الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقترح من أجل اليونيسكو

مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)

2012 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


الإبراهيميُّ كما سلفه الصالح كوفي أنان لم يتقدم قيد أنملة في ملف الأزمة السورية العاصفة, فلا المبادرات العادية نفعت ولا الملوَّنة الإسعافية. كل الحلول السياسية تذهبُ إلى الحاويات, والمجتمع الدولي ومؤتمرات أصدقاء الشعب السوري أصبحت مؤتمرات حضيضٍ سياسي ومن أجل رفع العتب.

لا يحتاج السوريون إلى اللقطات التذكارية والابتسامات أمام الكاميرات وأعاصير التنديد والشجب والاستنكار, فلديهم زوَّادات من الوجع مليئة بحصيلة اثنين وعشرين شهراً من الضحايا والنازحين والمصابين والمعتقلين, يُضافُ إليها أن ملايين السوريين في مهبِّ كارثةٍ إنسانية مع الضيف ثقيل الظل : الشتاء.

يكاد السوريون أن يغسلوا أيديهم بكل منظفات العالم من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ( الحكومية وغير الحكومية ), فلم يصبح المجتمع الدولي المراقب بحلوله الديزني لاندية بلسمَ آلام للسوريين الذين ينزفون منذ ربيعٍ آخر وللشتاء الثاني على التوالي.

لا يحتاج السوريون اليوم إلى كل المنظمات والجمعيات الإغاثية في العالم, رغم التقارير العديدة التي تصدر بين الفينة والأخرى مشيرة إلى منسوب التضحيات السورية الصاعد, بل يحتاج السوريون إلى قرار رحمةٍ من لدّن منظمة اليونيسكو عبر اقتناء سوريا في قائمة التراث الإنساني للمحافظة عليها, وهنا في هذا المقام ينبغي لها اختيار الاثنين : نظام بشار الأسد, والشعب السوري.

نظام الطاغية بشار : لأنه أعاد سوريا والسوريين إلى المراحل الأولى لنشاط الكائن البشري, أو في أقل تقدير إلى حقبة : اللا كهرباء, اللا ماء, اللا اتصالات, اللا مخابز آلية, اللا وقود, اللا مواصلات, اللا مدارس, اللا انترنت, فهو نظام فشل في تحديث سوريا عبر عقود, لكنه نجح في تأجيج الحنين القسري إلى المجتمعات السورية الأولى, إذ تشهد أسواق البلاد الآن فورة في العودة إلى تفاصيل الحياة السورية – ربما – في زمن الانتداب الفرنسي وقبل أن يطلع علينا البعث الكارثي, لقد أدخلنا طاغية سوريا في الطور الطبيعي للمجتمعات, من دون عناءٍ يذكر.

ولا بديلَ أيضاً عن اختيار الشعب السوري في اللائحة إياها لليونيسكو, كونه شعباً يجيد الرقص على صفيح ساخن جداً منذ اثنين وعشرين شهراً, مُضاهياً النبي أيوب في صبره, رغم عشرات الألوف من الضحايا والجرحى ومئات الآلاف من النازحين في الداخل والخارج, ورغم تحول العديد من كبريات مدنه إلى غرنيكات.

إنها ثورة الأرقام القياسية تلك التي تشهدها البلاد, وكان إيقاف هذا النزيف السوري لا يحتاج من لدّن المجتمع الدولي إلى الأعصاب الجليدية, وإلى القتل الإضافي للسوريين عبر بيانات وتصريحات ومؤتمرات تمدُّ من أجل المعاناة السورية وتبقي السوريين نازفين على درب جلجلتهم وعلى حافة قيامتهم, ولأن مداخل ومخارج المبعوث الدولي الإبراهيمي لا تبشر بخيرٍ في المدى المنظور, إنما هي إهالة للتراب على رأس الثورة, فعلى اليونيسكو الإسراع في زجِّنا على قوائمها لئلا نخرجَ من الثورةِ مُجرّدين من الثورة وخاسرينَ كباراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار