الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الشخصية الشيعية اقل استقلال من الشخصية السنية؟

مالوم ابو رغيف

2012 / 12 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اراد السيد صالح المطلك نائب رئيس وزراء {الحكومة} العراقية ان يستمر بالرقص على الحبلين، يضع قدما على حبل يربطه بالحكومة حيث الراتب الضخم والحماية المدججة بالاسلحة الرشاشة والسيارات المدرعة والقصور العامرة ورحلات العلاج والراحة والاستجمام المدفوعة الثمن والحصول على كافة الامتيازات الاخرى التي تجعله يحيى حياة الملوك والسلاطين.
ويضع القدم الثانية على حبل يحاول ان يكون حبل وصل مع المتظاهرين المحتجين على الحكومة التي هو، اي المطلك، جزء منها، بل وراس كبيرة فيها.
ومهما كان رأينا بالمظاهرة من حيث طائفية الاهداف والشعارات، الا ان علينا الاشارة الى ان المتظاهرين في الانبار لم تفت عليهم الاعيب المطلق، فهم اولاد الكرية وكلمن يعرف اخية، مثل ما يقول المثل العراقي، او مثل ما يقول المصريون، متروحش تبيع المية بحارة السقايين.

المتظاهرون لم يمهلوا المطلك كثيرا، فما ان اعتلى المنصة حتى نزل باسرع مما صعد. قبل ان يفتح فمه بحرف واحد، نزل هاربا لائذا بحمايته، مهرولا نحو سيارته، متبوعا بهتافات الله واكبر الهستيرية. فما كان من حمايته الملاحقة بوابل الاحذية والحجارة، الا ان تطلق النار في الهواء وتوقع خمسة عشر اصابة بصفوف المتظاهرين.
قطع المتظاهرون على المطلك حبل الوصل، واجبروه ان يختار بعيدا عنهم على اي حبل يود ان يرقص، حبل الحكومة او حبلهم، ان يبدو على حقيقته كاملة وليس على نصفها، فالناس، حتى الطائفين منهم، جزعت وملت من انصاف الوجوه وانصاف الحلول وانصاف الحقائق. السياسة في عهد الفضائيات اصبحت مثل الحب
ومثل ما يقول نزار قباني
لا توجد منطقة وسطى بين الجنة وبين النار.

المطلك، وكما هي عادة السياسين العراقيين، لجأ الى الكذب الصريح المفضوح، فادعى بان ما تعرض له كان محاولة اثمة لاغتياله، لكنه لم يتهم جهة ولم يذكر اسما، كلامه كان على عواهنه، مجرد سفسطة للتخفيف من فضيحته’ لكن يصبح مثل اللغو يظل بائرا لن يشتريه احد. كلام لا يثير الانتباه ولا الشفقة ولا التعاطف، بل يثير الضحك والاستهزاء.
لقد استحسنت عمل المتظاهرين في الانبار بطرد المطلك، وتسائلت:
لماذا يستقبل الشيعة كل الراقصين على الحبال بود يبلغ حدود البلاهة والغباء المركب؟
الشيعة لا يكتفون بالترحيب باصحاب الوجوه المتعددة بل يرقصون امامهم ويهتفون باسمهم ويسألون الله ان يديم ظلهم!!
وانا ارى المالكي والشهرستاني وامين بغداد الجديد ومحافظها العتيق، الذين خرجوا يتفرجون على بيوت الناس المنكوبة وعلى الشوارع الغارقة بمياه الامطار، تسائلت لماذا لم يخرج الناس اليهم ويرمونهم بالطين والوحل واكياس القمامة.؟
اعتقدت ان قسم من هذا الشعب يحب ان يُخدع، يحب ان يُستغشم، يحب ان يُظلم ليبكي ويلطم.
اعتقدت ايضا وربما اكون على خطأ، بان الشخصية السنية اكثر استقلالا من الشخصية الشيعية التي تلقى الفعل دون ان تبدي رد فعل، شخصية وكانها تعودت على البكاء وعلى الحزن حتى اصبح جزء من مكونات جيناتها الوراثية، وتربت على انتظار امام غائب يخلصها مما هي فيه من عذاب، ورغم كل الكوارث التي مرت بها لا زالت مشغولة بعلامات الظهور!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علقوا في الهواء رأسا على عقب.. شاهد ما حدث لعشرات ركاب لعبة


.. هنية: رد حماس يتوافق مع مبادئ مقترح بايدن للتهدئة




.. صلاة عيد الأضحى في المستشفى الميداني الإماراتي في #رفح بمشار


.. مسؤولون أميركيون: الولايات المتحدة نفذت ضربة جوية استهدفت زع




.. الغارديان: نتنياهو يخوض حربا على جبهتين ولا توجد نهاية في ال