الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام الاخفاقات والفضائح والازمات

فاضل عباس البدراوي

2012 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


استطيع القول، بأن العام الذي غادرنا غير مأسوف عليه، كان طالعه سيئا على العراقيين، عام فتحت فيه وتغلق فيه ملفات خطيرة للفساد بصفقات سياسية فاسدة، من بدايته حتى نهايته، ولا اجد الان حاجة لذكرها، فهي ازكمت انوف حتى الساكنين في ابعد نقطة من العراق، وفاحت روائحها النتنة، الى خارج حدود الوطن. عام صال وجال فيه الارهابيون على ارض الوطن، قتلا بالابرياء، وتدميرا بالممتلكات العامة والخاصة مستغلين السياسة الامنية الفاشلة للحكومة، وكان للفاسدين فيه صولات وجولات في نهب المال العام، والحكومة واطرافها، مشغولة بصراعاتها، التي اغرقت البلاد بأزمات خطيرة، واخطرها قرع طبول الطائفية المقيتة من جديد، لان انتخابات مجالس المحافظات على الابواب والانتخابات النيابية لسيت ببعيد، فالقوى الماسكة بزمام الامور ليست لديها برامج للبناء وتوفير العمل للعاطلين الذين تتزايد اعدادهم عاما بعد عام، وتقديم الخدمات التي يفتقد اليها المواطنون منذ اعوام، والقوانين التي تصب في صالح الفئات الفقيرة والمهمشة، كقانون التقاعد الموحد الجديد وقانون توحيد رواتب الموظفين لانصاف صغارهم، لا تزال مركونة في اروقة مجلس نوابنا العتيد! فقد اصبحت بضاعة القوى المتنفذة، خلق الازمات لاشغال الناس عن همومهم التي تتراكم دون حلول، وهذا هو ديدنهم، واخطر هذه الازمات الازمة الحالية بين المركز والاقليم والازمة الاخيرة بين الشركاء في الادارة الفاشلة للدولة، وما تبع ذلك من تصعيد في الخطاب الطائفي والعنصري من كل الاطراف المتصارعة، دون وازع وطني، من قبل الذين فضلوا المصالح الضيقة، الطائفية والحزبية والاثنية والمناطقية على المصلحة الوطنية العليا، غير مبالين بما ستجلب هذه السياسات المغامرة من مخاطر على وحدة نسيج المجتمع العراقي المتآلف منذ قرون، واقول بدون لبس وغموض بأن العراق سيغرق في بحر من الدماء وسيتمزق البلد على يد هؤلاء السياسيين ان لم يرعووا، ويجنبوا العراق هذا المنزلق الخطير الذي يدفعونه اليه دون مبالاة، بسياساتهم الرعناء، سياسة حافة الهاوية. وجاء الغياب الذي نتمنى ان لا يطول للرئيس جلال الطالباني عن الساحة السياسية دون راع حقيقي لجمع الاطراف المتصارعة وتهدئة الامور وجبر الخواطر.
لكنني لااريد ان ابخس العام حقه، فكانت هناك حالتان ايجابيتان خلال العام، اولهما كانت طبيعية وليست من فعل السياسيين، حيث انعم الله علينا بالمطر الغزير هذا العام، مما ادخل الفرح والسرور في قلوب المزارعين واصحاب الماشية، وفي قلوب الذين يعانون من شحة المياه، لكنها اغاضت الحكومة ووزاراتها ومجالس محافظاتها ومجالسها البلدية الفاشلة، اذ كشفت الامطارعوراتهم، فتحولت شوارع بغداد والمدن الاخرى الى بحيرات ومستنقعات، وانقطاع كامل للطاقة الكهربائية وتوقف لمجاري تصريف المياه، وتقطعت السبل بالناس، وقد كانت هذه وحدها كافية لكشفت حقيقة مشاريعهم الوهمية والفاشلة، واضحت الامور واضحة امام المواطن البسيط، حيث ايقن ان المليارات من الاموال التي رصدت للبنى التحتية ذهبت الى جيوب، من اوكل اليه تنفيذ تلك المشاريع.
اما النقطة الاخرى التي اضاءت ليل العراق المعتم، فكانت نجاح القوى الديمقراطية والليبرالية واليسارية والقانونيين الشرفاء، بانتزاع قرار قضائي اعاد فيه بعض الحقوق لنا نحن المصوتين، وانتزعت اصواتنا من مخالب القطط السمان الذين كانوا يصادرون تلك الاصوات دون وجه حق.
املي ان لا تمتد ازمات العام المنصرم الى عامنا الجديد، اذ ان مفاتيح الحلول بيد العراقيين ليس بيد غيرهم، فأن لم يتمكنوا من فتحها بلسانهم فليفتحوها بأيديهم، عبر الاوراق التي يضعونها في صناديق الاقتراع، فلا سبيل للتغيير الحقيقي سوى ذلك السبيل، لازاحة من فشل خلال عقد من تغيير حقيقي في حياة العراقيين.
اتمنى للشعب العراقي عاما تكتب فيه الانجازات وتقلل فيه الاخفاقات فأنا مع شعبي لناظرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني