الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شخص المالكي وحكومته نفيد من المتاح سعيا الى المستحيل

منير حداد

2012 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


شخص المالكي وحكومته
نفيد من المتاح سعيا الى المستحيل


القاضي منير حداد
توالت الوقائع على اثبات مصداقية التحلي بالديمقراطية، صبرا على الاستفزازات المستمرة للحكومة، بدءاً من رأسها وانتهاءً بالعاملين في مبنى مجلس الوزراء.
اختبارات للمنهج الديمقراطي، شهدناها بشكل شخصي وعام، بعد 9 نيسان 2003، نجحت خلال الحكومة بالترفع عن ان تنجر الى مهاترات الرد على من يسيء لها، لكنها لا تفرط بحق العراق قولا وفعلا.
ما اثبت ان الحكومة لديها خطة منهجية تنفذها، وفق ظروف البلد في هذه المرحلة، اما المتطفلين على رهط القافلة وهي تسير صفا نحو اهدافها، فلا تعنى به، الا خيرا، قدر ما يمنحها من فرصة لانتشاله من الاوهام التي ستلتف عليه، فاصمة عرى انتمائه للتجربة الوطنية، بمخاضاتها النبيلة.
وهنا لا بد من الانصاف في القول، وانا ارى (سبتايتل) قناة (البغدادية) الفضائية، يدور على مدى يومين، بتنصيص التقط بذكاء اعلامي من حديثي للقناة بشأن نصيحة قدمتها لرئيس الوزراء نوري المالكي، من خلال عمود نشرته في المواقع الالكترونية والصحف الورقية، احث فيه شخص وحكومة المالكي على عدم الاحتفاظ بالملفات؛ لأن طول المدة تحوله من مشتك أو شاهد، الى شريك بالجريمة؛ على اعتبار حجب معلومة عن الجهات المعنية؛ يتيح للمجرم فرصة الهرب.. فالتا بإثمه ويمكنه من الحاق اذى بمزيد من الابرياء، كانوا سينجون لو انه القي القبض عليه.
وتلك بحد ذاتها نعمة ديمقراطية استنزلتها ظروف التحرر من مخالب الديكتاتورية؛ اذ تساءلت، وانا انشر العمود في حينه، وعندما تحدثت عن النصيحة تلفزيونيا وحين واصل الاعلام تداولها، من دون ان يستفز المالكي، انما عمل بمبدأ الرسول محمد (ص) بحديثه الشريف: رحم الله من اهداني أخطائي: هل كان صدام سيرحم ناصحا لا يبجل اخطاءه.
في حين اجاراءات الحكومة العراقية الحالية، اذا اخفقت، فهي ليست اخطاءً.. إن شاء الله.. انما اجتهادات تخطئ بحكم ظرف ما عارض ينحرف بها عن مسار الرهط الذي نوهنا به قبل سطور، او تتواصل القياسات على الوتيرة ذاتها، فتعزز من سدادة التوجهات المرجوة من الفكرة المبوبة في اجتهاد اجرائي يتضمن عدة احتمالات مفتوحة على غيب لا يعلمه الا الله.
بل حتى الراسخون في العلم عجزوا عن استكناه ردة فعل الانسان العراقي؛ لانه شخصية غير قياسية، لن تجد.. لا حكومة المالكي ولا سواها، ثابتا محوريا تدور حوله دورة كاملة؛ لأن الفرد في المجتمع العراقي، يتنكر لنصف المعلومة ويتقاطع مع النصف الثاني، وفي ايسر الاحوال، يفرط بما بين يديه، كي يدمر ما في يد الآخرين.
هات حكومة تفلح في تهدئة انسان بهذه الفوضى، كي يصيخ السمع مصغيا لخطاب تأملي، يتضامن معه عن قناعة ووعي؛ فاعلين بحيث يتحولان الى سلوك وسط المجتمع، اسماه الفيلسوف الفرنسي غرامش، بالمثقف العضوي.
ما تفاءلت به، هو هل كان الطاغية المقبور صدام حسين يسمح لاحد بإسداء نصيحة لـ (الحكيم القائد الملهم المفكر بطل التحرير القومي وصانع النصر والسلام المنصور بالله... حفظه الله ورعاه)؟
وهل كان سيسمح لجريدة او موقع الكتروني بنشرها ولقناة ببثها وسبتايتل باستعراضها؟ تلك تضافرا مع سواها من واجبات حكومية لو استوفاها العراقيون، لتحقق حلم الجنة الموعودة في بلاد الرافدين، وان غدا لناظره لقريب.
كما اجد في فكرة (المخبر السري) ثقافة صدامية تستمد نحسها من عهد غابر، علينا اجتثاث تبعاته كسياقات تغنينا عن اجتثاث الافراد، لأن غياب السياق يضيق الفرصة على الفرد الموتور للنيل من الوطن.
هل كان صدام سيتقبل مني او من سواي، بل حتى من اعضاء مجلسي الوزراء والثورة والقيادتين القومية والقطرية، نصيحة بالكف عن تشجيع كتاب التقارير التي هجمت بيوت الناس في كثير من الحالات تنكيلا لتصفية حسابات شخصية.
إذن فلننعم بالمدى المفتوح امام الحرية، الذي كفله الدستور والتزمته الحكومة، وننسق خطواتنا في السير نحو الخلاص بوعي وطني يفيد من المتاح سعيا الى المستحي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد