنها وتأذن لي بالقيام بذلك لأننا في موقع الحوار المتمدن حيث قوة الجة لا حجة القوة.
تانميرث


14 - كيف ندبر الاختلاف؟
عبد الله اغونان ( 2012 / 12 / 31 - 22:59 )
ليت شعري كيف ندبر الاختلاف بيننا؟
هناك من ينطلق من ضرورة فصل الدين عن الدولة والمجتمع
وهناك من يرى ان السياسين فشلوا دائما في ادارة الأمور
لذلك ليس من حقهم ان يضعوا شروطا للعمل السياسي خاصة ان حضارتنا الأسلامية انطلقت من الدين وبالدين وشعوبنا عميقة التدين بل ان العالم يتجه الى استعمال الدين فلدينا أحزاب اسلامية فرضت نفسها ولمع حزب طلائعي مقاوم لدولة اسرائيل حوب الله وقامت ثورة اسلامية ايرانية منذ عقود باسم الدين وفي اسرائيل نفسها أحزاب دينية بل تطالب الاعتراف بها كدولة يهودية
الفاتيكان دولة لها سفراء في تركيا قلعة العلمانية الأتاتوركية نجحت الاحزاب الاسلامية دائما وانتخابيا رغم قهر العسكر ويحكمها الان عبر مراحل حزب العدالة والتنمية
وفي الدول العربية تعرفون انه كلما اتيح جزء من الدمقراطية فالاسلاميون هم الفائزون

استبداد باسم السماء
لقد كان الاستبداد دائما يمارس باسم المدنية والقانون والعلمانية فلم لانترك من اختارهم الشعب يمارسون برامجهم لاكملائكة بل كبشر قد ينجحون وقد يفشلون
ترامي القوى المحافظة على الثورات كيف؟ ماهي الاتجاهات العلمانية واليسارية التي قامت بالثورة وحدها؟
هل من استفتى الشعب وانتخب وصوت وظهرت النتيجة هل يعتبر متراميا او معترفا به شرعيا؟
الحداثيون يالها من كلمة مطاطة اين تتجلى حداثتكم؟ في استيراد قوانين غربية ترفظها الشعوب وتتحفظ عليها؟ حداثة خاصة بالأمور الخاصة او الجنسية... اين جهودكم في الحداثة العلمية طب وفيزياء وكيمياء وصناعة وزراعة وسلاح وتطوير اللغة
من منعكم انتم من التنظيم والنزول الى الجماهير وخدمتها؟ كل شلاتكم في حلقات جامعية او في الاعلام المغضوب عليه جماهيريا اوفي فن متعفن وصحف رصيف لاتعرف الا الحوادث والصفحات الساخنة وأخبار تافهة حداثة ايه؟
فعلا السلطة تحتكر الدين الرسمي لكن العلماء الشرفاء ليسوا في المزاد فالدين الحركي لاحزاب وجماعات كان دائما محاصرا
بينما القوى العلمانية واليسارية الراديكالية والمشاركة في العبة هي الأكثر ضجيجا وزعيقا وتلح ان تقود التظاهرات رغم انها أقلية وغير شعبية وان شاركت فانها لاتأتي الابنتائج هزيلة
لكن جزءا من اليسار يشارك في العبة ومعروف ان الاسلاميين هم دائما في المقدمة هم ابطال الدمقراطية والصناديق من الماء الى الماء
الوهابية لاتختلف كثيرا عن المذهب المالكي ومذهب ابي حنيفة النعمان بل في كل بلد سلفية وصوفية اصل الوهابية والدين كله من أرض الحرمين ام البترول فهو لدي الأخرين وكان منهم
صدام حسين والقدافي وعسكر الجزائر ولاأحد يصفهم بالوهابيين وقد كانت اموالهم تصرف على منطمات وأحزاب ومؤتمرات ومثقفين لانصفهم بالاسلاميين
منطق الاستئصال والالغاء لن يفيد لابد ان نتقبل مقاييس لتدبير اختلافاتنا اما التجييش والاثارة فالكل يحسنها
لنحتكم الى قانون الحد الأدنى والاحترام والمنافسة الحرة النزيهة اذ لاأحد يملك البديل المثالي


15 - رد الى: عبد الله اغونان
أحمد عصيد ( 2013 / 1 / 4 - 16:56 )
شكرا السيد أغونان على مشاركتكم وتعليقاتكم، أود لفت انتباهكم إلى المعطيات التالية:
ـ أن تدبير الاختلاف يكون أولا عبر الاعتراف بالآخر وقبوله كما هو، وليس كما نريده أن يكون.
ـ أن الآخر في المقابل لا ينبغي أن يضع في برنامجه سحق الآخر و إبادته و القضاء عليه.
ـ ان الاختلاف يدخل في الحقوق الأساسية وليس انحرافا ولا زيغا أو مروقا أو -استفزازا للمشاعر- .
ـ أن تدبير الاختلاف يكون بالحوار المسؤول والاستماع إلى الرأي المعارض وفهمه وعدم تحريفه، و السعي إلى التقارب الممكن دون التضحية بالمبادئ الديمقراطية التي هي وحدها أساس التعايش والتدبير السلمي للاختلاف.
من هذه المنطلقات أقول إنني شخصيا بصفتي مثقفا علمانيا أعترف بوجود الإسلامي وبحقه في أن يكون مختلفا عني وأن يعيش تديّنه كما يريده ويرضاه لنفسه، كما أنني مستعد للفاع عنه في ذلك كله، ولم يسبق لي أن دعوت إلى حرمان الإسلاميين من حقوقهم السياسية او المدنية، (أنظر مقالي على الأنترنيتنت: -الديمقراطية والمشاركة السياسية للإسلاميين-) بل على العكس دافعت عنهم وهم محاصرون و معتقلون ومعذبون، وقمت بإدانة النظام المغربي الذي عذب السلفيين في معتقل تمارة بالمغرب، ورفضت -قانون الإرهاب- بينما قبله حزب العدالة والتنمية تقربا إلى السلطة، قمت بهذا رغم أنّ هؤلاء قاموا بتكفيري من قبل، بل إن من تنظيماتهم من بعث لي برسالة تقول -لنسلخنك كما تسلخ الشاة ولنقتلن الأهل و الأولاد- وقد نشرتها في جريدة -الصحيفة- آنذاك.
ـ أين المشكل إذن إذا كنا نقبل بعضنا البعض و نحترم بعضنا البعض ؟ المشكل هو ان مشروع الإسلاميين هو -إقامة الدين في
الدولة- و-محاربة العلمانيين- ،أي تحويل قناعاتهم الدينية إلى قوانين تفرض عبر المؤسسات على الجميع، بينما لا نقتسم معهم تلك القناعات، فالمجتمع العصري اليوم أصبح مجتمع اختلاف ولم يعد جماعة من المؤمنين، وما نقترحه هو أن تحترم المؤسسات جميع المواطنين على قدم المساواة بغض النظر عن الدين او العرق او اللون او اللغة إلخ..، أي بدون تمييز، والإسلاميون لا يقبلون ذلك لأنه غرضهم فرض الدين على غيرهم، والمؤمنون بدايانات أخرى يصبحون من -أهل الذمة-، وغير المؤمنين يسمون -كفارا- وحكمهم في الشريعة الدينية معروف، من منا إذن لا يحترم الآخر ؟
ـ قلتم إننا نسعى إلى -فصل الدين عن الدولة وعن المجتمع-، لم يسبق لنا أن قلنا -فصل الدين عن المجتمع-، هذا خطأ بل فصله عن السياسة وعن المؤسسات الرسمية لأنها للجميع وليست للمتدينين أو للإسلاميين وحدهم. أما الدين في المجتمع فهو من حقوق الإنسان الأساسية، ولا نسمح بالمس به أو الاعتداء على ممارسيه. فالوطن للجميع ونحن والإسلاميين سواء في كل الحقوق والواجبات، ولا أفضلية لأحد على الآخر على الإطلاق (أي لا بالتقوى ولا بالإلحاد) وهذه هي المساواة الحقيقية.
ـ فيما يخص موقع الدين في الحضارة الإسلامية أذكركم بان الحضارة الإسلامية لم تنشأ عن هيمنة الدين في الدولة، بل على العكس انطلق الازدهار الحضاري خلال القرن الثاني بعد ترجمة علوم اليونان والسريان إلى العربية وتوسع المدن وازدهار الطرق التجارية والتبادل مع الحضارات الاخرى التي كانت مزدهرة من قبل، فازدهرت المذاهب الفكرية والعلمية والدينية والفلسفية والادبية وانتشرت الفنون كالموسيقى والرقص والزخرفة ومظاهر الترف كما ظهر التصوف بكل أضربه وانواعه، فلو ظلّ المسلمون منغلقين في المنظومة الدينية وحدها وثقافة عرب الجزيرة لاكتفوا بالغزوات العسكرية والتسلط على الرقاب وسبي النساء واغتصاب الممتلكات والبحث عن الغنائم كما حدث خلال القرن الاول مع الامويين، و لما كانت هناك حضارة أصلا.
ـ -الثورة الإيرانية- ليست عامل طمأنينة بل جعلت الناس اكثر خوفا على حقوقهم ومكتسباتهم، خاصة بعد المصير السيء الذي آلت إليه منذ بدايتها. لم تحقق -الثورة-الحريات ولم تحقق الكرامة ولم تحقق المساواة بين كل الإيرانيين بل عوضت الخوف من مخابرات الشاه بالخوف من -الحرس الثوري-، ظل الاعتقال و التنكيل والتعذيب والاختطاف القسري وظلامية الفكر أبرز مظاهر الواقع الإيراني، والذي يتم إخفاؤه تحت العمائم السوداء و البيضاء والتشادور الأسود المفروض بشكل قهري على النساء. يا أخ اغونان هل هذه دولة أصلا ؟
ـ قلتم إن تركيا نجحت، لماذا؟ لأنها دولة علمانية ، فالحزب الإسلامي انصرف إلى العمل على المستوى الاقتصادي الاجتماعي بالخصوص ولم يحاول فرض تدينه على الناس بالقهر والقمع او عبر دستور طائفي، هل الإسلاميون في بلداننا متفقون على هذا النهج؟
ـ نحن لا نلوم الإسلاميين على نجاحهم في الانتخابات بل نلوم الحداثيين الديمقراطيين على تقاعسهم و تشرذمهم، كما نلوم الإسلاميين على اختزالهم الديمقراطية في آلية الاقتراع وهي إحدى الآليات فقط، واعتقادهم بأن الحصول على الأغلبية النسبية يخول لهم الحق
في الاعتداء على الحقوق الأساسية لغيرهم، ففي الديمقراطية الاغلبية تفوز وللاقلية حقوقها التي لا يمكن المس بها، لانها من ثوابت
الديمقراطية.
ـ ما نقصده بـ-تهريب الثورة- تحريف أهدافها، فالثوار سعوا إلى المساواة والعدالة الاجتماعية والحريات، لكن الإسلاميين جاؤوا للتحفظ على الحريات والمساواة وإغراء الناس بالمال الخليجي، فالحصول على الاغلبية لا يخول للفائز ان يعتدي على أسس الديمقراطية، ولهذا ينبغي للثورة أن تستمر إلى أن تبلغ أهدافها.
ـ أما ما أسميتموه -الفن المتعفن- فنحن الحداثيون لا ننتج فنوننا للإسلاميين الأطهار، بل للجمهور وللمجتمع، ويمكن للإسلاميين إنتاج نموذجهم لـ-الفن النظيف- وتسويقه في المجتمع، وسيكون البقاء في الفنون للأصلح. ولكن لن نقبل أبدا أن يتعامل معنا أحد بسياسة الحظر و المنع و الترهيب وتكميم الافواه، لأن التعبير الفني حرية قبل كل شيء.
ـ السلطة تحتكر الدين وهذا ليس من حقها في النظم الديمقراطية، فالدين للمجتمع وللافراد، والعلماء المعارضون ليسوا أفضل من السلطة، بل في أحيان كثيرة هم أكثر تطرفا من الانظمة ذاتها، ولهذا تنجح هذه الانظمة في استعمالهم فزاعات لإرهاب التيارت المعراضة لكي تأوي إلى بيت الطاعة، و هكذا كان الإسلامون وفقهاؤهم من أكبر أسباب قوة الانظمة الاستبدادية، لانهم ساهموا في تأخير التغيير المنشود. في المغرب الكثير من المناضلين الاتحاديين و اليساريين أصبحوا يتشبثون بالملكية المطلقة بسبب خوفهم من -العدل و الإحسان-، فالعدل و الإحسان من أكبر عوامل قوة النظام المغربي.
ـ الوهابية هي الصيغة الاكثر تطرفا للإسلام السني الأورثوذوكسي، وقد أنفقت السعودية 87 مليار دولار في ثلاثين سنة لإشاعة مذهبها البدوي عبر العالم، و النتيجة تعرفونها. الوهابية ليست من تقاليد المغاربة، والتدين الوسطي واقع وجدنا عليه آباءنا و أجدادنا ولم يصبح التدين مشكلة إلا بعد تعرفنا على الوهابيين. فالقول إن الوهابية مثلها مثل بقية أشكال التدين خطأ ظاهر.
ـ أتفق معكم على ان النهج الاستئصالي تجاه الإسلاميين لا ينفع، ولكن استئصال العلمانيين أيضا لا ينفع، والتعايش السلمي هو الخيار الوحيد وأساسه الاحترام المتبادل. وهذا الاحترام هو ما لا نجده بعدُ عند الاسلاميين. الذين يعتقدون ان رفضنا لنمط الحياة الذي يقترحونه عداء لهم وللدين، وهذا خطأ، فنحن نرفض ان يفرض علينا نمط تدين لا نرضاه لانفسنا، لكننا نحترم الغير عنما يختار ذلك لنفسه. وهذا لا علاقة له بمنطق الأقلية والأغلبية.
ـ إلى ماذا نحتكم في اختلافنا؟ سؤال جيد، علينا أن نحتكم كما تفعل كل البلدان الديمقراطية إلى دستور ديمقراطي شكلا و مضمونا، يحدد الحقوق والحريات الاساسية لكل واحد منا، مؤمنين و غير مؤمنين، سودا أو بيضا، عربا أو عجما، رجالا ونساء، ويضمن لنا
جميعا المساواة والامن، وحمايتنا من بعضنا البعض، وعندئذ نتجه إلى صناديق الاقتراعن والفائز بالاغلبية سيعمل على تسيير شؤون البلاد في احترام تام لحقوق الاقليةن وهذا ما لا يقبله الإسلاميون ولهذا يسارعون إلى وضع دساتير على مقاسهم من أجل اضطهاد الغير، وهذا لن يضمن الاستقرار والتنمية المطلوبين.
مع تحياتي وتقديري.


16 - التحدي الأول والأخطر
صلاح بدرالدين ( 2013 / 1 / 1 - 11:50 )
تقييم موضوعي لأسباب وأهداف الحراك الثوري في المغرب والمشرق على شكل انتفاضات ثورية فجرها الشباب واحتضنتها الجماهير الشعبية الواسعة بعضها توقف في منتصف الطريق والى حين من دون انجاز كامل الأهداف والبعض الآخر مازال مستمرا كالثورة السورية كما أصاب الكاتب حينما اعتبر أن التحدي الأول والأخطر لثورات الربيع هو جماعات الاسلام السياسي ورأس حربتها الاخوان المسلمون والتي استطاعت التسلل والسيطرة لأسباب ذكر الكاتب أغلبها وأضيف أن سببا آخر شجعها للتمادي أكثر وهو الضوء الأخضر الأمريكي والغربي عموما تحت ذريعة استيعاب - الاسلام المعتدل - على الطريقة التركية وكما يبدو وبعد ماحدث في بنغازي للسفير الامريكي وماحصلت من تطورات في مصر وكذلك تونس فان الغرب ( ومن باب التمني ) قد يعيد النظر في قراءته السابقة .
وملاحظة أخرى حول الجبهة الموحدة الديموقراطية الليبرالية لمواجهة التحدي وهي ومن أجل كسب طاقات المكونات القومية خاصة وحتى الدينية التي ذاقت الأمرين من نظم الاستبداد في البلدان المتعددة القوميات والأثنيات أن تبادر القوى والتيارات المعارضة من يسارية وقومية الى اعادة النظر في مواقفها السلبية أو المتجاهلة السابقة تجاه حقوق تلك المكونات وتضع في برامجها مشاريع ومقترحات لحل قضاياها في عهود مابعد الاستبداد وتجربتنا السورية تستدعي ذلك ومن المفيد أن نقرأ رأي الكاتب حول هذا الموضوع مع التحية والتقدير


17 - رد الى: صلاح بدرالدين
أحمد عصيد ( 2013 / 1 / 4 - 17:55 )
شكرا السيد صلاح على تعليقكم، أتفق مع ما ذهبتم إليه من دور الغرب الأمريكي في ما يحدث، وقد كتبت من قبل مقالا بعنوان -دور الإسلاميين في المخطط الأمريكي الجديد-، كما أوضحت ذلك في مقالي -الرأسمال الخليجي بين الاستثمار الاقتصادي و تهديد القيم-.
يبدو ان الإسلاميين يقومون بتعويض دور الانظمة السابقة ومحاكاتها في كل شيء عبر:
ـ ضمان أمن إسرائيل لجعل الغرب يطمئن إليهم
ـ ضمان المصالح الأمريكية كما كان عليه الأمر من قبل من أجل جعل الغرب حليفا استراتيجيا
ـ الانصراف بعد ذلك إلى ترسيخ الاستبداد الديني داخليا وإعادة أسس الدولة الدينية دون ّإثارة احتجاج الغرب أو ضغوطه.
وهذا ما يؤكد اهمية المقترحات التي تقدمت بها، حيث قد لا يبقى ممكنا للقوى اليسارية والليبرالية أن تتكل على الغرب من أجل الضغط على الانظمة غير الديمقراطية، إذ سيتم تعميم حالة الاستثناء السعودية في مصر وتونس و سوريا وغيرها من الدول التي يحكمها أو سيحكمها إسلاميون. والحل الوحيد هو تكتل تلقوى الديمقراطية لحماية مكتسباتها التي حققتها بنضالها السابق.
ـ احترام الاقليات هو أحد الأسس الراسخة للديمقراطية، والدليل القاطع على ان الديمقراطية لا يمكن أن تختزل في ديكتاتورية الاغلبية العددية، ولا اعتقد ان هذا سيكون مضمونا مع الإسلاميين الذين لا يخفون عداءهم للاقليات المختلفة. ولهذا يمثل تجمع الاقليات وتكتلها قوة حقيقية.
مع التقدير و الاحترام.


18 - خلاف
الكاتب احمد محمد احمد ( 2013 / 1 / 1 - 11:59 )
ربما نتفق مع الكاتب في بعض النقاط التي طرحها، لكن محاور الخلاف اكبر واوسع، لذلك اطلب اذن الكاتب بنقل مقالته الى مدونتي أولا، كي يطلع عليها قراء المدونة، وبعد ذلك اوضح له ولقراء
المدونة والموقع محاور الاختلاف، ان كنا نقبل الاختلاف ونحتكم للحوار..تحياتي ومودتي
http://aynahakkealaraby.blogspot.com/2012/11/blog-post_1861.html?showComment=1352981699198


19 - رد الى: الكاتب احمد محمد احمد
أحمد عصيد ( 2013 / 1 / 4 - 17:57 )
السيد أحمد محمد احمد بالنسبة لي شخصيا بإمكانكم نقل مقالي إلى مدونتكم شرط استشارة هيئة تحرير الحوار المتمدن
مع تقديري و احترامي.


20 - عندما يستشري الفساد نستجدي ب مايسمى السلف الصالح
أمناي غاندي ( 2013 / 1 / 1 - 13:22 )
تحية حارة للأستاذ عصيد
تفسيرا لظاهرة استحواد الإسلاميين الأصوليين على الثورات التي أنطلقت من أناس بسطاء قهرهم الظلم و الاستبداد ، إلى ظهور الإسلاميين الأصوليين على الساحة و اقتيادهم للثورات.. قلت لتفسير الظاهرة سأسرد واقع الأحداث التونسية التي تابعتها و عايشتها لحظة بلحظة من تونس ليتضح كيف ظهر الإسلاميون فجأة..
فبعد نجاح النظام في قمع انتفاضة الحوض المنجمي بقفصة و شيوع مشاعر الأسى و المرارة لدى فئات واسعة من التونسيين خصوصا في مناطق الظل (المهمشة) و في مقابل استياء عامة الناس كسب النظام جرعة إضافية من التسلط و السادية في قمع أي تحرك شعبي.. فجاءت واقعة البوعزيزي التي ألهبت انتفاضة أهالي سيدي بوزيد فكان رد السلطات مماثلا لما جرى في الحوض المنجمي لكن هذه المرة تأججت مشاعر الكراهية لفعل السلطات و انتقلت شرارة الانتفاضات إلى تالا و القصرين و مناطق الظل الأخرى و كان الرد عنيفا بإطلاق الرصاص و قتل المتظاهرين الشيء الذي حرك الرأي العام و حرك هيئة المحامين التي تظاهرت و رفعت شعار جريء لأول مرة في زمن بن علي يافطة ورقية كتب عليها -بن علي نسألك الرحيل- تم ضرب المحامي و اعتقاله الأمر الذي فجر انتفاضة العاصمة و أيضا صفاقص بشعرات جريئة و غير مسبوقة منها -خبز وما و بنعلي لا- .. إلى هنا تنتفض كل أرجاء البلاد و إلا هنا لم أر شخصيا أي بوادر ل التيار الأصولي..
لكن مباشرة بعد ارتعاش الرئيس في خطابه التاريخي الشهير -أنعم افهمتكوم..- في الصباحو تزامنا مع بدء شائعات هروب الرئيس و ترقب مظاهرة لقصر الرئاسةو مع توالي إحراق مقرات الأمن كنت أتجول كالعادة أتابع الأحداث و آخذ صور لتحركات الشارع و حوالي العاشرة و النصف تكونت مظاهرة منو حوالي 50 شخص و بعد 10 دقائق اقتحمها حوالي 20 إلى 30 شخصا بلباس طويلة ولحي طويلة فأوقفوا المظاهرة و بدأوا يصرخون في وجه المنتفضين الذين كانوا يرددون -إذا الشعب يوما أراد... فلا بد أن يستجيب القدر- فقال زعيمهم الذي يحمل مكبر الصوت: أنتم تشركون بالله، أشمن قدر الله من يستجيب و ليس القدر..- فبعض من كان يتظاهر تجنب الشارع و بدأيتفرج و آخرون يلتحقون بالمظاهرة و لما عدت لأدون على الفيسبوك الذي وجدته سهل الولوج دون بروكسي مثلما وعد بن علي بإطلاق الأنترنيت وتبين لي أن ظاهرة الخونج ظهرت أيضا بمدن أخرى و كأنهم تنظيم سري أعلن الخروج للعلن بعدما أحسوا بالزلزال يهز عرش الرئيس..
و في نقاشات مع أصدقاء تونسيون عصاميون: الكثير قال هذا هو البديل و القليل قال تونس ستهوي أكثر من زمن بن علي و كنت من أنصار من توقع الهاوية بالنظر إلى ما شهدته في تسيير المظاهرة فما بالك بتسيير دولة


21 - رد الى: أمناي غاندي
أحمد عصيد ( 2013 / 1 / 4 - 18:00 )
شكرا السيد أمناي شهادتكم ثمينة في السياق الراهن، وأعتقد أن العديد من التفاصيل ستلقي مزيدا من الضوء على إسهام الإسلاميين في الانتفاضات الشعبية.


22 - سؤال؟؟
سارة الجبوري ( 2013 / 1 / 1 - 21:43 )
سؤالي هو : ترى ماهي أسباب العدالة الدستورية المتعثره في كل من مصر وتونس ولبنان مثلا؟؟ وهل كانت هذا الثورات على مستوى الامل ؟ هل من الممكن تحقيق قضاء دستوري عادل؟؟ وماهي الضمانات لذلك؟ وما هو دور العداله الدستورية في ارساء قواعد مجتمع مدني قائم على اسس الديمقرطيه ؟


23 - رد الى: سارة الجبوري
أحمد عصيد ( 2013 / 1 / 4 - 18:19 )
شكرا السيدة سارة الجبوري على إسهامكم، أسباب العدالة الدستورية المتعثرة في هذه البلدان اتساع دائرة الخلاف حول الثوابت التي ينبغي التنصيص عليها في الدساتير، وذلك لانعدام الثقة بين الاطراف المشاركة في النقاش الدستوري، ولتباعد مشروعي الحداثيين والإسلاميين بشكل كبير لا يسمح بالتوافقات والتنازلات الحكيمة، فالإسلاميون يعتبرون أنها فرصتهم التاريخية لإقامة -الخلافة- من جديد أو مرحليا تشييد أنظمة دينية في الاقطار المتعددة وتحكيم الشريعة فيها. بينما لا يمكن للحداثيين التنازل عما حققوه من مكتسبات خلال النضال الذي دام عقودا، لأن ذلك سيكون عودة خطيرة إلى الوراء.
من جهة اخرى يعتقد الإسلاميون أنهم باعتماد منطق الأغلبية سيحلون مشكل الخلاف حول منطلقات و مرتكزات الدستور الجديد، بينما لا شرعية لأي دستور بدون مكونات الأمة.
أما سؤالكم هل كانت الثورات في مستوى الأمل المعقود عليها ؟ فالثورات كما تعلمين سيدتي مسلسل طويل من الأحداث قد لا تنتهي عند سقوط حاكم ما، ولهذا من المبكر القول إن الثورات قد باءت بالفشل او انها قد انتهت إلى الخيبة المطلقة، وأعتقد شخصيا أن الامل موجود ومعقود على القوى المؤمنة بالديمقراطية كما هي متعارف عليها في العالم، و التي من المنتظر أن تتحرك لحماية مكتسباتها، أقول -مكتسبات- لانها نتاج نضال سابق وطويل المدى.
القضاء الدستوري أساس العدل في كل البلدان الديمقراطية، وضمان تحققه استقلال القضاء وفصل السلط بشكل حاسم في الدستور.
وهو ما يضمن بالتالي بناء مجتمع مدني ديمقراطي .
مع التحية والتقدير


24 - تعالوا لكلمة سواء
محمد المرابط ( 2013 / 1 / 1 - 23:13 )
الديمقراطية هي ان تقبل بالاخر وتعتقد ان الساحة تسع الجميع وهذا شبه مغيب سواء في الطرف العلماني او الاسلامي وبالتالي فلا داعي ان يزايد اي طرف على الاخر في المسالة الديمقراطية وخاصة ان السياسة مصالح اكثر منها خدمة الشعب اوبناء وطن متقدم واذا كان صاحب المقال اعتبر ان من اسباب وصول الاسلاميين للسلطة بعد الثورة يعود لمقاطعة القوى العلمانية لهذه الانتخابات فهذا امر نسبي لانه يمكن للقوى الاسلامية ان تصل للسلطة حتى في ظل مشاركة العلمانيين كما ان كتلة الاسلاميين الناخبة متحركة وليست ثابتة كما ذكرتم في النقطة الرابعة بحكم ان الاسلاميين يمارسون الدعوة بشكل يومي داخل المجتمع بدون بروتوكولات على عكس القوى العلمانية التي تمارس عملها انطلاقا مما لديها من مال اي انهم لايمارسون نشاطهم الا اذا تقاضو اجرهمكما ان هذه القاعدةالتي ذكرتم لاتنطبق على المغرب بحكم ان عددا من القوىالعلمانية شاركة في الانتخابات ومع ذلك احتل الاسلاميين المرتبة الاولى مع اعترافنا بالقوى العلمانية الاخرى التي قاطعةهذه الانتخاباتوقد كنا بدورنا ممن قاطعها وعلى العموم اذا كان الاستاذ قد ميز بين كتلتين متناقضتينودعى العلمانيين للتحود لمواجهة الاخرين فاننا نعتبر هذا التوجه غير سليم لانه سيضر بمصلحة البلاد وسيعطل مشاريعالتنمية والتقدم وسيجعل كل طرف يولي اهتمامه للمعركة الضيقة لن يستفيد منها احد لذلك نقول دعونا كاسلاميين وعلمانيين نجلس على طاولة الحوار ونناقش ما هي اهم المشاكل التي يعاني منها المجتمع وما هي الاسباب التي تجعلنا متخلفين بهدف وضع مشروع استراتيجي يهدف للنهوض بالامة وتحقيق استقلاليتها عن العالم المتحكمواشراك الشعب في هذه الاستراتيجيةومشاركته فيها تنظيرا وتنفيذا


25 - رد الى: محمد المرابط
أحمد عصيد ( 2013 / 1 / 4 - 18:48 )
شكرا السيد المرابط على تعليقكم، لا يتعلق الأمر بعدم اعتراف متبادل بين الإسلاميين و العلمانيين، بل المشكل أن من يعتمد مرجعية دينية يعتبرها سماوية ومقدسة، لا يتقبل رأي من لديه وجهة نظر دنيوية، فالعلماني يرى ان من حق الإسلامي ان يختار نمط تدينه لكن دون أن يفرضع على غيره في الفضاء العام وداخل المؤسسات، والإسلامي المتشدّد يرى أن العلماني -كافر- و -ملحد- و-زائغ عن سواء السبيل-، والإسلامي الذطي يعتبر معتدلا يرى أن من حق العلماني أن يكون مختلفا لكن عليه الخضوع لـ-دين الاغلبية- و عدم -الجهر - بما يعتقد و يرى من الافكار و المواقف، وهذا غاية الاستبداد والبعد عن الديمقراطية . هذا ما يعتبر عائقا امام التفاهم الذي تنشدونه، لا بد أولا من وجود الاحترام بين الطرفين، وبعد ذلك يمكن التحاور .
ـ مقاطعة الانتخابات في المغرب تتم من قبل الاغلبية (دائما حوالي ستين في المائة) والمصوتون مرتبطون بالأعيان المحليين الذين تستعملهم السلطة لصالحها، الإسلاميون دخلوا اللعبة كما هي و انخرطوا فيها بغرض الهيمنة، لكن ذلك لا يمكنهم من تحقيق أي من الشعارات التي رفعوها في الحملات الانتخابية. فالتغيير يبقى مطلب الشارع المغربي.
ـ المواجهة بين العلمانيين و الإسلاميين ليس سببه الرغبة في الفتنة، بل هو أمر حتمي يعود إلى انعدام الثقة بين الطرفين، و إنكار طرف لحقوق الاطراف الاخرى. مثلا التصريحات و المواقف التي يعبر عنها الإسلاميون وهم في السلطة، تنتهك حقوقا أساسية لغيرهم، ولهذا لا بد أن يكون ردّ فعل الطرف الآخر هو النضال من أجل حماية هذه الحقوق. فالتهديد بالتراجع عن المساواة بين الرجل والمرأة في تونس يجعل الحركات النسائية والنقابات والقوى الحزبية اللبرالية واليسارية تتكتل لحماية مكتسبات النساء، وفي هذه الحالة لا يمكن أن نلوم العلمانيين على ردود أفعالهم ضد تجاوزات الإسلاميين.
ـ الجلوس إلى طاولة الحوار بين العلمانيين و الإسلاميين لا يكون من أجل تدارس المشاكل التي يعاني منها المجتمع، بل أولا وقبل كل شيء من أجل وضع أسس البناء الديمقراطي التي تضمن حق كل واحد، لأن هذه الأسس منعدمة في البلدان الإسلامية، وأما مشاكل المجتمع فسيحلها المنتخبون والحكومات بعد ذلك، وهي مشاكل تصبح ثانوية إذا لم يتحقق أساس العدل والمساواة بين المواطنين.
-الكلمة السواء- بين الطرفين هي تلك الأسس الضامنة للحرية و العدل و المساواة بين الجميع بدون استثناء أو تمييز. وغير ذلك سيجعل الصدام مستمرا وسيعرقل الاستقرار ويؤخر الحلول للمشاكل التي تحدثتم عنها.
مع تقديري و احترامي


26 - أحمد عصيد كعادته
عابر سبيل ( 2013 / 1 / 2 - 20:57 )
أولا لا يوجد في العالم العربي شيء اسمه: الصفّ الديمقراطي، خصوصا في الأحزاب اليسارية والشيوعية. وما تشرذمها إلا نتيجة لا ديموقراطيتها. وأظن أن أحمد عصيد يدرك جيدا كرونولوجيا انشقاقات اليسار المغربي في شكله الطلابي وفي شكله الحزبي.ـ
ثانيا: السؤال: كيف يمكن للقوى الثورية التي قادت الانتفاضات أن تستعيدها وتوجهها من جديد الوجهة الصحيحة ؟ تدليس على القارئ لأن الذين قادوا الثورات كثير منهم اسلاميون كتنظيمات وكأفراد. الوجهة الصحيحة لن يصنعها اليسار الذي مشاكله مزمنة ايديولوجيا وتنظيميا وخصوصا شعبيا. ولن يصنعها العلمانيون غير اليساريين لأنهم مجرد أفراد بلا هوية فكرية واضحة وأغلبهم وصوليون وانتهازيون. ولن يصنعها الإسلاميون الماضويون....ـ
الحالة الديموقراطية لن نصل إليها مادام بيننا من يفكر بطريقة أحمد عصيد طريقة الإقصاء رغم أن هذا المقال لم يعبر عنها بشكل بارز ربما لأنه موجه إلى عموم العرب وليس موجها للمغاربة أو للأمازيغ فقط...ـ


27 - رد الى: عابر سبيل
أحمد عصيد ( 2013 / 1 / 4 - 19:20 )
شكرا لعابر السبيل على تعليقه ورأيه،
ـ فيما يخصّ عدم ديمقراطية اليساريين فأنتم لا شك تشيرون إلى مراحل سابقة عندما كان الفكر اليساري قائما على جملة مبادئ و أفكار مرتبطة بنسق الحكم الاستبدادي العسكري، أو بفكرة دكتاتورية البروليتاريا، القوى التي أتحدث عنها اليوم هي قوى ديمقراطية علمانية تؤمن بالقيم الكونية كما هي متعارف عليها عالميا، لقد قام الجميع بمراجعات كبيرة وعلى الإسلاميين ان يلتحقوا فكريا بالدينامية الديمقارطية التي عبرت عنها الثورات، وأما إن اقتصروا على اختزال الديمقراطية في تقنيات التصويت وأساليب الهيمنة فإنهم سيصطدمون لا شك بواقع يقول إنه من غير الممكن العودة إلى الوراء.
ـ لم أنكر التحاق بعض الإسلاميين بالثورات بعد اندلاعها، وبعد حساب وتفاضات مع النظام كما حصل مع الإخوان، ولكن لا ينبغي أن ننسى أن بعضهم الآخر نزل لمواجهة الثوار كما حدث في تونس و مصر، كما أن بعضهم الآخر ظل يهجوهم علانية كما فعل ابن كيران في المغرب عندما وصف متظاهري 20 فبراير بـ-الطبالة والغياطة- أي المهرجين ، وأعلن تشبثه بإمارة المؤمنين وبأهداب العرش العلوي الشريف منبطحا على باب السلطان. وهو اليوم يخدم أسياده من حاشية السلطان وفق شروطهم وبالواضح.
ـ مشاكل اليسار كثيرة، لكن التحولات القادمة يمكن أن تجعل الكثير من القوى تفكر في لم جهودها ليس بالتوحد في الإطار بل بالتحالف الاستراتيجي من أجل بلوغ اهداف محددة، تتمثل أساسا في بلوغ الاهداف المعلنة في الشارع.
ـ الليبراليون الذين قلت عنهم إنهم أفراد منعزلون، هم في الواقع أعداد كبيرة من الموظفين و رجال و نساء التعليم و الاطباء و المهندسين والطلبة والفنانين و المثقفين، ويكفي المسّ بمكتسباتهم لتعرفوا كم هي أعدادهم حقا. وقد رأيتم كيف زعزعوا عرش فرعون مصر السابق و الحالي، و كيف طردوا بنعلي إلى غير رجعة. ولهم الكلمة في مستقبل الايام.
ـ مقالاتي تخلو كليا مما أسميتموه -الإقصاء-، لا أقصي أي طرف وخطابي واضح لا لبس فيه: مشاركة الجميع على أسس تحترم
حقوق الجميع بدون استثناء، في إطار المساواة التامة بغض النظر عن العقيدة أو العرق أو اللون او اللغة، وهذه الأسس غير موجودة بعد، و من واجبي التنبيه إليها و العمل من أجلها. والإقصاء هو أن يسعى طرف إلى فرض نمط تدينه المتشدّد على الجميع،
واعتبار أن الثورة والتغيير هي مجيئه إلى الحكم.
مع التقدير والاحترام


28 - سؤال وتعقيب
مكارم ابراهيم ( 2013 / 1 / 2 - 21:57 )
تحية طيبة
اتفق معك بان فوز الاسلاميين ذان نتيدة المقاطعة التي رفع شعارها اليساريين للانتخابات وانا كنت من اشد المعارضيين لمقاطعة الانتخابات ولذن اليساريين لم يتبرعموا ويزكهروا في ارضية المدتمع ذما فعل الاسلاميين بل ذتنوا منعزليين عن الشارعولكن سيكي الفاضل فاتك ان تذكر ان امريكا والسعودية معا دفعا مبالغا ضخمة لفوز السلفيين والاسلاميين من مصلحتهم ان تبقى شعوبنا في خندق التخلف والفتاوي والحكومة تتفرغ لسرقة ثروات الوطن واهدائها على طبق من ذهب للغرب مقابل ضمانتها الكرسي للابد
لدي سؤال خاص لم تتناوله حضرتك في التقديم وسؤالي الفضولي هل تؤمن بقيام الامبراطورية الامازيغية ذاقليم مستب وفي حين المغاربة يرفضون على الصحراويين حق تقرير المصير والاستقلال عن المغرب
تقبل مني خالص الود والاعتزاز


29 - رد الى: مكارم ابراهيم
أحمد عصيد ( 2013 / 1 / 4 - 19:40 )
شكرا على تعليقكم، أتفق معكم على دور المال الخليجي السعودي و القطري في تمويل الإسلاميين خلال الانتخابات وهو خرق سافر للقوانين المعمول بها، وقد نشرت تفصيل ذلك من قبل في مقالات أخرى، بل إن الإغراء بالمال الخليجي كان إحدى الوسائل التي استعملت من أجل دفع المصريين إلى التصويت على دستور غير ديمقراطي في مضمونه، وقد وضع الخليجيون مخططات لتمويل واسع للجمعيات الإسلامية داخل البلدان التي يفوز فيها الإسلاميون من اجل نشر ما يسمونه بالقيم الأصيلة، وهي عملية تخريب كبيرة لما تم بناؤه حتى الآن إذا لم تتحل القوى الديمقراطية باليقظة للدفاع عن أوطانها ضدّ هجمة العشائر النفطية، التي تشكل الثورات خطرا عليها لانها لا تريد أن تتغير.
أما في ما يخص -الأمبراطورية الأمازيغية- فلم أسمع بها من قبل، ولا أومن بإمكان قيامها، وأعتبر النزعات القومية نزعات حربية وعنصرية. وأسعى إلى بناء ديمقراطية حقيقة في وطني المغرب، وأساند المناضلين من أجل نفس الهدف في بلدان شمال إفريقيا و الشرق الاوسط، لتتمكن هذه البلدان في إطار التعاون والتبادل العقلاني من أن تنهض من تخلفها.
مع الشكر و التقدير


30 - من هو جمهور المقال؟؟
زهران سعيد ( 2013 / 1 / 3 - 02:45 )
يبدو ان المقال موجه لتوجه سياسي واحد داخل المجتمع و بالتالي فهو يقايض روح التلاحم في الفريق بالتغاضي من قبل القارئ عن القراءة الموضوعية و النقد البناء
فلنتجاوز مثلا ان الدستور قاطعه 67% و صوت عليه بلا 33% (تلك عشرة كاملة) ولنتوجه إلى ماهو ابعد
هل تحالف اليساريين و اللبراليين ليس تناقضا في حد ذاته و الا يزيد في ضبابية كل منهما و في حالة اللا مشروع التي كانت الاصل في فقدان القواعد الشعبية و شيخوخة الاحزاب التي كانت تحظى بجماهرية واسعة ؟
و هل و صلت درجة الخطر إلى تخلي اليسار مؤقتا عن الدفاع عن العمال و الفلاحين و منافحة الاستغلال الرأسمالي و التركيز على طرد -المحتل- الاسلامي ؟
اليس هذا دليلا على ان الفلسفة ارتكست مستوى خدمة السياسة فقط و السياسة ارتكست إلى مستوى حساب الاصوات و التنافس على الشعبيات و الحشود ؟
اليس الاصل في -العداوة- يكمن فقط في ان الاسلام السياسي وافد جديد على الساحة الحزبية و الانتخابية و بالتالي فهو في الللحظة الراهنة منافس للجميع لانه يقضم مما اعتبره الآخرون ملكا له ؟
الم يكن حريا بمعارضي الدستور المصري ان يطرحوا دستورا بديلا ولو في الاعلام و لو فعلوه لقرؤه الملايين في اليوم الموالي ولكن بدل ذلك قدموا اجابات مهلهلة توحي بان الهدف كان هو عرقلة التجربة الاسلامية و افشالها باي ثمن و كذلك توحي بعض توصيات احمد عصيد
من جهتي تمنيت لو ان دساتير العالم العربي طرحت في ورقتين مستقلتين ورقة هوياتية تحاول الجبهة العلمانية فيها من تخفيف حدة تناقضها مع المجتمع و مع التيارات الاسلامية وورقة مؤسساتية و حقوقية تناضل فيها الجبهة العلمانية من اجل تحقيق استقلال القضاء و مجانية التعليم و الحريات و الحقوق الاجتماعية ... و بذلك تعمل الجبهة العلمانية من خارج منطق المناقضة و المعارضة للآخر ولكن بمنطق الاختراق و التجاوز و الطرح من دون تقابل.
وهذا سوف يخدم المواطن كما سوف يخدم الجبهة اليسارية لإن الطروح التناقضية و التقابلية تكون اكبر خادم لاستغلال الشعب و استغفاله فمثلا في امريكا هناك شرائح واسعة تصوت مع او ضد الاجهاض في حين ان الحزبين المتنافسين تهمهما السياسية المالية الداخلية بالاساس و السياسة العسكرية الخارجية التي لايعلم عنها الشعب الامريكي اي شيء... المقصود حذار من الاستقطاب حول المسميات لدرجة يصبح معها التناقض بين الرأسمالي و الاشتراكي ثانويا


31 - حالات التعميم وضرورة التشخيص
صالح الطائي ( 2013 / 1 / 3 - 05:10 )
الأستاذ أحمد عصيد، الكاتب والشاعر والباحث الأمازيغي المغربي، والناشط الحقوقي المحترم
فضلا عن صفة (العلماني) التي جعلتها او جعلوها لك سادس ستة من الألقاب الكبيرة أجدك تحدثت عن ترامي القوى المحافظة على الثورات المنجزة عن طريق ما يعرف باسم الربيع العربي ومحاولة تحويل الثورات لصالحهم، وذكرت من أسباب ذلك
أن الإسلاميين لم يكونوا يُشرفون على مجالات الإعلام والتربية والتعليم، إلا أن هذه المجالات لعبت أدوارا هامة لصالحهم بسبب عدم رغبة الأنظمة القائمة في إنجاح الانتقال نحو الديمقراطية، حيث اعتبرت أن الخطر الذي يهددها هو مطالب الحداثيين، كما اعتقدت بأن الإيديولوجيا الدينية السلفية ستظلّ دائما مسالمة، ولم تتوقع أن تصير هذه الإيديولوجيات تنظيمات مسلحة وعنيفة تهدد استقرار بلدان العالم بأسره، وليس فقط الدول الإسلامية. وكأنك بهذا الحكم جعلت نفسك:
1- المدافع الوحيد عن الديمقراطية في العالم
2- العدو الأكبر للدين والفكر الديني
3- وأردت القول أن الفكر الديني هو العدو الأوحد للتبدل الديمقراطي
4- والقول كذلك أن الحداثويين هم العدو الأكبر للحكام العرب
5- والإدعاء أن الحركات السلفية خدعت الحكام بثوبها المسالم الذي تخفي وجهها الشرير تحته
وأسأل برجاء الإجابة الصريحة:
1- هل أن اليسار والعلمانية وحدهما اللذين يدعوان للديمقراطية ويدافعان عنها؟
2- قال عالم اللاهوت الشهير -لوازي-(1906م): (يمكننا القول عن جميع الأديان أنها ذات قيمة مطلقة بالنسبة إلى إدراك أتباع كل منها وقيمة نسبية لدى عقل الفيلسوف والناقد) فلماذا لا جزء صغيرا من القيمة النسبية في عقول العلمانيين عن دين الآخر؟
3- من مساويء تاريخنا أن الجهلة والأغبياء هم الذين حكمونا على مر التاريخ وان هؤلاء كانوا يجيدون فن الدفاع عن النفس لا أكثر، ولقد أجادوا في هذا الجانب وتفننوا حتى فاقت علومهم فيه كل العلوم الأخرى فهل أن تقريبهم للسلفيين ينزع عنهم هذه الصفة المشتركة أم ماذا؟ كيف وهم مثلنا يعرفون أن الحركات السلفية الإسلامية منها والمسيحية كانت منذ بدء تأسيسها بل منذ بداية تأسيس مذهبها الإسلامي حركة صِدامية دموية لا تؤمن بالحوار وتحتكم إلى السيف؟
كما قلت: (أن الإسلاميين بسبب الحصار الذي ضرب عليهم من طرف أنظمة الاستبداد توجهوا إلى العمل في عمق المجتمع، وعملوا فيما يمكن تسميته بـ -الإسلام الاجتماعي- عبر النشاط الخيري) وأرى هذا التشخيص قاصرا فالإسلام دين اجتماعي بجوهره وأنت تجعل من هذه الصفة إسلاما جديدا يضاف إلى عدد الإسلامات الموجودة بسبب التشرذم، وأنت تعمم الحالة الخليجية التي نتجت عن زواج سفاح بين السلطة والدين الوهابي على جميع المسلمين، وهذا مخالف للحقيقة لأن الإسلاميين في العراق ومصر والمغرب العربي كانوا إلى وقت قريب بعيدين عن مثل هذه التوجهات ولكنهم بفعل دولار البترول تحولوا إلى النهج السلفي المتطرف.
إن السلفيين حالة طارئة تبيح كل المحرمات بما فيها التعاون مع الشيطان لتحقق مصالحها وهي وفقا لهذه المكيافيلية نزت على الانقلابات الجماهيرية فارغة المحتوى وعديمة التوجه الأيديولوجي وهولتها إلى صالحها.
المطلوب منا اليوم كإسلاميين متنورين وعلمانيين وحداثويين ان نتصدى للتشويه ونترك الأصل فالسلفية صورة مشوهة عن الإسلام ويجب أن تحارب ولكن من العار أن يحارب الإسلام كله بفعل جرائم السلفيين والوهابيين.


32 - 70% من الشعوب العربية !!!
Joseph Schallal ( 2013 / 1 / 3 - 09:35 )
نهاية الانظمة العربية من المحيط الى الخليج متوقع ان تزول وتنتهي وتسقط في مزابل التاريخ بدون استثناء نظام واحد - لانها انظمة دينية وثيوقراطية وارهابية ومجرمة وساقطة اخلاقيا ولا شرف لاي نظام من هؤلاء لانهم اقمعوا الفئة المثقفة والاقليات والاديان الاخرى وهي انظمة مذهبية وطائفية وحاقدة على البشرية . . . . . . .
لكن وثم لكن - انا كنت مترددا من نجاح انتفاضة الشعوب العربية ابتداءا من تونس وثم مصر وليبيا واليمن والى اخره . ..
المشكلة تكمن في الشعوب العربية المتخلفة ونسبتها اكثر من 70 % -
هذه الشعوب التي لا تؤمن بالتقدم والحضارة وانما بالغيبيات والاوهام انتخبت من يمثلها من الاسلاميين فقط - اذن الشعب يريد حكما اسلاميا شرعيا وليس دولة مدنية وحضارية -
ذهب السيئ وجاء الاسوا منه - وسوف يذهب هذا الاسوا وياتي المدمر الاسوا - المشكلة في الشعوب متى تدرك هذه الشعوب المتدينة جهلا والمحافظة زورا بان قد فاتهم القطار واصبحوا من اسوا دول وشعوب الكرة الارضية وشكرا -


33 - الصحيح يأخذ مجراه
د.حكمت عبدالعزيز حمد الحسيني ( 2013 / 1 / 3 - 12:37 )
مرحبا بك استاذ احمد عصيد:
مع احترامي لارائك ولكن لايمكن فعل شيء حيال امر يريده عامة الناس في حالة هي نتاج ثورة استجابت لارادة اصحابها والقائمين بها وتتصف بالجماهيرية فلماذا نصور الامر وكأن الاسلاميون قد صادروا الثورات مع انهم كانوا عمادها والدليل النجاح الذي يحرزونه عن طريق صناديق الاقتراع فما الذي يمكن يسترد من التجربة الديموقراطية السليمة ..... فعنما يكون الصندوق هو الفيصل ...لذا ارجوا ان نكون منطقيين وان لانعوم عكس التيار وان نكون سببا في عرقلة الحياة العامة وعجلة التنمية وتقديم الخدمات فاذا كان بامكانك ان تعمل بهدوء وفي اطار ضوابط العمل السياسي الحضاري واثبت انك اهل لان تصل الى الحكم عن طرق استحصال رضا الناخبين فاعمل لم لا . فشعوبنا منهكة بفعل التاريخ الدكتاتوري البغيض وهي الان يتم انهاكها مرة اخرى حتى يصل الامر الى طريق لاينفع معه حل داخلي واظن هذا تماما مايريده الدعاة الغربيون للحريات والتي ليس لها سبيل سوى ان تجعل الشعوب المسلمة تتشبث باحذيتها وهو تماما ما ثارت الشعوب للتخلص منه ....مع الاحترام والتقدير.


34 - إفرازات... و صناديق اقتراع
عبد العالي غالي ( 2013 / 1 / 3 - 21:23 )


أراني مجبر أن أتذكر وأذكر بالشعار الذي رفعه الشارع الفرنسي عندما خرج في مظاهرات شبابية منددة بصعود -جون ماري لوبن- زعيم اليمين العنصري المتطرف في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية والكل يردد دون خجل -نشعر بالعار ... نشعر بالاهانة-. مظاهرات وان صححت المسار بعض الشيء حيث أعطت -جاك شيراك- نسبة أصوات ما قط حلم بها رئيس فرنسي قبله ولا بعده، فان أجمل ما فيها أنها أثبتت أن أبناء من رووا ارض فرنسا بالدماء لن يرضخوا ولن يسمحوا بتمرير حماقات ولو اضطروا للتمرد على صناديق الاقتراع.

شعور بالاهانة سببه فرط نزاهة كادت أن تعبد للتطرف مسلكا يتسلل من خلاله خفية إلى مراكز القرار لولا بقية من نباهة... ظاهرة استحقت أن توضع على المشرحة لتبيان مكامن الخلل وتشخيص ما أجمع العاقلون على انه داء و أيما داء... وكذلك كان إذ خلص المشخصون والمشرحون أن التصويت لليمين المتطرف جاء عقابا للطبقة السياسية التي خيبت آمال الناخب وما حققت ولو بعضا من طموحاته. وأضافوا إلى ذلك ارتفاع نسبة الممتنعين أو المقاطعين للعملية الانتخابية من أساسها.

واراني مجبر أن اردد ولو فريدا أو منفردا نفس الشعار ذاك إذ أرى ازدحاما ديمقراطيا على رقعة هذا الوطن العربي يُعطي نتائج تُشعر بالاهانة والعار كل من لم يتلوث عقله بمبيدات العقل التي تنفثها فظاعيات البترودولار صباح مساء... فتحليل إفرازات صناديق اقتراعنا في ابسط مختبر للتحليلات الديمقراطية حتما سيثبت أننا نعاني من مرض ديمقراطي عصيب. إذ لا يعقل لجسم سليم أن يفرز هكذا نتانة... والمجحف حقا هو أن نستقبل النتانة بكل هذه البهرجة رقصا ودبكة وإنشادا. احتفالات قد تصلح لملء قليل من الفراغ الذي عم فينا وغاصت فيه ذواتنا حتى ما عدنا نفرق بين احدنا والفراغ في هذا الزمن العربي المشبوه.

ولأننا متيقنون أن اللئام لن تعطي شيئا يفتخر به، نقول لإفرازات صناديقنا: ستعون بعد هنيهة -إن افترضنا فيكم حسن نية- أن الظلم بنية ذات شروط مادية وموضوعية لا يزول إلا بانمحاء معطياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر استئصال أورامه الخبيثة المنتشرة في كامل أجهزة جسدنا الذي مل الأنين. وان تلطيف بنيته بالطيبوبة والنيات الحسنة لن يزيد الظلم إلا مناعة وفرصة استمرار... فهلاميته تعطيه صفة التخفي والتمظهر بمختلف الأشكال وفي مختلف الأزمان والأمكنة... وحتما سيأتي اليوم الذي سنعيد فيه، في أحسن الأحوال، الحديث عن صراخ -عمر بن عبد العزيز- في صحاري الخنوع بعد أن نكون قد فهمنا أن بنية الظلم تملك ملكات فائقة اللؤم. آنذاك سنخجل حتى من موتانا الذين سيذهلون حتما لما يجدوننا مازلنا نلوك نفس المعاناة وبذات الكلام. يومها سنكتشف أننا جعلنا من إفرازات صناديق اقتراعنا سمادا حيويا لتخصيب تربة تناسل فيها مجرمونا كالفطر فتضخموا وتشابكت عروقهم وما استطعنا لاقتلاعهم سبيلا.

لكم أن تصرحوا وتبشروا، وللشعب أن يصفق ويزغرد... ولنا أن نستمع لحكاياتكم التي تتأرجح بين الطرافة والقرف... وللمُعنعِنين والمعنعنات أن يعطونا براءة ذمة إذ رفعنا شعار الإحساس بالاهانة والعار في زمن أرادوا لنا فيه أن نختار من بين الكوارث أهونها كي يبقونا متأرجحين بين الكوارث.


35 - تعليق باسف عميق
مصطفى بالهواري ( 2013 / 1 / 3 - 23:50 )
بعد التحية للسيد عصيد و للمحاورين و القراء اتقدم بهذا التعليق عبارة عن احتجاج عن الاقصاء الذي تعرضت له . ارسلت تعليقي بالاسم الذي اكتب به على موقع الحوار المتمدن و هو نفس الاسم الذي استعمله الان ان تم نشره . و لم ار داع لاقصائي خاصة ان كتاباتي البسيطة على الحوار واضحة ، كما اني التزمت بالموضوع ، كما اني حاورت احمد عصيد في الواقع قبل النيت منذ 1994 و كان اخر حوار بيني و اياه بكلية الطب بالبيضاء في موضوع العلمانية.
احتج على اقصائي سواء على ادارة الحوار او على المحاور عصيد .


36 - الاسلام حضارة
محمد المرابط ( 2013 / 1 / 4 - 00:53 )
ارى ان بعض المعلقين اعتبر لما صوت الناس على الاسلاميين فانهم بهذا بهذا ضد الحضارة والتقدم ويفضلون البقاء في التخلف وهذا كلام مجحف وظالم ان الناس لما صوتوا على الاسلاميين اراوا منهم ان يعيدهم لعصر الحضارة الذي كان عليه المسلمون في سابق عهدم تلك الحضارة التي كانت نقطة انطلاق للاوربيين لكي يصلوا اى ما هم عليه الان فلماذا نريد ان نقتل التجربة من بدايته الناس جربوا حكم العلمانيين لعقود فهل قدموا لهم الحضارة وكان هدفهم تقدم المجتمع اتريدون ان نذكركم بعهد العلماني بورقيبة وحتى بن علي والسادات وغيرهم نعم انا لا اقول ان الاسلاميين اليون قادرون على ان يعيدونا لزمن الحضارة لان لهم نواقص كثيرة اهمها تاثرهم بشئ قليل او كثير بما يسمى بالمذهب الوهابي ولاعتقادهم ان الرئيس هو صاحب سلطة مطلقة يسير الدولة باجمعها اي يعتقدون ان الدولة في الاسلام هي دولة مركزية لها السلطة المطلقة وهذا غير صحيح لان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد طبقة الجهوية بوضوح اي عندما كان يعين واليا لجهة ما فان حكومة هذه الجهة تكون هي المسؤولة عن النهوض بتلك الجهة في مختلف المجالات دون العودة لحكم المركز والشواهد على هذا متعددة ليس الوقت لسردها وعلى العموم نقول دعونا نجرب حكم الاسلاميين وعندما تاتي الانتخابات القادمة نحكم على تجربتهم من خلال الصناديق


37 - ولن تفلحوا أبدا
الرافضي قاسم القريشي ( 2013 / 1 / 4 - 16:41 )
السيد أحمد عصيد ، أرجو لك الخير
قرأت مقالك بإمعان ، مثيرا في نفسي عجبا يكاد لا ينقطع ، فهل يعقل أن الأمة بعد ألف عام من الانتكاسات والخراب والهزائم لم تلتفت بعد إلى سبب هزيمتها وتخلفها وانتكاساتها الكثيرة ، أي معالجة تقدم يا أستاذ أحمد حول استعادة الثورات المسروقة ، وأنت لم تلتفت أصلا إلى جوهر المسألة والقضية ، وموضع الحل الذي يجب أن يكون ، ولن أطيل عليك ، فما لم تعد الأمة إلى منبعها الصافي الذي اختطه رسول الله صلى الله عليه وآله لأمته في حياته ومن بعد رحيله والمتمثل بالتمسك بأهل البيت عليهم السلام وإتباعهم ، فوالله فلن تفلح أبدا ولو كانت ألف ثورة وثورة ، فلا الديمقراطية المستوردة ، ولا شعار ( الإسلام هو الحل ) ( الإسلام الأموي طبعا المستند إلى فكر معاوية وتلميذه البار ابن تيمية ) ، ولا غيرها من الحركات والأحزاب ، نافعة ما لم تستند إلى فكر أهل البيت عليهم السلام .
وبودي أن أصحح لك معلومة فليست الثورات العربية وليدة اليوم ، بل إن أول ثورة عربية إسلامية خالصة كانت في عهد أبي بكر ، يوم تصدت سيدة النساء عليها السلام لطاغية ذلك العصر بعد أن تجاوز حقها الصحيح الصريح يوم سلبها أرض فدك ، من ذلك اليوم بدأت أول ثورة عربية إسلامية ، ولكن الأمة الغافية والنائمة والحالمة بأمجادها ما كان لها أن تنهض بثورة إلا بعد مرور أكثر من ألف عام ، ولن تفلح فيها أبدا ، وإن غدا لناظره قريب .


38 - الديمقراطية ليست صناديق اقتراع يا ناس
صفوت جلال الجباري ( 2013 / 1 / 4 - 19:14 )
الاخوة والاخوات الاعزاء..... قبل كل شئ علينا ان نفرق بين الاسلام كدين وبين الاسلامويين الذين يرومون تطبيق الشريعة الاسلامية نصيا وحرفيا وفي الحقيقة الدين الاسلامي نفسه لم يبق اي مجال للتحديث والموائمة كما حصل مع المسيحية حينما تم التحديث من قبل اللوثرية وغيرها فالمطلوب هنا تطبيق الشريعة الاسلامية كما انزلت وطبقت في زمن الرسول والخلفاء بعده ... ونحن حينما نتكلم عن الديمقراطية كمفهوم غربي حداثي علينا ان لا ننسى ان الديمقراطية ليست فقط الاحتكام الى صناديق الاقتراع كما يتوهم البعض بل انها حزمة متكاملة طويلة وعريضة من الاسس والمبادئ..وما التصويت الا جانب بسيط منه ... هنا يجب القول ان الديمقراطية لا تتلائم ابدا مع الشمولية الدينية لاسباب عديدة اهمها هو الحق المتساوي لكل افراد الشعب ذكرا وانثى على اختلاف اديانهم ولا دينيتهم... وهذا اول مبدا متعارض مع ايات صريحة في القرأن ثم ان الديمقراطية كمفهوم لا يمكن ان يكون حكما شاملا كاملا ومطلقا ابدا بل في تطور وتغيير مستمر وهذا ايضا يتعارض مع المبدأ الديني العام والشامل والنهائي والكامل ....الغرب دفع ثمن اخطائه في الاعتماد على صناديق الاقتراع للاتيان بالحاكم فكان صعود هتلر والنازية الى الحكم وتم غرق اوروبا والعالم في بحر من الدماء وتم اقصاد وابادة شعوبا واجناسا بدون وجه حق ... اما السؤال لماذا امريكا الدولة الديمقراطية المعروفة تغض النظر بل وتشجع قيام الاسلاميين باستلام السلطة فالسبب واضح وجلي ان امريكا بلد مصالح ومصلحتها في عدم صعود العلمانيين الى الحكم لانهم سيبنون الديمقراطية الحقيقية التي يكون خطرا اقتصاديا كبيرا عليها وعلى اوروبا ايضا ,,, فالديمقراطية تفرض خروج المراة الى ميادين العمل (بينما يضع الاسلاميين اشد القيود عليهن ) وهذا سيؤدي الى تغيير المجتمعات راسا على عقب ... فخروج المراة يعني مضاعفة اقتصاديات البلدان هذه ويعني الانفتاح ويعني التعليم الافضل ويعني تحديد النسل (تلك الافة التي تفتك بكل الدول النامية ) لانها تستنزف اقتصادها وتكثر من الفواه الجائعة وتخفض الدخل القومي وناتج الاسرة مما يزيد الشقاء ويجلب معها البؤس والحرمان الامراض الاجتماعية الاخرى ... الامجال لا يسع في التفصيل الكثر وربما سيكون لي عودة للموضوع واتفي بهذا القدر ....انا شخصيا لست ضد استلام الاسلاميين للحكم لانها الوسيلة الوحيدة الان لكشف
الاعيبهم ....وحقيقتهم التي لا تختلف من سابقاتها ومن يقول ان العلمانية قد تم تطبيقها في بلداننا يرتكب خطئا شنيعا العملمانية لم يطبق لحد الان الا في اوروبا وامريكا واليابان على سبيل المثال وما الحكام الدكتاتوريين الذين لبسوا لباس العلمانية فلم تكن الا خدعة ساذجة اريد منها ايهام الاناس وليس اكثر من ذلك السبب ان اولى شروط العلمانية هو الفصل التام بين الدين والدولة فاي بلد عربي او اسلامي فعل ذلك مثلا اضافة الى شروط اخرى


39 - لكل مصدر تمويله
محمد المرابط ( 2013 / 1 / 6 - 00:08 )
كان مما رددتم به على تخلنا الاستاذ عصيد ان من اسباب وصول الاسلاميين للسلطة هو التمويل الخليجي وهذا شخصيا لاانكره فكل من قطر والسعودية قدمت دعما ماليا للاسلاميين سواء في الانتخابات او غير الانتخابات لان هذا الدعم هو قديم وليس وليد اليوملكن اليس للعلمانيين واحزابهم وجمعياتهم المدنية من يدعمهم ماليا كذلك بطبيعة الحال للعلمانيين من يدعمهم ماليا فهم بدورهم تاتيهم اموال من فرنسا وامريكا لكنهم ربما لايوظفونها توظيفا جيدا لذلك تاتي ثمارها ضعيفةوعلى العموم الاسلاميون وصلوا للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع ولم يضعوا السيوف في اعناق الناس ليصوتوا عليهم فما على العلمانيين الا ان يشتغلوا بجد ومصداقية لينتزعوا منهم السلطة في الانتخابات القادمة


40 - إن الحكم الا لله
عبدالغني زيدان ( 2013 / 1 / 6 - 06:52 )
الاخوة القراء من خلال رحلة في مضمار هذه التعليقات ومن خلال المقولات والمقالات التي تخرج علينا في الصحف وانا هنا اقصد التي تخرج علينا باطار فكري لتحليل الواقائع التي تحدث هنا وهنالك يتبين لنا بان اكبر هوة فكرية جدلية هي التي تصيب الواقع العربي والملاحم الحزبية التي تنبثق من هنا وهناك والاستاذ احمد عصيد وغيره من اصحاب المذاهب الفكرية قد حصرو هذه الملاحم ما بين الليبراليين واليسار والاسلاميين بامكاني ان افتح هذه النافذة من خلال اراء المشايخ والمفكرين الاسلاميين الذين ينادون بالحكم الاسلامي ومن هيجل وسبينوزا وماركس الذين ينادون بحكم الانسان للانسان الا انني اريد ان اتحدث ببساطه لمقتضى مقام المقال يتوجب علينا حصر هذه المجادلة على المساحة الجفرافية العربية فقط وهذه يجب ان تكون مسلمة لدى الطرفين اذ لا يجوز طرح التجربة السوفيتية (المادية الاشتراكية -لاليسار )على العرب كما لايجوز طرح التجربة الامريكية (العلمانية الليبرالية -الراسمالية )على العرب فهما بعيدين كل البعد عن حضارتنا واسسها وماضيها ولا يجوز ايضا طرح الافكار العالمية والتي اسميها الدائرة الكبرى وايلاج كل خصوصيتها وما ينبثق عنها في المجتمعات التي تختلف باساسها وخصوصياتها وهذا ايضا يجب اعتباره اساس كل نقاش وحوار ومن هنا يمكننا طرح الجدلية هذه على المجتمعات العربية وللتسليم ببعض الامور نتسال هل تم تعريب الايديولوجيات العالمية لاقحامها في المجتمعات العربية لتدخل عليها بشكل سلس وتخرجها للعالم من دون اي اعاقات او تشوهات ؟ وهل الجسد العربي بماضيه وما فيه من قيم وحضارة وغيرها الكثيرمن السماح لهذه الايديولوجيات بالدخول فيه ؟ انا اعلم بان هذه تعتبر اطروحة جدلية ولا الزم احدا بكلمة جدلية هو ان يتم بحثها وفق الادوات المادية والديالكتيك وما شابه فقط استخدم الكلمة لما اريده ويتحتم عليه؟ انا ارى ان هذه الاسئلة يجب ان يتفق معي الاخ احمد عصيد وغيره من المشاركين في هذه الجولة الحوارية الاجابة على هذه السئلة دون الخوض في التفاصيل فضلا عن انني اكاد اجزم ان عملية التزاوج بين هذه الايديولوجيات والمجتمع العربي لا تخرج الينا الا العار والانسلاخ عن ماضينا وهويتنا والاتيان بطفل صغير بائس فقير ليس له ماض وحاضر ويقتات على فضلات المجتمعات العجوز في هذا المجال
الاخوة الاعزاء لو اجتزناواقعنا وسماء احزابنا الضيقة وادوات التفكير واقصد هنا منهجية التفكير وتسالنا هل الانسان العربي المعروف بماضيه لدينا وكيف كانت عاداته وعباداته وتعاملاته ورؤيته لنفسه ضمن بيئته ونظرته لذاته في هذا الكون وعلاقاته بغيره من البشر قادر على ان ايجاد انظمة ونظرية تصف له نفسه وذاته بالنسبة للكون والطبيعة والعلاقات والتبادلات بين غيره من الاجناس فضلاعن النفس والروح والتساؤلات العقلانية المباحة للكل طبعا وكلها علاقات وتساؤلات جدلية لايزال الصراع قائما على اساسها !!؟
والحق الحق اقول لكم ان الانسان لا يحق له ان يحكم الانسان ولا يستطيع ايضا تنظيم نفسه بنفسه مهما كانت الشعارات بسيطة الفرد من اجل الجميع والجميع من اجل الفرد ومهما كانت معقدة ك الية عمل المجتمعات الليبرالية
وللعودة للمقال استاذ احمد اعتبرني وانا كذالك احد ابسط البسطاء من العرب الذين يصوتون نعم للرئيس مرسي والدستور المصري والربيع العربي لماذا لانني لم اجد اجابة عن تساؤلاتي البسيطة ولا تحتاج الى قدرة فكرية للوصول اليها وهي سابقة الذكر وايضا احد الذين يؤيدون صعود الاسلام
واضحكني بعض المعلقين اذ انهم يطربون بنسج بعض المصطلحات لزيادة الواقع سرمدا ولون رمادي مثل ظاهرة استحواذ الاسلاميين على الحكم يا سلام بجد نكته ظاهرة طبعا لا اريد تحذير الناس من هذه العبارات لانها اصغر من ان تلفت انتباههم لانها واضحة ومعروف لماذا يتم استخدامها لاستدراج العقل في بحث له اول ما له اخر
استاذ احمد ارجو منك ومن الاخوة الاخرين وخصوصا اليسار والمدنيين والليبراليين الاجابة على اسئلة هذه الناس التي نادت وتقول نعم للاسلام والشعارات الاسلامية ونعم للدساتير التي تمثل الاسلام


41 - الديمقراطية نتاج انساني
حيدر عريبي ( 2013 / 1 / 6 - 14:01 )
استاذ احمد تحياتي لك على هذا الموضوع الحيوي والجرئ.
ردا على الاخ عبدالغني زيدان كما يبدو لي من خلال تعليقك بان الحكم بالديمقراطية والعلمانية هو اغتراب وتغريب متناسين ان الاسلام عند ظهوره كان حالة فريدة وغريبة هل نستطيع القول انه فكر مستورد . ومن قال ان الدول الاسلامية متشابه الان , هل هناك شبه بين ايران والسعودية او بين المغرب واندنوسيا؟ طبعا لا هذا هو نفس الشئ بالنسبة للديمقراطية ليس هناك شبه بين ديمقراطية فرنسا واليابان ولا بين بريطانيا وتايوان لكن هذه الدول قائمة على مبدا الحرية والمساواة وليست مثل الدول الاسلامية تصادر الاخر وتلغيه, ايران همشت السنة والسعودية همشت الشيعة وغيرها من الدول الاسلامية التي تحكم بالاسلام والذي هو ليس الا سلوك شخصي فردي. اما ان يكون اداة للحكم فهو مشكلة كبيرة ومعقدة لانه ببساطة ليس الله من يحكم بل البشر والذين يعتقدون انهم خلفاء الله في الارض, ثم باي اسلام تحكم الاسلام الوهابي او الشيعي او الصوفي ؟
استاذ احمد المحترم انت وبعض المعلقيين راهنت على ان الشعوب العربية ليست ساذجة وهي تعي ما تفعل , اسمح لي ان اخالفك الراي, ليس كل بل الكثير من شعوبنا ساذجة وتحركها عواطفها لاغيتا عقلها , سوف اعطيك مثال في احدى جلسات البرلمان المصري كان الموضوع هو مناقشة البطالة قام احد اعضاء البرلمان وقال اذا لم ننصر اخوتنا في سوريا سوف لا نستطيع حل اي مشكلة من مشاكلنا لان الله سوف لن يساعدنا وبدا بسب العلويين والشيعة ,,تصور كي يحل مشكلته يجب ان يناصر قضية هي بعيدة عنه املا ان ينصره الله , من انتخب هذا النائب هل هو الشعب المصري ام هو ربح المنصب بورقة اليانصيب؟
المشكلة عويصة على ما اعتقد , الدكتور علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين ناقش الدور المشبوه الذي يلعبه رجال الدين المقربون من السلطان فما بالك بان اصبح الوعاظ هم السلاطين كيف ستكون العاقبة
باختصار شديد نحن عبيد تراثنا هو يتحكم بنا عن بعد زمني غارق في القدم بينما الشعوب المتقدمة هي من تتحكم بتراثها وتسخره لخدمتها بعد ان استفادت من تجارب الغير
شكرا استاذ احمد لسعة صدرك ولك مني كل الاحترام ,


42 - الإسلام الحداثي
نورالدين ( 2013 / 1 / 7 - 19:17 )
الأستاذ عصيد المحترم ، من واجبنا أن نحيي جرأتك على اقتحام الحقل الديني الدي تحرسه الأنظمة ومورديها حتى لكأننا نعيش في عصور الزوايا وإن كانت الزوايا المغربية أقل انغلاقا عن مجتمعاتها كما الجماعات الدينية الحالية ، المشكل بدأ على مر القرن العشرين منذ أن تم القضاء على الفكر النهضوي بقيادة محمد عبده والكواكبي والأفغاني وخلق الفكر الكهنوتي المنغلق لتستمر النخبة الحاكمة البقاء في الحكم ، أتساءل كيف لنا أن نصوت على المشروع الإخواني الذي جاء خصيصا لمحاربة الإسلام الحداتي مع العلم أن الفكر الاخواني مند حسن البنا ماهو الا استمرارية لعصر الانحطاط و تحجيم الإجتهاد ،عجيب أن يصوت أبناء القرن الواحد والعشرون على تأجيل حلم النهضة الذي سبق تأجيله منذ قرن. ولكممني خالص التقدير


43 - رد للاستاذ حيدر
عبدالغني زيدان ( 2013 / 1 / 8 - 08:04 )
من خلال ردك تبين لي وللاخوة القراء ان نظرتك سطحية علما بان كلامي مجازي وعميق استاذ حيدر اتعلم المشكلة بسيطة جدا جدا اتعلم انا اصلا اقف ضد الاخوان المسلمين الذين يريدون الديمقراطية فضلا انني على علم بانهم يستخدمون هذا المصطلح فقط من اجل الترغيب مصطلح الديمقراطية غير موجود في شريعة الاسلام الحكم لله فقط ولكن جاء الاسلام غريبا وسيعود غيبا والله حرام عليكم لو تفقهتم في دين الله لوجدتم فيه كل الخير ولكن حسبنا ان الذين انسلخوا عن حضراتنا وديننا انبهروا بالغرب فاصبحوا مقلدين وهم الذين اضعفوا المسلمين وهنا ملاحظة الدين الاسلامي لم يتغير والحمد لله ان اوروبا نسبة الاسلام فيها اصبحت تفوق نسبة التنصير في افريقيا ولا يدفع قرش واحد من دول الخليج لنصرته وهذا دليل قاطع ان الحضارة الغربية بكل ما فيها وبكل ما صدرته لنا اصبح في مهب الريح
والمشكلة الثانية لو انكم تتركوا لنا ديننا وتذهبوا لدنياكم
وسياتي يوم يكون فيه الدستور عبارة واحدة - ان الحكم الا لله - وبعدين عيب عليك تتهم الشعوب بالساذجة فبما انكم تدعون العلم والمعرفة والرفعة فعليكم ان تنزلوا لمستواهم ويا ريت تقراءمقال أحمد عبد الرازق ليبراليو مصر .. أزمة الفجوة بين التصورات الذاتية والواقع في صحيفة القدس العربي
يارجل اذا وانت بين الاوراق والافكار تقول هذا وانت تمثل الليبراليين واليساريين لانهم قالوا اقوالك هذه من قبل فما بالكم لو اصبحتم بفكركم هذا حكاما للشعوب انا اخجل من هذا ولو كنت مكانك لحذفت الرد بالنسبة لي لم تفدني بشيء


44 - ...بعد سكرة الربيع
عبد العالي غالي ( 2013 / 1 / 8 - 20:07 )
ها نحن، بعد سكرة الربيع تلك، نستفيق لنتأكد أننا ما أحسنا في ثوراتنا البلهاء غير العزف على أوتار الرعب والرحيل على صهوة المراثي، فقد جعلوا بمكرهم أحلام شعوب ملت حالها، ترتقي... وساعدهم على ذلك طول سنين القضم والهضم من العذابات. كما وعبّد لهم الطريق جيل ينجب الأجداد لا الأبناء كما تقتضي قوانين الطبيعة. إذ ما الفرق، إذ نشاهد التلفاز، بين من يحتفلون اليوم بنجاح ثورة الناتو في بنغازي ومن كانوا يحتفلون بنجاح ثورة الفاتح منذ أزيد من أربعين سنة؟ ولولا أن التقدم التكنولوجي جعل التلفاز بالألوان لأقسم المتابع أنهم أنفسهم، وما أظنهم قد غيروا حتى الأسماء ما دام الابن يسمي الحفيد باسم الجد تيمنا وبركة(...) بلى إنهم هم أنفسهم من نسجوا حلم ثورات مضت، ويغزلون اليوم الصوف لينسجوا من جديد حلم ثورات الربيع. ولأن -الثورة تأكل أبناءها- فليهيؤوا أجسادهم لتكون وقود نار المجانين حتى ينتصروا.


45 - ثورة وثورة
محمد المرابط ( 2013 / 1 / 9 - 00:23 )
على العموم الكاتب تحدث عن استعادة الثورة ممن خطفها اي من الاسلاميين لكن لم يوضح السبيل الى ذلك هل نقيم ثورة جديدة من اجل ذلك ام على العلمانيين ان يقوموا بشرح افكارهم اكثر للناس استعذاذا لانتخابات قادمة فاذا كان الحل الاول الا تعتقد انه سيدخلنا في دوامة من الثورات والثورات المضادة مما قد ينشب عنه حروبا اهلية لسنوات طويلة اي ان نتحول الى صومال جديد داخل البلدان العربية


46 - متفق أن الثورات في مرحلتها الأولى
زكرياء الفاضل ( 2013 / 1 / 9 - 09:48 )
قد أتفق مع أستاذ أحمد عصيد لكل ما تقدمت به بخصوص توحيد الصفوف في مواجهة خصوم الديمقراطية والحداثة، لكن ألا ترى أن هذا قد ينطبق على دول الربيع دون المغرب حيث النظام لا يزال ممسكا بزمام الأمور وهو من يحدد لمن ستكون الحكومة؟ فحزب بنكيران وصل للسلطة بتدبير من النظام المخزني وهو برنامج فضحه وزير الداخلية السابق إدريس البصري منذ سنين.
أنا مغربي مثلك لذلك يهمني مستقبل وطننا بالدرجة الأولى، ولهذا أطرح عليك سؤالا: أ لا تعتقد بأن ضعف الحراك الشعبي بالمغرب منبعه غياب الإطار الإديولوجي والقيادة المركزية ذات برنامج واضح لبناء دولة القانون، فنحن نرى أن الحركة باتت قوية بعد انضمام جهات سياسية منظمة وباتت ضعيفة بعد ابتعاد هذه الجهات؟
عندما أقول إطار إديولوجي فإني لا أقصد به القومية أو الليبرالية لأنها لا تمتلك صورة واضحة للديمقراطية أو في أحسن الحالات تعطيها مفهوما غربيا أي تحصرها في صناديق الاقتراع مع تعيين التنظيمات السياسية -اللائقة- لخوض المعارك الانتخابية، كما أنها تشترك مع الإسلاميين في نظرتها لبناء الدولة الإقتصادي بمعنى تقليص دور الدولة في الاقتصاد وتوسيع المجال أمام الخواص.


47 - تأثير بسيط جدا رغم قوة الامكانيات
Amazigh-N-Arif ( 2013 / 1 / 31 - 19:38 )
هناك مسألة حيرتني كثيرا: نحن نعلم أن الثورة التي غيرت وجه اوروبا و التي بدأت في فرنسا، كان قد مهٌد لها فلاسفة اوروبا مثل فولتير و مونتيسكيو و روسو و اسبينوزا ..إلخ
هؤلاء الفلاسفة أثروا في شعوب اوروبا معتمدين على وسيلة التواصل الوحيدة هو الورق (كتاب و جريدة). المسلمون يملكون اليوم وسائل للتواصل لا حدود لها و مع ذلك لا يوجد لديهم ذلك الوعي الذي كان عند الاروبيين زمن روسو و فولتير و إراسموس ..
هل المسلمون يخافون من الديمقراطية و التعددية و الحداثة و الاختلاف و الماضي و الحاضر و المستقبل بسبب الدين أم بسبب الثقافة العربية التي تكونت في الصحراء؟


48 - حل أسرار ثورات الربيع العربي
Samo ( 2013 / 6 / 20 - 19:19 )
كعقيدة سياسية ، أؤمن أن الذي حرّك الثورات في العالم العربي ، والأزمة الاقتصادية في أوربا - بعد القضاء الإلهي - هو التخطيط الصهيوني .
فقدورد في كتاب ( برتوكولات حكماء صهيون ، البروتوكول الخامس عشر) :
( سنعمل كل ما في وسعنا على منع المؤامرات التي تدبر ضدنا حين نحصل نهائياً على السلطة، متوسلين إليها بعدد من الانقلابات السياسية المفاجئة التي سننظمها بحيث تحدث في وقت واحد في جميع الاقطار) .
وكعقيدة إسلامية أؤمن أن الله عز وجل أجابهم بقوله القديم : ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُر اللهُ وَاللهُ خيْرُ الماكِرين) .. فانقلبت المكيدة على صاحبها .
..هذا تأويلي والله أعلم وهو الطريق الأسلم .

اخر الافلام

.. مساع للتوصل إلى توافق في قمة سويسرا بشأن أوكرانيا للضغط على


.. قائد قوات الدعم السريع: بذلنا كل ما في وسعنا للتوصل إلى حل س




.. الناخب الأميركي على موعد مع مناظرتين جديدتين بين بايدن وترام


.. خلافات في إسرائيل إثر إعلان الجيش -هدنة تكتيكية- في بعض مناط




.. إذاعة الجيش الإسرائيلي: غالانت لم يعرف مسبقا بالهدنة التكتيك