الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤيا:

فلورنس غزلان

2012 / 12 / 30
الادب والفن


رؤيا :ــ
أرقد بعد جولات دماغية تخلط أطراف المدينة ...تُرتب أوراق الخريف في صحن الدار...عَلَّها تحيي موقد الشتاء..أبدأ بنفسي وأنتهي بنسيانها...أطرق النوافذ المغلقة بيد مرتجفة...ولا أسمع سوى صدى الطَرق...رحل الجيران ومعهم....مدى الرؤيا...خَلَت الشرفة من ساكنيها...لكن الحمامة الصديقة مازالت تحط على حاجزها تبحث عن وجوه أليفة... كانت تمنحها الأمان والطعام....لكن الجوع لحق بكليهما..جميل أن أراك ياصديقتي البيضاء....فمازال في السماء حمام!
بياضك يمنح قلبي الفرح بأن البراءة والسلام لم يغادرا فضاءنا...ليتك لاتلحقين بهم...أو لاتصطادك رصاصة طائشة...ليتك ترضي الجلوس إلي لنتحدث....لا أتقن الهديل...لكني أعدك ببعض حبات من الأرز...وعديني بأن تنصتي لحواري الذاتي...فقد اختبأ الصمت بداخلي منذ زمن بعيد...وحين وجدت صوتي...ذهب المستمعون...أما تَعلَمتِ نقل الرسائل...؟ كيف أعَلمكِ لتذهبي إليهم وتعودي بأخبارهم المختفية وراء أمواج الحنين والفقد...بيوت تضطجع من حولي راقدة على قواعدها تنزُ دماً وتغرق كل يوم أكثر...تتسربل بغبار ومطر وضباب....ألن تنتهي مواسم اللجوء؟...لاأملك من طاقة سوى دمي القادر على حراسة ماتركوه من بقايا تنطق على وجود حياة عامرة ...كانت هنا.
أقف مشدوهة في الانهيار، وسرعة الإنسان على تقويض ما عَمَّره دَهراً...بالقرب مني...مسجد وكنيسة ومخيم...يحتضن كل واحد فيهم حلم وذكريات... أخبارٌ غبراء اليوم ...مُسربلة بالحناء البارحة...تتشارك الهَمَّ والموقف والحُلم بغدٍ أفضل...اليوم تتشارك بالدم والموت وغموض الغد...لافضيحة أكبر مما تراه العين...ولا تستطيع البصيرة أن تنكره ...أو تمر عليه دون أن تغُصَ وتختنق بعبراتِ وآلام تفتت أحلامنا إلى قطع من " البَزل " نحاول أن نعيد تشكيلها...فنكتشف أنها ترفض التناسق والإلتزام بخريطة المستقبل المُنتَظر....البعض يريد إخضاعها بقوة البطش ...ومَن يشبهني يُريد أن تلتصق بحثاً عن حاجة كل قطعة لدفء القطعة الأخرى...وفي الوقت نفسه...أشم رائحة جيفة تقترب من بيوت الله...تقدم نفسها كقربان اسماعيل...على مذبح البديل المُهدي...المبارك من يد الله العليا...والمُسَّبِح بآياته ..المُستَحم بفراته والمُنكِر لتعميد اليسوع في الأردن!...فكيف يكون الله مع نبي ويترك الآخر؟...لماذا كانوا رُسُله إلى الأرض إذاً؟
هذه الرؤيا تطاردني كلما وقف الموت ببابي...وطالبني بالتخفي أو الهروب ...لكني لاأحب الإختفاء ولا لعبته الغبية...لاأحب الهرب...بل المواجهة...لاأخاف أحد طالما كنت على حق...الوطن لي ولكم ولهم..فتعالوا نُعيد ألوانه إلى رقعة الخريطة السورية...فكل حُطام سيظل يحاصركم إلى أن تهتدي قلوبكم لمعنى الغفران ...ومعنى المحبة والسلام...لمعنى المواطنة...فالسلاح يتقن الهدم...ولا يعلي البنيان.
...تاريخ أمل...بعد إحباط.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07


.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب




.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج


.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت




.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال