الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في نهاية العام لا بد من كلمة

حسام أبو ستة

2012 / 12 / 31
القضية الفلسطينية


ربما يدرك بعضنا أن تلك الأجواء الإيجابية التي تبشر بها قيادات حركة حماس وفتح شعبنا بقرب انتهاء الانقسام، خاصة بعد العدوان الأخير على قطاع غزة، وانضمام فلسطين كدولة غير عضو في المنظمة الدولية، ما هي إلا حلقة من ضمن سلسلة حملات للعلاقات العامة التي يلجأ لها كلا الطرفين عندما تفرض عليهم مصالحهم السلطوية ضرورة الحديث عن المصالحة، ويمكن للمشكك بذلك أن يراجع الأجندة الزمنية لمفاوضات المصالحة التي كانت تعقد على مدار سنوات الانقسام الماضية منذ 15 آذار من عام 2011 حيث خروج آلاف الشباب الفلسطيني من اجل إنهاء الانقسام مرورا باتفاق مكة وحوارات القاهرة الأولى واتفاق الدوحة حتى اتفاق القاهرة الأخير، وأن يقرأ الواقع السياسي لكلا الحركتين في حينها.

باعتقادي إن تلك الأجواء لن تدوم أكثر من أيام أو أسابيع قليلة قادمة، بل وإن بعض بوادر تعكير تلك الأجواء قد طفا على سطح صفحات الإعلام كتصريحات وردود ومناكفات إعلامية من كلا الطرفين، لعل أحدثها ما يدور اليوم من حديث في الساحة السياسة عن تهديد الرئيس بحل السلطة وتسليم إدارة الضفة الغربية للاحتلال، والذي لا اختلف معه كأحد الخيارات التي يجب أن تدرس فلسطينيا ضمن مشروع وطني وحدوي قائم على أساس المقاومة بكافة أشكالها، لكن المتابع للشأن السياسي الفلسطيني يدرك بأن هذه التصريحات يراد منها العودة للمفاوضات من اجل إنقاذ الوضع الاقتصادي للسلطة ووقف التوغل الاستيطاني في الضفة الغربية، وهذا لا يخفى على أحد فعادة ما تصرح به معظم قيادة السلطة.

هذه التصريحات على ما يبدو أثارة عند حركة حماس الرغبة إلى حد كبير في مزيد من الحكم والسلطة، وهذا ما كان واضحا بتصريحات أحد قيادات الحركة التي دعا من خلالها الرئيس لتسليم السلطة في الضفة الغربية لحركة حماس على قاعدة "الأقربون أولى بالسلطة"، ذلك بدلا من دعوته لإنهاء الانقسام بأسرع وقت وضرورة الاتفاق على برنامج وطني لمواجهة تحديات الاحتلال التي تعصف بمستقبل الدولة بما فيها تهويد القدس وتوغل الاستيطان.

هذه التصريحات وتلك الردود، تضعنا أمام حصيلة الانجازات السياسية للقيادات الفلسطينية في هذا العام وحقيقة تطلعاتها للعام القادم، فها هو عام 2012 يغادرنا شاهدا على استمرار الانقسام، وهرولة البعض نحو المفاوضات، ورغبة الآخر القوية للتفرد بالحكم والسلطة، مما ينذر بأن جل تطلعات قيادتنا للعام القادم محصورة بين عودة للمفاوضات في الضفة وتثبيت واستقرار للحكم في غزة، ومن دون شك استمرار للانقسام عام آخر.

هذا بالطبع إن لم يكن للشعب الفلسطيني في ذلك الشأن كلمة فصل تدحض كل ما ادعيته من قراءة للواقع السياسي في العام الماضي وآفاق تطوره خلال العام القادم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: أسقطنا طائرة إسرائيلية من نوع -سكاي لارك- وسيطر


.. بالخريطة التفاعلية.. جيش الاحتلال يعود لمخيم جباليا ويكثف غا




.. صرخات فتاة فلسطينية على وقع القصف الإسرائيلي على قطاع غزة


.. رسميا.. مبابي يغادر باريس سان جيرمان نهاية الموسم الحالي




.. نٌقلوا للمستشفى.. دبابير تلدغ جنودا إسرائيليين في غزة بعدما