الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يفرح العراقيون كسائر البشر

حميد غني جعفر

2012 / 12 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


متى يفرح العراقيون كسائر البشر
تحتفي البشرية جمعاء هذه الأيام بأعياد الميلاد ورأس السنة المجيدة تغمرها الفرحة والبهجة والمسرات في أجواء من المحبة والصفاء والوئام وهي تتطلع إلى الغد الآتي بتفاؤل مفعمة بالثقة في أن يسود السلم والأمن في العالم والعدالة والمساواة والعيش الرغيد ، وفي وقت نهنيء فيه البشرية جمعاء بهذه المناسبة السعيدة ... نجد بلادنا وشعبنا وكأنه في عزلة عن المجتمع البشري في بلاد الأحزان المزمنة وويلات الاحتراب الدامي وحالة القلق والخوف من المصير المجهول المرعب الذي يقود بلادنا إليه هؤلاء الطائفيون المتخلفون الظلاميون الذين لا يريدون للعراقيين العيش في دعة وأمن وسلام ... فهم يسرقون حتى الفرحة والبسمة ومباهج الحياة – الرحبة – ويحرمون الأمل والتطلع لإشراقة غد أفضل ... يرفل فيه العراقيون بالحرية والرفاه والعيش الكريم في ظل وطن آمن مستقر ومجتمع متآخي متماسك تسوده المحبة والصفاء والوئام ... ليشارك الجميع بروحية المواطنة الحقيقية في إعادة بناء وطنهم المدمر وتضميد جراحات الماضي ، فهذا ما لا يروق لهؤلاء الطائفيين المتحجرين لأنه لا يتفق ومصالحهم ومطامعهم الشخصية التي حصلوا عليها بغير وجه حق – وبغفلة من الزمن – بتزوير الشهادات وبكل الأساليب غير المشروعة والمحرمة شرعا وأخلاقا – لا كفاءة ولا نزاهة ولا إخلاص ولا تاريخ – وهم يجهلون أو بالأحرى يتجاهلون التاريخ المشرق للشعب العراقي المتآخي بكل قومياته وأديانه وأطيافه ... فما كان العراقي يفكر قط – قبل عام 2003 - بأي من هذه الهويات الفرعية – الثانوية – ولم يعرف أي منهم ، صديق له أو جار له أو زميل له في العمل وفي الدراسة عن هوية صديقه – الفرعية – شيئا ... إلا كونه عراقيا – وكفى – وشريك له في الوطن الواحد والتاريخ الواحد والنضال المشترك الواحد والمصير الواحد ، وبالتضحيات الجسام لكل أبناء العراق من اولائك المناضلون الحقيقيون المضحون الذين جادوا بأرواحهم الغالية من اجل حرية الوطن وسعادة شعبه من كل مكونات شعبنا وأطيافه القومية والدينية – صغيرها وكبيرها – بنضال موحد مشترك من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب لم يفرقهم دين أو مذهب أو قومية أو طائفة شعب واحد موحد في كل تاريخه العريق وبالدم الطهور لكل العراقيين سقيت وتعمدت تربة هذا الوطن المعطاء ، وليس لأية قومية أو دين أو طائفة بأفضلية على الأخرى إطلاقا بأي شكل من الأشكال .
لكن هؤلاء الطائفيين الطارئين على الوطنية وعلى العمل السياسي يهدفون إلى تفريق وتمزيق وحدة الشعب خدمة لمصالحهم والمتحالفين معهم – أجنبيا وإقليميا – فهم يسعون لاستعداء أبناء الشعب الواحد – البعض ضد البعض – للعودة بالشعب والبلاد إلى سنوات الدم – 2006 – 2007 – المأساوية ، فلقد اغتنوا وأثروا هؤلاء الطائفيون الذباحون على حساب الدماء الزكية لأبناء شعبنا الأبرياء ... فكان السلب والنهب والابتزاز والاغتصاب ... فوضى رهيبة عارمة سادت البلاد ارتكبت في ظلها أبشع الجرائم وكل المحرمات – الشرعية منها والأخلاقية – لكن الشعب قد وعى هذه الحقيقة – حقيقة من المستفيد من اقتتال الأخوة أبناء الوطن الواحد والتاريخ والنضال الواحد والمصير الواحد ، لكن هؤلاء الانتهازيين والوصوليين والمصلحيين لا زالوا يسعون لتأجيج نار الفتنة الطائفية ولم يكتفوا بما سفكت من دماء بريئة ... وها هي تلوح في الأفق – من جديد – تلك السنوات الدامية سنوات القتل على الهوية ، ففي خطبة بهلوانية – قبل أيام – لأحد هؤلاء الطائفيين المتخلفين – وهو عضو في البرلمان وممثل للشعب .. !! العلواني يأجج نار الفتنة ويهاجم بعنف وبلا حياء وبلا دنى شعور بالمسؤولية – كممثل للشعب – الطائفة الأخرى متهما إياها شتى الاتهامات وينعتها بأقذر النعوت ، ولا نريد هنا الرد على هذا النائب المسعور أو الدفاع عن الطائفة الأخرى لأننا نرفض الطائفية المقيتة بشكل قاطع ولسنا مع أية طائفة ... لكننا مع شعبنا في وحدته وتلاحمه وتماسكه ندافع عن شعبنا وشبيبته – بصفة خاصة – وندعوها إلى عدم الانجرار بعواطفها – الساذجة – وراء هذه الفتنة التي تحرق الأخضر واليابس ، والمستفيد الوحيد هم هؤلاء المارقين ... وعلى شعبنا وشبيبتنا الواعية وحدة الصف ووحدة الإرادة للوقوف بوجه هذه الفتنة والدفاع عن مستقبل بلادنا ووطننا الذبيح على أيدي هؤلاء الذين يقودونا إلى الهاوية إلى مستقبل مجهول لا تحمد عقباه ... ولتكن هويتنا جميعا هو العراق بلا أية مسميات أخرى ... فهؤلاء الطائفيون الظلاميون يعيشون على نمط من التحجر الفكري والسلوكيات المتخلفة ... فهم أحرار في اختيار نمط حياتهم وتفكيرهم وسلوكياتهم ولهم الحق في ان يعيشوا كما يشاءون ، لكن ليس من حقهم البتة فرض هذا النمط من التفكير والسلوكيات المتخلفة على المجتمع عامة – مهما كانت الذرائع والمبررات لان المجتمع العراقي متعدد الألوان والأطياف ولكل دينه وقوميته – التي يعتز بها ويدافع عنها – وأيضا لكل ثقافته ومفاهيمه وتطلعاته في الحياة ، فليس من حق هذه الطائفة أو تلك فرض نمط تفكيرها أو دينها أو مذهبها على المجتمع ، فالدين لله لكن الوطن ملك الجميع وهم ليسوا أوصياء الله على خلقه ، لكن هؤلاء الطائفيين يريدون نشر ما في عقولهم من ظلام وتخلف على المجتمع عامة ... فهذا صاحب اللاءات الأربع الشهيرة – قبل فترة – يحرم حتى الغناء ... لا للغناء ... لا للسفور ... لا للخمور ... لا للقمار وكأنه وصي الله على خلقه ، فالناس أحرار في سلوكيتهم شريطة أن لا يتجاوز حدود الآداب العامة للمجتمع ويسيء للآخرين ، وطائفي آخر يدعو إلى انتخاب جماعة المذهب على – صكاطهم – بحسب تعبيره باللهجة العامية ... فلماذا يا شيخنا الجليل ننتخب هؤلاء على – صكاطهم – أليس في العراق وطنيون شرفاء مخلصون نزيهون كفوؤون فأي دين وأي مذهب هذا الذي يقر أو يقبل بانتخاب اللصوص والسراق والمزورون والمختلسون سراق أموال الشعب البائس ، وقبل ذالك بفترة دعا أحد المراجع – المقيم في طهران – بفتوى تحريم التصويت للعلمانيين ... ترى بأي منطق يتحدث هؤلاء ؟ ونحن في القرن الحادي والعشرون ... واليوم يأتي العلواني و العيساوي والمطلك ليزيدوا النار حطبا بدعوتهم للمواجهة والنزول إلى الشارع ... باستغلالهم للطائفة والعشيرة بعقلية قبلية متخلفة حتى استجاب لدعوتهم من هم على شاكلتهم من الطائفيين المتعصبين والمتحجرين ليقطعوا الشارع الدولي ولا زالوا معتصمين هناك ولا زالت تظاهراتهم مستمرة يدفعهم لذالك كل أعداء العراق من البعثيين والإرهابيين القتلة ومن الدول الإقليمية الممولة لكل هذه التحركات والنشاطات التخريبية ، ويعيش العراقيون الرعب والقلق والخوف من المصير المجهول ، فمتى يفيق العراقيون ويعوا ما هم فيه من محنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي